21 يناير، 2025

بغداد/المسلة: في سعيه لإعادة ترتيب جدوله الزمني وتحقيق ما يمكن تحقيقه من تشريعات في ما تبقى من عمر البرلمان العراقي الحالي، يجد رئيس البرلمان، محمود المشهداني، نفسه أمام تحديات كبيرة، في وقت يبدو أن الانتخابات المقبلة باتت على الأبواب.

فبينما بدأ البرلمان فصله التشريعي الجديد بتصويت على قانون جهاز المخابرات، ما يزال هناك العديد من القوانين المؤجلة والجدلية التي لم تحسم بعد.

و هذه القوانين تتراوح بين القوانين المهمة المؤجلة من دورات سابقة مثل قانون النفط والغاز، وقانون مجلس الاتحاد، والمحكمة الاتحادية، إلى القوانين التي تمثل خلافات داخلية بين المكونات العراقية المختلفة، مثل قانون العفو العام، وقانون الأحوال الشخصية، وقانون عقارات الأكراد.

وفيما يخص قانون العفو العام، الذي يطالب به ائتلاف القوى السنية الموحد وحزب “تقدّم” بزعامة محمد الحلبوسي، أصبح هذا القانون يشكل نقطة انقسام كبيرة بين الكتل السياسية. فقد تم إدارج القانون أخيرًا على جدول أعمال البرلمان بعد ضغوطات كبيرة، خصوصًا من الكتل السنية، حيث كان حلفاؤهم قد هددوا بمقاطعة جلسات البرلمان إذا لم يتم إدراجه.

لكن رغم إقرار القانون في قراءة أولى وثانية، فإن التحدي الأكبر يكمن في ربطه بقوانين أخرى مثل قانون الأحوال الشخصية أو عقارات الأكراد، مما قد يؤخر تمريره بسبب حاجة هذه القوانين إلى مزيد من التعديلات.

على الجهة الأخرى، دخل المشهد السياسي البرلماني في مرحلة جديدة من الانقسام والتصعيد، حيث بدأت بعض الكتل السياسية باتباع سياسة “كسر النصاب”، إما بالانسحاب من الجلسات أو البقاء خارج القاعة.

و  هذه السياسة التي تهدف إلى إظهار الاحتجاج على قرارات معينة باتت تتكرر بشكل لافت في الآونة الأخيرة.

وفي هذا السياق، تحرك المشهداني بتفعيل مدونة السلوك النيابي، معتبرًا أن الغياب عن الجلسات هو تصرف يستوجب فرض غرامات مالية على النواب المتغيبين. لكن هذا الإجراء قوبل باعتراضات واسعة، خصوصًا من بعض الكتل التي ترى في كسر النصاب حقًا ديمقراطيًا أو وسيلة ضغط على القرارات التي تراها غير متوافقة مع مواقفها.

وفيما تتجه الأنظار إلى مناقشة الموازنة المالية لعام 2025، التي ستكون محورًا آخر للاختلافات السياسية، يُتوقع أن تثير الموازنة الكثير من الجدل على مختلف الأصعدة. من أبرز هذه الخلافات هو تعديل المادة 12 من قانون الموازنة الذي يتعلق بتصدير نفط إقليم كردستان، ويُتوقع أن يكون حجر الزاوية في النقاشات القادمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان.

وفي هذا السياق، شددت الحكومة في إقليم كردستان على ضرورة تسوية القضايا العالقة بشأن الرواتب والاتفاقات المالية مع بغداد.

ويعكس هذا التوتر المتصاعد تحديات إضافية في العلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم، ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة البرلمان على تمرير قانون الموازنة في ظل هذه التعقيدات.

بالتوازي مع هذه القضايا، تسعى رئاسة البرلمان إلى تفعيل قوانين السلوك النيابي لمواجهة ما تعتبره تعطيلًا لجلسات البرلمان، حيث وجّه المشهداني أيضًا بعودة العمل بنظام التصويت الإلكتروني على القوانين، وتفعيل الاستجوابات للوزراء. يأتي ذلك في وقت يتزايد فيه الحديث عن ضغوطات سياسية تحاول التأثير على سير العملية التشريعية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

نائبة: تقرير البرلمان بشأن حساب ختامي الموازنة جرس إنذار للحكومة

اعتبرت النائبة أمل سلامة، عضو مجلس النواب، تقرير لجنة الخطة والموازنة عن حساب ختامي موازنة 2023/2024، بمثابة جرس إنذار للحكومة، وليس استعراض أرقام، لما تضمنه التقرير من ملاحظات وتوصيات.

جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، أثناء مناقشة تقرير حساب ختامي موازنة 2023/2024.

وانتقدت النائبة ما جاء في الحساب الختامي من عدم استكمال العديد من المشروعات والتي وصل تنفيذها نحو 50% فقط، فضلا عن عدم الاستغلال الأمثل للقروض والمنح.

وأشارت أمل سلامة، إلى أن هناك هناك ملاحظات متكررة من مجلس النواب تجاه الحسابات الختامية، وهو ما يؤكد أن الحكومة لا تسعى لحل المشكلات.

واستشهدت عضو مجلس النواب، بعدم الاستغلال الأمثل للقروض والتي يوافق عليها المجلس، مؤكدة أن هناك مشروعات قومية لابد من إنجازها، لاسيما وأن الدولة والمواطن يتحملوا أعباء القروض.

وأكدت أمل سلامة، على ضرورة وضع حد لإشكالية تجاوزات الأحد الأقصى للأجور، لاسيما وأنها ملاحظة متكررة كل سنة في الحسابات الختامية للموازنة العامة للدولة.

وشددت عضو مجلس النواب، على ضرورة تنفيذ توصيات البرلمان، فضلا عن مراعاة ما جاء في تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات من ملاحظات.

مقالات مشابهة

  • وزير التموين : فتح مرحلة جديدة من مشروع جمعيتي
  • مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي مع هولندا
  • استغراب نيابي من تأخر ارسال جداول الموازنة: تحدي واضح
  • بالأسماء... تشكيلات جديدة في قوى الأمن الداخليّ
  • مقترح برلماني بقصر الترشح لعضوية البرلمان على المؤهلات العليا
  • مقتل 3 في احتجاجات على قانون أوقاف المسلمين في الهند
  • نائبة: تقرير البرلمان بشأن حساب ختامي الموازنة جرس إنذار للحكومة
  • البرلمان يستكمل مناقشة تقرير الموازنة العامة للدولة
  • مجلس النواب بين التشريع الرشيد وتمرير القوانين التعسفية: من يمثل الناس؟
  • مصر و قطر .. مرحلة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي وتعزيز الاستثمارات