عربي21:
2025-02-21@21:55:03 GMT

الشهيد الأخير

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

لا تبكوا الشهداء، بل امسحوا دموعكم لتكملوا الطريق الذي رسموه بدمائهم- غسان كنفاني.
في سيرته الذاتية «سبعون»، يسرد ميخائيل نعيمة، الأديب والمفكر اللبناني وأحد أعمدة النهضة الحديثة في العالم العربي، تجربته مع الخدمة العسكرية أثناء الحرب العالمية الأولى. يصف كيف أُرسل من قِبَل الجيش الأمريكي إلى الخطوط الأمامية في اليوم الأخير من الحرب، في وقتٍ كانت فيه المفاوضات جارية لوقف إطلاق النار.



كانت الأوامر واضحة: «تمركزوا في مواقعكم حتى اللحظة الأخيرة.» أمضى ميخائيل نعيمة ليلته في حفرة رطبة تحت وابلٍ من القصف المستمر، غارقًا في تأملات عميقة حول عبثية الحروب. تساءل بحسرة: لو أن الحرب انتهت قبل ساعة واحدة فقط، لكان الجندي الأخير قد نجا. بدت له أرواح الجنود وكأنها مجرد أرقام في سجلات الحرب، لا حيواتٍ نابضة تستحق أن تُعاش.

أدرك نعيمة في تلك الليلة أن الحرب لا تلفظ أنفاسها الأخيرة إلا بعد أن تقدم قربانها الأخير: الجندي الذي يُختصر في سقوطه كل مآسي الحرب وكأن موته هو الختم الأخير الذي لا غنى عنه. موتٌ كان بالإمكان تفاديه. ختم نعيمة تأملاته بكلمات مؤثرة: «الحرب لا تنتهي بالنصر، بل تنتهي بآخر شهيد يسقط. وكل شهيد هو نداءٌ لنا كي لا ننسى إنسانيتنا.»

ولكن هنا، في فلسطين، وفي الأيام الأخيرة للحرب، انكشف مشهد أشد قسوة ووحشية. فبعد إعلان الهدنة، ارتكب الصهاينة مجازر مروّعة، راح ضحيتها أكثر من مئة فلسطيني في اليوم الأخير وحده. لم يكتفوا بذلك، بل هدموا عشرات المنازل، متحدّين الاتفاق على وقف إطلاق النار. ظهرت مشاهد صادمة لجندي صهيوني وهو يسرق جرة غاز من بين أنقاض أحد المنازل التي فجّروها للتو. ولم تتوقف وحشيتهم عند هذا الحد، إذ تحوّلوا إلى قنص الأطفال وهم في طريقهم للعودة إلى منازلهم. حتى في آخر لحظات الحرب، لم يشبعوا نهمهم بالقتل والدمار.

هذا المشهد يحمل دلالة واضحة لا لبس فيها: الكيان الصهيوني لم يكن يدافع عن نفسه، كما يروج الغرب في دعاياته، بل نفذ إبادة جماعية مدفوعة بالكراهية والأيديولوجيات الدينية المتطرفة. كانت جرائمه شاهداً على حقيقة أهدافه، التي تتجاوز مجرد الصراع العسكري إلى محاولة طمس وجود شعبٍ بأكمله.

آخر الشهداء هم الأشد إيلامًا على القلب، فهم الشهود الصامتون على وحشية الاحتلال التي تجاوزت كل الحدود. أولئك الذين رحلوا وابتسامات الأمل ما زالت ترتسم على وجوههم.

 يحملون في قلوبهم حلمًا بمستقبل أجمل لوطنهم. هرعوا مسرعين نحو أطلال بيوتهم، يتطلعون إلى لقاء من تبقى من أحبتهم، ليكون الموت في انتظارهم. ما أشد ألم الفراق حين يظن الأحباء أن الاحتلال قد شبع من دمائهم، ليعود مرة أخرى ويسرق من بينهم من يحبون. إنها صدمة تفوق حدود الوصف، ألمٌ لا يضاهيه ألم، وخسارة تمزق الروح وتفوق كل الخسارات.

الدستور الأردنية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشهداء الاحتلال غزة الاحتلال الشهداء وقف العدوان مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات

في تصريحات مثيرة للجدل، حمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوكرانيا مسؤولية بدء صراع دمر أراضيها وقتل الآلاف من شعبها قبل نحو ثلاث سنوات، وذلك بعد استبعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المحادثات الأمريكية الأولى مع روسيا لإنهاء النزاع.

اعلان

وخلال مؤتمر صحفي في فلوريدا يوم الثلاثاء، شن ترامب هجومه الأعنف حتى الآن على زيلينسكي، مكررا إحدى نقاط الحديث التي يروج لها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث دعا إلى ضرورة إجراء انتخابات في أوكرانيا، في خطوة ينظر إليها على أنها محاولة لإضعاف موقف زيلينسكي.  

وكان من المقرر أن تجرى الانتخابات الأوكرانية في أبريل/نيسان الماضي، لكن زيلينسكي أشار إلى أن الظروف الحالية تجعل من المستحيل تنظيمها، وهو موقف تدعمه القوانين الأوكرانية في زمن الحرب. 

غير أن ترامب وصف غياب الانتخابات بأنه "وضع غير مقبول"، متجاهلا حقيقة أنه نفسه رفض الاعتراف بنتائج الانتخابات الأميركية عام 2020 التي خسرها.  

كما رفض ترامب انتقادات زيلينسكي لاستبعاد كييف من المحادثات الأمريكية الروسية التي انطلقت في الرياض، قائلا: "لم يكن لديهم مقعد على الطاولة طوال ثلاث سنوات. أي مفاوض بسيط كان يمكنه إنهاء هذه الحرب دون فقدان أراض وأرواح ومدن". وأضاف: "أريد تحقيق السلام. لا أريد المزيد من القتلى".  

Relatedإستونيا: الصين تساعد روسيا في إنتاج الطائرات المسيّرة العسكرية عبر تهريب مكونات غربية فانس: الخطر الحقيقي الذي يواجه أوروبا يأتي من داخلها لا من روسيا ولا الصينمعرض الدفاع الدولي في أبوظبي يجمع روسيا وأوكرانيا تحت سقف واحد

ومن المتوقع، أن تثير هذه التصريحات قلقا متزايدا في أوروبا، التي استبعدت بدورها من المحادثات، بشأن احتمال سعي ترامب لفرض تسوية سلمية تخدم مصالح موسكو في حال فوزه بالرئاسة. 

كما تتناقض مواقفه مع تصريحات وزير خارجيته ماركو روبيو، الذي أكد أن أي اتفاق سلام سيكون "عادلا لجميع الأطراف".  

وفي معرض انتقاداته لزيلينسكي، زعم ترامب أن نسبة تأييد الرئيس الأوكراني لا تتجاوز "4٪"، رغم أن الاستطلاعات المستقلة تشير إلى تراجع شعبيته مقارنة ببداية الحرب، لكنها لا تصل إلى هذا المستوى المتدني. كما اعتبر ترامب أن الانتخابات ضرورية لمنح الأوكرانيين صوتا في مستقبل بلادهم، مضيفا: "إنهم يريدون مقعدا على الطاولة، أليس من المفترض أن يكون لشعب أوكرانيا رأي في ذلك؟".  

وفي مواجهة اتهامات بتكرار الدعاية الروسية، دافع ترامب عن تصريحاته قائلا: "هذا ليس موقفا روسيا، هذا رأيي الشخصي".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية منظمات غير حكومية في جنوب أفريقيا تحذر: تجميد ترامب للمساعدات سيحرم مرضى الإيدز من العلاج مصر تضع اللمسات الأخيرة على مقترح مضاد لخطة ترامب بشأن غزة.. ما تفاصيله؟ ترامب والناتو.. هل حان وقت الفراق؟ فولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتيندونالد ترامبروسياالولايات المتحدة الأمريكيةالحرب في أوكرانيا اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext منظمات غير حكومية في جنوب أفريقيا تحذر: تجميد ترامب للمساعدات سيحرم مرضى الإيدز من العلاج يعرض الآنNext "ميتا" تبني كابلاً بحرياً طموحاً بطول 50,000 كيلومتر حول العالم يعرض الآنNext اجتماع الرياض.. لافروف وروبيو يرسمان ملامح التعاون المستقبلي بين موسكو وواشنطن يعرض الآنNext الكرملين: بوتين مستعد للحوار مع زيلينسكي يعرض الآنNext الكونغو: الأمم المتحدة تتهم متمردي حركة "إم 23" بقتل الأطفال في بوكافو اعلانالاكثر قراءة سوريا تعلن القبض على ثلاثة من منفذي مجزرة التضامن بعد 12 عامًا حب وجنس في فيلم" لوف" اكتشفوا متنزه كاي تاك الرياضي الجديد في هونغ كونغ بالمشاركة مع Hong Kong هل يمكن للحوت أن يبتلع إنسانًا؟ الحقيقة وراء فيديو تشيلي المروع إعلام عبري: إصابة شخصين بإطلاق نار في تل أبيب اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبإسرائيلجنوب لبنانحزب اللهروسياالصينأوروباسياسة الهجرةسفينة فولوديمير زيلينسكيمطارات - مطارفلاديمير بوتينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • برنامج الامم المتحده الانمائي : الاقتصاد السوري بحاجه الى 55عاما للعوده الى المستوى الذي كان عليه في 2010قبل الحرب
  • خبير استراتيجي: واشنطن لو كانت تعلم مكان الأسرى لأنهت الحرب من بدايتها
  • كواليس الـ48 ساعة التي انقلب فيها ترامب على زيلينسكي
  • أسير حرب أوكراني: التنازل عن الأرض يعني التخلي عن الأوكرانيين الذي يعيشون عليها
  • بوتين: المحادثات الروسية الأمريكية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض كانت “إيجابية”.. ويسعدني لقاء ترامب
  • لم يكن الأول ولن يكون الأخير.. هجوم ترامب على زيلينسكي
  • العراق يرحب بالمباحثات الأمريكية الروسية لوقف الحرب بين الأخيرة وأوكرانيا
  • ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات