ماذا يعني فقدان سيطرتنا البحرية ؟
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ربما لا يعلم العراقيون ان وحدة السيطرة البحرية تأسست قبل عام 1919 أي قبل تأسيس الموانئ العراقية (وما اكثر المراجع والمؤلفات التاريخية التي تتحدث عنها)، اما وقد اختفت الآن أو اضمحلت أو تقزمت أو انصهرت وتلاشت، فتلك هفوة سيادية يتحملها وزير النقل الحالي، وتتحملها لجنة النقل النيابية التي لا تفقه شيئا في النقل، ويتحملها المدراء العامون في جميع مؤسساتنا البحرية وبلا استثناء، ويتحملها القطاع البحري الخاص.
ابحثوا عنها في جميع موانئ كوكب الأرض ستجدونها تمثل الكيان المحوري المتربع فوق قمة الهياكل التشغيلية والسيادية والمينائية والملاحية. وسوف تجدونها هي النواة التي تعمل تحت عنوان (Marine Control Officer)، وسوف تجدونها موجودة في الصفحة الأولى من قانون الموانئ العراقية رقم (21) لسنة 1995. وهي الدائرة الوحيدة التي ظلت تعمل بمعدل 24 ساعة في اليوم وبلا انقطاع منذ اكثر من قرن، ولديها سجلات موثقة عن تحركات السفن التجارية لأكثر من 100 عام، ولو عدتم إلى معاهدة عام 1975 لوجدتم أنها كانت القاعدة الرصينة لتفعيل مكتب التنسيق المشترك (CBC) بين العراق وايران، من دون ان يعني ذلك أنها تخلت عن مكانتها الوطنية العراقية. .
اما الآن، فنحن نمر بمرحلة انتقالية مربكة ضاع فيها الخيط والعصفور، بسبب تغافل المؤسسات الوطنية العراقية عن فقدان توازننا في ظل وجود آلاف الخبراء البحريين المهمشين والمستبعدين. .
لسنا هنا بصدد الإساءة لأحد منكم، أو الطعن بأداء أحد منكم، بقدر ما نريد توعيتكم بأهمية هذا العنصر الذي يتعذر انتزاعه من كيان الدولة العراقية، ففقدانه يعني فقدان السيادة على مسطحاتنا البحرية وعلى ممراتنا الملاحية في خور عبدالله وشط العرب وحول مقتربات موانئنا النفطية. .
حاولوا قراءة المؤلفات الاسترشادية الموجودة على متن كل السفن الأجنبية، وبخاصة كتاب: (Pilot Book)، أو كتاب (Guide to Port Entry) سوف تجدون عناوين السيطرة البحرية محفوظة ومؤشرة دوليا في كل صفحة من صفحاتها. .
اما وقد اشتركتم كلكم الآن في الوقوف موقف المتفرج إزاء تقطيع اذرع مكتب السيطرة البحرية العراقية، فسوف تتحملون المسؤوليات الوطنيةان عاجلا أو آجلا، آخذين بعين الاعتبار ان سكوتكم أو تغافلكم عن هذا الخطأ التاريخي الفادح لا يعفيكم من المسائلة الوطنية في المستقبل. .
نرجو ان تعيدوا النظر في حساباتكم، وان لا تأخذكم العزة بالإثم، وان كنتم في ريب مما ورد هنا فعليكم مراجعة الهيئة البحرية العراقية العليا والاستئناس بآراء خبراء مجلسها الموقر. علما ان الموانئ من حولنا دخلت الآن في مرحلة السيطرة الملاحية الإلكترونية (VTMS) وانتقلت إلى الخطوات الذكية المرتبطة بالأقمار الصناعية في هذا النظام. .
ختاماً: يحق لنا ان نتساءل عن الأسباب والمسببات التي اضطرتكم إلى التقهقر والتقليل من شأن هذا الكيان السيادي الذي لا يمكن الاستغناء عنه ؟. ولماذا تصرّون على تهديم الركن الأهم في تركيبة الدولة العراقية ؟. .
والشيء بالشيء يذكر، لا ندري كيف سوف تتواصل معكم قيادة القوة البحرية، وآمرية خفر السواحل بعد فقدان سيطرتكم البحرية ؟. ولماذا تعرضون العراق لهذه الهزات المربكة من بين كل الموانئ الخليجية والعربية والدولية ؟. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الحرب التجارية تضغط على حركة الموانئ الأميركية والشحن الجوي
تراجعت كمية البضائع المنقولة من الصين إلى الولايات المتحدة بصورة حادة، حسبما نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مشغلي موانئ حاويات ومديري شحن جوي، في ظهور لتأثيرات الحرب التجارية التي يشنها الرئيس دونالد ترامب على بكين.
وأفادت مجموعات خدمات لوجستية بانخفاض حاد في حجوزات الحاويات إلى الولايات المتحدة منذ فرض رسوم جمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.
تراجع متوقعويتوقع ميناء لوس أنجلوس، وهو المسار الرئيسي لنقل البضائع من الصين، أن تكون مواعيد الوصول المقررة في الأسبوع الذي يبدأ يوم الرابع من مايو/أيار أقل بمقدار الثلث عن العام السابق، في حين أفاد مُناوِلو الشحن الجوي أيضًا بانخفاض حاد في الحجوزات.
وانخفضت حجوزات حاويات الشحن القياسية بطول 20 قدمًا من الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 45% عن العام السابق بحلول منتصف أبريل/نيسان الجاري، وفقًا لأحدث البيانات المتاحة من خدمة تتبع الحاويات (فيزيون).
ونقلت الصحيفة البريطانية عن الأمين العام لغرفة التجارة الدولية، جون دينتون قوله إن الاضطرابات في تدفقات التجارة بين الصين والولايات المتحدة تعكس "تأجيل التجار للقرارات" في انتظار معرفة مدى سرعة توصل واشنطن وبكين إلى اتفاق لخفض التعريفات الجمركية.
إعلانوأظهر استطلاع رأي لأعضاء غرفة التجارة الدولية، أُجري في أكثر من 60 دولة بعد إعلان ترامب عن التعريفات الجمركية في "يوم التحرير" (الثاني من أبريل/نيسان)، توقعات بتأثر التجارة بشكل ثابت، بغض النظر عن نتيجة المفاوضات المقبلة.
وأضاف دينتون أن تكلفة الوصول إلى السوق الأميركية ستكون الأعلى منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وفي إشارة إلى التعريفة الأساسية لجميع الدول، قال إن ثمة "قبولا شبه كامل بأن 10% ستكون الحد الأدنى لرسوم الوصول إلى السوق الأميركية، بغض النظر عن أي شكوك أخرى قد تكون موجودة".
وأظهرت واشنطن وبكين علامات على بدء الشعور بالتأثيرات إذ أعلن الجانبان هذا الأسبوع عن بعض الإعفاءات الجمركية على منتجات مهمة لاقتصاديهما، وتوقع ترامب أن التعريفة البالغة 145% "ستنخفض بشكل كبير"، ومع ذلك، قالت الصين الجمعة إنها لا تجري محادثات مع الولايات المتحدة.
وبينما من المقرر أن تصل أولى شحنات الحاويات من الصين التي ستواجه رسومًا جمركية إلى الولايات المتحدة في الأسبوع المقبل، قال مشغلو الشحن إن سلاسل التوريد تشهد تحولات.
وقال مدير الشحن البحري في مجموعة فليكسبورت اللوجستية الأميركية، ناثان سترانغ، إن الشركات تعلق شحن البضائع تحسبًا لاتفاق واشنطن وبكين على صفقة لتخفيف الرسوم.
وقال مسؤولون تنفيذيون في قطاع الخدمات اللوجستية إن المستوردين الأميركيين يتطلعون إلى استخدام المخزونات المكدسة قبل استيراد مخزون جديد من الصين، كما أنهم يحتفظون بمخزون في مستودعات جمركية -حيث يمكن تخزينه- معفاة من الرسوم الجمركية مع دفع الضرائب عند السحب، أو تحويله إلى دول أخرى مجاورة مثل كندا.
إلغاء حجوزاتوقالت شركة هاباغ لويد، إحدى أكبر شركات شحن الحاويات في العالم، إن العملاء الصينيين ألغوا نحو 30% من حجوزاتها من الصين.
وعلّقت شركة شحن الحاويات التايوانية (تي إس لاينز)، المدرجة في بورصة هونغ كونغ، إحدى خدماتها من آسيا إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة، وقال أحد أفراد المجموعة: "الطلب ضعيف".
إعلانووفقًا لشركة تحليل بيانات الشحن (سي إنتليجنس)، انعكس انخفاض أحجام الطلبات على عمليات إنزال الحاويات في لوس أنجلوس، حيث أفادت الشركة بارتفاع ملحوظ في "الرحلات البحرية الفارغة"، حيث تم إلغاء رحلات السفن المجدولة من الصين.
وانخفض عدد الحاويات المحجوزة على خطوط آسيا إلى أميركا الشمالية خلال الأسابيع الأربعة التي تبدأ من 5 مايو/أيار بنحو 400 ألف حاوية عما كان مخططا له؛ بانخفاض 25% عن العدد المقرر لنفس الفترة في بداية مارس/آذار قبل فرض الرسوم الجمركية.
ويتوقع ميناء لوس أنجلوس وحده 20 رحلة بحرية فارغة في مايو/ أيار، بما يمثل أكثر من 250 ألف حاوية، بزيادة عن 6 رحلات في أبريل/نيسان.
ويُمثل هذا انخفاضًا حادًا عن هذا الأسبوع، إذ ارتفعت أعداد السفن الواصلة بنسبة 56% على أساس سنوي، في إشارة إلى أن المستوردين كانوا يقومون بتسليم الشحنات مقدمًا من مراكز تصنيع أخرى في جنوب شرق آسيا مثل كمبوديا وفيتنام التي تتمتع بفترة "توقف" لمدة 90 يومًا في التعريفات الجمركية.
ووفقًا لبيانات من مركز الخدمات اللوجستية (فريتوس)، عكست أسعار الحاويات تحول سلسلة التوريد، مع زيادة بنسبة 15% في سعر الحاوية بطول 40 قدمًا من فيتنام مقارنة بانخفاض بنسبة 27% على المسارات الرئيسية بين الصين والولايات المتحدة.
وقال رئيس قسم الأبحاث في فريتوس، غودا ليفين: "قد تستمر أسعار الشحن من دول آسيوية أخرى إلى الولايات المتحدة في الارتفاع قبل الموعد النهائي للتعريفات الجمركية في يوليو".
وانخفضت أحجام الشحن الجوي بصورة حادة، وفقًا لاتحاد وكلاء الشحن الجوي الأميركي، حيث انخفضت حجوزات أعضائه من الصين بنحو 30%.
وقال المدير التنفيذي، براندون فريد "توقف الكثير من الأعضاء عن تلقي الطلبات من الصين"، كما يُحدث هذا تأثيرًا متقلبًا على الأسعار ومعدلات الحجز، إذ تفاعل التجار مع كل خبر صادر عن البيت الأبيض.
إعلان ضرر متوقعمن المتوقع أن يتضرر قطاع الشحن الجوي بشكل أكبر من قرار الولايات المتحدة بإغلاق برنامج "الحد الأدنى" الذي كان يسمح باستيراد سلع تقل قيمتها عن 800 دولار معفاة من الرسوم الجمركية، وهو مسار مهم لتجار التجزئة في التجارة الإلكترونية مثل شين وتيمو، ومن المقرر أن تُلغى الإعفاءات الجمركية على السلع الصينية اعتبارًا من الثاني من مايو/أيار.
صرحت لافينيا لاو، الرئيسة التجارية لشركة كاثي باسيفيك في هونغ كونغ، والتي تُساهم أعمال الشحن الجوي لديها بنحو ربع إيراداتها، بأنها تتوقع "تراجعًا" في الطلب بين الصين والولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية وتغييرات قواعد "الحد الأدنى".
وأعلنت شركة الشحن الجوي "إيزي واي إير فرايت" في هونغ كونغ أن الأعمال التجارية من الصين إلى الولايات المتحدة انخفضت بنحو 50% عقب زيادات الرسوم الجمركية.