الوطن:
2025-01-21@10:03:55 GMT

سامح فايز يكتب: وهْم القراءة العشوائية

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

سامح فايز يكتب: وهْم القراءة العشوائية

ونحن على أعتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية، التي تنطلق خلال أيام أستعيد قراءة مشهد نشر الكتاب في مصر، وقد ميزته مجموعة من الظواهر، أبرزها انتشار الرواية التاريخية إلى جانب رواية الرعب وأدب الفانتازيا وأدب الخيال العلمي؛ والتي أعتبرها التصنيفات الأكثر انتشارا بين قراء الشباب في العقدين الأخيرين اعتمادا على بعض الأرقام والإحصائيات غير الرسمية، التي جمعتها من مشاهدات بحكم اهتمامي الصحفي بمسألة النشر وصناعة الكتاب.

والحقيقة التي من المهم أن نضعها في عين الاعتبار أنّ تفسير سبب انتشار نوع معين من الكتابة في السنوات الأخيرة باهتمام دور النشر بالروايات الأكثر مبيعا ورواجا، اعتمادا على المنطق الاقتصادي وطبيعة العرض والطلب هو تفسير سطحي؛ فانتشار نوع أدبي معين مرتبط في المقام الأول بقراءة ثقافية تحلل أسباب الانتشار.

شهدت مصر انتشار أنواع أدبية عقب أحداث يناير 2011 أبرزها أدب الرعب وأدب الفانتازيا وأدب الخيال العلمي، وأيضا ذاع بين الشباب روايات الديستوبيا أو ما يعرف أيضا بأدب المدينة الفاسدة، ومن الأنواع الأدبية المنتشرة بين الشباب تلك الفترة ما عرف بالرواية التاريخية.

انتشار الرواية التاريخية مؤخرا شرحه دكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ بكلية الآداب، في مقابلة صحفية أجريتها معه قبل أشهر: «من المعتاد في لحظات التحولات الكبرى في تاريخ الأمم أن يعود الناس إلى التاريخ لمعرفة الأسباب التي أوصلتهم إلى المرحلة الحالية، ودائما في تلك اللحظات والطفرات والثورات والانكسارات والانهزامات الاهتمام بالتاريخ يظهر بشكل كبير جدا، وبشكل بارز في الدراما والرواية أكثر حتى من كتب التاريخ الأكاديمية محدودة الجمهور».

الرواية الرائجة مصطلح قديم بيد أنّه انتشر مع مطلع الألفية الثالثة تأثرا بثورة تكنولوجيا المعلومات وانتشار تطبيقات التواصل التي أسهمت في سهولة وسرعة التواصل بين القراء، وهي الميزة التي استفاد منها كاتب الرعب الراحل أحمد خالد توفيق، والذي يمثل بذرة الانطلاق في انتشار أدب الرعب عربيا.

توضيح أستاذ التاريخ محمد عفيفي لأسباب انتشار الرواية التاريخية سبقه توضيح من أحمد خالد توفيق لأسباب انتشار رواية أدب الرعب، أو على الأقل لماذا اهتم توفيق بكتابة أدب الرعب؟ يقول في لقاء أجريته معه عام 2015 بمدينة طنطا: «الخوف كان يتملكني وأنا صغير ووجدت أنني حين ألجأ لكتابة الرعب أرى نفسي خلف المدفع وليس أمامه، ثم بعد ذلك وجدت أن ستيفن كينج قال نفس الكلام حين قال إن كتابة الرعب تحيطه بدائرة سحرية هو وأسرته فلا تقربنا الأخطار، فالمسألة لها بعد نفسي واضح».

علماء النفس يقولون إنّ هذا النوع من الأدب يعدّ من أساليب مواجهة الخوف، التي ابتكرها الإنسان من خلال الخوف المتخيل الذي يواجه به الخوف الحقيقي، وأنّ هذه الآلية تسمى «الإشباع البديل»؛ فأنت تواجه هنا خوفا يتعلق بأحداث وكوارث ودمار يحدث للآخرين، لا للقارئ أو الكاتب.

جميع ما سبق وأكثر يظهر أنّ اتجاهات القراءة لدى الشباب ليست عشوائية، وأنّ لها تحليلات علمية وثقافية مرتبطة بواقعهم، وأنّ المسألة ليست مجرد مجموعات من الشباب المراهق الذي تستميله كتابات ركيكة لا تقدم فكرا ولا وعيا؛ وهي نظرة استعلائية من المثقف (القديم) في مواجهة عالم جديد تغيرت معطياته وآلياته بشكل جذري في سنوات قليلة.

يظهر من ذلك أيضا أن قراءة ذلك الإنتاج بعين الفاحص ربما تسهم في فك تركيبة تلك الأجيال المعروفة بأجيال زد وألفا، المنفصلة تقريبا عن الشكل التقليدي لأجيال المثقفين التي عرفناها منذ الستينات وحتى اليوم، أو شكل المثقف المصري عموما منذ مئة عام.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القراءة معرض القاهرة الدولى للكتاب الرواية التاريخية الروایة التاریخیة

إقرأ أيضاً:

نهضة مصر تطلق "صغار ديزني" لتشجيع القراءة للأطفال تحت سن 3 سنوات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت دار نهضة مصر للنشر عن إطلاق سلسلة "صغار ديزني" Disney Baby الجديدة، والتي تستهدف الأطفال في الفئة العمرية من 0 إلى 3 سنوات، إيمانًا منها بأهمية غرس عادة القراءة منذ الصغر. 
تتضمن السلسلة ستة إصدارات متنوعة، تشمل حكايات الأميرات مثل سنووايت ورابونزل وبل، بالإضافة إلى قصص مشهورة مثل "قل من فضلك يا ستيتش!" و"اكتشف الفرق" و"101 Dalmatians: Differences". 
ولم تقتصر جهود دار نهضة مصر على ذلك فحسب، بل أطلقت أيضًا سبع قصص جديدة في نفس الفئة العمرية، تتناول موضوعات متعددة مثل قصص الحيوانات كالفيل والنحل والهدهد، بالإضافة إلى قصص مستوحاة من التاريخ الإسلامي مثل "ناقة حليمة" و"نطاق أسماء بنت أبي بكر". 
وتؤكد دار نهضة مصر على أهمية القراءة المبكرة في تشكيل شخصية الطفل وتنمية قدراته وحصيلته اللغوية، حيث إن قراءة القصص للأطفال تعزز من تعلمهم للغة بشكل أسرع وتوسع مداركهم عن العالم من حولهم، كما تسهم القراءة في تقوية العلاقة بين الأهل والأطفال، مما يخلق ذكريات جميلة. 
لضمان اختيار الأهل للكتب المناسبة لأطفالهم، أطلقت دار نهضة مصر في وقت سابق مشروع تصنيف كتب الأطفال حسب الفئة العمرية بالتعاون مع خبراء ومتخصصين في مجال التربية والطفولة. وقد تم تطوير نظام التصنيف الجديد اعتمادًا على أحدث الأساليب العلمية والتربوية، حيث يحتوي كل كتاب على إرشادات واضحة تحدد المحتوى المناسب لكل مرحلة عمرية. 
وتسعى نهضة مصر من خلال هذه الإصدارات الجديدة إلى توفير مكتبة غنية ومتنوعة للأطفال، وتشجيع الأهل على تعزيز حب القراءة في نفوس أبنائهم منذ الصغر، إيمانًا منها بأهمية القراءة في بناء أجيال واعية ومثقفة.

مقالات مشابهة

  • عرس قانا الجليل.. المعجزة الأولى التي غيرت مسار التاريخ الروحي
  • "الحشاشين" إصدار جديد للكاتب سامح فايز بمعرض الكتاب
  • «سامح الصريطي» يشارك في تدشين فعاليات بغداد عاصمة الثقافة الرياضية العربية
  • «الحشاشين» إصدار جديد لـ سامح فايز في معرض القاهرة للكتاب 2025
  • أبو عبيدة: 471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال
  • نهضة مصر تطلق "صغار ديزني" لتشجيع القراءة للأطفال تحت سن 3 سنوات
  • شريك هيئة الأدب بتبوك يستعرض تاريخ الرواية في الأدب الإنجليزي
  • شكوى إسرائيلية من زيادة العداء للاحتلال حول العالم.. ورواج الرواية الفلسطينية
  • «يزيد الراجحي» يكتب التاريخ ويتوج بـ«رالي داكار السعودية 2025»