إطلاق أكاديمية للتفوق الرياضي عالية الأداء لتطوير المواهب
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
يسعى الاتحاد العماني لكرة القدم إلى تأسيس مستقبل جديد للكرة العمانية، رغم أنه قد تأخر بعض الشيء في بدء هذا المسار، إلا أن الخطوات التصحيحية بدأت تظهر الآن، عوضا عن الجمود الذي شهده قطاع المراحل السنية طوال السنوات الماضية. مهرجان الأكاديميات الخاصة، وإطلاق 12 مركزا تدريبيا في المحافظات، والتعاون مع الاتحاد الرياضي المدرسي، من المتوقع أن تثمر هذه الجهود في المستقبل القريب.
الموهبة هي أساس تطور اللاعب، فهي تولد مع الإنسان ولا تصنع، ولكن يمكن صقلها إذا وجدت الظروف المناسبة، حيث تزخر سلطنة عمان بالمواهب الكروية التي قد ندمّرها أحيانا بسبب غياب التخطيط والرؤية، مما يؤدي إلى تقصير أو إهمال، سواء عن قصد أو غير قصد، وما يحدث في دوري المراحل السنية هو مثال واضح على ذلك، وقد كان له تأثير كبير على وضع المنتخبات السنية، التي تعتبر الركيزة الأساسية لتطور المنتخبات الوطنية، وعلى الرغم من غياب الاهتمام المناسب على مدى سنوات، الذي أثر على ظهور المنتخبات السنية في قمة البطولات الآسيوية، كان لذلك تأثير سلبي على واقع المنتخب الوطني الأول.
وفي أواخر الثمانينيات والتسعينيات، عندما كنا نهتم بقطاع المراحل السنية من خلال مدارس تعليم كرة القدم والتعاقد مع خبراء في هذا المجال، بدءا من الألماني هيديروت، مرورا بالنيوزيلندي جون أيدست، كانت النتائج إيجابية للغاية، وظهر جيل ذهبي قدمته الكرة العمانية من 2001 حتى 2019، أشاد به الاتحادان الدولي والآسيوي، وعندما ارتفع الدعم المالي من الفيفا، فقد كان له تأثير كبير، ولكن بعد إلغاء هذه المدارس في الأندية منذ عام 2007، لم تكتب بعض الاجتهادات النجاح، وأصبحنا نعيش الآن مع نتائج تلك التجارب الفاشلة.
رحلة البداية
مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم وضع خطة تطويرية تشمل أربع دعامات، وهي: بناء منتخبات وطنية بمستويات قارية وعالمية، وتعزيز العناية بالناشئين، وإعداد أجيال جديدة لممارسة كرة القدم، واختيار كوادر فنية وإدارية ذات كفاءة عالية، كما تشمل الخطة توفير برامج لرعاية الموهوبين، واستحداث أكاديمية الاتحاد، ومساندة الأندية في إنشاء وتطوير أكاديمياتها، بالإضافة إلى التواصل مع الأندية غير المشاركة في بطولات المراحل السنية لإيجاد حلول مشتركة لضمان مشاركتها.
12 مركزا تدريبيا
للمساهمة في تطوير قطاع المراحل السنية، سيطلق الاتحاد العماني لكرة القدم 12 مركزا للمواهب في مختلف المحافظات، تشمل أربع فئات عمرية، وتشمل أيضا مركزا لتطوير الرياضة النسائية، وستكون المراكز في مسقط (السيب والعامرات)، والرستاق، وصحار، وإبراء، وجعلان بني بوعلي، وصور، ونزوى، وعبري، وصلالة. ويستوعب كل مركز 25 لاعبا من مواليد 10 إلى 13 عاما، مع تعيين أربعة مدربين ومنسق فني ومدرب حراس لكل مركز، على أن تتابع لجنة خاصة هذه المراكز.
وقد اتفق الاتحاد العماني مع الاتحاد الدولي لكرة القدم على مخطط لتطوير المواهب وفق الاستراتيجية الفنية المستمرة حتى 2026، والهدف من هذا المخطط هو رفع معايير كرة القدم للمنتخبات الوطنية، مع التركيز على تطوير المواهب في جميع أنحاء العالم.
شراكة مع القطاع الخاص
تم توقيع عقد شراكة مع شركة جندال شديد للحديد والصلب لتمويل ورعاية المشروع الوطني لانتقاء المواهب، بهدف إيجاد بيئة محفزة لاكتشاف وصقل المواهب بما يفيد الأندية والمنتخبات الوطنية، ويُعد المشروع نقلة نوعية للاهتمام بالبراعم والناشئين، وهو مصدر إلهام للطموحين من خلال تدريب عالي الجودة، ومرافق مميزة، ورعاية كاملة.
وفي إطار هذا المشروع، سيُطلق برنامج متخصص للتحفيز الكروي، وستقام مهرجانات رياضية سنوية في محافظات سلطنة عمان، مع مساع لتنظيم مسابقات إقليمية للمراحل السنية تشمل مشاركة فعالة من الأندية والمدارس الكروية والأكاديميات الخاصة. إن هذه المبادرات تمثل خطوة مهمة نحو تطوير كرة القدم العمانية بشكل جاد ومدروس، مع التركيز على بناء قاعدة قوية من المواهب الشابة التي ستسهم في تطوير المنتخبات الوطنية في المستقبل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاتحاد العمانی المراحل السنیة لکرة القدم کرة القدم
إقرأ أيضاً:
الفيفا تتخذ من المغرب قاعدة لتطوير ممارسة كرة القدم المدرسية في أفريقيا
زنقة 20. الرباط
اختتمت، اليوم الأربعاء بمركب محمد السادس لكرة القدم بسلا، فعاليات النسخة الأولى من برنامج “فيفا كرة القدم للمدارس بالمغرب”، المنظمة من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
وتخلل هذا الحدث، الذي تواصل على مدى ثلاثة أيام (17-19 فبراير)، برمجة العديد من الأنشطة التعليمية والثقافية والرياضية.
وتضمن برنامج هذه الفعاليات تقديم دروس تطبيقية وعروض نظرية تناولت بشكل خاص “الفلسفة الكروية للبرنامج” ودعاماتها الرقمية، تحت إشراف خبراء في هذا المجال.
وأتيحت، خلال هذا اليوم الأخير، لأطفال من مختلف الأكاديميات الجهوية بالمملكة، فرصة الاستمتاع ببرمجة كروية متنوعة.
وخاض التلاميذ (فتيات وفيتان)، المفعمين بعشق الساحرة المستديرة، مباريات لكرة القدم وتقاسموا مع الأساتذة والمؤطرين لحظات من المتعة والسعادة.
وبهذه المناسبة، أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أن هذا البرنامج يمنح آلاف الأطفال، سواء على الصعيد العالمي أو في بلادنا، فرصة للتطور من خلال ممارسة كرة القدم.
وأشار السيد برادة، في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة، يونس السحيمي، إلى أن “برنامج فيفا مدارس”، يتيح للأطفال من مختلف مناطق المغرب فرصة اكتساب، ليس فقط المهارات التقنية والبدنية، وإنما أيضا قيما أساسية في مستقبلهم، بما فيها الانضباط وروح الفريق والتضامن والمثابرة”.
وسجل أن هذه التظاهرة تندرج في إطار “الرؤية التي نتبناها من أجل دمقرطة الولوج إلى ممارسة الرياضة دون أي تمييز وفسح المجال أمام كل تلميذ لتطوير مهاراته المتنوعة”.
من جانبه، قال رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، إن تظاهرات من قبيل برنامج “فيفا كرة القدم للمدارس بالمغرب” تمثل حجر الزواية في تطوير قاعدة ممارسة كرة القدم.
وأوضح السيد لقجع “أنها السن المثالية لغرس قيم الممارسة الكروية الهادفة إلى تكريس الاندماج الاجتماعي”.
وأضاف رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أنه من بين هؤلاء الأطفال، “نأمل أن يكون هناك حكيمي وزياش وغزلان الشباك.. إنها فرصة لرسم خط مستقيم من أجل التطور بشكل جماعي”.
وأعرب، بهذه المناسبة، عن شكره للفيفا على الثقة التي وضعتها في المغرب، مضيفا أنه “بطبيعة الحال، ستستمر هذه الثقة +بكل تأكيد+، حتى سنة 2030 وما بعدها”.
بدوره، سجل المدير المساعد لقسم الإتحادات الأعضاء بالفيفا، السيد جيلسون فيرنانديز، أن “فيفا مدارس” يعد مشروعا أساسيا من بين مشاريع الهيئة التي تشرف على كرة القدم العالمية على مستوى المدارس.
وأكد أن “المغرب بلد يمتلك إمكانيات هائلة وعلى شباب عاشق لكرة القدم”، مشيرا إلى أن الفيفا والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تهدفان إلى غرس القيم التربوية لدى الأطفال، بالإضافة إلى الممارسة الرياضية.
وبخصوص البنيات التحتية، أوضح السيد فرنانديز أن المغرب أنجز ويواصل إنجاز العمل اللازم، مضيفا أن “الفيفا تقف دائما إلى جانب المغرب حتى تحافظ المملكة على الزخم نفسه، وحتى تمنح عشاق المستديرة الفرحة والمتعة”.
وخلال هذا الحفل الختامي، سلم السيد فوزي لقجع رفقة السيد جيلسون فيرنانديز والسيد يونس السحيمي، شواهد للأساتذة المستفيدين من الدورات التكوينية.
الرياضة المدرسيةالفيفاالمغربكرة القدم