ما حقيقة تواصل بشار الأسد مع استخبارات بريطانيا بأمر من والده؟
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
أثارت وثائق متداولة عن تورط زوجة الرئيس السوري المخلوع أسماء الأسد في علاقة مع الاستخبارات البريطانية قبل زواجها ببشار الأسد، بينما شكك مقربون من المجتمع السوري في لندن في دقة هذه الوثائق.
وقدم مدير مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني (كابو) في لندن، كريس دويل، قراءة جديدة لهذه الوثائق، مستندًا إلى خبرته الطويلة في شؤون الشرق الأوسط وعلاقاته المتشعبة بالمجتمع السوري في بريطانيا.
وبحسب صحيفة النهار اللبنانية أبدى دويل تحفظه بشأن مصداقية الوثيقتين، حيث أكد أنه من الصعب تصديق أن علي دوبا، رئيس المؤسسة الاستخبارية السورية في ذلك الوقت، لم يكن على علم بتواصل بشار الأسد مع البريطانيين، إذا كان ذلك قد حدث بالفعل.
وأضاف أن الأسد الأب، المعروف بصرامته ودهائه، لم يكن ليسمح بتواصل من هذا النوع دون علمه، ولو كان التواصل قد تم دون موافقته لكان ردّ فعله عنيفًا تجاه ابنه وعائلة الأخرس.
وفقًا لأحد التقارير المتداولة، فإن بشار التقى أسماء الأسد ووالدتها بالإضافة إلى إليزا ماننغهام-بورل، المسؤولة الرفيعة في الاستخبارات الداخلية البريطانية، في لقاء دام ثلاث ساعات عام 1992. إذا صحت هذه المعلومات، فمن غير المرجح أن يكون حافظ الأسد قد ترك الأمر يمر مرور الكرام، خاصة أن تقريرًا آخر يشير إلى أن أسماء تلقت مساعدة من الاستخبارات البريطانية للحصول على وظيفة في لندن.
الملفت في هذه القضية هو غياب أي رد فعل عقابي من حافظ الأسد تجاه بشار أو عائلة الأخرس، مما يفتح الباب أمام احتمال أن يكون التواصل قد تم بتوجيه من الأسد الأب نفسه.
يرى دويل أن دمشق ربما سعت إلى استخدام بشار كقناة اتصال غير رسمية مع البريطانيين، خاصة أن بريطانيا كانت مهتمة بفهم توجهات النظام السوري بشكل أعمق. وفي المقابل، قد يكون النظام السوري رأى في هذا التواصل وسيلة لإرسال رسائل إلى الغرب عبر ابنه الذي لم يكن حينها ضمن الدائرة الرسمية للسلطة.
أما فيما يخص عائلة أسماء الأسد، فقد أشار دويل إلى أن معرفته بهم كانت محدودة، إذ التقى أسماء مرة واحدة في دمشق عام 2006، حيث بدت له ودودة لكنها لم تقدم دعمًا ماليًا لمشروع خيري كان يعمل عليه. أما والدها، الدكتور فواز الأخرس، فقد وصفه بأنه شخص جاد ورسمياً للغاية، مضيفًا أن الجمعية السورية البريطانية التي أسسها الأخرس عام 2003 لم تكن تعمل على تعزيز العلاقات السورية البريطانية بقدر ما كانت تروّج للنظام السوري.
من جانبه، ذكر طبيب سوري مقيم في بريطانيا منذ عقود أن الأخرس كان معروفًا بصرامته، مستذكرًا محاضرة طويلة ألقاها خلال تكريمه من قبل الجمعية الطبية السورية في لندن قبل نحو عشرين عامًا. ورغم الدور الذي لعبته هذه الجمعية في التواصل بين السوريين في بريطانيا، فإنها كانت تخدم بشكل رئيسي مصالح النظام السوري.
في ظل هذه المعطيات، تبقى التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين بشار الأسد والاستخبارات البريطانية مفتوحة، وإن كانت الوثائق المتداولة قد أُثيرت حولها شكوك قوية. يبقى الاحتمال الأقرب إلى المنطق أن الأسد الأب كان على علم بالتواصل، وربما كان هو من أمر به في إطار محاولاته لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع الغرب، حتى وإن كان ذلك بطرق غير مباشرة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية أسماء الأسد بشار الأسد الاستخبارات البريطانية سوريا بشار الأسد أسماء الأسد الاستخبارات البريطانية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بشار الأسد فی لندن
إقرأ أيضاً:
رحيل رجال أعمال النظام السوري.. هل ينهار الاقتصاد أم يبدأ التعافي؟
مع سقوط نظام بشار الأسد، شهد الاقتصاد السوري تحولات جذرية تمثلت في هروب عدد كبير من رجال الأعمال الذين شكلوا لعقود العمود الفقري للمنظومة الاقتصادية في البلاد.
شكل هؤلاء الأثرياء شبكة اقتصادية متشابكة مع النظام، استفادوا من قربهم من السلطة لتحقيق مكاسب ضخمة، ما جعل انهيار الحماية السياسية التي تمتّعوا بها بداية لانهيار إمبراطورياتهم المالية.
ورحيل هؤلاء ترك فراغًا اقتصاديًا كبيرًا، خاصة أن شركاتهم كانت تسيطر على قطاعات حيوية مثل الاتصالات، الشحن، التجارة والخدمات، وكانت تعمل وفق منظومة احتكارية قائمة على الامتيازات السياسية، ومع انهيار النظام، وجدت هذه الشركات نفسها أمام واقع جديد، حيث أصبح استمرارها صعبًا دون الغطاء السياسي الذي كان يضمن لها النفوذ المطلق.
من بين أبرز الشخصيات التي غادرت، رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، الذي كان يملك إمبراطورية اقتصادية ضخمة تشمل شركة الاتصالات "سيريتل" ومشاريع عقارية وخدمية كبرى، لكنه دخل في صدام مباشر مع النظام عام 2020، ما أدى إلى فرض قيود على أمواله، ودفعه إلى الاختفاء عن المشهد.
وغادر الذراع المالي لماهر الأسد، محمد حمشو، بعد أن خسر نفوذه في قطاعات البناء والتكنولوجيا، وسط حديث عن تسوية مالية كبيرة بمليار دولار عرضها للإدارة الجديدة لضمان عدم ملاحقته قانونيًا. أما خضر طاهر، المعروف بـ"أبو علي خضر"، فقد كان يسيطر على قطاع الشحن والنقل وعدة شركات في المقاولات والسياحة، لكنه اضطر للخروج من سوريا بعد انهيار النظام.
ووجد سامر فوز، الذي صعد نجمه في السنوات الأخيرة من حكم الأسد، نفسه محاصرًا بعقوبات أمريكية جمدت معظم أنشطته، فيما تشير التقارير إلى أنه يعيش حاليًا في الخارج. كذلك، غادر حسام قاطرجي، الذي كان يلقب بـ"حوت النفط"، متجهًا إلى روسيا بعد أن فقد نفوذه في تجارة النفط والغاز داخل سوريا. ولم يكن رياض شاليش، ابن عمة الأسد، بعيدًا عن هذا المصير، إذ استفاد لعقود من نفوذه في الدولة لتحقيق ثروات هائلة، لكنه فرّ إلى الإمارات فور سقوط النظام.
وبينما تطرح التساؤلات حول تأثير رحيل هؤلاء على الاقتصاد السوري، يرى الخبراء أن سوريا تمر بمرحلة انتقالية حاسمة، حيث تتحول من اقتصاد قائم على المحسوبيات والاحتكار إلى نموذج أكثر استقرارًا يعتمد على الشفافية والاستثمارات القانونية. ويؤكد الخبير الاقتصادي أدهم قضيماتي أن خروج رجال الأعمال المرتبطين بالنظام لن يكون له تأثير سلبي كبير، بل قد يساعد في إعادة هيكلة الاقتصاد على أسس أكثر عدالة، بعيدًا عن سيطرة الدائرة الضيقة من المقربين للنظام.
أما بالنسبة لمصير الشركات والممتلكات التي تركها هؤلاء خلفهم، فتشير التوقعات إلى إمكانية إدارتها عبر لجان رقابية مؤقتة، أو طرحها في مزادات عامة، أو حتى دمجها في شراكات بين الدولة والقطاع الخاص لضمان استمرار نشاطها الاقتصادي دون عودة النفوذ السابق إليها.