في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الولايات المتحدة وخارجها، وقع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى إلغاء ما يُعرف بـ"حق المواطنة بالولادة"، وهو الحق الذي يمنح الجنسية الأمريكية لأي طفل يولد على الأراضي الأمريكية بغض النظر عن جنسية أو وضع والديه القانوني.  

ترمب، الذي لطالما انتقد هذا المبدأ الدستوري خلال فترة رئاسته، وصف الإجراء بأنه "خطوة ضرورية لحماية سيادة البلاد وتعزيز نظام الهجرة العادل".

وأكد أن هذه السياسة تسعى للتصدي لما أسماه "السياحة الولادية"، حيث يسافر بعض الأجانب إلى الولايات المتحدة خصيصًا لإنجاب أطفال يحصلون تلقائيًا على الجنسية الأمريكية.  

هذا القرار التنفيذي أثار ردود فعل متباينة؛ فقد رحب به أنصاره باعتباره إجراءً حازمًا لمعالجة الثغرات في نظام الهجرة، بينما أثار انتقادات واسعة من المدافعين عن حقوق الإنسان والخبراء القانونيين. ويشير معارضو القرار إلى أن حق المواطنة بالولادة محمي بموجب التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي، مما يعني أن هذا القرار قد يواجه طعونًا قانونية قد تصل إلى المحكمة العليا.  

من جهتها، عبّرت منظمات حقوقية عن مخاوفها من التداعيات الإنسانية والاجتماعية لهذا القرار، محذرة من أن تنفيذه قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار القانوني والتمييز ضد المهاجرين والأقليات.  

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة هذا القرار على الصمود أمام التحديات القانونية، وأثره المحتمل على مسار السياسة الأمريكية المتعلقة بالهجرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب الولايات المتحدة الجنسية الأمريكية الأراضي الأمريكية حق الجنسية الولادة في الولايات المتحدة المزيد هذا القرار

إقرأ أيضاً:

تراجع حاد في السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة بسبب تصعيد ترامب

كشفت صحيفة "بوليتيكو" عن تراجع ملحوظ في السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة، في ظل توتر سياسي واقتصادي متزايد بين البلدين نتيجة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفرضه رسوما جمركية قاسية.

وبيّنت الصحيفة في تقرير لها، أن منظمي الرحلات السياحية في كندا ألغوا الحافلات إلى مدينة نيويورك، وتضاءلت رحلات التسوق اليومية عبر الحدود، كما شهدت وكالات السفر انخفاضا حادا في الحجوزات.

وأوضحت أن مجموعة السفر في فانكوفر سجلت تراجعا بنسبة 90 بالمئة في الحجوزات المستقبلية، فيما أوقفت شركة "ترافاك تورز" رحلاتها إلى الولايات المتحدة حتى تموز /يوليو، وانخفضت أعمال شركة "مابل ليف تورز" بنسبة 70 بالمئة إلى 80 بالمئة.

وقالت كريستين جيري، مؤسسة "مابل ليف تورز" السياحية، في مقابلة مع الصحيفة،  "لطالما كانت أوقاتنا سعيدة، سواءً كنا نذهب إلى ميرتل بيتش أو فلوريدا أو بوسطن أو كيب تاون. والآن، يسود القلق والتوجس والتوتر".


وأفادت شركة "إكونوميكس" لتحليلات السياحة بأن التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 20 بالمئة في أعداد الزوار الكنديين هذا العام، ما سيؤدي إلى خسائر أمريكية تقدر بنحو 3.4 مليار دولار.

وفي منطقة شمال نيويورك، أظهرت دراسة استقصائية أن 66 بالمئة من الشركات شهدت بالفعل انخفاضا في الحجوزات من كندا.

ولفتت الصحيفة إلى أن التوتر السياسي فاقم الأزمة، بعد تصريحات عدائية من ترامب تجاه كندا، وفرضه تعريفات جمركية بنسبة 25 بالمئة على بعض السلع الكندية. كما أثار احتجاز كنديين وأوروبيين على المعابر الحدودية الشمالية والجنوبية مخاوف إضافية لدى المسافرين.

وأشار التقرير إلى أن المدن الأمريكية، لا سيما تلك الواقعة تحت إدارة ديمقراطية، تبذل جهودا دعائية كبرى لطمأنة الزوار الكنديين، حيث توجه منظمة "زيارة كاليفورنيا" رسالة تقول "أنتم مرحب بكم ومحترمون في كاليفورنيا".

وأكد المدير التنفيذي لتحالف الضيافة في نيويورك، أندرو ريجي، أن "الناس من كندا وأوروبا عموما يعرفون أن مدينة نيويورك مكان مرحب بالناس من جميع أنحاء العالم. لكن الأمر سيتطلب استثمارا لتذكير الناس بأننا نريدكم هنا محليا، وستحظون بتجربة رائعة بغض النظر عن خطابنا الوطني".

وفي السياق ذاته، شددت ماكنزي ماكميلان، مستشارة السفر في مجموعة "ترافل جروب" بفانكوفر، على أن "الكثير من الكنديين يُصارعون الآن فكرة: هل أغادر؟ أم أن هذا أمر يستدعي اتخاذ موقف؟".

وبيّن التقرير أن التأثير الأكبر يلمس في المناطق الحدودية مثل منطقة نورث كانتري في نيويورك، حيث تمثل العلاقات التجارية والسياحية مع كندا جزءا أساسيا من الاقتصاد.

وأوضح المدير التنفيذي لغرفة تجارة المقاطعة، غاري دوغلاس، "نشعر ونقدر بشكل خاص شعورنا بالألم كما يشعر به المرء مع عائلته. ليس لأسباب اقتصادية فحسب، بل لأن تواصلنا الشعبي يحظى بتقدير كبير هنا".


وأظهرت بيانات الجمارك الأمريكية انخفاضا بنسبة 12 بالمئة في عدد المسافرين عبر الحدود الشمالية في شباط /فبراير 2025 مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي، مع توقعات بانخفاض أكبر في آذار /مارس.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، إن "أجندة الرئيس ترامب لجعل أمريكا غنية وآمنة وجميلة من جديد تعود بالنفع على الأمريكيين والزوار الدوليين على حد سواء".

وأضافت في تصريحات سابقة، أن "نيويورك ستحطم الأرقام القياسية في السياحة عندما تنتهي إدارة ترامب من ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين أشعلوا النار في ركاب مترو الأنفاق".

واختتم التقرير بتصريح من كريستين جيري، عبّرت فيه عن تشاؤمها بشأن التعافي القريب لقطاع السياحة، قائلة: "أعتقد أن الأمر سيستغرق أربع سنوات. آمل أن أكون مخطئة، لأنه يُلحق ضررا بالغا بعملي. لكن هناك قلقا كبيرا".

مقالات مشابهة

  • محافظ البنك المركزي يتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية
  • تراجع حاد في السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة بسبب تصعيد ترامب
  • أمريكا ليست وجهتنا..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تحذر: هجوم عميق وكبير إذا فشلت المحادثات النووية مع إيران
  • بيان إيراني بشأن المحادثات المقبلة مع الولايات المتحدة
  • خريف السياسة التجارية الأمريكية
  • الولايات المتحدة الأمريكية تعرب عن شكرها لسلطنة عُمان
  • الخارجية الأمريكية: قانون الهجرة والجنسية يمنحنا سلطة واسعة لإلغاء التأشيرات
  • لماذا يصعب على آبل تصنيع آيفون في الولايات المتحدة؟
  • القضاء يطلق يد إدارة ترامب في معاقبة المتعاطفين مع فلسطين