مذابح ودمدني و”الذاكرة السمكية”
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
النور حمد
قديما قالوا: "كلُّ تجربةٍ لا تُورِثُ حكمةً تكرِّرُ نفسَها". فالنسيان السريع للتجارب السيئة التي ينبغي أن تورث حكمةً وعبرةً، ونسيانها حيث يجب استحضارها، أمرٌ شائعٌ وسط جميع الناس. وهذا هو ما تعتمد عليه الجمعيات السرية، والأنظمة السياسية الماكرة، من ديكتاتوريةٍ، بل ومن ديمقراطيةٍ، لنسج المكائد والدسائس والمؤامرات للتحكم في عقول العامة.
من مجزرة الضباط إلى مذابح ودمدني
أعدم نظام الكيزان، في أول عامٍ له في الحكم، 28 ضابطًا، كانوا قد قاموا بمحاولة انقلابية ضده. تفاوض معهم النظام لكي يسلِّموا أسلحتهم ويستسلموا، مقابل منحهم الأمان، ووعدهم بمحاكماتٍ عادلة، فصدقوا واستسلموا. لكن، ما أن استسلموا غدر بهم، وساقهم بلا محاكمات إلى غرب أمدرمان حيث قُتلوا ورُميت جثثهم في حفرةٍ ضخمة. وكان إصابات بعضهم، في ذلك القتل العشوائي، غير مميتة، فجرى دفنهم وهم أحياءٌ يئنون. عقب ذلك جعلوا آليات الحفر الثقيلة تسير بجنازيرها فوق تلك الحفرة. وقد اعترف بقتل هؤلاء الضباط ، نائب الرئيس البشير، علي عثمان محمد طه في كلمةٍ متلفزة.
في الثاني من أبريل 1998، جرت مجزرةٌ أخرى في قرية العيلفون، جنوب شرقي العاصمة السودانية الخرطوم. كان ضحايا هذه المجزرة شبانٌ صغار السن، جيء بهم قسرًا لمعسكرٍ للدفاع الشعبي. طالب هؤلاء الشباب إدارة المعسكر منحهم عطلةً ليومٍ أو يومين ليحضروا العيد مع ذويهم. لكنَّ إدارة المعسكر رفضت طلبهم، فحاولوا الهروب. فما كان من إدارة المعسكر إلا أن أطلقت عليهم النيران، فغرقوا بالعشرات في مياه النيل الأزرق، الذي يقع المعسكر على ضفته الشرقية.
في عام 2003، اشتعلت حرب دارفور، فاستأجرت حكومة الكيزان الزعيم القبلي، موسى هلال، ومعه علي كوشيب، وغيرهم، فعاثوا في أهل دارفور قتلاً وتشريدًا. كما حرقوا القرى ومسحوها من وجه الأرض. وقد قدَّرت المنظمات الدولية أن من قُتلوا في تلك المجازر يبلغ 300 ألف. أما الذين أصبحوا يعيشون في المعسكرات فيفوق عددهم المليونين. وهذا العدد من الضحايا ليس سوى جزءٍ من عددٍ أكبر جرى قتله، من قبل في جنوب السودان، ومن بعد في جبال النوبة، والنيل الأزرق.
في عام 2013، اشتعلت انتفاضةٌ شعبيةٌ قويةٌ ضد نظام الكيزان، فواجهوها بالرصاص الحي المُصوَّب بدقة إلى روؤس المتظاهرين وصدورهم، وبلغ عدد الضحايا المئات. وتحدَّث عن تلك الحوادث، نائب الرئيس، على عثمان محمد طه قائلاً: إن التعليمات لقوى الأمن أن تصوِّب بنادقها لتقتل، وحسب، shoot to Kill، كما قالها باللغة الإنجليزية. وإلى جانب كل ذلك، كان المعارضون للنظام من الرجال والنساء، طيلة فترة حكم الكيزان الممتد من 1989 وإلى 2019، يُعتقلون ويُهانون ويعذَّبون بأخس الأساليب وأبشعها، بل ويُغتصبون. كما أحيانًا يُقتلون بدمٍ باردٍ، وهم في المعتقلات، ويجري إخفاء جثثهم أو رميها كيفما اتفق.
مجازر ما بعد الثورة
منذ أن اشتعلت ثورة ديسمبر 2018 واجهها نظام الكيزان بعنفٍ مفرط. فما من مظاهرةٍ سلميةٍ خرجت إلا وجرى قتل بعض ممن قاموا بها. ثم حدثت المذبحة الكبرى التي جرت في فض اعتصام القيادة العامة. دبَّر تلك المذبحة الكيزان وجيشهم، وجرت تحت سمعهم وبصرهم. في تلك المذبحة البشعة، جرى قتل مئات من المعتصمين بالرصاص الحي. كما جرى إلقاء بعضهم في النيل الأزرق وهم أحياء، مع شد الوثاق على اليدين والقدمين، وربط الأجساد إلى أثقالٍ خرسانية، لكي يموت الشبان غرقًا، ولكيلا لا تطفو جثثهم بعد موتهم إلى السطح. لكن الجثث طفت وانفضحت الجريمة. وبعد انقلاب البرهان على الوثيقة الدستورية في 25 أكتوبر 2021، استمر قتل الشبان والشابات قنصًا من على أسطح البنايات، وبالدهس بسيارات الشرطة وقوى الأمن. كما استمر حملات الاعتقال والتعذيب والاغتصاب.
كان غرض البرهان والكيزان من إشعال الحرب الجارية الآن، هو قطع الطريق على الاتفاق الإطاري، وسحق قوات الدعم السريع التي وقفت معه. وأهم من ذلك، قلب الطاولة على الجميع. ونقل الناس إلى مربعٍ جديدٍ، اعتمادًا على قصر ذاكرة الجماهير، وتلاشي تأثير الفظائع من الأذهان. فشلت خطة على قوات القضاء على الدعم السريع في مدة قصيرة. فاتجه البرهان والكيزان إلى الاستثمار في التجاوزات التي حدثت منجانب قوات الدعم السريع. حشدت الآلة الإعلامية الكيزانية الضخمة جهودها لشيطنة قوات الدعم السريع، حتى نسي كثيرون من هم الكيزان وماذا فعلوا عبر أكثر من ثلاثين عامًا. بل، نسوا أن هناك ثورة سعت لازاحتهم من السلطة. اشترى كثيرون صورة الدعم السريع التي رسمها لهم الكيزان، ونسوا صورة الدعم السريع الأولى، الزاهية، التي رسمها له الكيزان أنفسهم، حين كانوا على وفاقٍ معهم. وأشرطة الفيديو في كيل المدح لقوات الدعم السريع من قبل الكيزان والكوزات، على قفا من يشيل. عقب إشعال الحرب والفشل في حسمها لجأوا إلى الاستنفار، وتسليح المدنيين. ورفع البرهان والكيزان شعار، "جيشٌ واحد شعبٌ واحد"، وشعار أن هذه الحرب، "حرب كرامة". فاشترى كثيرون، ومن بينهم مثقفون، هذه الفرية المفضوحة.
هل فهمنا بعد؟
جاءت استعادة مدني لتؤكد لمن لا يزالون يحتاجون لتأكيد، الطبيعة الوحشية الأصلية للكيزان. فالكوز مهما تظاهر بالتمدن، لا يملك، بحكم نشأته، إلا أن يعود إلى طبيعته الافتراسية الأولى. بعد يومين أو ثلاثة من استعادة المدينة، امتلأت وسائط التواصل الاجتماعي بالفيديوهات التي صوَّر فيها متطرفو الكيزان المرضى، فظاعاتهم. صوَّروا أنفسهم وهم يرفعون رؤوسًا مفصولةً عن أجسادها، وأميرهم يحثهم على قطع المزيد. كما صوَّروا أنفسهم وهم يبقرون بطن امرأة حامل، وكذلك، وهم يلقون بشخصٍ إلى النيل الأزرق من فوق كبري حنتوب، ثم وهم يلاحقونه بوابل من رصاص بنادقهم ليسقط ميتًا في مياه النهر. أيضًا، صوَّروا أنفسهم في حوش فسيح ملئ بالجثث لمن أعدموهم جزافًا، وربما لكي يتسلى هؤلاء المرضى النفسيون. وهذا ليس سوى غيضٍ من فيض.
ما جرى في ود مدني ليس سوى المقدمة لحكم الكيزان الثاني، الذي سيسرفون، أكثر من أي وقتٍ مضى، في القتل والطغيان والفساد. وإذا، لا قدر الله، أمسك البرهان ومن ورائه الكيزان، بمقاليد الأمور من جديد، فسوف يقولون لعمر البشير: "إنت بتعرف شنو". لقد أظهرت فظائع ودمدني حقيقة "جيشنا" المزعوم، وحقيقة "شعبنا" المزعوم. كما أظهرت زيف اللُّحمة المزعومة الرابطة بينهما. وأهم من ذلك، أظهرت ذاكرةً جمعيةً سمكيةً، حوَّلت أكثريتنا إلى قطيعٍ من السوائم. فبعد ثورةٍ خلبت ألباب العالم بسلميتها، جاءت فظائع ودمدني لتَسِمَنَا كأمة: بِرقَّةِ الدين، وبالتَّوحُّشِ، والنذالةِ، وانعدامِ الشرفِ والمروءة، وخواء العقول، وخلو القلوب من الرأفة والرحمة. لعنة الله على الكيزان أينما ثُقفوا، وعلى كل من شايعهم، ومالأهم، وزيَّن لهم خواء عقولهم، وخراب نفوسهم، أو لزم الصمت تجاه باطلهم الصراح، خوفًا، أو طمعًا.
elnourh@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
خيارات قاسية تنتظر الدعم السريع
مع الانهيار الدراماتيكي لقوات الدعم السريع، الذي يمكن التأريخ له بصبيحة يوم الجمعة الماضية 21 مارس/ آذار 2025، عندما استطاع الجيش السوداني والقوات المساندة له استعادة القصر الرئاسي، وفرض سيطرته الكاملة عليه وعلى محيطه، وما تلا ذلك من هروب واسع لما تبقّى من قوات الدعم السريع من جنوب غرب العاصمة الخرطوم، ميمّمين نحو كردفان، ومن ثم إلى دارفور، مع هذا الانهيار تصبح الطريق سالكة إلى حدٍّ كبير أمام الجيش السوداني لاستكمال النصر على تمرّد قوات الدعم السريع.
حيث فقدت كل الأراضي التي كانت تحت سيطرتها منذ بداية الحرب، ما عدا مدن الجنينة في غرب دارفور، ونيالا بجنوب دارفور، وأجزاء صغيرة من شمال دارفور، خاصة في محيط مدينة الفاشر التي تحاول الدعم السريع اقتحامها والسيطرة عليها منذ أشهر لكنها لم تستطع.
وهي تراهن على الاستيلاء على هذه المدينة لبسط سيطرتها الكاملة على إقليم دارفور لإعلان الحكومة الموازية فيه تمهيدًا لفصل الإقليم، أو على الأقل تعزيز قدراتها الهجومية بالإقليم لاستئناف الأعمال العدائية ضد الجيش والحكومة المركزية.
ويُشير انهيار قوات الدعم السريع، وتسارع وتيرة هذا الانهيار بعيد سيطرة الجيش السوداني على القصر، إلى أن القوة المركزية الصلبة للدعم السريع كانت متمركزة بشكل أساسي في القصر الرئاسي ومحيطه، في دائرة يُمثّل موقع القصر الرئاسي فيها المركز.
إعلانوبانهيار هذه النقطة، انفرط العقد وتداعَت بقية القوات المنتشرة حول هذا المحيط أمام ضربات الجيش السوداني والقوات المساندة له، ونيرانها الكثيفة عليها من المسافة صفر، مما خلّف أعدادًا كبيرة من القتلى والمصابين والأسرى، والفارين خارج هذا المحيط نحو الجنوب الغربي من العاصمة.
ويُعزّز من هذه الفرضية بأن القوة الصلبة للدعم السريع كانت تتمركز في هذا المحيط، ما تم الكشف عنه بواسطة الجيش السوداني من مخازن للأسلحة الثقيلة النوعية والحديثة، وأجهزة التشويش المتقدّمة التي تم العثور عليها في مقارّ مختلفة داخل محيط القصر الرئاسي، حيث يقول خبراء عسكريون إنها كانت كفيلة بتمكين قوات الدعم السريع من صدّ أي هجوم عليها مهما كان حجمه، واستمرار بقائها في هذه المنطقة لوقت أطول.
لكن ذلك لم يحدث، بل جاء الانهيار سريعًا ومفاجئًا للجميع، بالنظر إلى تأكيدات قائد الدعم السريع حميدتي قبل أيام قلائل من سقوط القصر في أيدي الجيش، أن قواته لن تخرج من القصر الرئاسي، وأن الجيش لن ينتصر في معركة القصر، وأن هناك مفاجأة قد أعدّتها قواته للجيش.
وهو ما يثير التساؤلات حول السبب وراء ذلك الانهيار السريع: هل هو انعدام أو ضعف كفاءة عناصر الدعم السريع في استخدام هذه الأسلحة النوعية المتقدمة؟ أم الحصار الذي ضربه الجيش السوداني على هذه القوات قبل الهجوم على القصر بأسابيع كان له الأثر الحاسم بانقطاع الإمدادات من المؤن الغذائية؟ أم كل تلك الأسباب مجتمعة أدّت إلى الانهيار الكبير، وأن وعيد قائد الدعم السريع كان مجرد حديث لرفع الروح المعنوية لقواته وهي تتأهب لصدّ هجوم الجيش؟
أيًا كان الأمر، فالواقع على الأرض يقول إن قوات الدعم السريع قد تلقّت هزيمة نكراء، وفقدت موقعًا مهمًا كان يمنحها وجودًا نوعيًّا في موضع القلب من السودان، وقد وصفت الخارجية الأميركية استعادة الجيش السوداني للقصر الرئاسي بالحدث المهم في مسار الحرب في السودان.
إعلانوبهذا، يكون قد انطوى فصلٌ مهم من فصول الحرب التي امتدت لعامين، ويتبقى الفصل الأخير منها، والذي سيكون مسرحه إقليم دارفور.
وبقراءة للمشهد الحالي على الصعيد العسكري، وما لم تحدث متغيرات أو تستجد مستجدات تقلب ميزان القوة العسكري الراهن ما بين قوات الدعم السريع من جهة، والجيش السوداني والقوات المساندة له من جهة أخرى، وتحركه في اتجاه غير الذي هو عليه الآن، فإن استمرار الجيش السوداني في تكبيد الدعم السريع الخسائر، وإلحاق مزيد من الهزائم بها، هو الراجح والمتوقّع لعدة أسباب:
أولًا: فقدت قوات الدعم السريع في معركة الخرطوم الكثير من عناصرها، والكثير أيضًا من عتادها العسكري، إلى جانب فقدانها مواقع إستراتيجية مهمة كانت تستخدمها كمنصات لقصف مواقع الجيش والمواقع المدنية الحيوية في العاصمة والولايات، وذلك عبر المدافع والطائرات المسيّرة. بالمقابل: غنم الجيش السوداني معدات وآليات عسكرية، وأسلحة ثقيلة وخفيفة، ومنظومات تشويش حديثة كانت تمتلكها قوات الدعم السريع، فضلًا عن ارتفاع الروح المعنوية لأفراد الجيش والقوات المساندة له، وتصميمهم على الاستمرار في المواجهة والقتال في آخر معاقل الدعم السريع.فقدان الدعم السريع مضادات الطيران ذات الفاعلية لوقف هجمات سلاح الطيران، الذي ستكون له اليد العليا في معركة دارفور، حيث ستكون قوات الدعم السريع مكشوفة بالكامل لطيران الجيش السوداني، وهدفًا سهلًا له.
مع انتهاء معركة الخرطوم، انتهت حرب المدن التي كان للدعم السريع فيها تفوّق نسبي، بسبب الطبيعة القتالية لهذه القوات التي تقوم على تكتيك "اضرب واهرب" Hit and Run، والحركة السريعة، والاختباء في الأعيان المدنية، واتخاذ المدنيين دروعًا بشرية، واعتماد هذه القوات على ما يُعرف عندها بـ(الفزع).وهذا النوع من القتال يُعيق حركة الجيوش النظامية المحترفة، التي تدربت على الحروب النظامية التي تكون بين الدول، وتُستخدم فيها كافة الأسلحة والقوى المميتة. وبخروج المواجهات خارج العاصمة، فقدت الدعم السريع هذه الميزة تمامًا. قوات الكفاح المسلح في دارفور، أو ما تُعرف حاليًا بـ (القوات المشتركة)، التي تقاتل تحت إمرة الجيش السوداني، لها خبرة واسعة وكبيرة في حرب الصحراء، بحكم تمرّسها الطويل لأكثر من عشرين عامًا في خوض هذا النوع من الحروب، وهي الخصم الأكبر لقوات الدعم السريع.
هذه القوات، المسنودة بقيادة الجيش، تستطيع حسم المعركة في وقت وجيز، فهي تعرف جيدًا طريقة الدعم السريع في القتال، فضلًا عن إحاطتها بجغرافيا وتضاريس دارفور.
وقد حاولت قيادات رفيعة في قوات الدعم السريع في وقت سابق استمالة هذه القوات إلى صفّها أو تحييدها بوعود مغرية بشأن السلطة والثروة، تفاديًا لمواجهتها، ولكن لم يُجْدِ ذلك نفعًا. بالنسبة للجيش السوداني، فإن المرحلة الأصعب قد انقضت بانتصاره فيها، وأن ما تبقّى له هو الأسهل، بينما العكس صحيح بالنسبة لقوات الدعم السريع، فإن المرحلة الأسهل انتهت بهزيمتها، وما تبقّى لها هو الأصعب. هذه هي المعادلة الراهنة. إعلان
وهكذا، أصبحت كل الخيارات أمام قوات الدعم السريع، وهي تتأهب لخوض آخر المعارك، صعبة؛ فإما أن تخوضها بوضعها الراهن الضعيف، والنتيجة الراجحة هي الهزيمة، وإما أن تستسلم، وإما أن تعبر الحدود الغربية إلى خارج السودان.
وكل هذه الخيارات عنوانها العريض هو: (الهزيمة).
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline