3 أشهر مرّت على استشهاد قائد حركة حماس يحيى السنوار، في اشتباك مسلح مع قوة تابعة للاحتلال الإسرائيلي جنوب غزة، لكنه ما يزال حاضرا في قلوب الفلسطينيين، ومع بدء سريان الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال والتي بدأت صباح يوم الأحد 19 يناير 2025، بدأ الفلسطينيون بالعودة إلى منازلهم لتفقدها، ليجدوا أن 90% منها تم تدميرها كلياً أو جزئياً، بينما أحرق الجنود أثناء انسحابهم بنايات عديدة فضلاً عن تلك التي تم تفجيرها، ولكن ثمة مكان من بين الآلاف ودوناً عن غيره كان وجهة عدد من الأهالي الذين بدأوا في التوافد عليه لتفقده وإلقاء السلام على آخر من تحصن به.

مكان واحد دونا عن غيره كان مميزا للغزاويين، ترجّلوا إليه لإلقاء التحية والسلام بعد تطبيق الهدنة، والتدثُّر بين جنباته بآخر أنفاس لفظها يحيى السنوار وهو يقاتل عن الأرض بما تيسّر في مواجهة العدو الإسرائيلي، ساروا بين الطرق التي توزّعت على جانبيها أنقاض منازلهم، التي تدمّر أكثر من 90% منها كليا أو جزئيا، لرؤية الكرسي البرتقالي الذي استشهد فوقه السنوار داخل المنزل الذي تحصّن به في غزة.

العثور على متعلقات المعركة الأخيرة لـ السنوار

على بعد أمتار قليلة من محور فلادلفيا الحدودي أقصى جنوب مدينة رفح الفلسطينية، وتحديدا في حي تل السلطان، كانت الوجهة الأولى للصحفي الفلسطيني الثلاثيني همام يونس عقب إعلان الهدنة، وتحت ركام منزل عائلة «أبو طه» كانت متعلقات زعيم حركة حماس يحيى السنوار التي خاض بها معركته الأخيرة لا تزال في مكانها منذ عصر 16 أكتوبر 2024، استخرجها «همام» من تحت أنقاض طابقين نسفها الاحتلال.

«ارتديت درعي الصحفي، وعلقت الكاميرا في رقبتي، كانت نيتي أن أتفقد المنزل وأوثقه بالصور وألقي السلام على شهيدنا وبطلنا المجاهد يحيى السنوار»، قال «همام» لـ«الوطن»، وهو يصف المشهد الذي رآه فور وصوله إلى البيت: «وجدته كله على الأرض، بحثت في محتوياته المتناثرة لتصوير شيء مميز بين الدمار، وأول ما وجدته كان الكرسي البرتقالي الشهير للسنوار، ولفت انتباهي سترة عسكرية مهترئة، تحمست وأخرجتها من تحت الأنقاض».

سترة مُخضّبة بالدم

السُترة التي أخرجها «همام» تأكد من أنّها واحدة من متعلقات السنوار، يقول: «هي نفسها اللي ظهرت في الصورة إلى جواره بعد استشهاده، وإلى جواره قذيفة تابعة للمقاومة مكتوب عليها أنّها قذيفة مضادة للدروع RBG- 7VR، وهي التي استخدمها زعيم حماس في معركته الأخيرة قبل أن تسلم روحه لبارئها نتيجة إصابته بقذيفة مدفعية استهدفت المنزل المتحصن به، حالة السترة المخضبة بالدم دليل قاطع أنّ السنوار قاوم وحارب واستبسل حتى الرمق الأخير».

التقط «همام» صورا وهو جالس على كرسي السنوار، مُمسكا بالسترة العسكرية، وإلى جانبه القذيفة وهو رافعا علامة النصر، واصفا المشاعر التي انتابته في تلك اللحظة: «كانت دقائق مهيبة، أمسك بيدي متعلقات رجل ضحى بحياته لأجل شعبه وأرضه ووطنه، فهو شهيد هذا العام وكل عام، كنت أشعر أنّ خيالاته وتفاصيله البطولية تحيط بالمكان، فسلام عليه في الخالدين»

قرر الصحفي الفلسطيني الاحتفاظ بالمتعلقات لحمايتها من التلف والضياع، لأنها فخر لكل فلسطيني ومقاوم في أي مكان، ولتكون شاهدة على تمسكنا بأرضنا ومواجهة المحتل بشجاعة، فهذا تراث وإرث شعبنا الصامد.

تفاصيل اغتيال زعيم حركة حماس

وداخل منزل عائلة «أبو طه»، كان جثمان قائد حركة حماس يحيى السنوار ممددا على الأرض، بينما يحيط به كميات كبيرة من الركام الذي كان يغطي أجزاء من جثته، حيث أوضحت الصور المتداولة عبر المواقع الإخبارية الرسمية حينها إصابتها بشكل بالغ، إذ يظهر «السنوار» المعروف بـ«أبو إبراهيم» بنصف رأس ورقبة وساق متهتكتين، وذلك عقب إعلان إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر عام 2023، وذلك بمحض صدفة بحتة، وارتقى «السنوار» بعدما اشتبك مع قوة للاحتلال الإسرائيلي وهو مرتديا بدلته العسكرية وممسكا بسلاحه، وجرى الكشف عن هويته بعد العثور عليه أثناء تمشيط موقع العملية، ليقوم الاحتلال عقب ذلك باحتجاز جثمانه ونقله إلى الداخل الفلسطيني المحتل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: يحيى السنوار استشهاد السنوار السنوار المقاومة الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال فلسطين قطاع غزة یحیى السنوار حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

حركة فتح: يجب على حماس الاستماع لصوت الشعب الفلسطيني ومغادرة المشهد في غزة

طالب المتحدث باسم حركة فتح المتواجد في قطاع غزة منذر الحايك، اليوم الأربعاء حركة حماس بمغادرة المشهد في غزة بعد التظاهرات التي خرجت ضدها من سكان القطاع.
ودعا الحايك في حديث لإذاعة صوت فلسطين حركة حماس إلى الاستماع لصوت أبناء الشعب الفلسطيني بتنحيها عن المشهد الحكوميِ في قطاع غزة، لتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية من القيام بسؤولياتِهما في القطاع .

وشدد الحايك، على أن وجودَ حركة حماس أصبحَ خطيرا على القضية الفلسطينية، وأن عليها مراجعة حساباتها وأن تستمتع إلى كل الأصوات التي خرجت في قطاع غزة، من أجل إنقاذ أبناء الشعب الفلسطيني المٌدمر في القطاع.

وأشار إلى أن العشائر والمخاتير في قطاعِ غزة كانوا قد طالبوا سابقا حماس بالخروج من المشهد الحكومي وهو ما لم تستجب له الحركة مُسبقا، وأن أبناء شعبنا في قطاع غزة خرجوا اليوم ليطالبوها مرة أخرى بذلك حتى لا يقدموا أطفالهم قرابين من أجل مصالح حماس الحزبية الضيقة.

مقالات مشابهة

  • حركة حماس تدعو للنفير العام دفاعاً عن غزة والقدس والأقصى
  • أحمد موسى: انتفاضة في غزة ضد قيادات حركة حماس
  • هل بدأ حراك الجماهير الغزيّة نحو حركة حماس.. دعوة للتحاور والتفهم.
  • حماس تتهم نتنياهو بإفشال اتفاق الهدنة
  • عدنان إبراهيم يهاجم حماس بشدة بسبب 7 أكتوبر.. وردود (شاهد)
  • تم بيعنا.. عدنان إبراهيم يشعل ضجة بما قاله عن حماس وطوفان الأقصى وهجوم 7 أكتوبر
  • حركة فتح: يجب على حماس الاستماع لصوت الشعب الفلسطيني ومغادرة المشهد في غزة
  • هيجسيث ينفي مشاركة خطط عسكرية في محادثة سيجنال التي انضم إليها صحفي بالخطأ
  • مجلس الأمن القومي الأميركي: نراجع الطريقة التي أُضيف بها صحفي لمجموعة بشأن الحوثيين باليمن
  • استشهاد صحفي في قصف للاحتلال استهدف شقة سكنية بغزة