انتقائية بيانات حزب الأمة القومي
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
لاحظت إهتمام حزب الأمة القومي بمناطق محددة فى بيانات الادانة ضد مليشيا الدعم السريع ، و دائرة بياناته ما بين ربك وكوستى جنوبا وحتى القطينة شمالاً ، ومن النادر صدور بيانات ادانة فى مناطق أخرى من السودان..
ومثال ذلك بيانه يوم السبت 18 يناير 2025م عن انتهاكات مليشيا آل دقلو الارهابية فى غرب الدويم وقرية الخيران قرب الدويم ، مع العلم أن هذا اليوم شهد قصف من المليشيا على كررى وحارات الثورة واستشهد اثنين من المواطنين وجرح 15 اخرين ، وفى الجزيرة ذاتها هوجمت قرى البشارقة والمارقيت واربجي وسقط شهداء ، وفى الحصاحيصا منعت المليشيا تكايا الطعام وأغتالت أحد بائعي الخضار فى السوق العم (محمد صالح) تقبله الله عنده وكل الشهداء.
ودون أن ننسى القصف المتواصل على الآمنين فى مدينة الفاشر وفى معسكر زمزم..
فلماذا لا يشير اليهم الحزب فى بيانه ما دام رفع قلمه..
واغلب الظن:
– ان الحزب يحاول إظهار موقف متعاطف مع عضويته ومناطق انتشاره فقط ، وهذا أمر لا يتوافق وصفة (القومي)..
– أو أن الحزب يريد اظهار الادانة ، دون توسيع الاتهام للمليشيا والكشف عن انتهاكاتها الواسعة وتجاوزاتها ممتدة حيث وجدت ، وهو موقف متعاطف مع المليشيا وهو ذات موقف الحزب منذ عبارة (عناصر بزي عسكرى ويزعمون انهم من الدعم السريع)..
(2)
ثلاث نقاط لابد من استصحابها فى موقف حزب الأمة القومي:
أولها: تعاون وثيق للكثير من قيادات الحزب فى مناطق انتشار مليشيا الدعم السريع ، ومساهمته بصورة فعالة فيما يسمى الادارة المدنية وانضمام قيادات اهلية ومجتمعية بارزة من الحزب إلى مليشيا الدعم السريع..
وثانيها: الخلفية المجتمعية والسياسية والتحالفات المرحلية للحزب مع مليشيا الدعم السريع ، وحزب الأمة القومي هو أول من سلح القبائل فى دارفور وكردفان ، وهو أول من احتضن ودافع عن هذه المجموعات القبلية وخاصة اللواء م فضل الله برمة حين كان وزير دفاع والسيد مبارك الفاضل حين كان وزير داخلية (1986- 1988م) ..
وتجدد ذلك التوافق فى النسخة الجديدة (2018م – 2023م) وتشير اغلب التقارير أن حزب الأمة القومي كان حصان طروادة فى حرب 15 ابريل 2023م ، وله صلة وثيقة ومعرفة بتداعيات الأحداث..
وثالثاً: اقتراب الحزب من المليشيا إلى درجة إجراء اجتماعات تشكيل حكومة منفى ، كما هو الآن في كينيا..
وفى راى أن حزب الأمة القومي لن يوجه ادانة صارخة لمليشيا الدعم السريع بينما هو يسعى الى انشاء ادارة مدنية معهم والدخول فى شراكة سياسية.. فالحزب عين على حكومة منفى مع المليشيا وعين على حال اتباعه تحت انتهاكات مليشيا آل دقلو الارهابية..
وهذا واقع بحتاج للتكييف وامعان النظر فى مؤسساتنا الحزبية فى تعاطيها مع القضايا حيث يسهل تجاوز (المبدأ) لصالح (المصلحة) الآنية ، وهذه نقطة تقتضى الوقوف عندها طويلاً لاعادة البناء الحزبي..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
20 يناير 2025م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع حزب الأمة القومی
إقرأ أيضاً:
الحكومة السودانية: الدعم السريع أحرقت 270 قرية في شمال دارفور
دارفور- قال وزير التنمية الاجتماعية السوداني أحمد آدم بخيت إن "مليشيا" الدعم السريع "أحرقت 270 قرية من قرى شمال دارفور في منطقتي طويلة وشقرات"، حيث دخلت قواتها مناطق أم كدادة وعمدت إلى "تصفية الرجال والنساء -على حد سواء- من منزل إلى آخر"، حسبما ذكر في مؤتمر صحفي لعدد من الوزراء في الحكومة السودانية اليوم الأربعاء بمدينة بورتسودان.
وأضاف بخيت في تصريح خاص للجزيرة نت أن "المليشيا عمدت إلى قتل المواطنين ونهب ممتلكاتهم في عدد من المناطق في شمال دارفور، ومن ذلك قتل 11 من الكوادر الطبية في منطقة أم كدادة، وإلى حرق أكثر من 50 قرية غرب وجنوب الفاشر"، مما تتسبب في نزوح السكان إلى منطقتي الفاشر وطويلة، وأكد أن الناس يعيشون أوضاعا إنسانية غاية في السوء.
وأوضح أن هذه القوات اجتاحت منطقة المالحة وقتلت وشردت المئات من مناطق صياح ومليط، واعتدت على المواطنين العزل وهجّرتهم قسرا في مناطق جبل حلة وبروش وأم كدادة، و"ألقت بعض الأسر في آبار المياه"، في حين يواجه الذين فروا منهم في الوديان والجبال انعدام مصادر المياه.
ووفق بخيت، فإن كل المناطق التي هوجمت خالية من أي وجود عسكري، مما يعني "أن المليشيا وجهت حربها نحو المواطنين".
بدوره، أكد وزير الصحة في إقليم دارفور بابكر حمدين أن نحو 450 ألف شخص فروا من معسكر زمزم نحو منطقتي الفاشر وطويلة عقب هجوم قوات الدعم السريع عليه، تاركين ممتلكاتهم ومدخراتهم.
وأفاد حمدين بأن نحو 500 شخص من بين النازحين تعرضوا للقتل أثناء فرارهم، في حين مات عدد من الأطفال في رحلة النزوح تلك وهم محمولون على ظهور أهاليهم، قبل أن "تلاحقهم المليشيا بالقصف والقتل أثناء نزوحهم".
وقال حمدين -في تصريح خاص للجزيرة نت- إن الأطباء بوزارة الصحة في شمال دارفور يعملون على اختيار مواقع بديلة غير مكشوفة لإجراء العمليات الجراحية وتقديم الخدمات الصحية بسبب الاستهداف الممنهج للمنشآت الصحية ومواقع تقديم الخدمة العلاجية، الأمر الذي أدى إلى توقف عدد من المستشفيات عن العمل.
إعلانوأضاف أن الأسباب التي أدت إلى تهجير النازحين قسرا من معسكر زمزم جراء الهجوم الذي قامت به "المليشيا" تمثلت أساسا في استهداف المركز الصحي في المعسكر، الأمر الذي أدى إلى مقتل أكثر من 9 من الكوادر الطبية العاملة فيه، وأن منع وصول الاحتياجات الأساسية والوقود إلى مدينة الفاشر أدى إلى بلوغ تكلفة "جركانة" الوقود (إناء بلاستيكي توضع فيه الوقود بسعة 4 غالونات) إلى مليون جنيه.
ووفقا لحمدين، فإن الإدانة التي صدرت الأسبوع الماضي للدعم السريع وحدها لا تكفي، حيث "لا تزال المليشيا تواصل انتهاكاتها ضد المدنيين، إذ تمت مهاجمة مناطق أم كدادة، وقد أحرقت هذه القوات الأسواق وقتلت الناس، مما أدى إلى فرارهم نحو القرى المجاورة، قبل أن تلاحقهم في تلك المناطق التي فروا إليها".
وأشار حمدين إلى أن "المليشيا لاحقت الأطباء والكوادر الصحية ومنعتهم من تقديم الخدمة، وتستخدم سلاح التجويع من خلال استهداف المدنيين كجزء من الحرب الحالية".
وتشهد الفاشر حاليا -وفقا لحمدين- وضعا إنسانيا متأزما، إذ تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء وانعدام فرص العلاج، مع نقص كبير في الإمداد المائي بعد أن عطلت قوات الدعم السريع كل مصادر المياه بالمنطقة.
وطالب حمدين المجتمع الدولي بالتعامل بجدية وحسم تجاه "مليشيا الدعم السريع" بخصوص تواصل إمدادها بالسلاح الذي يساهم في استمرار الحرب ويفاقم من معاناة المدنيين.
من جانبه، صرح حمد عبد الوهاب مدير الإدارة العامة للطوارئ وممثل مفوض عام العون الإنساني بأن قوات الدعم السريع هجّرت أكثر من 400 قرية في مناطق شمال دارفور التي شهدت موجات نزوح عالية، وتحدث عن وجود جرحى بدون رعاية صحية، وعن ممارسة سياسة التجويع الممنهج وترويع المواطنين العزل بـ"قسوة شديدة".
وأكد عبد الوهاب استعداد الحكومة السودانية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق في شمال دارفور في حال فتح الطرق.
إعلانوطالب عبد الوهاب بحماية المدنيين وتوفير التغذية والمياه لإنقاذهم، و"بإعلان الدعم السريع مليشيا إرهابية والضغط على داعميها الأساسيين لإيقاف الدعم".
كما طالب بتطبيق قرار مجلس الأمن القاضي بفك حصار الفاشر "الذي لم يلتزم المجلس بتفعيل آليات لتطبيقه"، مع إيصال مساعدات إنسانية عاجلة.
من جهته، قال العمدة محمد شرف الدين ضو البيت وكيل ناظر عموم قبائل شرق دارفور في تصريح للجزيرة نت إن منطقة أم كدادة شهدت مقتل المدير والطاقم الطبي في مستشفاها، بالإضافة إلى إعدام مرافقي المرضى، وقد بلغ عدد الضحايا نحو 111 شخصا، وإن كثيرا من الأهالي نزحوا نحو مناطق أم سدرة.
وأضاف أن هناك أكثر من 80 مواطنا "استشهدوا" عقب اجتياح منطقة جبل حلة من قبل قوات الدعم السريع، وأن منطقة بروش شهدت نزوحا كاملا بعد تعرضها للهجوم الثالث من قبل هذه القوات التي قامت بـ"إفقار الأهالي ونهب ممتلكاتهم وتعطيل مصادر المياه هناك".
أما ممثل المجتمع المدني بشمال دارفور سمير محمد أحمد فيقول في تصريح للجزيرة نت إن محليات أم كدادة ومليط والمالحة والفاشر وطويلة والطويشة واللعيت تمثل المناطق الأكثر تأزما في الوضع الإنساني، إذ يعاني الأهالي من انعدام الغذاء والدواء ويفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، مع غياب الرعاية الصحية بسبب إغلاق الطرق التي تؤدي إلى تلك المناطق.