حرمة الدماء بين النصوص السماوية وواقع السودان المؤلم: جيش السودان الموجّه ومليشيات الكيزان نموذجًا
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
د. أحمد التجاني سيد أحمد
المقدمة
بينما تُحرّم الأديان السماوية قتل النفس البشرية وتؤكد قداسة الحياة، يعيش السودان مأساة إنسانية تفوق الوصف. حكومة السودان الانقلابية، التي تفتقد الشرعية، وجيش السودان الموجّه (SAF) بالتعاون مع مليشيات الكيزان، يمارسون أبشع الجرائم ضد الشعب السوداني. من قتل الشباب وربطهم بالحبال ورميهم في الترع والنيل، إلى بقر البطون، قطع الرؤوس، وتهشيم الجماجم، باتت البلاد ساحة لجرائم بشعة تتناقض مع كل القيم الدينية والإنسانية.
في هذا المقال نستعرض النصوص السماوية التي تحرم سفك الدماء، ونكشف عن تفاصيل الجرائم التي تُرتكب في السودان، مع دعوة صريحة لمحاسبة الجناة ووقف هذا العنف غير المبرر.
١. تفاصيل الجرائم الوحشية في السودان
قتل الشباب وربطهم ورميهم في الترع والنيل
- أحد أكثر الجرائم وحشية هي قتل الشباب بعد تقييدهم بالحبال وإلقاؤهم في النيل أو الترع. تم توثيق العديد من الحالات التي تُظهر شبابًا مقيدين تعرضوا للتعذيب قبل أن يُلقوا في المياه وهم أحياء أو بعد قتلهم.
- شهادة إحدى الأسر: “تم اختطاف ابننا من منزله ليلاً، وفي اليوم التالي وجدنا جثته مربوطة بالحبال تطفو على سطح النيل.”
بقر البطون وقطع الرؤوس
- في المناطق المتضررة مثل دارفور وكردفان والنيل الأزرق، ارتُكبت جرائم بقر بطون النساء الحوامل أمام أعين أزواجهن، في محاولة لإرهاب المجتمعات المحلية وتدمير نسيجها الاجتماعي.
قطع الرؤوس: أصبحت أداة لإرسال رسائل إرهابية للسكان، حيث تُعرض الرؤوس في الأماكن العامة لبث الرعب.
تهشيم الجماجم والتصفية الجماعية
- في بعض المجازر، جُمعت مجموعات من الشباب وأُجبروا على الركوع، ثم تم تهشيم جماجمهم بالهراوات.
- شهادة محلية: “في إحدى الليالي، جمعوا شباب الحي بحجة التحقيق معهم، ولم يعودوا أبدًا. وجدنا جثثهم مهشمة في أطراف القرية.”
التعذيب والاعتداء على النساء والأطفال
- تُعد النساء والأطفال أهدافًا رئيسية لهذه الجرائم. يتم اغتصاب النساء كوسيلة للضغط النفسي على الأسر، بينما يُقتل الأطفال بوحشية أو يُستخدمون كدروع بشرية.
٢. النصوص السماوية وحرمة القتل
في الإسلام
١.“مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا.” (سورة المائدة 5:32)
الإسلام يحرم قتل النفس البريئة ويعتبره جريمة ضد الإنسانية جمعاء.
٢.“وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ.” (سورة الأنعام 6:151)
القتل بغير حق هو من أعظم الكبائر التي حرمها الإسلام.
٣.قال النبي ﷺ: “لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دمًا حرامًا.” (رواه البخاري)
هذا الحديث يؤكد خطورة سفك الدماء البريئة.
في التوراة
- “لا تقتل.” (سفر الخروج 20:13)
- “من قتل نفسًا عن عمد فإنه يُعاقب بالموت.” (التكوين 9:6)
في الإنجيل
- “من سفك دم الإنسان، بالإنسان يُسفك دمه، لأن الله على صورته عمل الإنسان.” (سفر التكوين 9:6)
الأحاديث النبوية
**.“من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة.” (رواه البخاري)
الإسلام يدين قتل غير المسلمين الأبرياء أو إيذاءهم.
**.“إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين.” (رواه النسائي)
تحذير واضح من التطرف الذي يؤدي إلى الجرائم التي تُرتكب باسم الدين.
٣. جيش السودان الموجّه ومليشيات الكيزان: أدوات الدمار
تسييس الدين وتبرير القتل
- تستخدم الحكومة الانقلابية الدين كغطاء لتبرير القتل والتنكيل.
- المليشيات المتطرفة، بدعم من فلول الكيزان، تنفذ جرائمها بأساليب مستوحاة من التنظيمات الإرهابية العالمية، مثل التكفير واستباحة الدماء.
القمع بالترهيب
- الهدف الأساسي لهذه الجرائم هو سحق الروح الوطنية لدى الشعب السوداني، عبر استخدام الرعب والقتل الجماعي وسيلة لإخضاعهم.
التدمير المنهجي للمجتمع
- تم استهداف الشباب والقادة المحليين والنشطاء لإسكات أي صوت يطالب بالعدالة والحرية.
٤. دعوة لمواجهة الجرائم ومحاسبة الجناة
المسؤولية الوطنية
- الشعب السوداني أمامه مسؤولية مواجهة هذا النظام القمعي بكل الوسائل السلمية الممكنة.
- توثيق الجرائم وملاحقة الجناة هو جزء من النضال لإعادة بناء الوطن.
المسؤولية الدولية
- هذه الجرائم ترتقي إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
- يجب على الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية التدخل الفوري لمحاكمة المتورطين وضمان العدالة.
دعوة للعمل
١.محاسبة الجناة:
يجب تقديم كل من تورط في هذه الجرائم إلى العدالة، سواء كانوا قادة عسكريين أو مليشيات أو داعمين لهم، عبر المحاكم الوطنية والدولية.
٢.التضامن الشعبي:
يجب على السودانيين التكاتف لمواجهة هذه الجرائم عبر المقاومة السلمية وتنظيم حملات دولية لتسليط الضوء على معاناة الشعب السوداني.
٣.دعم دولي عاجل:
على الأمم المتحدة والهيئات الحقوقية الدولية التدخل الفوري لوقف هذه الجرائم وتقديم الدعم الإنساني للضحايا.
رسالة للعالم
الجرائم التي ترتكبها حكومة السودان الانقلابية ومليشيات الكيزان ليست مجرد أفعال عنف عشوائية، بل هي حملة إبادة ممنهجة تستهدف الشعب السوداني بأسره. هذه الأفعال التي تشمل قتل الشباب وربطهم ورميهم في النيل، بقر البطون، وقطع الرؤوس، ليست سوى دليل على انهيار أخلاقي وإنساني.
السودان ليس مجرد قضية داخلية، بل هو جرح إنساني ينزف أمام أعين العالم. السكوت عن هذه الجرائم يعني التواطؤ في استمرارها. يجب أن يتحمل الجميع مسؤوليتهم، أفرادًا ومؤسسات، لإيقاف هذا النزيف والوقوف إلى جانب الشعب السوداني في معركته من أجل الحرية والعدالة والسلام
إن السكوت عن هذه الجرائم خيانة لدماء الضحايا وللإنسانية جمعاء. السودان يحتاج إلى عدالة شاملة توقف هذا النزيف، وتعيد للشعب حريته وكرامته.
د. أحمد التجاني سيد أحمد
20 يناير 2025 - نيروبي، كينيا
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الشعب السودانی هذه الجرائم قتل الشباب التی ت
إقرأ أيضاً:
في القيادة العامة .. رئيس هيئة الأركان السوداني يستقبل وفد اللجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية
استقبل رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين بمكتبه بالقيادة العامة في الخرطوم الاربعاء أعضاء اللجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية برئاسة اللواء الركن عبدالرحمن عبدالحميد ابراهيم، بحضور ممثلين للجنة الاستنفار والمقاومة بولاية الخرطوم.وأثنى الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين على جهود اللجنة القومية ولجان الولايات في قيادة العمل الشعبي وإسنادها للقوات المسلحة عسكريًا ومدنيًا. وأشار إلى أن كل المتحركات بالسودان بها مستنفرين، وأن معركة الكرامة تاريخ ليس للقوات المسلحة والاجهزة النظامية الأخرى والمستنفرين فحسب، بل لكل السودانيين. مبشرًا بأن الحرب لن تطول وستعود الحياة لطبيعتها قريبًا.وقدم اللواء الركن عبدالرحمن عبدالحميد، رئيس اللجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية، التهنئة لرئيس هيئة الأركان، نيابة عن كل مستنفري السودان، بمناسبة الانتصارات وصمود قوات القيادة العامة. وأكد أن هذا الانتصار يمثل تاريخًا جديدًا سيبني عليه مستقبل السودان، وأن القوات المسلحة ستكونون أيقونة ورمزًا لكل جيوش العالم.وتواصلت الزيارة إلى مقر سلاح الإشارة في بحري، حيث كان في استقبالهم اللواء الركن عبدالعزيز محمد أبكر، الذي أكد على تلاحم المتقاعدين عسكريًا والذين لا زالوا في الخدمة، خدمة لانسان السودان، ووقال أن المقاومة سند وعون لهم. مشيرًا إلى أن صمودهم في منطقة بحري لم يكن من فراغ، إنما نتاج لقسم أديناه أن نكون خلف القائد تحقيقًا لتطلعات الشعب السوداني.كما زار الوفد مقر جهاز الأمن والمخابرات العامة ، حيث كان في استقبالهم العقيد أمن سامي العبيد محمد والذي أكد أن بحري الآن خالية تمامًا من المليشيا، وأن دور المستنفرين واضح منذ بداية الحرب. وأشار إلى أن فترة ما بعد الحرب سيتعاظم دورهم في عملية البناء وإعادة التعمير.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب