موقع 24:
2025-03-25@16:29:57 GMT

خطة ترامب لإعادة تشكيل النظام العالمي في أول 100 يوم

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

خطة ترامب لإعادة تشكيل النظام العالمي في أول 100 يوم

تناول ستيفان وولف، أستاذ الأمن الدولي في جامعة برمنغهام، الآثار المترتبة على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والتأثيرات الجذرية التي قد تخلفها سياساته على العلاقات الخارجية الأمريكية والديناميكيات العالمية.

ترامب متمرد على السياسة التقليدية والساعي إلى إعادة تعريف السياسة الخارجية

وأوضح وولف في مقاله بموقع "آسيا تايمز" أن دبلوماسية ترامب وتحالفاته الشعبوية تسعى إلى إعادة تعريف دور أمريكا على الساحة العالمية، مع التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية: نصف الكرة الغربي، وتقليص الالتزامات في أوروبا والشرق الأوسط، والاستراتيجية المتطورة تجاه الصين.

عصر جديد من الحزم

وسلط الكاتب الضوء على تأكيدات ترامب بضرورة هيمنة الولايات المتحدة في الأمريكيتين، وهو ما انعكس في مقترحاته المثيرة للجدل بشأن شراء غرينلاند وضم كندا واستعادة السيطرة على قناة بنما.

وفي حين قد تبدو هذه الأفكار استفزازية، فإنها تؤكد على استراتيجيته الأوسع للقضاء على نقاط الضعف ومواجهة النفوذ الصيني المتصوَّر في تلك المنطقة وحول العالم. 

Trump claiming new world order in first 100 days https://t.co/fQjLtNwzMH pic.twitter.com/qNl6mF6gzL

— Asia Times (@asiatimesonline) January 18, 2025

وتستهدف سياسات ترامب المقترحة موازنة العلاقات المتنامية بين أمريكا اللاتينية وبكين.

ويشير وولف إلى ميناء عميق المياه ممول من الصين في بيرو واستثمار صيني كبير في المكسيك كمجالات مثيرة للقلق.

وتعمل مكانة المكسيك كأكبر شريك تجاري لأمريكا، مع صادرات بقيمة 467 مليار دولار إلى الولايات المتحدة في عام 2024، متجاوزة 401 مليار دولار للصين، كعامل مؤثر في ضرورة استجابة أمريكا لهذه التطورات.

ما هي الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب وتلك التي ألغاها؟ - موقع 24أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات في سعيه لوضع بصمته على إدارته الجديدة، في أمور تتراوح من الطاقة إلى العفو الجنائي والهجرة.

وتناول وولف أيضاً الجهود التشريعية المبكرة التي بذلها حلفاء ترامب في الكونغرس، مثل مشروع قانون يجيز المفاوضات لشراء غرينلاند، وترمز هذه الخطوة إلى نية أكبر لإعادة تأكيد السيطرة على الأراضي الاستراتيجية ومواجهة البصمة الاقتصادية للصين في نصف الكرة الأرضية.

إعادة تعريف الالتزامات الأمريكية

وأشار الكاتب إلى خطط ترامب لتحويل الموارد بعيداً عن أوروبا والشرق الأوسط، وهي المناطق التي تعد أقل أهمية للمصالح الاستراتيجية الأمريكية. ويعكس وعد ترامب بالتوسط في اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا هذه الأولوية.

ووفقاً لوولف، يرى ترامب أن حل الصراع في أوكرانيا هو وسيلة لإضعاف التحالف بين روسيا والصين وإعادة توجيه التركيز الأمريكي نحو بكين. 

Shock and Awe': Trump's 100 Executive Orders 'On Day One' Promises Chaos, and Huge Changes
( Article in comments ) pic.twitter.com/wqdRPIZfgY

— ???????????????? ???? ???? (@V_Lady2024) January 18, 2025

وفي الوقت نفسه، يضغط ترامب على حلفاء الناتو لزيادة إنفاقهم الدفاعي، مما يسلط الضوء على مساهمة الولايات المتحدة غير المتناسبة بنسبة 68% من نفقات الناتو مقارنة بنسبة 28% لأوروبا.

وأيد الكاتب ترامب في ما يرمي إليه، مشيراً إلى الضغط المحتمل الذي قد يفرضه هذا على العلاقات عبر الأطلسي. 

TRUMP: “The American people have given us their trust and in return, we’re going to give them the best first day, the biggest first week, and the most extraordinary first 100 days of any presidency in American history.” pic.twitter.com/VLiYKPydJq

— Conservative War Machine (@WarMachineRR) January 19, 2025

يحاول ترامب البناء على التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، مثل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي تم التفاوض عليه بمشاركة إدارة بايدن.

وهذا الاتفاق، الذي يسهل إطلاق سراح الرهائن يحول مسؤولية احتواء إيران إلى تحالف من الحلفاء الإقليميين.

ويخطط ترامب لتجديد حملة الضغط الأقصى ضد طهران، مما يمكن الولايات المتحدة من تقليص مشاركتها مع حماية مصالحها.

الغموض في استراتيجية الصين

ولفت الكاتب النظر إلى سياسة ترامب تجاه الصين باعتبارها الجانب الأكثر غموضاً في أجندته الخارجية.

وبينما يبدو التشدد ظاهراً في تصريحات فريق الأمن القومي لترامب تجاه بكين بشكل عام، فإن اختيار شخصيات مثل إيلون ماسك، الحليف الرئيس الذي لديه مصالح تجارية في الصين، يضيف تعقيدات إلى المشهد.

"ليست حربنا".. ترامب يشكك في استمرار اتفاق غزة - موقع 24صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الإثنين بأن حركة حماس ضعفت، لكنه أعرب عن شكوكه بشأن استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" والذي بدأ تنفيذه يوم الأحد.

ويتناوب خطاب ترامب بين العدوانية والبراغماتية. على سبيل المثال، يبرر استعادة بنما بالمخاوف من السيطرة الصينية لكنه يشيد أيضاً بالدور المحتمل للرئيس الصيني شي جين بينغ في التوسط في صفقة أوكرانيا.

وتعكس هذه الثنائية نهج ترامب في ولايته الأولى، عندما أدت مفاوضات استمرت عامين إلى بلوغ اتفاق تجاري جزئي أدى إلى خفض التعريفات الجمركية لكنه ترك العديد من الإجراءات المماثلة دون مساس.

وقال الكاتب إن ترامب قد يتبنى استراتيجية مماثلة، تجمع بين التعريفات الجمركية المرتفعة والمفاوضات الجديدة. ويتماشى هذا النهج مع وعود حملته الانتخابية وميله إلى تعطيل المعايير القائمة.

التحالفات الشعبوية

وتناول الكاتب الآثار الأوسع نطاقاً لأفعال ترامب، بما في ذلك تحالفه مع الزعماء الشعبويين على مستوى العالم.

وقال إن نفوذ إيلون ماسك المزعوم في إعادة تشكيل الحكومات في المملكة المتحدة وألمانيا يجسد الجهود المبذولة لإنشاء تحالف شعبوي.

وتعكس رؤية ترامب للنظام العالمي مع مجالات نفوذ محددة للولايات المتحدة والصين وربما روسيا رغبته في فرض الاستقرار من خلال الاضطراب. ومع ذلك، يتساءل وولف عما إذا كان مثل هذا النظام قابلاً للتحقيق أو مفيداً.

متمرد بلا قيود

وخلص الكاتب إلى أن عودة ترامب تمثل فترة من عدم الاستقرار في العلاقات الدولية. ومع سيطرته على مجلسي الكونغرس، يمتلك ترامب تفويضاً كاملاً لتنفيذ وعود حملته الانتخابية، في ظل مقاومة مؤسسية ضئيلة.

ورغم أن أفعاله قد تعزز قاعدته الشعبية، فإنها تخاطر أيضاً بتنفير الحلفاء التقليديين وإعادة تشكيل ديناميكيات القوة العالمية بطرق لا يمكن التنبؤ بها.

وفي نهاية المطاف، وصف وولف ترامب بالمتمرد على السياسة التقليدية والساعي إلى إعادة تعريف السياسة الخارجية الأمريكية. وما إذا كان هذا من شأنه أن يؤدي إلى نظام عالمي أكثر استقراراً أو مزيد من عدم الاستقرار يظل غير مؤكد، لكن يبدو ترامب، في ولايته الثانية، على استعداد كبير لترك تأثير دائم على النظام الدولي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب غرينلاند كندا قناة بنما الصين المكسيك أوكرانيا الناتو وقف إطلاق النار إيران إيلون ماسك عودة ترامب كندا غرينلاند قناة بنما الصين المكسيك الحرب الأوكرانية حلف الناتو اتفاق غزة إيران وإسرائيل إيلون ماسك الولایات المتحدة إعادة تعریف

إقرأ أيضاً:

تعرف على خطة سامسونغ التي خدعت بها آبل وتصدرت سوق الهواتف العالمي

تهيمن شركة آبل على سوق الهواتف العالمية لدرجة أن أغلب الأشخاص حول العالم يحلمون بهواتف آيفون أكثر من أي هاتف آخر، ورغم قوة شركة آبل فإنه يبقى لها منافسين أقوياء مثل "سامسونغ" و"هواوي" و"شاومي" وغيرهم، ولكن سامسونغ هي المنافس الأول والأشرس نظرا لتاريخهما الطويل من التنافس والصراعات.

ولو عدنا للخلف تحديدا عند انطلاق ثورة الأجهزة الذكية سنجد أن أول هاتف من آبل صدر عام 2007 وأطلقت عليه اسم آيفون ولم تغير اسم إصداراها إلى الآن، أما شركة سامسونغ كانت مشهورة بتصنيع الهواتف العادية ولكن أول هاتف ذكي يعمل بنظام أندرويد من الشركة كان عام 2009 – بعد عامين من طرح آبل أول هاتف لها – ولم تكن الشركات الأخرى مثل "هواوي" و"شاومي" و"أوبو" رائجة في تلك الفترة، ولكن رغم عظمة الشركتين فإنهما لم يتفوقوا على شركة "نوكيا" (Nokia) التي كانت تهيمن على سوق الهواتف في ذلك الوقت.

ولكن بداية عام 2012 تغيرت موازين القوى وتمكنت سامسونغ من تخطي "نوكيا" حيث حققت مبيعات 92 مليون هاتف ذكي في الربع الأول من العام مقابل "نوكيا" التي باعت 83 مليون هاتف لتصبح الشركة الأولى عالميا في تصنيع الهواتف، أما بالنسبة لشركة آبل فقد باعت 35 مليون هاتف.

إعلان

ولم تكن سامسونغ لتصل إلى القمة لولا حيلة ذكية كانت تخطط لها منذ سنوات والتي بسببها تفوقت على منافستها الرئيسية "آبل" وأصبحت أقوى شركة لبيع الهواتف الذكية في ذلك الوقت.

خطة سامسونغ التي خدعت فيها آبل

بدأت سامسونغ بحياكة خطتها منذ عام 2005 حين سافر تشانغ غيو هوانغ رئيس قسم أشباه الموصلات في سامسونغ برفقة اثنين من زملائه التنفيذيين إلى بالو ألتو حيث منزل ستيف جوبز رئيس شركة آبل، وقال هوانغ: "التقيت بجوبز وفي جيبي حل لمشكلة آبل المحيرة". وفقا لما جاء في مذكرات تشانغ غيو هوانغ بعنوان "صفقة الرقائق العظيمة".

وخلال اللقاء أخرج هوانغ ذاكرة فلاش "ناند" (NAND) – كما كانت تُسمى ذلك الوقت – ووضعها على الطاولة واصفا إياها بأنها ورقته الرابحة.

يُذكر أن ذاكرة فلاش "ناند" هي جهاز تخزين أخف وزنا وأكثر كفاءة من الأقراص الصلبة التقليدية، وشركة سامسونغ كانت من الشركات القليلة القادرة على توريدها بكميات كبيرة وجودة عالية.

وقال جوبز عن ذاكرة فلاش "ناند": "هذا بالضبط ما أردته"، ووافق على أن تكون "سامسونغ" المورد الوحيد لذاكرة الفلاش لجهاز "آيبود" (iPod).

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2005 أعلنت شركة آبل عن توصلها لاتفاقيات توريد طويل الأمد لتأمين إمدادات ذاكرة فلاش "ناند" حتى عام 2010 مقابل مبلغ 1.25 مليار دولار، وقال جوبز بمناسبة الصفقة: "نريد أن ننتج عددا كبيرا من أجهزة (آيبود) الشهيرة جدا بما يتناسب مع طلب السوق".

وبالمقابل كتب هوانغ "كانت تلك اللحظة التي شهدت بداية هيمنتها على سوق أشباه الموصلات في الولايات المتحدة"، ومن هذه الحيلة استطاعت سامسونغ دخول سوق الهواتف الذكية،

وبدأت القصة في عام 2009 حين أطلقت سامسونغ أول هاتف الذكي لها، وهذا ما أثار غضب جوبز لدرجة أنه أراد شن "حرب نووية" – كما اسماها – على نظام التشغيل أندرويد الذي تستخدمه سامسونغ في أجهزتها، ونظر للأمر بأن شركة سامسونغ التي تورد الشرائح لشركته تجرأت على منافسة آبل مباشرة وصنع هاتف ذكي مشابه لتصميم آيفون ولكن بنظام تشغيل أندرويد، وهو ما أثار اشمئزاز جوبز بشدة لدرجة أنه أراد مقاضاة سامسونغ، ولكن تيم كوك خبير سلسلة التوريد في آبل آنذاك كان حذرا من نشوب مشاكل مع مورد أساسي تعتمد عليه آبل في منتجاتها.

إعلان

وعندما زار نائب رئيس مجلس إدارة سامسونغ جي لي مقر آبل في كوبيرتينو أعرب كل من جوبز وكوك عن مخاوفهم، وقدمت آبل مقترحا لترخيص بعض براءات اختراعها لسامسونغ مقابل 30 دولارا لكل هاتف ذكي و40 دولارا لكل جهاز لوحي مع خصم 20% في حال قامت سامسونغ بترخيص براءات اختراعها لآبل، ولكن سامسونغ رفضت العرض واتهمت آبل بسرقة براءات اختراعها وعليها أن تدفع لها.

الحرب القانونية بين آبل وسامسونغ

في أبريل/نيسان عام 2011 رفعت آبل عدة دعاوى قضائية شملت عشرات الدول ضد سامسونغ بتهمة انتهاك براءات الاختراع وطالبت بتعويضات قدرها 2.5 مليار دولار، وبالمقابل ردت سامسونغ بدعوى مضادة لانتهاك 5 براءات اختراع تتعلق بتقنيتها في نقل البيانات والاتصالات اللاسلكية.

وشعر المسؤولون في سامسونغ أن آبل تحاول خلق احتكار من خلال براءات اختراع عامة مثل شكل المستطيل الأسود المدور لجهاز آيباد، وهو براءة اختراع سخيفة لدرجة أن المحكمة ألغتها.

وقال جوبز ذات مرة: "سنجعل كل شيء محميا ببراءة اختراع"، كما سخر علنا من سامسونغ ومنافسين آخرين واصفا هواتفهم الكبيرة على أنها أشبه بالمطارق، وقال في مؤتمر صحفي في يوليو/تموز عام 2010: "لا أحد سيشتري ذلك".

وكانت أكبر قوة لشركة سامسونغ هي قدرتها على تصنيع أجهزة متفوقة أسرع من منافسيها، من خلال نظام إداري صارم ومنظم وسلسلة إمداد متفوقة، ولكن عمل المسوقين في سامسونغ كان محبطا للغاية، فلم تستخدم سامسونغ أشخاصا في إعلاناتها بل اعتمدن على صورة مع تعليق صوتي يتحدث عن فوائد المنتج. وبدلا من إقناع العملاء بأهمية سامسونغ، ركزت قصص التسويق على الاتصالات.

حملات التسويق في سامسونغ تغيرت بعد قدوم تود بيندلتون من شركة "نايكي"  (دوبلي) الحملة التسويقية التي قضت فيها سامسونغ على المنافسين

تغيرت حملات التسويق في سامسونغ بعد قدوم تود بيندلتون وهو مسوق موهوب في شركة "نايكي" (Nike) يُعرف بأنه مميز وغير مبالٍ في إعلاناته ودقيق ومباشر في أسلوب تواصله، ولكن لم يسبق لبيندلتون العمل في شركة تقنية من قبل، ولم يكن على دراية بالقطاع، ولهذا تواصلت الشركة مع برايان والاس وهو مسوق رقمي سابق في "بلاك بيري" (BlackBerry).

إعلان

وبدأ بيدلنتون ووالاس العمل بسرعة، إذ جلبوا 36 مسوقا وبدأوا العمل في مكتب بشكل سري للغاية، حيث صرح أحد أعضاء الفريق: "كان علينا أن نكون منعزلين بعض الشيء لنتمكن من إنجاز بعض هذه الأمور"، فقد كانوا قلقين من تدخل بيروقراطية كوريا الجنوبية في عملهم.

وأحد الأمور المفيدة التي فعلها بيدلنتون أنه عرض على فريقه مقارنة بين هواتف آيفون وجلاكسي في صحيفة وول ستريت جورنال والتي أظهرت تفوق هواتف جلاكسي في عدة مجالات، ولكن المشكلة كانت أن سامسونغ لم تكن تحاول سرد قصة، بينما كانت آبل هي المسيطرة على السرد وكان لديها تمجيد كبير لستيف جوبز وقاعدة جماهيرية ضخمة وتغطية إعلامية متألقة، وقد أطلقت وابلا من الإجراءات القانونية العدائية تتهم فيها سامسونغ بأنها مجرد نسخ مقلدة للمنتجات الجديدة والابتكار.

ولم يكن فريق بيندلتون مهتما بادعاءات آبل وإجراءاتها القانونية، بل ركزوا على فكرة السرد الشامل والذي يبني جاذبية عاطفية لدى العميل، وقضية المحكمة كانت أحد جوانب حرب سامسونغ لأنهم كانوا يعرفون أن الشركة التي تروي أفضل قصة للجمهور هي من سيحقق الانتصار في النهاية.

ولأن آبل كانت عميلا مهما لشركة سامسونغ، فقد كان المسؤولون في المقر الرئيسي يُصرون على أن يكون فريق التسويق حذرا في نهجه، رغم أنهم أرادوا هزيمة جميع المنافسين على مدى 5 سنوات القادمة من "إتش تي سي" و"موتورولا" و"بلاك بيري" وحتى آبل، ولكن بيندلتون أبلغ فريقه أن 5 سنوات فترة طويلة جدا، فاختصر الإطار الزمني إلى عامين ولكن الفريق أنجز عمله في 18 شهرا فقط.

التحديات

لجأ فريق التسويق في البداية إلى مستشار يُدعى جو كرامب وهو نائب الرئيس في إحدى أكبر وكالات الإعلان التفاعلي في العالم، لمساعدتهم على إيصال مشكلة العلامة التجارية في أمريكا إلى كبار المسؤولين التنفيذيين في سامسونغ، وهنا قرر كرامب إرسال طاقم تصوير إلى ساحة تايمز سكوير يحمل كل منهم حقيبتين، الأولى تحتوي على هواتف آيفون التي لم تطرح بعد والثانية تحوي هواتف سامسونغ، وبدأوا يسألون أشخاص عشوائيين "كم ستعطينا مقابل كل هاتف؟".

إعلان

وكان الرد صادما لفريق تسويق سامسونغ، ورد الأشخاص على هاتف آيفون كان: "سأعطيك سيارة بي إم دبليو (BMW) جديدة – سأعطيك 10 آلاف دولار – سأعطيك أغلى ما أملك"، بينما كان ردهم على هواتف جلاكسي لاذعا حيث قالوا "5 دولارات – قمع آيس كريم مقضوم".

ولم يكن أمام فريق تود سوى تغيير ميزانية التسويق، وتخصيص 70% لبناء العلامة التجارية و30% لشركات الاتصالات بعد أن كانت عكس ذلك.

وبمجرد أن حصل فريق التسويق على الميزانية اللازمة للتواصل المباشر مع العملاء، تعاقد تود مع شركة "72 اند ساني" (72andSunny) بدلا من وكالات الإعلان المعتمدة لدى الشركة وهذا ما أزعج المقر الرئيسي.

وبدأت شركة "72 اند ساني" العمل وقدموا أول مقترحاتهم لتود – الذي كان حاضرا أثناء التصوير والمونتاج – وكان الإعلان عن شخصيتين تنتظران في طابور خارج متجر آبل و تتناقشان حول ميزات وجودة هواتف آبل وسامسونغ، ثم انتقل إلى مشهد آخر لشخصيتين تتحدثان عن هواتفهما، ولكن المشهد كان بطيئا ومملا ولهذا خشي فريق التسويق أن تنتهي محاولة سامسونغ لمنافسة آبل قبل أن تبدأ، وقال معلقا: "ليس لدينا حملة هنا يا رفاق".

في عام 2009 أطلقت سامسونغ أول هاتف الذكي لها، وهذا ما أثار غضب جوبز لدرجة أنه أراد شن "حرب نووية". (رويترز) الشيء الكبير القادم

مع اقتراب موسم التسوق للعطلات كان الحل الوحيد هو تقطيع الفيلم وإعادة العمل عليه في تلك اللحظة، وخلال ليلة مجنونة من العمل اقترح شخص في الغرفة تحويل الإعلان إلى مشهد واحد بدلا من مشهدين منفصلتين ومحرجين، وكان المشهد الجديد كالتالي:

يبدأ المشهد بصف من الأشخاص يبدو أنهم من محبي آبل وينتظرون طوال الليل عند زاوية الشارع يترقبون الشيء الكبير القادم، والذي من المفترض أنه آيفون، ويقول أحد عشاق آبل في الصف "يا رفاق، أنا متحمس جدا، يمكنني البقاء هنا 3 أسابيع دون تردد".

إعلان

وفي توقيت ما، يلاحظ أحد الفتيان امرأة جالسة على مقعد مجاور وتستعمل جهازا غريبا ويقول: "ماذا؟ – هذا لا يشبه آيفون"، يقول آخر: "واو، ماذا لديها هناك؟".

وبعد ذلك يمر أحد الأشخاص بجوار حشد معجبي آبل حاملا هاتف سامسونغ، فأوقفه أحد الأشخاص قائلا: "مرحبا، هل يمكنني رؤية هاتفك؟"، يلتقطه ويبدأ تفحص مكوناته وميزاته ويقول: "إنه سامسونغ جلاكسي – انظروا إلى الشاشة في هذا الهاتف – إنها ضخمة"، فيرد عليه صاحب الهاتف: "إنه جلاكسي إس 2 (S2) – هذا الهاتف مذهل"، وتظهر رسالة نهاية الإعلان تقول "الشيء الكبير القادم هنا بالفعل".

نشرت سامسونغ الإعلان على موقع "ماشبل" (Mashable) قبل نشره رسميا على صفحتها على فيسبوك، حيث تخلى تود عن استراتيجية التسويق التقليدية القائمة على البحث في الصحف والمجلات الإخبارية واختار الإنترنت بشكل أساسي مستهدفا جيل الألفية.

وقد حققت الحملة نجاحا باهرا فاقت كل التوقعات، لدرجة أن المشاهدين الذين سئموا من غرور آبل غير المبرر، وأصبحت الشركة من أسرع العلامات التجارية نموا على فيسبوك، حيث بلغ عدد المعجبين أكثر من 26 مليونا في 16 شهرا فقط، وذلك لأن الإعلان حول شركة سامسونغ من شركة تقليدية للاتصالات إلى شركة هواتف ذكية واحدة.

وصرح بندلتون في مؤتمر صحفي: "نحن أسرع العلامات التجارية نموا على تويتر، مع ما يقرب من مليوني متابع".

هل خسرت آبل مقابل سامسونغ؟

في مطلع عام 2023 تمكنت آبل من تجاوز شركة سامسونغ كأكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، وأنهت هيمنة الشركة الكورية الجنوبية التي استمرت 12 عاما وفقا لشركة البيانات الدولية "آي دي سي" (IDC)، وتصدر هاتف آيفون المركز الأول بمبيعات بلغت 234.6 مليون وحدة متجاوزا سامسونغ التي باعت 226.6 مليون وحدة، وبلغت الحصة السوقية لشركة آبل 20.1% مقابل 19.4% لسامسونغ.

وبحسب تقرير "آي دي سي" فإن تفوق آبل يعود إلى زيادة شعبية الأجهزة المتطورة، حيث ساعد إطلاق "آيفون 15" على تعزيز المبيعات، وأصبحت آبل أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية من حيث الإيرادات والأرباح.

إعلان

وصرح بن وود كبير المحللين في شركة الأبحاث "سي سي إس إنسايت" (CCS Insight) بأن بيانات "آي دي سي" تُمثل ضربة نفسية لسامسونغ، لكنه توقع أن تظل المنافسة محتدمة، وقال: "لا شك أن آبل تسير في مسار قوي، ويعود الفضل إلى ولاء عملائها الذين نادرا ما يتحولون إلى أجهزة أخرى بمجرد شرائهم لها".

ولا تزال آبل متفوقة على نظيرتها سامسونغ حتى الآن، حيث أظهر آخر تحليل لموقع "ستاتكاونتر" (Statcounter) لشهر فبراير/شباط الماضي أن الحصة السوقية لشركة آبل بلغت 27.78% مقابل 23.58% لشركة سامسونغ.

مقالات مشابهة

  • الصين تدين التدخل الامريكي في فنزويلا بعد تهديد ترامب بشأن فرض الرسوم
  • الصين ترفض عقوبات واشنطن على مشتري نفط فنزويلا
  • الصين ترفض معاقبة أمريكا للدول المشترية للنفط والغاز من فنزويلا
  • ترامب يهدد الدول التي تشتري النفط الفنزويلي
  • تعرف على خطة سامسونغ التي خدعت بها آبل وتصدرت سوق الهواتف العالمي
  • دعوة أوروبية ـ عربية لإعادة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ودعم جهود إعادة الإعمار
  • الصين تدعو ترامب إلى حوار صريح لحل القضايا الخلافية
  • كالاس: نثمن دور مصر في وقف إطلاق النار بغزة وندعم خطة إعادة الإعمار
  • رغم رسوم ترامب..الصين متمسكة بالعولمة
  • الصين تحذر من التشرذم الاقتصادي العالمي