انتظر والد الأسيرة المحررة دنيا أشتية لساعات طويلة بشوارع رام الله، بينما كانت درجات الحرارة منخفضة، وأمامه في الجهة المقابلة يقف بعض المستوطنين الذين كانوا يقذفونه بالحجارة ويُحرقون المركبات، وهو في انتظار وصول حافلة الأسرى الفلسطينيين المحررين، والتي تأخرت أكثر من 9 ساعات.

معاناة أسرة الأسيرة المحررة خلال انتظارها 

وقال «أشتية» في تصريحات لـ«الوطن» إنه علم قبل أسبوع بأنّ اسم ابنته دنيا أشتية ضمن المحررين في الدفعة الأولى من صفقة التبادل، مشيرًا إلى أنه بدأ يعد الدقائق قبل الساعات في انتظار عودتها، وفي مساء السبت، توجه مع والدته، التي يطلق عليها الفلسطينيون في الضفة الغربية لقب «سيدة الزيتون»، من منزله في مدينة نابلس إلى معبر بيتونيا، حيث كانت ستصل حافلة الأسرى المحررين، لكن المستوطنين هاجموهم وقذفوهم بالحجارة، تحت حماية شرطة الاحتلال، ما أسفر عن حرق بعض المركبات.

ورغم هذه المعاناة، قرر «أشتية» البقاء في انتظار ابنته، الطالبة في كلية الشريعة بجامعة النجاح، حتى لو اضطر للبقاء في الشوارع لساعات طويلة، أو حتى المبيت على الأرصفة.

وكانت دنيا قد تم اعتقالها من منزلها في قرية سالم بمدينة نابلس في 24 يوليو 2024، واحتجازها في سجن الدامون بتهمة التحريض على إسرائيل.

وصول الأسيرة المحررة دنيا أشتية إلى منزلها

وفي الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، وصلت حافلة الأسرى المحررين، وعلى متنها الأسيرة دنيا أشتية التي لم تتجاوز العشرين عامًا، لتلتقي بوالدها ووالدتها بعد غياب دام نحو ستة أشهر، اللذين استقبلاها بالدموع والقبلات والأحضان.

تحدثت «دنيا» لـ«الوطن»، قائلة: «في سجون الاحتلال كانت الدقائق كالعمر بأسره، فقد كان السجان يتحكم في كل شيء، وإذا تأخرنا دقيقة واحدة في الحمام كنا نتعرض للعقاب، وكان العقاب في بعض الأحيان قاسيًا».

وأضافت: «وحتى دخول سجن الاحتلال ليس بالبساطة التي يتخيلها البعض، فبعض اعتقالي من الدار، أخذتني الشرطة إلى أكثر من موقف (مكان مؤقت للسجن) ثم لمعسكر، ثم لمعبار، وحتى السجن الذي تبقي فيه الأسيرة».

وأردفت: «حسب سبب الاعتقال تكون المعاملة في المعسكر (الهشارون)، فأنا بقيت في معسكر لمدة 4 ساعات لا أعرف موقعه ولا طريقة، قاموا بإدخالنا إلى غرفة صغيرة أقرب للقبر، ليست زنزانة، كانت قذرة وسيئة التهوية إلى أبعد حد، ثم تم نقلي إلى سجن دايمون».

وعن شعورها بعد معرفتها عن بإدراج اسمها ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل، قالت دنيا: «إحساس حلو ممزوج بالوجوع فداخل زنزانتي كانت هناك 10 أسيرات، 3 منهن من غزة، وواحدة من القدس، وأخرى من يطا، وواحدة من رام الله وطولكرم وقبلان، وكنا نشعر أننا سنرى أهالينا ولكننا كل مرة كنا نعود إلى نفس السجن والتعنيف، واليوم في سجون الاحتلال كان ثقيلا والدقائق لا تمر».

عائلة مناضلة

الأسيرة المحررة دنيا أشتية هي حفيدة السيدة الفلسطينية «محفوظة أشتية» التي تعتبر أيقونة للنضال في الضفة الغربية، فهي صاحبة الصورة الشهيرة التي انتشرت بالعام 2005، عندما احتضنت شجرة الزيتون بعدما اقتلعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي الأشجار حتى أصبح لقبها «سيدة الزيتون»، والتي قالت إنه رغم سعادتها بخروج حفيدتها، إلا أنها «مكسورة الخاطر» من أجل أهل غزة وما حدث لهم.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صفقة تبادل المحتجزين سيدة الزيتون الضفة الغربية نابلس قطاع غزة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

أسيرات الضفة المحررات: رسالة وفاء لأهل غزة ومقاومتها

الجديد برس|

بأيد رفعت رايات حماس، وحناجر هتفت وصدحت لكتائب القسام، شهدت بيتونيا غرب رام الله، في فلسطين المحتلة، تجمعا كبيرا من الأهالي استقبل الأسيرات اللواتي حررتهن المقاومة في غزة من سجون الاحتلال.

وفور الإفراج عنهن بعثت الأسيرات المحررات رسالة وفاء لأهل غزة ومقاومتها على ما قدمته من تضحيات ودماء في سبيل حريتهن.

دماء تزهر حرية

وقالت المحررة دلال العاروري شقيقة الشهيد القائد صالح العاروروي، إن دماء شهداء غزة أزهرت حرية في الضفة.

وقالت إن الحرية أكبر نعمة، ودفع مقابلها ثمن غالي وعزاء عظيم لكنه في سبيل الله.

أمام المحررة أمل شجاعية، فقالت إن كل كلمات الشكر والامتنان لا تكفي لتقدير أهل غزة وتضحياتهم.

وأوضحت أن الأسيرات مررن بوضع صعب، وتعرضن لمعاملة سيئة جداً من قوات الاحتلال قبل الإفراج عنهن.

وبعد احضتانها عائلتها، أكدت المحررة هديل شطارة أن الفرحة منقوصة بدون حرية أهل غزة، معبرة عن مشاعرها المختلطة بين الفرح للحرية والألم على دماء أهل القطاع.

وأوضحت أن حرية الأسرى ثمنها غالي، لكن المحررين سيكونون على قدر ذلك.

ثباتنا من ثبات المقاومة

من جانبها أكدت الصحفية والأسيرة المحررة بشرى الطويل، على اليقين بأن نصرنا من نصر غزة وثباتنا من ثبات غزة، التي ستعود أفضل مما كانت.

وقالت إن الثبات والحرية ولا تعوض، وأن الأسيرات كن يترقبن هذه اللحظات رغم العزل وصعوبة وصول الأخبار اليهن.

كذلك عبرت المحررة رشا حجاوي من طولكرم، عن حزنها وألما على ما تعرض له أهل غزة والشعور المختلط الذي يختلجها في هذه الظروف.

وقالت إن الوضع في سجون الاحتلال صعب، وهناك حالات قمع وتكبيل وتهديد بالكلاب وتنكيل ومعاملة سيئة جداً.

وتمكنت المقاومة من تحرير 90 أسيرة وأسيراً من الضفة والقدس، ضمن المرحلة الأولى من صفقة الأحرار الثانية.

 

مقالات مشابهة

  • الأسيرة الفلسطينية “ضحى الوحش” فرحة الحرية وحزن الفقد
  • أسيرات الضفة المحررات: رسالة وفاء لأهل غزة ومقاومتها
  • الأسيرة المحررة جنين عمرو: أهل غزة تاج رؤوسنا
  • الأسيرة الفلسطينية المحررة حنان معلواني باكيةً: تركنا خلفنا أسيرات
  • الأسيرة المحررة هديل شطارة: ثمن الحرية سُدد بدماء أهل غزة ودمار منازلهم
  • أسرى محررون يتحدثون للجزيرة
  • أصيبت بجلطة.. أصغر أسيرة فلسطينية تروي تجربتها في سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • المشاهد الأولية للحظة وصول الأسرى الفلسطينيين المحررين إلى رام الله والقدس (فيديو).. عاجل
  • رئيس مجلس الشيوخ ينعى الفريق جلال الهريدي: أدى رسالته وقدم مسيرة حافلة بالعطاء والجهد الدؤوب