دعوة لنواف سلام: لا تسمح بتفخيخ الطائرة
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
كتب سامر زريق في"نداء الوطن": ما يريده «حزب الله» من الرئيس المكلف نواف سلام، ليس حقائب ولا حصصاً، بل يفاوض ويناور للهيمنة على آلية الحكم، بما يضمن له أن يصب «خراج» الحكومة السياسي والإداري في «جرابه». ومن باب إنعاش الذاكرة، فإن «الحزب» حينما أطبق على قرار الحكومات المتعاقبة، وتالياً الدولة، كان تمثيله الوزاري محدوداً، وحقائبه هامشية أحياناً.
بداية أخرج من جرابه بدعة «الميثاقية» إبّان حكومة فؤاد السنيورة الأولى، الذي حاول خلال مفاوضات التأليف انتزاع حقيبة شيعية، مستنداً إلى قوة تمثيل «تيار المستقبل» و»14 آذار»، إلا أن موجبات «التحالف الرباعي» منعته. وحينما أعجزه إسقاط حكومة «الاستقلال الثاني» بهذه البدعة، ثم عبر الشارع، غزت جحافل مسلحيه «أم الشرائع والحريات» في «7 أيار 2008»، فاقتنص «فيتو» في بنية النظام السياسي، وترجمه ببدعة «الثلث المعطل».
هذا الثلث الذي كان «ضامناً» لحصوله على خراج الحكومات وتقويض قرار الدولة، سقط اليوم بـ «قمصانه السود» و»ثلاثيته الخشبية» بفعل المتغيرات الجيوسياسية في لبنان والمنطقة، مما فرض عليه العودة إلى بدعته الأولى «الميثاقية». والمدخل إليها هو احتفاظه بكامل الحصة الشيعية الحكومية مع شريكه في التعطيل «حركة أمل».
لذلك، فإن قبول القاضي نواف سلام منح «حزب الله» و»أمل» الحصة الوزارية الشيعية كاملة، لرغبته في إقلاع الطائرة الحكومية في أسرع وقت ممكن، هو كَمَنْ يسمح بتفخيخ هذه الطائرة بعبوات وقنابل، تتيح لمن وضعها تفجيرها ساعة يشاء، أو إجبار قائدها على تغيير مسارها بما يتّسق مع أهدافه. ذلك أنهما سيستعملان قنابل انسحاب الوزراء الشيعة، أو اعتكافهم، أو استقالتهم، بوجه أي مشروع لتعيين كفاءات شيعية، أو اعتراضاً على أي قرار حكومي لا يعجبهما.
علاوة على أنهما سيشترطان عبارات معينة في «البيان الوزاري»، أهمها الترجمة الضيقة للقرار «1701» وشموله جنوب الليطاني فقط، لتمديد صلاحية «السلاح». وسيفرضان شروطاً في التعيينات الهائلة التي تنتظر الحكومة، لتعيين قاضِ يقدّم ولاءه لمشروع «الملالي» التدميري على حساب الدولة، أو لـ» خلع» قاضٍ شريف، أو لفرض ضباط فاسدين، يغضّون الطرف عن عبور المسلحين إلى سوريا، وقيادات نظام الأسد البائد إلى لبنان.
لا بد ان الرئيس المكلف يعرف بأن الطريق إلى الجحيم معبّدة بالنيات الطيبة. واحتكار «الحزب» و»أمل» الحصة الوزارية الشيعية، بذريعة ترجمة احتكارهما التمثيل النيابي الشيعي بـ «بندقية» الأول وخدمات الثاني المنتزعة من الدولة انتزاعاً، هي كذلك تماماً. فيما أن المدخل لتقويض هذه الدكتاتورية الطائفية هو إتاحة الفرصة أمام المعارضين الشيعة، ولا سيما الشباب منهم، الذين دفعوا أثماناً باهظة بسبب مواقفهم السياسية. فهؤلاء هم القادرون على رسم خطوط جديدة لمستقبل الطائفة الشيعية، بعيداً من الوصايات «الملالية» أو «البعثية».
لا بد من منع الرئيس المكلف «الحزب» من «تفخيخ» الديمقراطية لا الحكومة فقط بواحدة من مفخّخاته الشهيرة، والتي طالت إحداها سلفه الكبير رفيق الحريري، عبر رفض أي احتكار للتمثيل الوزاري الشيعي، في خطوة تمهد لطيّ صفحة أعراف تعطيلية أخرى، مثل التشاور في المقرات الحزبية على حساب مؤسسات الحكم في الدولة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حنان عمار: كلمة الرئيس السيسي تجسيد حقيقي لتقدير الدولة لدور المرأة
أكدت النائبة الدكتورة حنان عبده عمار، عضو مجلس النواب، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال احتفالية المرأة المصرية والأم المثالية، جاءت تجسيدًا صادقًا وملموسًا لتقدير الدولة المصرية لما تقدمه المرأة من عطاء متواصل، ولدورها المحوري في بناء المجتمع ونهضته.
وأكدت عضو مجلس النواب، في تصريحات صحفية لها اليوم، أن المرأة المصرية شهدت خلال عهد الرئيس السيسي نقلة نوعية غير مسبوقة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، موضحة أن هذه المرحلة تمثل عصرًا ذهبيًا للمرأة، من حيث التشريعات الداعمة، وتوسع مشاركتها في مواقع صنع القرار، وتعزيز تمكينها على كافة المستويات.
وقالت حنان عمار: فقد أولى الرئيس السيسي اهتمامًا بالغًا بتمكين المرأة، وفتح أمامها آفاقًا واسعة للمشاركة الفاعلة في جميع مناحي الحياة، من أبرزها: تمكينها في الحياة السياسية، فقد ارتفعت نسبة تمثيل المرأة في البرلمان، كما شغلت مناصب قيادية مثل منصب الوزيرة والمحافظ، ونائب محافظ، وغيرها من المناصب الهامة في الدولة.
حماية المرأةوأوضحت، أن السنوات الأخيرة شهدت صدور العديد من التشريعات التي تعزز حقوق المرأة وتحميها من العنف والتمييز، كما أنها حظيت بدعم قوي في مجال ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدة أن تمكين المرأة أصبح واقعًا ملموسًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فالمرأة المصرية الآن شريك حقيقي في التنمية، وأصبحت رمزًا للنجاح والإرادة في ظل قيادة سياسية واعية آمنت بقدراتها، فدعمتها ووفرت لها كل السبل لتكون في المكانة التي تستحقها.
وشددت النائبة الدكتورة حنان عبده عمار، أن عيد الأم يعد تكريمًا لتلك التي منحت الحياة، وربّت الأجيال، وغرست القيم والمبادئ، ولكن المرأة ليست فقط أمًا، بل هي معلمة، وطبيبة، ووزيرة، وقائدة، وركيزة أساسية في بناء المجتمعات الحديثة، ويأتي عيد الأم فرصة لتسليط الضوء على الأدوار المتعددة التي تؤديها المرأة، قائلة: "المرأة ليست أم فقط، بل قائدة وصانعة قرار وشريك فاعل في كل مناحي الحياة، والتقدم لا يمكن أن يتحقق إلا بمشاركة جميع أبنائه وبناته".