الخليج الجديد:
2025-01-22@09:00:53 GMT

اقتصاد إدارة بايدن وأسباب التضخم

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

اقتصاد إدارة بايدن وأسباب التضخم

اقتصاد إدارة بايدن وأسباب التضخم

أدت سلسلة أحداث مناخية متطرفة، زاد احتمالُ حدوثها بسبب تغير المناخ، إلى تعطل الإنتاج الزراعي في أماكن كثيرة.

هناك تحيز سلبي في التصورات عن تضخم سعر المواد الغذائية، وتعطي القفزات الكبيرة انطباعاً أقوى من الانخفاضات الكبيرة.

رغم أن كثيرا من الناس يرغبون في إلقاء اللوم على شخص ما بسبب ارتفاع أسعار البقالة، فإنه من الصعب حقاً العثور على أشرار محليين.

رغم ما يود بعض اليسار تصديقه، لم تفعله أيٌ من الشركات الجشعة، على الأقل الجزء الأكبر منها. وفي بعض الأحيان، هذه الأشياء تحدث وكفى.

هل يمكن إلقاء اللوم على اقتصاد إدارة بايدن، أم أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية هو مثال على «تضخم الجشع»، أي التضخم الناجم عن التلاعب بالأسعار؟!

ربما كان هناك بعض التلاعب في الأسعار، لكنها لا يمكن أن تكون مركزية في القصة. ولو كان الأمر كذلك، لما رأينا أسعار البيض تنخفض بالسرعة التي ارتفعت بها.

نظراً لارتفاع الأسعار العالمية، فكيف يمكن ألا ترتفع الأسعار في أميركا كثيراً؟ فقد كانت هناك ارتفاعات كبيرة في أسعار مواد الغذاء بجميع أنحاء العالم، كما في أوروبا.

لماذا ارتفعت أسعار البقالة وهل يمكن إلقاء اللوم على اقتصاد إدارة بايدن، أم أن ارتفاع أسعار الغذاء مثال على «تضخم الجشع»، أي التضخم الناجم عن التلاعب بالأسعار؟!

روسيا نفسَها مُصدِّر رئيس للأسمدة، وكان الغاز الطبيعي الروسي من المدخلات المهمة في إنتاج الأسمدة في أوروبا. فروسيا الوحيدة القادرة على إحداث تأثير كبير على تضخم الغذاء العالمي.

* * *

أحياناً أتحدث عن التضخم مع أناس حقيقيين لا يدققون في تقارير مكتب إحصاءات العمل أو يجادلون حول المزايا النسبية للتضخم المتوسط المتقلص مقابل اتجاه التضخم الأساسي متعدد المتغيرات.

صحيح أن الناس لا يختلفون بالضرورة مع الافتراض القائل بأن التضخم ينخفض، لكنهم يتحدثون حتماً عن كلفة مواد البقالة. إنها نقطة وجيهة. وهناك تحيز سلبي في التصورات عن تضخم المواد الغذائية، وتعطي القفزات الكبيرة انطباعاً أقوى من الانخفاضات الكبيرة.

وعلى سبيل المثال، حظي التصور التشاؤمي لعام 2022 باهتمام أكبر بكثير من سير الأمور سريعاً نحو الأوضاع الطبيعية لعام 2023. ومن الصحيح أن أسعار البقالة ارتفعت بشكل كبير أكثر من متوسط أسعار المستهلك منذ عشية الجائحة.

لكن لماذا؟ وهل يمكن إلقاء اللوم على اقتصاد إدارة بايدن، أم أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية هو مثال على «تضخم الجشع»، أي التضخم الناجم عن التلاعب بالأسعار!

لا، قطعاً. فربما كان للصعود الاقتصادي في عهد الرئيس جو بايدن بعض التأثير الهامشي على أسعار المواد الغذائية، خاصةً لأنه أدى إلى مكاسب كبيرة في أجور العمال ذوي الأجور المنخفضة، بما في ذلك العمال في متاجر البيع بالتجزئة.

وأنا لا أستبعد احتمال أن بعض اللاعبين الكبار في تجارة المواد الغذائية قد استغلوا التضخمَ العام لاستغلال قوتهم السوقية أكثر من المعتاد.

لكن النقطة الأساسية التي يجب أن نفهمها بشأن تضخم المواد الغذائية هي أنه ظاهرة عالمية، خارجة عن سيطرة أي حكومة واحدة، وتتخطى سياسات التسعير حتى أكبر الشركات.

ونظراً للارتفاع الهائل في الأسعار العالمية، فكيف يمكن ألا ترتفع الأسعار في الولايات المتحدة كثيراً؟ في الواقع، كانت هناك ارتفاعات كبيرة في أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم، كما حدث في أوروبا، على سبيل المثال.

والأسعار التي يدفعها المستهلكون الأميركيون الآن مقابل الغذاء لم تتبع عن كثب مؤشر الأسعار العالمي، وبشكل عام ارتفعت بنسبة أقل. لكن هذا ليس مفاجئاً، لأن المؤشرات تقيس أشياءَ مختلفة نوعاً ما.

فالبنك الدولي يقدر أسعار المواد الغذائية الخام، في حين يقدر مكتب إحصاءات العمل أسعار الأطعمة المشتراة. ويؤدي هذا التمييز إلى إحداث فجوة بين الأسعار العالمية والأسعار التي يدفعها المتسوقون، وهذا بدوره يعني أن العوامل غير العالمية قد تلعب دوراً ما في تضخم مواد البقالة.

وعلى سبيل المثال، استشهدت إحدى التدوينات في مدونة البيت الأبيض حول أسعار البقالة، من بين أشياء أخرى، بأن «الجائحة حفّزت على تحول الطلب على الغذاء من المطاعم إلى محلات البقالة». وهذه نسخة من مشكلة ورق دورات المياه.

وكان جزء من المشكلة هو أن ورق دورات المياه الذي يشتريه المرء في المتاجر يختلف عن الورق المباع للشركات والمطاعم، وحين بدأ ملايين الناس فجأةً في البقاء داخل منازلهم، وجدت الصناعة نفسَها مؤقتاً تنتج النوعَ الخاطئَ.

وظهرت مشكلاتٌ مماثلة حين توقف الناسُ عن تناول الطعام في الخارج واشتروا طعاماً أكثر لتناوله في المنزل. ويتضمن إدخال الطعام في عربة التسوق أيضاً كلفةً أخرى بالإضافة إلى سعر السلع الغذائية.

ومن بين هذا كلفة العمالة. ويكسب موظفو متاجر التجزئة في مجال المواد الغذائية أجوراً منخفضة بشكل ملحوظ، لكن أسواق العمل الضيقة أدت إلى مكاسب كبيرة للعمال ذوي الأجور الأسوأ، مما لا بد أن يكون له بعض التأثير على أسعار المستهلك.

وربما كان هناك بعض التلاعب في الأسعار، لكنها لا يمكن أن تكون مركزية في القصة. ولو كان الأمر كذلك، لما رأينا أسعار البيض تنخفض بالسرعة التي ارتفعت بها.

ومن ثم، فإن تضخم أسعار الغذاء هو في الأساس قصة عالمية. لكن ما الذي تسبب في ارتفاع أسعار الغذاء العالمية؟ يبدو أنها كانت عاصفة كاملة من الأحداث المعاكسة (بما في ذلك العواصف الفعلية). وكان على رأس القائمة حرب أوكرانيا.

فبعد سقوط الاتحاد السوفياتي، استعاد حزام «التربة السوداء» الذي يمتد عبر أوكرانيا وروسيا وكازاخستان دورَه التاريخي كأحد أعظم المناطق الزراعية في العالَم، لكنه أصبح الآن منطقة حرب مرة أخرى.

وكانت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أيضاً أحدَ العوامل، وإن لم تكن العامل الوحيد، في الارتفاع غير العادي في أسعار الأسمدة. لماذا؟

لأن روسيا تعتبر نفسَها مُصدِّرا رئيسياً للأسمدة، وكان الغاز الطبيعي الروسي من المدخلات المهمة في إنتاج الأسمدة في أوروبا. ولهذا ربما تدركون السبب الذي دفعني للقول إن روسيا قد تكون الحكومة الوحيدة القادرة على إحداث تأثير كبير على تضخم الغذاء العالمي.

وسنرى بالتأكيد بعض الراحة إذا تراجعت عن عمليتها العسكرية في أوكرانيا. وأخيراً وليس آخراً، أدت سلسلة من الأحداث المناخية المتطرفة، التي زاد احتمالُ حدوثها بسبب تغير المناخ، إلى تعطل الإنتاج الزراعي في أماكن كثيرة.

وخلاصة القول هي أنه رغم أن كثيرا من الناس يرغبون في إلقاء اللوم على شخص ما بسبب ارتفاع أسعار البقالة، فإنه من الصعب حقاً العثور على أشرار محليين. وعلى الرغم مما يدعيه اليمين الأميركي، فإن بايدن لم يفعل ذلك. ورغم ما يود بعض اليسار تصديقه، لم تفعله أيٌ من الشركات الجشعة، على الأقل الجزء الأكبر منها. وفي بعض الأحيان، هذه الأشياء تحدث وكفى.

*د. بول كروغمان كاتب وأكاديمي أمريكي، حائز على جائز نوبل في الاقتصاد

المصدر | نيويورك تايمز

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا روسيا أسمدة الغذاء التضخم أوكرانيا التلاعب في الأسعار أسعار المواد الغذائیة ارتفاع أسعار فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

رئيس «سلامة الغذاء»: نعمل على فتح السوق الفرنسي أمام المنتجات الغذائية المصرية

استقبل الدكتور طارق الهوبي رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، نيكولا بيك المستشار المالي ونائب رئيس البعثة الاقتصادية بسفارة جمهورية فرنسا بالقاهرة، بحضور عدد من مسؤولي الهيئة والسفارة الفرنسية، لمناقشة سبل التعاون المشترك بين الجانبين.

دعم فعالية العمليات الرقابية والتنظيمية الخاصة بسلامة الغذاء

استعرض رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، الدور الرقابي للهيئة لضمان وصول غذاء صحي وآمن من خلال فحص الرسائل الغذائية المصدرة بالمواني المختلفة، وكذا طرق سحب العينات وذلك في إطار تبني الهيئة لنهج تحليل المخاطر، واتخاذ الإجراءات اللازمة حال وجود أي حيود بها، بما يعزز من ثقة المستهلك في المنتج المصري ويزيد من تنافسيته في الأسواق العالمية.

وأشار إلى الآلية الجديدة التي تطبقها الهيئة بعد تولي الهيئة القومية لسلامة الغذاء مسؤولية إصدار شهادات الصلاحية للمنتجات الغذائية المصدرة، وكذلك إجراءات الإفراج تحت التحفظ والنقل والتخزين للرسائل الغذائية الواردة منذ بداية العام الجديد 2025.

كما ناقش اللقاء آفاق التعاون بين مصر وفرنسا في مجالات دعم فعالية العمليات الرقابية والتنظيمية فيما يتعلق بنظم سلامة الغذاء، وتبادل المعلومات والخبرات خاصة في مجال الأبحاث العلمية المرتبطة بسلامة الغذاء، ودعم البرامج التدريبية لتنمية الكوادر البشرية للهيئة وتعزيز تنمية التعاون بين السلطات المختصة بالأغذية في كلا البلدين.

تذليل كافة العقبات لتعزيز التبادل التجاري

وأكد الهوبي حرص الهيئة القومية لسلامة الغذاء على التنسيق والتواصل المستمر مع الجانب الفرنسي لتيسير الإجراءات، وتذليل كافة العقبات لتعزيز التبادل التجاري وفتح أسواق البلدين أمام المزيد من المنتجات لاسيما المنتجات الغذائية والزراعية.

ومن جانبه، أشاد السيد نيكولا بيك المستشار المالي ونائب رئيس البعثة الاقتصادية بسفارة فرنسا، بالدور الرقابي للهيئة ودورها الملموس في تعزيز الجهود وتذليل أية عقبات لفتح مختلف الأسواق العالمية أمام نفاذ صادرات مصر الغذائية.

مقالات مشابهة

  • رئيس «سلامة الغذاء»: نعمل على فتح السوق الفرنسي أمام المنتجات الغذائية المصرية
  • وزير الفلاحة يقول إن الحكومة نجحت في التحكم في أسعار معظم مواد الغذاء
  • برلمانية تسخر من تبريرات الحكومة بشأن موجة غلاء أسعار الغذاء
  • تخفيضات تصل إلى 20% على السلع الغذائية في المعرض اللوجستي بمرسى مطروح
  • البواري: إجراءات الحكومة خَفّضت أسعار المواد الغذائية و خَفّفت الضغط على القطيع الوطني
  • وزير الفلاحة : السمك يتأثر بالجفاف و الأسعار في تراجع
  • "التجارة" تضبط معملًا لغش المواد الغذائية ومستحضرات التجميل بالرياض
  • مؤسسة «الجارحي» عضو التحالف الوطني تجهز المواد الغذائية وملابس الشتاء الموجهة لغزة
  • «المكملات الغذائية»: التنسيق مع «سلامة الغذاء» بشأن بيانات جميع المستحضرات
  • "المواد الغذائية": تدفق السلع عبر معبر رفح سيحقق التوازن بين العرض والطلب ويسهم في تراجع الأسعار