محافظ سوهاج يفتتح معرض صنع في سوهاج "تحت رعاية الغرفة التجارية"
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
افتتح اللواء دكتور عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، معرض "صُنع في سوهاج"، المقام بأرض سينما أوبرا بميدان الثقافة، والذي تم تنفيذه بالتعاون مع الغرفة التجارية بالمحافظة، وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وذلك في إطار جهود دعم الإقتصاد الصناعي المحلي، وتعزيز الصناعات التراثية، والصناعات الصغيرة، ومتناهية الصغر، واستمرارا للفعاليات والمعارض التي تم إطلاقها منذ بداية هذا العام، بهدف رفع العبء عن كاهل المواطنين.
وقد تفقد المحافظ الأقسام المختلفة بالمعرض، والذي يضم أكثر من 30 عارض يمثلون مختلف المناطق الصناعية والحرف التراثية، وكل ما يلبي احتياجات الأسرة، ضمن مجموعة من الفعاليات التي تشهدها المحافظة لطرح السلع المعمرة، والملابس، والأدوات، وكل ما يلزم الأسرة السوهاجية بأسعار مخفضة على جميع السلع تصل إلى 25%.
وأكد المحافظ حرص الدولة على مراعاة الأبعاد الاجتماعية وتحسين فرص المعيشة للمواطنين، مشيرا إلى أن المعرض سوف يستمر لمدة أسبوعين متتاليين، في الفترة من 20 يناير وحتى 4 فبراير القادم، ويضم عدد من ورش العمل، والحوافز، والفعاليات على هامش المعرض لإتاحة الفرص لأبناء المحافظة للاستفادة من المنتجات المحلية بأسعار تنافسية.
ومن جانبه توجه رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بسوهاج بالشكر للسيد المحافظ على دعمه التام لإقامة المعرض وتذليل كافة العقبات، مشيرا إلى أن المعرض يضم عارضين جدد يشاركون لأول مرة، ويقدمون منتجاتهم بأسعار تنافسية لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، ويطرح المعرض فرص لبيع السلع نقدا أو بالتقسيط، بالإضافة إلى خدمة أعضاء النقابات، والجمعيات، وكافة المؤسسات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سوهاج محافظة سوهاج افتتاح معرض صنع في سوهاج محافظ سوهاج نائب المحافظ
إقرأ أيضاً:
حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
نور المعشنية
في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.
ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.
في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.
الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.
إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.
ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.
معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.
كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.
ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.
فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.
ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.