هل تكون نباتات الغاردينيا مفتاحا لتجديد الأعصاب البشرية المريضة؟
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
قال موقع "ميديكال إكسبرس"، إن نباتات الغاردينيا تشتهر برائحتها الترابية الغنية وبتلاتها الشمعية ولونها الأبيض اللامع المغاير للون الأخضر الزمردي العميق لأوراقها. ولطالما كانت النباتات موضع تقدير من قبل خبراء الأعشاب والباحثين عن الأصباغ الغذائية والأقمشة، وحتى شركات الأدوية.
وأضاف الموقع في تقرير ترجمته "عربي21"، أن فريقا تعاونيا من العلماء في العديد من مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة، وجد أن مركبا يُعرف باسم جينيبين، مشتق من نبات الغاردينيا المسمى ياسمين الكيب، يمكن أن يحفز تجديد الأعصاب.
تأتي المادة الكيميائية من ثمرة هذا النبات متعدد الاستخدامات بشكل غير عادي. شجيرات الغاردينيا، بشكل عام، موطنها الأصلي المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في آسيا. ولكن هذه النباتات تنتشر على مستوى العالم من قبل البستانيين والبستانيين الهواة الذين هم الأكثر دراية بجمال الزهرة والرائحة المسكرة لعطرها.
يتم دراسة الجينيبين كعلاج محتمل لاضطراب نادر في الجهاز العصبي التنكسي الناجم عن طفرة جينية. تُعرف هذه الحالة باسم خلل التوتر العصبي العائلي، والذي يصبح واضحا أثناء الطفولة. فرضية هذا الكادر الكبير نسبيا من الباحثين في الطب التجديدي هي أن الجينيبين من نبات الغاردينيا المتواضع - المعروف علميا باسم جاردينيا جاسمينويدس - يمتلك السر في العلاج الفعال.
كتب الدكتور كيني سايتو دياز في دراسة نُشرت في مجلة Science Translational Medicine: "خلل التوتر العصبي العائلي هو اضطراب مدمر ناتج عن طفرة نقطية متماثلة اللواقح في الجينELP1. خلل التوتر العصبي العائلي يؤثر بشكل خاص على النمو ويسبب تنكس الجهاز العصبي المحيطي".
في حين يتألف الجهاز العصبي المركزي من الدماغ والحبل الشوكي، يتألف الجهاز العصبي المحيطي من جميع الأعصاب المتفرعة من الحبل الشوكي، وتمتد إلى كل جزء من الجسم.
يؤثر خلل التوتر العصبي العائلي على تطور الجهاز العصبي وبقائه، بما في ذلك الخلايا العصبية اللاإرادية والحسية. لا تتطور هذه الخلايا العصبية الحرجة لدى المرضى المصابين بشكل صحيح وتتدهور بمرور الوقت، مما يؤدي إلى أعراض عصبية وقلبية خطيرة، حسب التقرير.
حتى الآن، تم اختبار الجينيبين فقط في أطباق المختبر ونماذج الحيوانات، لكن يبدو أن المركب قادر على مكافحة السمات الرئيسية للحالة الموروثة. أفاد سايتو دياز، باحث الطب التجديدي في مركز الطب الجزيئي في جامعة جورجيا في أثينا، أن النتائج حتى الآن تشير إلى أن الفريق قد يكون على درب علاج محتمل. حاليا، ليس لدى الأطباء أي شيء علاجي يقدمونه لمرضى خلل التوتر العصبي العائلي.
وأضاف سايتو دياز أن إيجاد علاج يؤثر على نمو الأعصاب يمثل أولوية بحثية عالمية، ليس فقط بالنسبة لمرض خلل التوتر العصبي العائلي، ولكن لأن "نسبة عالية من سكان العالم يعانون من التنكس العصبي أو تلف الأعصاب الطرفية".
وقال سايتو دياز: "وعلى الرغم من ذلك، هناك فجوات كبيرة في معرفة تطور الجهاز العصبي المحيطي البشري وتنكسه. لذلك، لا توجد علاجات متاحة".
يؤثر خلل التوتر العصبي العائلي في البداية على التنفس، وتنظيم درجة حرارة الجسم، وضغط الدم، والقدرة على تكوين الدموع. ومع تقدم المرض، يمكن أن يصاب المرضى بإيقاعات قلب غير طبيعية، وانحناء العمود الفقري، وعدم القدرة على الشعور بالألم، وفقدان البصر، وضعف التحكم في التنفس، وخاصة أثناء النوم، وزيادة قابلية الإصابة بعدوى الرئة. ويقول الأطباء إن مجموعة من الأعراض الشديدة الأخرى مرتبطة أيضا بهذه الحالة.
بحسب التقرير، فإن علماء الوراثة في عيادة كليفلاند في أوهايو يذكرون أنه على الرغم من ندرتها، فإن الحالة أكثر انتشارا بين الأشخاص من أصل يهودي أشكنازي. في الولايات المتحدة، يُقدر أن خلل التوتر العصبي العائلي يؤثر على 1 من كل 10000 يهودي أشكنازي. في إسرائيل، يتم تشخيص 1 من كل 3700 شخص بهذه الحالة عند الولادة، وفقا لبيانات عيادة كليفلاند.
في الوقت نفسه، لعبت المركبات المشتقة من نبات الغاردينيا دورا طويلا ومشهودا في الطب الشعبي والتقليدي. على مدى قرون، لجأ المعالجون التقليديون في الصين إلى نباتات الغاردينيا كمصدر للمركبات الطبية القادرة على علاج الاكتئاب والالتهاب والأرق. كما كانت نباتات الغاردينيا ذات قيمة كبيرة بين الصينيين بسبب الصبغة الصفراء التي تنتجها بذورها.
في ثمانينيات القرن العشرين، اكتشف العلماء اليابانيون صبغة زرقاء مشتقة من فاكهة، تنتجها أيضا نباتات الغاردينيا الياسمينية. تشمل عائلة الشجيرات المزهرة الغاردينيا الشائعة وياسمين الكيب وغاردينيا أوغوستا، من بين نباتات أخرى.
مهد عزل الصبغة الزرقاء الطريق لسلسلة من الاكتشافات المثيرة، بما في ذلك الجينيبين، وهو كيميائيا جليكوسيد إيريدويد. يستخدم المركب لتحسين ملمس ومدة صلاحية بعض الأطعمة. بالإضافة إلى ذلك، يتم دراسته كدواء للسرطان بسبب قدرته على تحفيز موت الخلايا المبرمج.
اكتشف سايتو دياز وزملاؤه الجينيبين بالصدفة أثناء فحص مكتبة تضم 640 مركبا بحثا عن مرشحين يمكنهم حماية الخلايا العصبية الحسية من التنكس. وصادفوا الجينيبين، الذي تنتجه ثمرة غاردينيا جاسمينويدس.
في المختبر، وجد الفريق أن الجينيبين لم يسبب موت الخلايا المبرمج عندما تعرضت الخلايا العصبية له. وفي أطباق المختبر، لم يعمل المركب على استعادة النمو السليم للخلايا العصبية الحسية لدى المرضى الذين يعانون من خلل التوتر العصبي العائلي فحسب، بل منع أيضا التنكس المبكر للخلايا. كما حسّن الجينيبين تكوين الأعصاب الطرفية في نموذجين للفئران لخلل التوتر العصبي العائلي. وتوقع الفريق أن التأثيرات العلاجية للجينيبين مرتبطة بقدرة المركب على تعزيز الارتباط المتبادل في المصفوفة خارج الخلية.
وشدد التقرير على أنه من أهم الأنشطة القوية التي يقوم بها الجينيبين، أنه عندما يضاف إلى مزارع الخلايا العصبية، فإنه يعزز تجديد المحاور العصبية المقطوعة إلى خلايا عصبية حسية وقشرية سليمة.
وقد عمل سايتو دياز وفريق كبير من الزملاء من جامعة جورجيا مع متعاونين في جامعة تينيسي؛ ومعهد الطب التجديدي بكلية الطب إيكان في مستشفى ماونت سيناي؛ وكلية طب وايل كورنيل؛ ومركز بيولوجيا الخلايا الجذعية في معهد سلون كيترينج، وكلها في مدينة نيويورك.
وخلص سايتو دياز إلى أن "هذه النتائج تجعل الجينيبين مركبا مثيرا للاهتمام للتطبيقات المستقبلية في تجديد الأعصاب في [الجهاز العصبي المحيطي] وربما الوقاية من الاعتلالات العصبية الطرفية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة نباتات الأبحاث صحة أبحاث نباتات المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخلایا العصبیة
إقرأ أيضاً:
لماذا لا تستطيعين مقاومة لمس وجهك؟ اكتشفي سر العلاقة بين التوتر والبشرة
كم مرة تجدين نفسك تلمسين وجهك من دون وعي؟ ربما أثناء العمل، أو أثناء التحدث مع الآخرين، أو حتى أثناء مشاهدة التلفاز؟ وفقًا لدراسة علمية حديثة، فإن الإنسان يلمس وجهه بمعدل 50 مرة في الساعة، أي ما يصل إلى 800 مرة يوميا، من دون أن يدرك ذلك!
يقول عالم النفس الألماني جوليان باكهيسر من جامعة الرور في بوخوم إن بعض هذه اللمسات لها دوافع واضحة، مثل تعديل الحجاب، أو ترتيب الشعر، أو فرك العيون المتعبة، ولكن معظمها يحدث بلا سبب محدد.
لمس الوجه وعلاقته بالتوتريعتقد الباحثون أن لمس الوجه يلعب دورا مهما في تنظيم المشاعر والتقليل من التوتر. فوفقا لأحدث النظريات العلمية، فإن هذه العادة قد تساعد في تهدئة الجهاز العصبي واستعادة التوازن العاطفي.
لكن كيف يمكن أن يكون لهذا السلوك تأثير مهدئ؟ وفقًا لدراسة أجرتها جامعة غوته بفرانكفورت عام 2021، فإن لمس الآخرين أو لمس الذات قبل موقف مرهق يقلل من مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول) في الجسم.
لماذا يجب الانتباه لهذه العادة؟رغم الفوائد العاطفية التي قد نحصل عليها من لمس الوجه، فإنه ليس دائما أمرا إيجابيا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على صحة البشرة. فملامسة الوجه باستمرار قد تؤدي إلى نقل الجراثيم والبكتيريا، مما يزيد من احتمال ظهور الحبوب والبثور، خصوصًا إذا كانت اليدان غير نظيفتين.
إعلانلكن التوقف عن هذه العادة ليس بالأمر السهل! إذ يقول الباحثون من جامعة لايبزيغ إن محاولة منع نفسك من لمس وجهك تتطلب وعيا ومجهودا ذهنيا مستمرا.
لماذا الوجه تحديدا؟في بعض الأحيان، لا يقتصر لمس الجسم على الوجه فقط، فقد يميل البعض إلى لمس الذراعين أو وضع اليد على الصدر عند الشعور بالقلق. لكن الأبحاث أثبتت أن الوجه هو أكثر أجزاء الجسم تعرضًا للمس في اللحظات العصيبة أو التي تتطلب تركيزا ذهنيا.
وقد أظهرت مراجعة علمية أجراها معهد بول فليكسينغ لأبحاث الدماغ عام 2021 أن ملامسة الوجه قد تكون وسيلة طبيعية للجسم للتخفيف من الضغط النفسي.
ملامسة الوجه قد تكون وسيلة طبيعية للجسم للتخفيف من الضغط النفسي (شترستوك) ما السر وراء هذه العادة؟يشرح جو نافارو، المحلل السلوكي السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، أن الوجه يحتوي على شبكة معقدة من النهايات العصبية المرتبطة مباشرة بالدماغ، تجعله أكثر حساسية للمس مقارنة بباقي أجزاء الجسم.
من بين هذه الأعصاب، العصب الثلاثي التوائم (العصب الخامس) والعصب الوجهي (العصب السابع)، وهما مسؤولان عن إرسال إشارات التهدئة إلى الدماغ بسرعة فائقة.
هذا يعني أن لمسة خفيفة على الخد أو لمس الشفاه قد ترسل إشارات تهدئة فورية تساعد في استعادة الهدوء الداخلي بسرعة، خاصة عند الشعور بالتوتر.
لمس الوجه مؤشر على المشاعر!لا يقتصر الأمر على تهدئة النفس فقط، بل يمكن أن يكون لمس الوجه إشارة للآخرين عن الحالة العاطفية التي تمرين بها. فقد يكون تكرار لمس الأنف أو الفم علامة على القلق أو الحاجة إلى الدعم العاطفي.
لذا، إذا لاحظتِ أن صديقتك أو زميلتك تلمس وجهها كثيرًا أثناء حديثها، فقد يكون من الجيد أن تسأليها إن كانت بحاجة إلى التحدث أو الدعم.
كيف تتجنبين لمس وجهك؟إذا كنتِ ترغبين في الحد من هذه العادة لحماية بشرتك وتقليل انتقال البكتيريا، جربي هذه النصائح البسيطة:
اشغلي يديكِ بشيء آخر، مثل الإمساك بقلم أو خاتم. استخدمي منديلًا بدلًا من يديكِ عند الحاجة لحك الوجه. ضعي عطرًا على يديكِ، فالرائحة ستذكّرك بعدم لمس وجهكِ. حافظي على يديكِ نظيفتين دائما، حتى تقللي من تأثير هذه العادة. إعلانصحيح أن عادة لمس الوجه عادة طبيعية تساعد في تهدئة الأعصاب، لكنها قد تؤثر على صحة البشرة إذا لم يتم التحكم بها. لذا، في المرة القادمة حين تجدين نفسك تلمسين وجهكِ بلا وعي، حاولي أن تفكري إذا كان ذلك بسبب التوتر، واعملي على إيجاد طرق أخرى للاسترخاء دون التأثير على نضارة بشرتكِ