إطلاق مزدوج إلى القمر في إنجاز تاريخي لشركة سبيس إكس
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
نجحت شركة "سبيس إكس" الأربعاء الماضي في تنفيذ مهمة مزدوجة غير مسبوقة مطلقةً مركبتين لاستكشاف القمر على متن صاروخ واحد.
وقد حمل الصاروخ "فالكون 9" مركبتين قمرية، الأولى تابعة لشركة "آي سبيس" اليابانية ضمن مهمتها "هاكوتو-آر 2″، والثانية لشركة "فايرفلاي إيروسبيس" الأميركية.
وتُعد هذه المهمة المحاولة الثانية لشركة "آي سبيس" اليابانية للهبوط على القمر، بعد أن فشلت محاولتها الأولى في أبريل/نيسان 2023 نتيجة خطأ في تقدير الارتفاع.
أما مركبة "بلو غوست" لشركة "فايرفلاي إيروسبيس" فهي جزء من برنامج "الخدمات التجارية للحمولة القمرية" التابع لوكالة ناسا، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون مع القطاع الخاص في مجال استكشاف القمر.
وقد انطلق الصاروخ "فالكون 9" من قاعدة كينيدي للفضاء في كيب كانافيرال مساء. وبعد حوالي ساعة من الإقلاع، انفصلت مركبة "بلو غوست" ثم تلتها مركبة "ريزيليانس" التابعة لشركة "آي سبيس" بعد 30 دقيقة. وقد أعرب تاكيشي هاكامادا الرئيس التنفيذي لشركة "آي سبيس" عن مدى سعادته قائلا "لم يعد الهبوط على القمر مجرد حلم، بل أصبح واقعا".
تُبرز المهمتان القمريتان اختلاف النهج والأهداف لكل من شركتي "آي سبيس" و"فايرفلاي إيروسبيس" حيث إن مركبة "ريزيليانس" تحمل 6 حمولات بقيمة 16 مليون دولار، من بينها عربة "مايكرو روفر" المصممة لجمع عينات من سطح القمر. ومن المتوقع أن تسلك المركبة مسارا يعتمد على جاذبية القمر عبر سلسلة من المناورات المدارية، مما يجعل موعد هبوطها المتوقع بين مايو/أيار ويونيو/حزيران المقبلين.
إعلانوعلى الجانب الآخر، تحمل مركبة "بلو غوست" 10 حمولات متنوعة تموّلها "ناسا" وجهات أخرى، وتهدف المهمة إلى تحقيق هبوط على القمر خلال 45 يوما فقط أي بحلول 2 مارس/آذار تقريبا.
وبطبيعة الحال، يُشكّل القمر بيئة قاسية تمثل تحديا كبيرا لهذه المهمات، ومن المتوقع أن تعمل كل من المركبتين لمدة يوم قمري واحد فقط، وهو ما يعادل نحو أسبوعين على الأرض، قبل أن تتوقفا عن العمل بسبب انخفاض درجات الحرارة الشديد خلال حلول الليل القمري، حيث تصل الحرارة إلى 128 درجة مئوية تحت الصفر.
وستسهم هاتان الرحلتان في تزويد المشاريع وبرامج الفضاء الوطنية بمعلومات جوهرية لاستئناف مشاريع العودة المأهولة إلى القمر، بحيث تعتزم وكالة "ناسا" من خلال برنامج "أرتميس" إلى إعادة البشر إلى سطح القمر بحلول عام 2027، مع حضور قوي للقطاع الخاص في تحقيق هذا الهدف.
وفي الوقت نفسه، تعزز الصين من طموحاتها القمرية، مع خطط لإنزال روادها على القمر بحلول عام 2030، بعد نجاح مبهر حققته منذ بدء العمل على برنامج الصين الخاص في استكشاف القمر "تشانغ آه" بتنفيذ عدة رحلات غير مأهولة ناجحة إلى كلّ من جانبي القمر القريب والبعيد.
ويعيد هذا التنافس المتصاعد إلى الأذهان سباق الفضاء في حقبة الحرب الباردة، ولكنه يتميز اليوم بمزيج من المصالح الوطنية وابتكارات القطاع الخاص الملموسة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
موعد بدء الرحلات المأهولة إلى القمر
روسيا – أعلن أناتولي بيتروكوفيتش مدير معهد البحوث الفضائية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن الرحلات المأهولة إلى القمر قد تبدأ أثناء تشغيل محطة “روس” الفضائية الروسية.
ووفقا له، هذا لا يعني أن علينا أولا السفر إلى محطة الفضاء الدولية ومحطة “روس” مدة عشر سنوات، ومن ثم السفر إلى القمر لأنه من المرجح أن تتزامن جميع هذه الأحداث. ولكن أي رحلة إلى القمر ستكون قصيرة المدى في البداية. وخلالها نكتسب خبرة للرحلات طويلة المدى إلى المحطة. هذه قناة مستقلة مهمة. لذلك ستبقى المحطات القريبة من الأرض عاملة ومطلوبة.
ويقول: “بغض النظر عن مدى سعينا للوصول إلى القمر والمريخ، ستظل المحطات القريبة من الأرض مطلوبة دائما من أجل العلم، والسياحة، والتكنولوجيا – باعتبارها منصة يمكن استخدامها لتحقيق الكثير من الأشياء على مقربة من الأرض”.
ويشير العالم، إلى أن التجارب التي تجرى في المحطات المدارية تسمح بتوسيع فهمنا لكيفية تأثير العوامل الفضائية على البشر. ويمكن استخدامها “لقربها من الأرض” لاختبار أنظمة دعم الحياة الجديدة بشكل آمن نسبيا، وجمع المعلومات، والتحقق من الأعطال المحتملة. مشيرا إلى أن الأعطال في المحطات المدارية ليست مخيفة لأنه يمكن إصلاحها بسرعة.
المصدر: نوفوستي