الأسيرة المحررة دنيا أشتية لـ«الوطن»: في سجون الاحتلال كانت الدقائق كالعمر بأسره
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
انتظر والد الأسيرة المحررة دنيا أشتية لساعات طويلة بشوارع رام الله، بينما كانت درجات الحرارة منخفضة، وأمامه في الجهة المقابلة يقف بعض المستوطنين الذين كانوا يقذفونه بالحجارة ويُحرقون المركبات، وهو في انتظار وصول حافلة الأسرى الفلسطينيين المحررين، والتي تأخرت أكثر من 9 ساعات.
معاناة أسرة الأسيرة المحررة خلال انتظارهاوقال «أشتية» في تصريحات لـ«الوطن» إنه علم قبل أسبوع بأنّ اسم ابنته دنيا أشتية ضمن المحررين في الدفعة الأولى من صفقة التبادل، مشيرًا إلى أنه بدأ يعد الدقائق قبل الساعات في انتظار عودتها، وفي مساء السبت، توجه مع والدته، التي يطلق عليها الفلسطينيون في الضفة الغربية لقب «سيدة الزيتون»، من منزله في مدينة نابلس إلى معبر بيتونيا، حيث كانت ستصل حافلة الأسرى المحررين، لكن المستوطنين هاجموهم وقذفوهم بالحجارة، تحت حماية شرطة الاحتلال، ما أسفر عن حرق بعض المركبات.
ورغم هذه المعاناة، قرر «أشتية» البقاء في انتظار ابنته، الطالبة في كلية الشريعة بجامعة النجاح، حتى لو اضطر للبقاء في الشوارع لساعات طويلة، أو حتى المبيت على الأرصفة.
وكانت دنيا قد تم اعتقالها من منزلها في قرية سالم بمدينة نابلس في 24 يوليو 2024، واحتجازها في سجن الدامون بتهمة التحريض على إسرائيل.
وصول الأسيرة المحررة دنيا أشتية إلى منزلهاوفي الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، وصلت حافلة الأسرى المحررين، وعلى متنها الأسيرة دنيا أشتية التي لم تتجاوز العشرين عامًا، لتلتقي بوالدها ووالدتها بعد غياب دام نحو ستة أشهر، اللذين استقبلاها بالدموع والقبلات والأحضان.
تحدثت «دنيا» لـ«الوطن»، قائلة: «في سجون الاحتلال كانت الدقائق كالعمر بأسره، فقد كان السجان يتحكم في كل شيء، وإذا تأخرنا دقيقة واحدة في الحمام كنا نتعرض للعقاب، وكان العقاب في بعض الأحيان قاسيًا».
وأضافت: «وحتى دخول سجن الاحتلال ليس بالبساطة التي يتخيلها البعض، فبعض اعتقالي من الدار، أخذتني الشرطة إلى أكثر من موقف (مكان مؤقت للسجن) ثم لمعسكر، ثم لمعبار، وحتى السجن الذي تبقي فيه الأسيرة».
وأردفت: «حسب سبب الاعتقال تكون المعاملة في المعسكر (الهشارون)، فأنا بقيت في معسكر لمدة 4 ساعات لا أعرف موقعه ولا طريقة، قاموا بإدخالنا إلى غرفة صغيرة أقرب للقبر، ليست زنزانة، كانت قذرة وسيئة التهوية إلى أبعد حد، ثم تم نقلي إلى سجن دايمون».
وعن شعورها بعد معرفتها عن بإدراج اسمها ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل، قالت دنيا: «إحساس حلو ممزوج بالوجوع فداخل زنزانتي كانت هناك 10 أسيرات، 3 منهن من غزة، وواحدة من القدس، وأخرى من يطا، وواحدة من رام الله وطولكرم وقبلان، وكنا نشعر أننا سنرى أهالينا ولكننا كل مرة كنا نعود إلى نفس السجن والتعنيف، واليوم في سجون الاحتلال كان ثقيلا والدقائق لا تمر».
الأسيرة المحررة دنيا أشتية هي حفيدة السيدة الفلسطينية «محفوظة أشتية» التي تعتبر أيقونة للنضال في الضفة الغربية، فهي صاحبة الصورة الشهيرة التي انتشرت بالعام 2005، عندما احتضنت شجرة الزيتون بعدما اقتلعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي الأشجار حتى أصبح لقبها «سيدة الزيتون»، والتي قالت إنه رغم سعادتها بخروج حفيدتها، إلا أنها «مكسورة الخاطر» من أجل أهل غزة وما حدث لهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صفقة تبادل المحتجزين سيدة الزيتون الضفة الغربية نابلس قطاع غزة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الأردن: إجراءات الاحتلال التي تستهدف تهجير الغزيين باطلة
أدان الأردن، مساء الأحد، إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي، إنشاء وكالة تستهدف تهجير الفلسطينيين، معتبراً أن جميع الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف الوجود الفلسطيني على أرضه "باطلة".
وقال بيان لوزارة الخارجية الأردنية، إنها تدين "بأشد العبارات، إعلان إسرائيل عن إنشاء وكالة خاصّة تستهدف تهجير الفلسطينيين تحت مسمى المغادرة الطوعية من قطاع غزة".
ولفت البيان إلى أن الإعلان جاء "بالتزامن مع مصادقة المجلس الوزاري السياسي الأمني الإسرائيلي المصغر على فصل 13 حيًا استيطانيًا غير قانوني في الضفة الغربية، تمهيدًا لشرعنتها كمستوطنات استعمارية".
وشدد البيان، على أن "جميع الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف الوجود الفلسطيني على أرضه باطلة، وتمثل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وجزءًا من ممارسات تمثل جريمة التهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم المحتلة".
وأكد على "رفض المملكة المطلق وإدانتها لقرار الحكومة الإسرائيلية التي تواصل انتهاك القانون الدولي، والقرارات الأممية ذات الصلة خصوصًا قرار مجلس الأمن رقم 2334".
ودعت الخارجية الأردنية، المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف عدوانها على غزة بشكل فوري، وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة".
واستأنفت دولة الاحتلال حربها على قطاع غزة، ما خلف عشرات الشهداء والجرحى، واغتالت عددا من القيادات السياسية في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس".
ورغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المضي قدما في المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 162 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.