خالدة جرار تتحدث للجزيرة نت عن معاناتها في العزل الانفرادي
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
رام الله- "لن تعرفي سبب ولا مدة العزل"، بهذه الكلمات ردت ضابطة المخابرات الإسرائيلية على الأسيرة خالدة جرار عندما سألتها عن سبب عزلها انفراديا في سجن الرملة "نفي تيرتسيا".
العزل، الذي استمر 6 أشهر وانتهى بالإفراج عنها ضمن المرحلة الأولى من صفقة طوفان الأقصى لتحرير الأسرى، وصفته جرار خلال حديث خاص للجزيرة نت بأنه "أصعب ما عشته في السجون" خلال فترات اعتقالها الحالي والسابق.
صعوبة العزل والاعتقال كان واضحا على ملامح جرار حين الإفراج عنها وحتى بعد يوم من ذلك، عندما التقيناها خلال وجودها في قاعة الاستقبال في مدينة رام الله، وقالت عنه "كنت معزولة في قبر".
تغير ملامح الأسيرة المحررة خالدة جرار بعد أن أمضت شهورا في العزل الانفرادي #فيديو #حرب_غزة pic.twitter.com/N6qZqeS7Zv
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) January 20, 2025
نُقلت جرار للعزل بعد 8 أشهر من اعتقالها في 26 ديسمبر/كانون الأول 2023، وتحديدا في أغسطس/آب حين كانت درجات الحرارة مرتفعة وزادها ارتفاعا وضع الزنزانة، التي لا تزيد مساحتها على مترين طولا، و1.5 متر عرضا فقط، وكانت مقفلة بالكامل بلا أي منفذ تهوية، حتى نافذة الباب الصغيرة كانت مقفلة.
إعلانتصف جرار "كانت درجة الحرارة تصل إلى 45، مترافقة مع قطع المياه عن الزنزانة معظم الوقت". وتتابع في حديث مع الجزيرة نت، أنه لم يكن يسمح لها بالخروج من الزنزانة ولا دقيقة، ويتم تأخير تقديم وجبات الطعام، خلال الأيام الأولى من العزل، وتضيف أن هذه الفترة "كانت الأصعب".
بقيت جرار 8 أيام في عزل كامل لم يكن يسمح لها بالخروج من الزنزانة، مع تعمد تأخير وجبات الطعام، وكانت تقضي الوقت طوال اليوم من دون أن ترى أحدا، بعدها بدأ يُسمح لها بالخروج 45 دقيقة كل يوم للساحة. كل ذلك كان مقترنا بمعاملة سيئة جدا من السجانين، تصفها خالدة بالمتعمدة بدافع من الحقد والرغبة في الانتقام.
خالدة جرار خلال استقبالها في رام الله (الجزيرة) داخل فرنهذا العزل كانت قد وصفته جرار بالتفصيل في رسالة سابقة لها نقلها محاميها، تقول "في الزنزانة مرحاض وأعلاه شباك صغير، تم إغلاقه لاحقا بعد نقلي بيوم واحد، ولم يتركوا لي أي متنفس، وحتّى ما تسمى (الأشناف) في باب الزنزانة تم إغلاقها". وتضيف في السياق ذاته "هناك فقط فتحة صغيرة أجلس بجانبها معظم الوقت لأتنفس، فأنا أختنق في زنزانتي وأنتظر أن تمر الساعات لعلي أجد جزيئات أوكسجين لأتنفس وأبقى على قيد الحياة".
وتابعت في رسالتها التي جاءت بعد 16 يوما فقط من عزلها "ما زاد من مأساوية عزلي، درجات الحرارة المرتفعة، فأنا باختصار موجودة داخل فرن على أعلى درجة، لا أستطيع النوم بسبب الحرارة العالية".
"لم يكتفوا بعزلي في هذه الظروف، فقد تعمدوا قطع الماء في الزنزانة، وحتى عندما أطلب تعبئة (قنينة) الماء لأشرب، يحضرونها بعد 4 ساعات على الأقل" تضيف جرار في رسالتها.
وبالنسبة لجرار وباقي الأسيرات لم يكن هناك سبب واضح للعزل، ففي العادة يتم عزل الأسيرة أو الأسير بحجج عقابية. توضح جرار للجزيرة نت أنه عندما سألت ضابطة المخابرات عن سبب عزلها، أخبرتها بأنها لن تعرف سبب العزل أو المدة التي ستقضيها فيه أبدا.
إعلانوقالت جرار "أعتقد أنه قرار سياسي وخطوة انتقامية، فقد حُولت إلى العزل بعد أيام قليلة من زيارة بن غفير إلى سجن الدامون".
انتقام متواصل
التعامل الانتقامي مع جرار لم يكن الأول من نوعه في السجون وإن اختلفت الظروف، فخلال اعتقالها السابق عام 2019 حكم عليها بالسجن عامين وغرامة مالية، وفي جلسات المحاكم كانت نيابة الاحتلال تصر على اعتقالها رغم عدم وجود تهمة ضدها بحجة "أنها خطيرة على أمن إسرائيل" بسبب الشعبية التي تحظى بها في الشارع الفلسطيني.
واعتقلت جرار قبل ذلك 3 مرات الأولى عام 1988 والمرة الثانية عام 2015 وأمضت 15 شهرا. وفي سنة 2017 حُوّلت إلى الاعتقال الإداري المتجدد مدة 20 شهرا، كما تم إبعادها من مسكنها في رام الله إلى مدينة أريحا عام 2014.
وتتمتع جرار بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني وبين الأسيرات وتحديدا خلال وجودها في الأسر حيث عملت معلمة ومرشدة لهن في سجن الدامون، وكانت تحتجز هناك قبل نقلها إلى العزل.
و لم تكن ظروف اعتقالها في سجن الدامون أفضل كما تقول "كنا مقطوعات عن العالم بالكامل، تعمدوا فرض سياسة عزل جماعية على كل الأسيرات".
وعن مقارنتها الأوضاع التي تعيشها الأسيرات بفترات اعتقالها السابقة، ترى جرار أن الأوضاع في السجون بعد الحرب أصعب ما تعيشه الأسيرات والأسرى منذ عام 1967.
ورغم ما عاشته جرار في العزل وقبل ذلك في سجن الدامون، فإنها استمرت بمقاومة هذه الظروف، وقالت إن مقاومة العزل أمر صعب للغاية، والإصرار على البقاء بشكل متوازن هو ما جعلني أصمد في هذه الظروف الصعبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سجن الدامون خالدة جرار رام الله فی سجن لم یکن
إقرأ أيضاً:
والدة الصحفي أوستن تايس تتحدث عن لقائها مع الشرع
أكدت ديبرا تايس، والدة الصحفي الأميركي أوستن تايس الذي خطف قرب دمشق في العام 2012، أن السلطات السورية "مصممة" على إعادته، وذلك في تصريحات أدلت بها الإثنين غداة لقائها قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع في دمشق.
وقالت تايس في مؤتمر صحفي في العاصمة السورية: "خلال الوقت الذي أمضيته في دمشق، تشرفت بلقاء القيادة السورية الجديدة... كان من الرائع أن أعرف أنهم ملتزمون ومصممون على إعادة ابني، وابنكم، الى دياره".
وأعربت خلال المؤتمر الذي عقدته إلى جانب رئيس منظمة "هوستيدغ إيد وورلدوايد" نزار زكا، عن أملها بأن "إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب ستكون ملتزمة للغاية بالعمل... على إعادة أوستن الى دياره".
وأضافت أن "فريقه تواصل معي بالفعل...أنا متحمسة جدا لدعمهم ومشاركتهم، وأعتقد أنهم سيكونون سريعين في هذا الأمر".
والتقت ديبرا تايس، الأحد، بقائد الإدارة السورية الجديدة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وكانت منظمة "هوستيدغ إيد وورلدوايد" الأميركية غير الحكومية أعربت في ديسمبر عن ثقتها بأن تايس ما زال على قيد الحياة، لكنها لم تكشف أي معلومات ملموسة حول مكان تواجده.
في مؤتمر صحفي عقده في دمشق حينها، أظهر زكا صورة قال إنها تشير إلى مواقع كان تايس محتجزا فيها من نوفمبر 2017 وحتى فبراير 2024.
وفي مقابلة مع فرانس برس في وقت سابق من يناير، أكّد زكا أنه "لدينا الكثير من الخيوط...والناس يتصلون"، من خلال حملة رسائل نصية ضخمة أطلقتها المنظمة تطلب من السوريين في جميع أنحاء البلاد تقديم أي معلومات عن تايس.
وأضاف: "لقد كنا نفحص جدران الزنازين واحدة تلو الأخرى"، حتى تلك التي تم طلاؤها أو حرقها، مضيفا أنهم زاروا مواقع في دمشق واللاذقية، وكانوا "يراقبون بضعة منازل آمنة في مناطق مختلفة من سوريا"، بحثا عن تايس.
وتقول المنظمة إنها تعمل مع عائلة تايس والسلطات الأميركية.
ويبلغ تايس 43 عاما وعمل لصالح وكالة فرانس برس وماكلاتشي نيوز وواشنطن بوست وسي بي إس ووسائل إعلامية أخرى قبل احتجازه عند نقطة تفتيش في أغسطس 2012.
ولم تقل السلطات في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد يوما إنها احتجزته.
وتم تحرير الآلاف من السجون بعدما أطاحت هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها بحكم الأسد في 8 ديسمبر، لكن العديد من السوريين ما زالوا يبحثون عن إجابات بشأن مصير أبنائهم.