جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-24@18:37:34 GMT

مشاعل النور تضيء مدارسنا

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

مشاعل النور تضيء مدارسنا

 

حمود الحاتمي

alhatmihumood@gmail.com

 

صباح يوم السابع والعشرين من أغسطس تتوقد همم، وتضيء مشاعل تزاحم أشعة الشمس، صباح يوم الأحد ستشعر أنه يوم استثنائي.. يوم تعلوه الهمة والنشاط.

المدارس مع موعد جديد وعهد جديد. تتجدد الوجوه بين مستقبل ومودع إلى مدرسة أخرى. آخر ومن يودع المهنة بعد سنوات العمر التي انقضت في التربية والتعليم.

يوم الأحد السابع والعشرين من أغسطس هو بداية عهد جديد مع بداية عام حافل بالعطاء.

هنيئًا لكل تربوي بداية العام الدراسي الجديد والذي قد يشكل بداية لحياة عملية لبعض التربويين وعهد جديد لآخرين منهم.

لا شك أن الجميع قد وقف وقفة مراجعة مع ذاته وراجع ما قدمه وعرف جوانب تحتاج منه إلى تطوير وتجديد حتى لا يصبح نسخة من العام الماضي فالحياة تتجدد وإن لم تتجدد معها تصبح من بقايا الماضي. هناك من لا يفرق بين سنوات خدمة وسنوات خبرة سنوات الخدمة تجده يكرر نفسه فيها دون إضافة لفكره وقلة في الإنتاج، بينما صاحب سنوات الخبرة يستثمر خبرته مع ما يكتسبه من معارف جديدة تبدو ظاهرة للعيان في عمله ونتاجه.

هناك من يتكئ على خدمة السنين التي قضاها في العمل دون أن يكلف نفسه تجديد المعارف لديه، وجدير ذكره أن المعارف التربوية تتجدد بسرعة هائلة وقد تكون أعلى من باقي المعارف نظرا لتطور التربية والاهتمام بها وصارت وسيلة تنمية للأمم والشعوب.

ومع هذا التطور الهائل للمعرفة حريٌ بنا أن نكون مواكبين لها بكل ما أوتينا من قوة مستثمرين كل إمكانات متوافرة وفي أي مكان نجدها.

لا يساورنا شك أن المجتمع ينظر إلى المجتمع التربوي نظرة تقدير وإعلاء من شأنه، كيف لا وقد استأمنه على فلذة كبده ويشاركه التربية والتعليم له.

إن المؤسسة التربوية بكل فئاتها أمامها مسؤولية كبيرة اتجاه هذا الوطن فعليها تخطيط سليم وتنفيذ أمين يبدأ من المعلم وينتهي عند أعلى سلطة تربوية.

عزيزي المُعلم.. عليك أن تنظر إلى الطالب الذي تستقبله بعد أسبوع على أنه مشروع حضاري أنت ساهمت في بنائه حتى يكتمل فتحرص على نجاح هذا المشروع؛ ففي قادم الوقت سيصبح هذا المشروع إنجازا يُفاخر الوطن به فما أجمله من شعور!

عزيزي المعلم.. يوجد في الميدان محفز ومثبط فكن دائمًا مع الله الذي يدعوك إلى إتقان العمل ويعدك بالثواب الجزيل؛ فاستمع إلى المحفز واستأنس برأيه وكن على وعي بما أحاط بذلك المثبط حتى ما وصل إليه وتجنب الهفوات التي وقع فيها.

تغادرنا هذا العام كوكبة من التربويين ممن أناروا دروب العلم وضحوا بجهدهم ووقتهم ومالهم من أجل عمان وأبناء عمان، كانوا أوفياء لمهنة التعليم وأخلصوا لها وتخرج على أيديهم أفواج من الطلبة والطالبات هم اليوم يقودون المسيرة في مواقع كثيرة من العمل الوطني.

ستظل بصماتهم تضيء جنبات مدارسنا، ولعل الوزارة قد غفلت عن تكريمهم في ختام عملهم ولكنهم في عقول طلابهم أسماءً محفورة بالذهب زكية الذكر والسيرة الحسنة وهذا أعظم تكريم للمعلم.

لا أدري لماذا وزارتنا الموقرة لا تستفيد من هذه النجوم اللامعة، كما تسمى في أدبيات الموارد البشرية والاستفاده من خبراتها؛ كأن تخصص لهم يومًا للمتقاعدين أو تكوين مجالس استشارية كما هو معمول به في دول أخرى.

ختامًا.. أهمس في أذن كل معلم ومعلمة التحق بمهنة التعليم، وأقول إن مهنة التعليم مهنة ممتعة متى ما تعاملنا معها على أنها مهنة إنسانية فيها حب للمهنة وحب واحترام مُتبادل بين الطالب ومعلمه.. مهنة تحتاج إلى صبر ومثابرة ومتابعة مستمرة لمستجدات التعليم وعدم الركون إلى الدعة والكسل. لذا استثمر كل مصادر المعرفة واستفد من خبرات من سبقوك ولا تستصغر كل معرفة ومهارة.

وفقنا الله تعالى لخدمة هذا الوطن الغالي تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- يحفظه الله ويرعاه- وكل عام وعُمان في تقدم ونماء.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عيد الشرطة 73| 25 يناير يوم خالد في تاريخ مصر.. تضحيات رجال الشرطة وبطولاتهم تضيء درب الوطن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

«25 يناير».. أحد أهم أيام التاريخ في مصر نظرًا لما شهده من أحداث وتضحيات قدمها رجال الشرطة في معركة الإسماعيلية الشهيرة ضد الاحتلال الإنجليزي، والذى سجل فيه رجال الشرطة نموذجًا للدفاع عن أرض وعرض المصريين ضد احتلال متغطرس، والتى راح ضحيتها خمسون شهيدًا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952، بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي.

25 يناير 1952  والذى يُمثل تكريماً لذكرى رجال واجهوا قدرهم بشجاعة وإستبسال وكانت صلابتهم من صلابة وطن عريق وكان عطاؤهم من فيض عطائه وعزتهم من علو قدره ومكانته.

لقد واجه رجال الشرطة في هذا اليوم الخالد المعتدين بكل شجاعة وإقدام وسطروا مع أبناء شعبهم أروع البطولات لتجسد أحداث معركة الإسماعيلية حلقة فى تاريخ النضال الوطنى لشعب عظيم يتكاتف مع قيادته ومؤسساته عبر السنين، من أجل الحفاظ على سيادة الوطن وإعلاء رايته خفاقة فوق أحقاد الطامعين وكيد المتربصين.

مضى 73 عامًا على معركة الشرطة المصرية ضد القوات البريطانية في 25 يناير 1952 في الإسماعيلية، والتي خلدت بطولة فريدة من الكفاح الشعبي، وإحدى شرارات ثورة يوليو بعد أن رفض رجال الشرطة إخلاء مبنى المحافظة للقوات الإنجليزية ليسقط فيها نحو 50 شهيدًا و80 جريحًا، ليكون أحد أبطالها «اليوزباشي مصطفى رفعت».

بأحرف من فداء وحب الوطن سطر «رفعت» اسمه في سجلات الشرطة المصرية ليظل أيقونة بارزة بتصديه للقوات البريطانية بشجاعة وبسالة، ومساندة أهالي الإسماعيلية، ليوجه له التحية الجنرال ماتيوس قائد قوات الاحتلال الإنجليزي في منطقة القناة بالكامل، قبل أن يتوصلوا لاتفاق وقف القتال بشرط نقل المصابين والخروج الكريم للضباط المصريين، وهو ما تحقق بالفعل ليكون عيدا قوميا للمحافظة، ثم الشرطة بأكملها.

دور اللواء مصطفى رفعت البارز مازال حاضرا في عيد الشرطة رغم وفاته قبل عدة أعوام حيث حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على تكريم أسرته من زوجته نائلة عبدالله محمد، ونجليه محمد، وألفت مصطفى رفعت كما تم تجسيد الملحمة الشعبية ودوره القيادي الباسل ضمن الفيلم التسجيلي «يوم التحدي».

«لم نكن ندافع عن أنفسنا أو مواقعنا بل كانت المدينة بكاملها تدافع ضد اجتياحها».. بهذه الكلمات عبر البطل الراحل عن دوافع الملحمة حينذاك، في أحد حواراته الصحفية السابقة، موضحا أنه جرت اتصالات بينه وبين وزير الداخلية حينذاك فؤاد سراج الدين، حيث شرح له الأمر وسقوط العساكر، قائلا: «سألني إيه قراركم، أجبت القرار قرار العساكر كلها، وهو لن نخرج ولن نستسلم، سنقاوم لآخر طلقة ولن يتسلموا إلا جثثا هامدة، ليرد عليه الوزير بقوله شدوا حيلكم».

«شجاعة ضابط مصري».. كان عنوان أحد الأخبار التي نشرتها صحيفة «الأهرام»، في صفحتها الأولى باليوم التالي، 26 يناير 1952، لتسرد فيه قصة البطل الراحل وبسالته وشجاعته والإعجاب الضخم الذي حصده بين الإنجليز.

درس «رفعت» ضمن بعثة دراسية في إنجلترا، عام 1951، ثم عاد منها ليصبح مدرسا بكلية البوليس، ولكنه تأثر لاحقا بالأحداث الوطنية في البلاد والفدائيين، لذلك تطوع لتدريب المقاومة في القنال، وطلب نقله للخدمة في الإسماعيلية، ليكون بطلا قوميا في تلك الملحمة الشعبية التي صمدت فيها قوات الشرطة المصرية ببنادقهم الخشبية أمام الاحتلال البريطاني، ليجرى اعتقاله وعزله من عمله بالبوليس، قبل أن يعيده الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تكريما له، ويمنحه وسام الجمهورية.

وعقب ذلك تدرج في العمل بوزارة الداخلية، حيث أصبح مديرا للأمن بمدينة السويس خلال 1976 و1977، ثم حصل على رتبة لواء، ومساعد أول لوزير الداخلية، ليظل بعيدا عن الأضواء والإعلام حيث لم يتم نشر الكثير عنه فيهم، لحين وفاته في 13 يوليو ٢٠١٢.

مقالات مشابهة

  • عروض الأراجوز تضيء أجواء معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • حرائق لوس أنجلوس تتجدد.. النيران تواصل التهام الغابات رغم سقوط الأمطار
  • مسجد النور في الشارقة
  • عيد الشرطة 73| 25 يناير يوم خالد في تاريخ مصر.. تضحيات رجال الشرطة وبطولاتهم تضيء درب الوطن
  • لستُ مدافعًا عن النور حمد… بل عن الحق في الاختلاف
  • حرائق لوس أنجلوس تتجدد.. وأوامر إخلاء لأكثر من 50 ألف شخص / شاهد
  • حرائق لوس أنجلوس تتجدد .. وأوامر إخلاء لأكثر من 50 ألف شخص
  • حرائق لوس أنجلوس تتجدد.. وأوامر إخلاء لأكثر من 50 ألف شخص
  • إلى بائعي ضميرهم ومهنيتهم الاعلامية
  • مها فتوني.. نجمة تضيء سماء الغناء وتختتم ألبومها بأغنية "أول حب"