تشاؤم أمريكي وحذر غربي..هل تمتد حرب أوكرانيا لسنوات؟
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
أصحبت الحرب في أوكرانيا عرضة بشكل أكبر لكي تتحول لصراع طويل الأمد قد يستمر لسنوات لاحقة، لأسباب عدة ليست مرتبطة ببطء القتال على خط الجبهة بين القوات الروسية وأوكرانيا فحسب، بل بسبب عدم وجود أهداف سياسية واضحة يمكن تحقيقها.
الاستخبارات الأمريكية متشائمة بشأن اختراق أوكرانيا للدفاعات الروسية والوصول إلى الساحل
روسيا تعتقد أنها قادرة على الصمود أكثر من الغرب
ويسلط تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على أهداف الجانبين الروسي والأوكراني من الحرب، وصعوبة الوصول إليها بالنسبة للجانبين، وفي ظل المخاوف من خطأ قد يشعل مواجهة مباشرة بين روسيا ودول حلف شمال الأطلسي.أهداف روسيا وأوكرانيا وبحسب الصحيفة، فإن "الهدف الأوضح من الحرب بالنسبة لأوكرانيا استعادة وحدة أراضيها، بعد سيطرة روسيا على أجزاء منها، لكنه يبدو بعيد المنال بالنظر إلى أسباب متعلقة بالدعم الغربي".
وأضافت "تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون الرئيسيون مثل ألمانيا منع روسيا من الانتصار في الحرب، لكنهم يخشون التكاليف والمخاطر لمساعدة أوكرانيا على تحقيق النصر الكامل، وبعض المسؤولين الغربيين يدرسون صفقات كبيرة لإنهاء الحرب، لكنها لا تتناسب مع أهداف كييف ولا أهداف موسكو".
وبالنسبة لروسيا، قالت الصحيفة إن "الأهداف المعلنة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي الأكثر مرونة، تتمثل في التصدي للمخططات الغربية المتعلقة بمستقبل أوكرانيا، والاستيلاء المحدود على مزيد الأراضي".
تحليل: الامبريالية الروسية تقوّض الحل السلمي في #أوكرانيا
https://t.co/iPrl4SDj9Y
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الهدف من المساعدات الأمريكية هو وضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن من أجل مفاوضات السلام النهائية، دون أن يحدد الشروط التي ينبغي عليها التفاوض.
وتشير الصحيفة إلى أن واشنطن وبرلين ودول أخرى من حلفاء كييف كانوا يأملون في أن تفتح فرصة لإجراء محادثات هذا الخريف، إذا حقق هجوم كييف المضاد تقدماً كبيراً جنوب وشرق أوكرانيا، لكن هذا لم يحدث.
عقبة ميليتوبول تزيد احتمالات فشل هجوم أوكرانيا المضاد https://t.co/GbyN1zIFHx pic.twitter.com/jWb7ZJbYw3
— 24.ae (@20fourMedia) August 18, 2023 مخاوف الصدام وتستطرد الصحيفة في الحديث حول الأسباب التي تعزز مخاوف إطالة أمد، بالقول إنه "طوال فترة الحرب تصادم قرار تعزيز أوكرانيا بقوة نارية حاسمة مع أولوية غربية أخرى لتجنب التصعيد غير المنضبط الذي يؤدي إلى حرب مباشرة مع روسيا أو إلى استخدام بوتين للأسلحة النووية".وأضافت "كان الحد الأقصى لسرعة المساعدات لأوكرانيا واضحاً في النقاشات الغربية التي استمرت لأشهر حول ما إذا كان سيتم تزويد الدبابات والطائرات والصواريخ بعيدة المدى".
جنرال أمريكي ينتقد تردد برلين وواشنطن في مساعدة #أوكرانيا https://t.co/dhKacU1psZ
— 24.ae (@20fourMedia) August 19, 2023 وتابعت "تقييمات الاستخبارات الأمريكية متشائمة الآن بشأن ما إذا كان بإمكان القوات الأوكرانية اختراق الدفاعات الروسية، والوصول إلى الساحل، وهو هدف استراتيجي رئيسي لكييف".وتشير الصحيفة إلى نهج الولايات المتحدة التدريجي للمساعدات العسكرية، لافتة إلى أنه بدون اختراق ميداني، لا تريد كييف التفاوض للسلام، وموسكو ليست مضطرة لذلك. رؤية مشوشة وقالت رئيسة مركز تحليل السياسة الأوروبية في واشنطن ألينا بولياكوفا إن "الولايات المتحدة أعدت نفسها لصراع طويل الأمد، بعد تعذر وضع أوكرانيا في موقع قوة يجعل المفاوضات ممكنة".
وأضافت "تجلّى التشويش حول الأهداف الغربية الأسبوع الماضي، عندما تحدث مسؤول كبير في منظمة حلف شمال الأطلسي علناً عن فكرة ناقشها دبلوماسيون أوروبيون، بأن تتخلى أوكرانيا عن الأراضي التي تحتلها روسيا مقابل الانضمام إلى الناتو لحماية ما تبقى، وهو ما أثار رفض وغضب كييف".
لا مسار واقعيّاً لانتصار أوكرانيا على روسيا
https://t.co/SiYkxx4D6w pic.twitter.com/1KzibXqoPa
وأضافت "قد يرغب حلفاء كييف في عرض الجزرة على أوكرانيا لقبول الخسارة الفعلية لبعض الأراضي، مثل عضوية الناتو أو الاتحاد الأوروبي أو وعود بتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية طويلة الأجل".
وتقول بولياكوفا إن "هذا التفكير ينبع من الرغبة في احتواء الصراع الذي طالت صدماته الاقتصاد العالمي، وعدم اليقين بشأن المدة التي سيدعم فيها الناخبون الغربيون المستويات الحالية من المساعدات لكييف، وعدم تصديق أن أوكرانيا يمكن أن تطرد القوات الروسية بالكامل". تكلفة روسية وقال مدير مركز كارنيجي روسيا في برلين ألكسندر جابوف، إن "روسيا لديها خطة (أ) لغزو سريع لأوكرانيا ولكن ليس لديها خطة بديلة، والآن، الإعلان عن الأهداف قد يكون مكلفاً سياسياً لبوتين".
وأضاف "وجهة نظر الكرملين للجدول الزمني أوضح من الأهداف، إنهم يعتقدون أن تكلفة الحرب يمكن التحكم فيها، ويمكن أن يستمر النظام السياسي والشعب والاقتصاد الروسي في الصمود أكثر من الغرب".
بعد تعثر هجوم الصيف الأوكراني.. هل يتخلى بايدن عن هدف هزيمة #روسيا؟#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSw15u pic.twitter.com/GxgrLjpD5d
وأضافت "ما زالت روسيا تمتلك هذه الرؤية التوسعية الكبيرة، وأهداف أوكرانيا لم تتغير، والسؤال هو: ما هي الرؤية الاستراتيجية الغربية؟".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية أوكرانيا روسيا أمريكا الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
تقارب أمريكي أوروبي بشأن هدنة أوكرانيا
تقاربت الولايات المتحدة مع حلفائها في مجموعة السبع، الجمعة، ولو مؤقتاً، لدعم وحدة أراضي أوكرانيا ومطالبة روسيا بأن تحذو حذو كييف في قبول وقف إطلاق النار وإلا ستواجه عقوبات أخرى محتملة.
جاء البيان المشترك لوزراء الخارجية بعد أسابيع من التوتر بين حلفاء الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب بسبب قرارته التي يترتب عليها تغييرات في السياسات الغربية المتعلقة بالتجارة والأمن وأوكرانيا.وكان مسؤولو مجموعة السبع يخشون من ألّا يتمكنوا من الاتفاق على وثيقة شاملة تتناول القضايا الجيوسياسية بمختلف أنحاء العالم، في انقسامات قالوا إنها قد تخدم مصالح روسيا والصين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في حديثه للصحافيين بعد الاجتماع إن الولايات المتحدة شعرت بالارتياح إزاء البيان المشترك.
وأكد البيان "دعمهم الثابت لأوكرانيا في الدفاع عن سلامة أراضيها وحقها في الوجود وحريتها وسيادتها واستقلالها".
وقالت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي لرويترز "وحدة الأراضي عنصر مهم في البيان والإشارة إلى الأمم المتحدة"، في إشارة إلى دعوة إلى "سلام شامل وعادل ودائم بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة".
وجرى تغيير نص سابق يشير إلى الحاجة إلى "ضمانات" أمنية للهدنة بكتابة كلمة "تطمينات"، لكنهم حذروا موسكو مطالبين إياها بأن تحذو حذو كييف في الموافقة على وقف إطلاق النار وإلا ستواجه مزيداً من العقوبات، بما في ذلك وضع سقف لأسعار النفط.
وورد في البيان المشترك "دعا أعضاء مجموعة السبع روسيا إلى الرد بالمثل من خلال الموافقة على وقف إطلاق النار على قدم المساواة وتنفيذه بالكامل".
وذكر البيان في إشارة إلى وحدة أراضي أوكرانيا "أكدوا ضرورة احترام أي وقف لإطلاق النار، وأكدوا الحاجة إلى ترتيبات أمنية قوية وموثوقة لضمان قدرة أوكرانيا على ردع أي أعمال عدوان متجددة والدفاع ضدها".
وكانت واشنطن تسعى إلى فرض خطوط حمراء على الصياغة المتعلقة بأوكرانيا حتى لا تضر بمحادثاتها مع روسيا، وعارضت إعلاناً منفصلاً بشأن الحد مما يسمى بأسطول الظل الروسي، وهي شبكة شحن غامضة تتفادى العقوبات، في حين طالبت بلغة أكثر حدة بشأن الصين.
وفي النهاية، وافقت مجموعة السبع أيضاً على بيان منفصل بشأن الأمن البحري، بما في ذلك تشكيل فرقة عمل للتعامل مع أسطول الظل، وهو ما كانت كندا تدفع من أجل تنفيذه.
واتخذ وزراء خارجية مجموعة السبع موقفاً صارماً تجاه الصين، إذ صعدوا من لهجتهم بشأن تايوان وألغوا بعض الإشارات التصالحية والتطمينات من بيانات سابقة، بما في ذلك سياسات "صين واحدة"، وهو أمر من المؤكد أنه سيشكل مصدر قلق كبير لبكين.
وكان هناك جدل حول الصياغة المتعلقة بقطاع غزة والشرق الأوسط، ولا سيما فكرة حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو ما كانت الولايات المتحدة تمانعه.
ولم تتضمن النسخة النهائية أي ذكر لحل الدولتين، إذ حُذفت الصياغة التي أكدت على أهميته في المسودات السابقة للنص.
وجاء في البيان "أكدوا على ضرورة إيجاد أفق سياسي للشعب الفلسطيني، يتحقق من خلال حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يلبي الاحتياجات والتطلعات المشروعة للشعبين، ويعزز السلام والاستقرار والازدهار الشامل في الشرق الأوسط".