منتدى سياحة الآسيان 2025 في جوهور يعزز التعاون الإقليمي ويؤكد أهمية الاستدامة
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
جوهور - أحمد الجهوري
افتُتح امس اﻷول منتدى سياحة رابطة دول الآسيان 2025 في مدينة جوهور الماليزية ، بحضور نائب رئيس وزراء ماليزيا فضلي يوسف، الذي أكد في كلمته على أهمية المنطقة كواحدة من أكثر الأسواق السياحية ديناميكية في العالم.
وأوضح فضلي يوسف أن دول جنوب شرق آسيا استقبلت أكثر من 100 مليون سائح في عام 2023، وهو ما يشكل 70% من مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19.
كما أشار إلى التوقعات التي تشير إلى أن عام 2024 سيشهد وصول عدد السياح إلى نحو 130 مليون، مما يمثل تعافيًا كاملًا من تداعيات الجائحة، ويعكس نجاح دول الآسيان في تعزيز مرونتها وتفاؤلها بمستقبل السياحة في المنطقة.
وأضاف: ووفقًا لتقارير أماديوس، فإن النمو السياحي في آسيا خلال عام 2025 سيتشكل بفضل سياسات التأشيرات المرنة، وزيادة عدد مسارات الطيران، وخيارات السفر الفاخرة.
وتوقع فضلي أن تمثل منطقة آسيا 35% من الإنفاق العالمي على السفر الترفيهي و50% من نمو الركاب الجويين خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة، مما يعزز دورها كقائد عالمي في مجال السياحة وداعم رئيسي للنمو الاقتصادي.
وقال نائب رئيس وزراء ماليزيا: "بينما تتعافى الاستثمارات السياحية، ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع من 1.2 مليار دولار أمريكي في عام 2022 إلى 2.8 مليار دولار أمريكي في عام 2023، إلا أن هذا الرقم لا يزال أقل بكثير من ذروته قبل الجائحة، حيث بلغ 24.5 مليار دولار أمريكي في عام 2019. وللتغلب على هذه الفجوة، يجب على رابطة أمم جنوب شرق آسيا إعطاء الأولوية لتنويع الاستثمارات الجيدة، من حيث تنويع الوجهات وإعادة توزيع التدفقات السياحية. ويمكن للآسيان أن تضع نفسها كمنصة حيوية لتعزيز النمو السياحي الشامل والمتوازن في المنطقة."
وأضاف فضلي يوسف: "لتحقيق رؤية "الآسيان" كوجهة واحدة متميزة ومركز للابتكار، يجب سد الفجوات في البنية التحتية الرقمية بين الدول الأعضاء. يمكن تحقيق ذلك من خلال الخطة الرئيسية الرقمية للآسيان 2025 واتفاقية إطار الاقتصاد الرقمي (DEFA)، والتي ستغير قواعد اللعبة نحو التكامل الإقليمي في مجالات مثل المدفوعات عبر الحدود، والأمن السيبراني، والمهارات الرقمية، وتنقل المواهب، إضافة إلى التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي."
وتوقع فضلي أن يتضاعف الاقتصاد الرقمي في الآسيان ثلاث مرات، من نحو 300 مليار دولار أمريكي إلى ما يقارب تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2023، نتيجة تبني التكنولوجيات الرقمية بشكل أكبر. كما أشار إلى أنه من المتوقع أن يسهم الإطار التنظيمي بمبلغ يتجاوز تريليوني دولار أمريكي في الاقتصاد الرقمي للآسيان، ما سيعود بالفائدة على جميع الاقتصادات الرئيسية في المنطقة، بما في ذلك قطاعات السفر والسياحة.
ومع تولي ماليزيا رئاسة الآسيان هذا العام، دعت الحكومة الماليزية وزراء السياحة في المنطقة إلى تجسيد روح مجتمع الآسيان لبناء صناعة سياحية مستدامة، شاملة، ومرنة.
من جانبه، شدد وزير السياحة والفنون والثقافة الماليزي داتوك سيري تيونغ كينغ سينغ، على أهمية التعاون لحماية التراث الإقليمي وتعزيز مكانة الآسيان على الساحة العالمية. وقال: "كما نعلم جميعًا، نحن نجتمع هذا الأسبوع للتباحث وتبادل الأفكار الجديدة. لذا، دعونا نتبنى روح مجتمع الآسيان لبناء مستقبل مستدام وشامل وقوي للسياحة."
وأضاف تيونغ أن موضوع منتدى السياحة الآسيان (ATF) لهذا العام، "الوحدة في الحركة: تشكيل سياحة الآسيان غدًا"، يعكس إنجازات دول الآسيان ويؤكد أهمية العمل الجماعي لمواجهة التحديات والفرص المتطورة في قطاع السياحة.
وأشار إلى أن مشاركة جميع وزراء السياحة في الآسيان وممثلي شركاء حوار الآسيان هي دليل على قوة الشراكة الإقليمية وروح التعاون في بناء قطاع سياحي مرن ومستدام.
وأضاف: "إن استضافة هذا الحدث المهم في جوهور لا تسلط الضوء فقط على الثقافة المحلية والتنمية الحديثة، بل تعكس أيضًا رؤية ماليزيا لتعزيز الوجهات السياحية الناشئة. لذلك، أتقدم بخالص الشكر إلى جوهور منتيري بيسار داتوك أون حفيز غازي وشعب جوهور على دعمهم القوي وتعاونهم في إنجاح سياحة الآسيان 2025".
وأكد تيونغ أيضًا أن حضور نائب رئيس الوزراء الماليزي فضلي يوسف في هذا الحدث أضفى نغمة إيجابية، ما عزز الروح التعاونية لتشكيل مستقبل أكثر إشراقًا لسياحة الآسيان.
يهدف منتدى "ATF 2025" إلى تعزيز المنتجات السياحية الإقليمية، وتسهيل تبادل المعرفة، وتعزيز فرص التواصل، وتوطيد التعاون مع قادة السياحة العالميين لجذب المزيد من الزوار إلى منطقة الآسيان.
وكانت إحدى الرسائل الأساسية التي تم تسليط الضوء عليها خلال المنتدى هي أهمية الاستدامة في تطوير السياحة. واستغلت ماليزيا المنتدى كمنصة لعرض استراتيجيتها السياحية الخاصة بمبادرة "زيارة ماليزيا 2026"، التي تركز على السفر الصديق للبيئة والترويج للوجهات الأقل شهرة. ومع تزايد الاهتمام بالاستدامة، تعمل ماليزيا على إعادة تشكيل عروضها السياحية من خلال تشجيع خيارات السفر الأكثر مسؤولية، خاصة في المناطق الأقل استكشافًا في البلاد.
وينظر إلى هذه الجهود على أنها وسيلة للتخفيف من الآثار السلبية للسياحة المفرطة، مع تقديم تجارب أكثر أصالة للسياح في المدن الصغيرة والمناطق الريفية.
وأشار الخبراء المشاركون في المنتدى إلى أن السياحة، إذا أُديرت بشكل جيد، يمكن أن تكون قوة دافعة للحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز التنمية المستدامة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: ملیار دولار أمریکی دولار أمریکی فی دول الآسیان فی المنطقة إلى أن فی عام
إقرأ أيضاً:
"سفرة رمضانية" تجمع الطلبة العمانيين في ماليزيا
مسقط- الرؤية
نظّمت جمعية الطلبة العمانيين في ماليزيا فعالية "سفرة رمضانية عمانية"، جمعت الطلبة العمانيين وغيرهم من الجنسيات المختلفة على مائدة إفطار في أجواء تسودها الألفة والتآخي، بهدف إبراز الهوية العمانية وتعزيز الروابط الاجتماعية بين الطلبة المغتربين.
وأكد أيوب بن إبراهيم الهادي، رئيس جمعية الطلبة العمانيين في ماليزيا، أن هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة أنشطة الجمعية، التي تسعى إلى أن تكون أكثر من مجرد كيان تنظيمي، بل بمثابة بيت لكل طالب عماني يوفر له الدعم الأكاديمي والاجتماعي، ويساهم في نموه الشخصي وأضاف أن نجاح الجمعية يعتمد على التعاون الجماعي، وهو مسؤولية مشتركة بين جميع الطلبة.
وأشار إلى أن الجمعية تركز في عملها على عدة محاور رئيسية، من بينها توفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة من خلال مبادرات الإرشاد والتوجيه، وخلق بيئة تعاونية تعزز الشعور بالانتماء. كما تهتم بتنظيم الأنشطة الأكاديمية والتطويرية، مثل ورش البحث العلمي، وملتقيات التوظيف، ودورات تنمية المهارات القيادية وريادة الأعمال، لإعداد الطلبة لسوق العمل.
بالإضافة إلى ذلك، تولي الجمعية اهتمامًا كبيرًا بالفعاليات الثقافية والاجتماعية بما فيها هذا الافطار الجماعي، وتحرص الجمعية على إقامة الاحتفالات الوطنية، والمسابقات الثقافية، والأنشطة الرياضية، والرحلات الاستكشافية، كما تعتمد في إدارتها على نهج مستدام يقوم على الشفافية، وتوزيع المهام بين لجان متخصصة، إلى جانب بناء شراكات استراتيجية مع الجامعات والمؤسسات الداعمة لضمان استمرارية العمل وتحقيق الأهداف المنشودة.
من جانبها، أوضحت لطيفة بنت هاشل المخمرية، منسقة الفعاليات والمناسبات في الجمعية، أن "سفرة رمضانية عمانية" تأتي فرصة لتعزيز الشعور بالانتماء والتخفيف من حنين الغربة، خاصة خلال شهر رمضان، إلى جانب كونها منصة لتعريف الثقافات الأخرى بالعادات والتقاليد العمانية، وإبراز صورة المجتمع العماني المضياف.
وقد شهدت الفعالية حضورًا واسعًا، حيث بلغ عدد المشاركين 100 شخص، من الطلبة العمانيين وأطفالهم، بالإضافة إلى حضور جنسيات متنوعة، منها الروسية، الجزائرية، العراقية، الصومالية، الفلبينية، واليمنية. كما لاقت الفعالية إقبالًا وتفاعلًا كبيرًا من الطلبة العمانيين في مختلف الجامعات الماليزية، مثل UNITEN، UTM، APU، SUNWAY COLLEGE، UITM، MSU، UCSI، HELP UNIVERSITY، MILAI، MMU، UMM، UNIKL، UKM، وUM.
وفي ختام الفعالية، أكدت الجمعية على أهمية دور الطلبة في دعم أنشطتها، مشيرةً إلى أن يدها ممدودة لكل من يؤمن برسالتها، لتحقيق مجتمع طلابي عماني أكثر ترابطًا وتأثيرًا.