"الميتاڤيرس" تغزو عالم السياحة
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
د. خالد بن عبد الوهاب البلوشي
ظهرت في بدايات هذا العام أحاديث ولقاءات ومؤتمرات عن تقنية "الميتاڤيرس"، والتي تعني "ما بعد الواقع" باللغة اليونانية؛ حيث تبنى المصطلح مؤسس شركة "فيسبوك" مارك زوكربيرج.
ولكن لم يأتِ المُسمى من الفراغ؛ فأهداف هذه التقنية أهداف اقتصادية خارجة عن المألوف؛ حيث صرح بعض الاقتصاديين بأن العوائد المادية المتوقعة منها بنهاية عام 2025 قد تتعدى خمسة تريليونات دولار أمريكي.
فهل نحن مستعدون لهذا الغزو الرقمي سؤال يطرح نفسه على كافة شركاء قطاع السياحة في العالم وفي سلطنة عُمان على الأخص؟
تعمل تقنية الميتاڤيرس من خلال تطبيقات الواقع الافتراضي وإنترنت الأشياء والواقع المُعزز من خلال مستشعرات حسية دقيقة جدًا؛ سواءً كانت نظارات "VR" أو قفازات تفاعلية لإتاحة الفرصة للسياح للسفر والتجوال بين البلدان من خلال شخصيات افتراضية يختارها المتجول. كما تتاح له فرصة التفاعل مع الجهة أو الموقع السياحي من خلال تطبيقات الميتاڤيرس.
ومنذ ظهور تطبيقات الميتاڤيرس، ظهرت شريحة كبيرة من المستثمرين في هذا القطاع. وتعمل تقنيات وتطبيقات الميتاڤيرس على الترويج السياحي وفتح آفاق استثمارية يُمكن الاستعانة بها والاعتماد عليها مستقبلًا؛ لذلك من المهم أن نستعد لهذه الثورة الرقمية والعمل على توحيد منصات الميتاڤيرس في سلطنة عُمان، وخلق شركات بين قطاع السياحة والطيران، إضافة إلى التراث والذي يُعد أحد القطاعات التي تبوأت هذا العالم الافتراضي.
وعلى سبيل المثال، حول ما قد تقدمه تطبيقات الميتاڤيرس؛ هو خلق بيئة ثلاثية الأبعاد ومثال على إمكانية استخدام التطبيق لدينا قلعة نزوى أو حصن جبرين أو مجلس الجن أو كهف الهوتة وزيارة بلاد سيت أو الإبحار في أعماق البحار ومُشاهدة الشُعب المرجانية أو زيارة متحف عُمان عبر الزمان أو المتحف الوطني أو تسلق جبل الشمس أو الجبل الأخضر والتجول في دار الأوبرا السلطانية ومشاهدة أحد العروض العالمية.
كل ذلك يحدث وأنت في منزلك، نحن بحاجة إلى بنية تحتية أساسية تكنولوجية متقدمة ودعمها بعمالة وطنية مدربة ومؤهلة لقيادة هذه الثورة التقنية، والتي بدورها ستتولى تقديم الدعم التقني المطلوب لهذه المنصات.
وتعد هذه التقنية التي استحوذت بكل جدارة على تطبيقات الهواتف المحمولة والإنترنت أسرع تقنية في تاريخ الثورة الصناعية الرابعة. وللمؤسسات الصغيرة والمتوسطة دورٌ مهمٌ وفعّال؛ حيث تمثل هذه المؤسسات جيل الشباب والذي يعمل دائمًا على أن تكون لديه رؤية للمستقبل بكافة الطرق.
المنافسة على أوجها بين شركتي Microsoft وApple وكذلك Epic Games، من خلال خلق مجتمعات افتراضية ليس لها نهاية أو بداية ومتجددة دائمًا. ومن المتوقع أن تسيطر تطبيقات الميتاڤيرس على قطاعات سياحية متنوعة؛ حيث أثبتت الدراسات أنه متوقع أن يصل عدد مستخدمي تطبيقات الميتاڤيرس إلى حوالي مليار مستخدم.
إن الدمج ما بين الواقع والخيال بات أمرًا حتميًا، لكن يجب أن نعلم أنه مهما وصلت إليه التقنيات في هذا العالم، فإنَّ السائح لن يتنازل أو يستغني عن التجربة السياحية الواقعية ذات البُعد الإنساني والثقافي.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الصحة النيابية: مؤتمر السياحة العلاجية يهدف للتعريف بحجم الخدمات العلاجية وجذب الاستثمارات
الاقتصاد نيوز - بغداد
أكدت لجنة الصحة والبيئة النيابية، الأحد، أن مؤتمر السياحة العلاجية يهدف الى التعريف بحجم الخدمات العلاجية وجذب الاستثمارات.
وقال رئيس اللجنة، ماجد شنكالي، في كلمة له خلال المؤتمر العراقي الأول للسياحة العلاجية، وتابعته "الاقتصاد نيوز"، إن "هذا المؤتمر أو المعرض للسياحة العلاجية في العراق يعد الأول من نوعه وأمراً مهماً جدا بالنسبة للمواطنين"، مبينا أن "هنالك تجربة جديدة سواء من خلال التشغيل المشترك للمستشفيات الحديثة أو من خلال قسم الإخلاء والاستقدام الطبي".
وأضاف شنكالي أن "هناك استقداماً لفرق طبية خارجية، حيث تم تقديم تقرير إخلاء بشكل كبير ومفصل"، مشيرا الى أن "المؤتمر سيعرف العراقيين على طبيعة حجم الخدمات العلاجية الموجودة في العراق وأيضا جذب الاستثمارات الأجنبية لفتح فروع لها في البلاد، بدلاً من إرسال المرضى الى الخارج لتلقي العلاج".
وأشار الى ان "الحكومة والبرلمان يسعيان من خلال هذه المؤتمرات الى إعطاء أهمية كبيرة لهذا الموضوع في المستقبل، وكذلك جذب أي استثمار يحتاج الى تسهيلات من ناحية الضرائب وإعطاء الموافقات ومنح توفير الأراضي، حيث ستعود هذه التسهيلات على المواطن العراقي بالفائدة الكبيرة، وبأقل تكاليف من ناحية السكن والعلاج عند السفر، وهذا يمثل ما يقارب 40% الى 50% من حجم النفقات الفعلية فقط، حيث سيساهم في تقليل الكلفة على المواطن العراقي".
بدوره أوضح مدير قسم الإخلاء والاستقدام الطبي في مكتب وزير الصحة، أحمد الطبأطبائي، أن "مؤتمر السياحة العلاجية في العراق يعد من المؤتمرات المهمة في العراق، وبرعاية الحكومة العراقية وبإشراف من قبل وزارة الصحة"، لافتا الى ان "المؤتمر يهدف للاستفادة من جميع التجارب والخبرات في الدول التي نهضت بنظامها الصحي لإعداد نظام صحي رصين وسليم يخدم المواطنين جميعا ويقدم خدمة طبية، والتركيز على نقاط القوة في نظامنا الصحي ودعمها وكذلك تشخيص نقاط الضعف وأيضا إسنادها وتقويمها".
وبين ،أن" النظام الصحي يهدف الى مشاركة الخبرات وكذلك طرح بعض الأفكار الواجبة ومن الممكن أن تطبق اليوم في الواقع الصحي باعتبار أن النظام الصحة هو نظام تكاملي وليد الساعة بين فترة وفترة يحتاج الى تطوير والى دعم خاص، مؤكداً أن "الحكومة العراقية جادة في البرنامج ،حيث قمنا بدعوة أكثر من دولة لزيارة العراق، أولاً لمعرفة هذا البلد ومعرفة الإمكانيات المتوفرة وبالدرجة الثانية الاستفادة من نقاطهم للتجارب السابقة كونها تكون ركيزة أساسية في الانطلاق وتختصر أيضا الطريق في تطوير وتقييم النظام الصحي العراقي".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام