سفير هنغاريا لدى الدولة: زيارة سمو الأمير لهنغاريا تاريخية ومهمة لتعزيز التعاون بين البلدين

 

أعرب سعادة السيد فرانس كوروم سفير هنغاريا لدى دولة قطر، عن ترحيب بلاده بزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى بودابست، واصفا سمو الأمير بأنه من أهم القادة السياسيين المنادين بالسلام والاستقرار في العالم.
وقال سعادة السفير، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: "يشرفنا ويسعدنا بشدة أن يقوم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بزيارة تاريخية إلى بودابست بالتزامن مع اليوم الوطني لهنغاريا في 20 أغسطس الجاري، ومع فعاليات بطولة العالم لألعاب القوى 2023 التي بدأت في 19 من هذا الشهر وتتواصل حتى 27 منه"، لافتا إلى أن بلاده تنظم بطولة العالم لألعاب القوى في أعقاب استضافة قطر لأنجح نسخة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في التاريخ، حيث وضعت قطر معايير عالية جدا في إدارة الأحداث الكبرى والتدابير الأمنية والعديد من المجالات الأخرى، ومعربا عن تمنياته بأن تتبع هنغاريا النموذج القطري وأفضل الممارسات من أجل تنظيم هذا الحدث الرياضي الكبير بنجاح.

وقال سعادته إن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى هنغاريا تعكس المستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة، وتشكل فرصة أيضا للتوقيع على عدد من الاتفاقيات التي تسهم في تعزيز وتطوير التعاون في المجالات المهمة، وفرصة لإجراء مناقشات في العديد من المجالات الأخرى ذات الأهمية المشتركة.. مشيرا إلى أن العلاقات بين هنغاريا وقطر وصلت إلى مستوى غير مسبوق، وهو ما تعكسه الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين الجانبين، وحجم التبادل التجاري الثنائي، مشيرا في هذا السياق إلى زيارة دولة السيد فيكتور أوربان رئيس وزراء هنغاريا إلى قطر في مناسبتين مؤخرا، وذلك في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وفي منتدى قطر الاقتصادي في مايو الماضي، حيث أعرب، خلال زيارته الأخيرة، عن نية بودابست رفع علاقتها مع الدوحة إلى مستوى استراتيجي لتصبح من أهم شركائها السياسيين والاقتصاديين.
كما لفت سعادة السيد فرانس كوروم إلى تغطية الاتفاقيات الثنائية حاليا العديد من المجالات المهمة، مثل الصحة والاستثمار والزراعة والدفاع وغيرها من المجالات الأخرى، مشددا على أن الأهم من ذلك هو قيام العلاقات التي تربط البلدين على عقود من الصداقة والاحترام المتبادل والتشارك في العديد من القيم الاجتماعية والإنسانية والمواقف المشتركة بشأن عدد من القضايا ذات الأهمية البالغة في الشؤون السياسية.
وأبرز أن الأولوية القصوى لبلاده حاليا هي الانتهاء من اتفاقية حماية الاستثمار الثنائية التي من شأنها أن تكون نقلة مهمة في العلاقات بين الدوحة وبودابست، ويؤمل أن تحفز استثمارات البلدين بشكل كبير في المستقبل، وتوقيعها سيؤدي إلى تعزيز التعاون في عدد من المجالات التي يمكن تبادل الخبرات القيمة فيها، إلى جانب التعرف على أفضل الممارسات القطرية التي تستفيد منها بلاده.
وأوضح أنه بينما يسعى البلدان إلى السلام والاستقرار في العالم، تبرز إمكانات هائلة للتعاون في مجالات التعليم العسكري والتدريب والصناعة الدفاعية بما يضمن القدرة على الحفاظ على السلام والاستقرار المنشودين، فضلا عن أن التعاون في قطاعي التعليم والسياحة يشكل مجالا مهما لتطوير العلاقات الثنائية بشكل أفضل، لافتا في هذا الإطار إلى تقديم الجامعات الهنغارية برامج تعليمية على مستوى عالمي في مجالات الطب والتربية البدنية والهندسة والموسيقى، حيث تأمل هنغاريا، مع مرور الوقت، أن يتواجد عدد أكبر من الطلبة القطريين على أراضيها للاستفادة من الفرص والإمكانيات الهائلة في قطاع التعليم.
وفي معرض حديثه عن التبادل التجاري بين البلدين، ذكر سعادة سفير هنغاريا أن التبادل التجاري الثنائي وصل إلى حوالي 77 مليون دولار أمريكي في 2022، وقال "ما زلنا بعيدين عن استغلال جميع الفرص في التجارة الثنائية، وتعتبر منتجات الألبان من أهم صادراتنا، ونفخر برؤية منتجات هنغاريا في العديد من المتاجر القطرية"، مضيفا أن وكالة ترويج الصادرات الهنغارية نشطة للغاية، ولديها برنامج لدعم توسع الشركات الهنغارية في الخارج، ونأمل أن تصبح قطر وجهة تصدير أولى في المستقبل بين الشركات الهنغارية المهمة الأخرى بفضل الدعم الحكومي الكبير.
كما لفت سعادته، في تصريحه لـ/قنا/، إلى أن الاستثمار القطري في هنغاريا يعد أقل من الإمكانيات المتوفرة والمتاحة، لذلك يرغب الجانب الهنغاري في جذب المزيد من رؤوس الأموال القطرية للاستثمار، مؤكدا أن توقيع اتفاقية حماية الاستثمار يمكن أن تعطي دفعة جديدة للتعاون الاستثماري، في ظل اهتمام بلاده بأن تصبح قطر مستثمرا استراتيجيا في مختلف قطاعاتها لاسيما في مجال النقل الجوي، فضلا عن وجود فرص استثمار أخرى في ميدان العقارات والفنادق، وفي الصناعة وغيرها نظرا للإمكانيات التي يمتلكها الاقتصاد الهنغاري.
وبخصوص الرؤية المشتركة لهنغاريا وقطر تجاه القضايا الدولية، شدد سعادة السفير على ضرورة أن توحد الدول الحرة ذات السيادة (مثل هنغاريا وقطر) وتنسق مواقفها بشكل أكثر فاعلية في عالم يزداد تعقيدا وخطورة، قائلا "نحن نقدر أن قطر مثل هنغاريا، تؤيد السلام الفوري على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية.
وثمن سعادة السيد فرانس كوروم سفير هنغاريا لدى دولة قطر، في ختام تصريحه الخاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، جهود دولة قطر الناجحة في الوساطة بين إيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل الوصول إلى صيغة بشأن الاتفاق النووي متعدد الأطراف، بما يجعله خطوة مهمة نحو السلام والاستقرار، معتبرا أن المشاركة النشطة لدولة قطر في العديد من القضايا ذات الأهمية الكبرى للأمن الأوروبي تتطلب تعاونا وثيقا بين الدوحة وبودابست "وهو ما نقدره تقديرا ثمينا".

المصدر: العرب القطرية