هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله؟ 10 حقائق عليك معرفتها
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
لعل انتشار الأمراض الصعبة والمميتة بدرجة كبيرة وملفتة مؤخرًا هو ما يطرح السؤال عن هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله سبحانه وتعالى على العبد؟ خاصة من أولئك الذين يتعرضون لوعكات وأزمات صحية متلاحقة ومتكررة سواء أنفسهم أو ذويهم، لذا ينبغي الوقوف على حقيقة هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله سبحانه وتعالى على العبد؟ حيث قد يغلق أحد مداخل الشيطان.
قال الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الابتلاءات ليست عقوبة وحياة الأنبياء - صلوات الله عليهم- كلها كانت مليئة بالمحن والابتلاءات، مشيرًا إلى المحن التي مر بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأوضح "الأبيدي"، في إجابته عن سؤال: “هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله سبحانه وتعالى على العبد؟”، أن في ذكرى الإسراء والمعراج، نرى كيف توالت المحن على النبي صلى الله عليه وسلم.
وتابع: “بدءًا من عام الحزن والفقد، حيث فقد زوجته خديجة وعمه أبي طالب، وواجه أذى المشركين، وصولًا إلى طائف، حيث تم رفض دعوته من أهلها، مما جعله يصل إلى مرحلة يشعر فيها بشيء من اليأس”.
وأضاف: “لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغم كل هذا الألم، تجنب الانكسار ورفع شكواه إلى الله سبحانه وتعالى، وقال: 'اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي”.
وأشار إلى أنه في تلك اللحظة، جاء الملك من السماء ليطبق العذاب على أهل الطائف، لكن النبي صلى الله عليه وسلم رفض ذلك، وبدلاً من ذلك خرج من هذه المحنة إلى منحة كبيرة، ليملأ الأرض عدلاً وحكمة، وينشر نور الحضارة الإسلامية بعد أعوام من الابتلاءات.
وذكر قصة سيدنا يعقوب عليه السلام، الذي مر بفقد شديد عندما فقد ابنه يوسف عليه السلام، فقال لأبنائه: "لا تيأسوا من روح الله"، مضيفًا أن الابتلاءات ليست عقوبات من الله، بل هي اختبار وصبر يعقبها الفرج، فقد وعدنا الله عز وجل بأن لكل شدة مداً، وأنه لا يترك عباده، بل يستجيب لهم ويكشف عنهم السوء.
واستشهد بقول الله عز وجل: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ"، مشيرًا إلى أن الله قريب من عباده، وأنه يستجيب لمن يدعوه. وأضاف: “حينما تمر بنا المحن، يجب أن نرفع أكف الدعاء إلى الله، كما يقول الشاعر: ”إذا سجدت فاخبره بأسرارك ولا تسمع من بجوارك'، فلنتوجه إلى الله بكل صراحة ونجاح في قلبنا، فهو أكبر من كل هم".
ثواب الصبر على الابتلاءوأفاد بأن الصبر على الابتلاء دليل على قوة الإيمان ، حيث إن الصبر هو عنوان الإيمان، وعندما نذكر الصبر، نذكر نبي الله أيوب عليه السلام، الذي يُعد شيخ الصابرين، لافتًا إلى أن صبر سيدنا أيوب على المرض طويلًا حتى سمع بعض الناس يتحدثون عن خطأ ارتكبه، وأنه يُبتلى بسبب ذنب عظيم، ما دفعه إلى اللجوء إلى ربه بالدعاء قائلاً: 'إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فاستجاب الله له ورفع عنه البلاء.
ونبه إلى أن المؤمن عندما يبتليه الله، يجب أن يتذكر ما قاله الخليل إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم: “فإنهم عدو لي إلا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين والذي يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين'، هنا نرى أن الابتلاءات التي يمر بها الإنسان هي امتحانات من الله سبحانه وتعالى، وهو في كل حال يُختبر”.
وأبان أن القرآن الكريم يذكر في سورة التغابن: "لَا بُلْوِنَّكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَتَسْمَعُونَ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"، لافتا إلى أن الصبر على المرض له جزاء عظيم عند الله، حيث يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
ولفت إلى أن الابتلاء هو نوع من الاصطفاء من الله، وابتلاء المؤمن يقربه إلى ربه، وأن الصبر على المرض أو أي بلاء، حتى وإن كان بسيطًا كالدور البرد أو تعب خفيف، هو اختبار لله وإشارة لعلامة الإيمان في قلب المؤمن.
وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له"، مضيفا أن الاختبار الحقيقي يكمن في كيفية تعامل الإنسان مع البلاء، سواء كان في السراء أو في الضراء، فالصبر والشكر هما دليل الإيمان والتقوى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المزيد من الله سبحانه وتعالى صلى الله علیه وسلم علیه السلام الصبر على إلى أن
إقرأ أيضاً:
“فليصمه”
فليصمه، جاءت بصيغة الأمر، “فل” للترغيب والحث على القيام به، الفاء سببيه أي أداء السبب للقيام بالفعل بعدها، اللام للتوجيه، يصمه فعل مضارع، أي من شهد شهر رمضان في زمن المضارع لزمه الصوم، توجيه ممن خلق، أي لا مناص من صومه، وهناك ثواب وعقاب يترتب على الممتثل والمتقاعس، طبعاً شهر أنزل فيه القرآن، أي على كل مخلوق آدمي أن يعرف أنه عندما خُلق لابد له من موجه لحركته كي لا يزيغ عن المراد من خلقه، ولذا كان القرآن هو الدستور الذي فيه التوجيهات من الموجه الله سبحانه لهذه الأمة، ولذا لاشك أن من أهمل التوجيهات سيهمل نفسه حتماً، ونظراً لعظمة القرآن الكريم كلام الله جاء في حالة زمنية عظيمة ألا وهي شهر رمضان، إذاً يجب أن يفهم هكذا، رمضان يتعظم بعظم القرآن الذي هو عظيم من عظمة العظيم قائله سبحانه قال تعالى :”لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس” صدق الله العظيم، خاشعاً أي ذليل منصاع، متصدعاً أي “متخشخش / غير متماسك”، من عظمة القرآن الذي حقق فيه خشية الله، أي خوف شديد وحيطة وحذر، سبحان الله هذا شعور من جبل فيه حجار صماء، فكيف بمخلوق من لحم ودم ؟!، لذا بما أن القرآن الكريم هو التوجيه من الموجه سبحانه، لذا فنزول هذه التوجيهات في شهر رمضان يدل على أن شهر رمضان المبارك هو أعظم توجيه وجهه الله وحث عليه في كتابه القرآن والدليل اختياره سبحانه نزول كلامه وكتابه في هذا الشهر شهر الصوم، وبذا أمر الصوم في شهر رمضان المبارك ليس بالأمر الهين اللين الذي ممكن أن يتعداه كل آدمي شهد الشهر، ومن هذا نفهم مدى أهمية الالتزام والامتثال للأمر الإلهي “فليصمه”.
يجب أن نفهم بمختصر مفيد، أنه ومازال الموجه سبحانه هو الخالق والرازق وهو المعطي والمانع والنافع والضار، إذاً أيش عاد بقى لك أيها الإنسان حتى تتذمر، وهل أمرك بيدك ؟! وهل أنت أعرف من الله “وحاشى لله” بمصلحتك وأفيد لك؟!، مجرد وساوس وكبر وغرور نفسها التي أخرجت إبليس اللعين من رحمة الله وطرد من الجنة، لذا حري بك يا ابن آدم أن تعرف أن الله هو المتحكم في ما خلق وعليك أن تخشع وتتصدع أعظم من الجبال كونك لا شيء أمام جبروت الله ومقته وغضبه “والعياذ بالله” في حال لو عصيت، معادلة صحيحة واحد اثنين لا ثالث لهما، وبذا عليك التأمل في قوله تعالى :”هل من خالق غير الله يرزقكم” صدق الله العظيم، ومن هذا نعرف أن ومازال الأمر هكذا، فعلينا السمع والطاعة، فنصوم رمضان إيماناً واحتساباً كي نظفر برحمته ورضوانه، فهو الخالق وأعلم بما خلق وما ينفعك لتنتفع وما يضرك لتبتعد، ما شاء الله التسليم لله فيه نجاة وقوة ومنعة وعنفوان ومطمئنينة ورضى، فمتى أرضاك الله فما يسخطك ومتى أعطك الله فمن يمنعك ومتى ومتى ومتى، وعلى هذا فقس أي المصلحة يا ابن آدم أنت حري بكسبها، إنها تجارة مع الله يا هذا.
رمضان المبارك عاده إلا أبتدأ، وحتماً سيمر وقته بما يحمله من أجور وخير وبركات والحصيف من قدره حق التقدير وقدر رحمة الله التي نشرت في شهر كهذا على غيره من الشهور وأتم شهره على الوجه الذي يرضي الله، لو أحد من التجار قال لك لو دفعت قيمة هذه السلعة التي هي بألف ساحسب ألفك هذا بسبعين ألفاً وأشتري ماشئت من السلع من المحل بهذا المبلغ مقابل دفعك في سلعة قيمتها الألف، ماذا سيكون موقفك أمام التاجر ؟!، أسئل نفسك أيها المؤمن هذا السؤال وستجد كم ستكون خسارتك فيما لو قصرت في شهر رمضان المبارك أو ربحك فيما لو أستغليت كل لحظة من لحظات هذا الشهر من “تزودوا فإن خير الزاد التقوى”.. شهر مبارك وكل عام وأنتم بخير.
،،ولله عاقبة الأمور،،