ما طبيعة السلام الذي يريده ترامب في المنطقة؟ محللان يجيبان
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
رغم دورها الفاعل في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل، تبدي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انحيازا يصل إلى حد الإنكار العلني لوجود شعب فلسطيني من الأساس.
ففي الوقت الذي يأمل فيه الجميع صمود اتفاق وقف الحرب أمام محاولات تخريبه التي تبدو جلية في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه المتطرفين، يرى محللون أن الولايات المتحدة في عهد ترامب قد تنخرط رسميا في حرب ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقد أكد ترامب خلال حفل تنصيبه -اليوم الاثنين- رغبته بالعمل على توسيع اتفاقات التطبيع التي بدأها خلال عهدته الأولى، وهو ما يعني برأي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي "محاولة إحياء صفقة القرن التي لم يتمكن من تمريرها خلال 4 سنوات قضاها في البيت الأبيض".
الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حفل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني 2025 بقاعة الكونغرس (الفرنسية) تجاهل للقضية الفلسطينيةكما قال ترامب خلال التنصيب إنه يريد أن يكون إرثه في ولايته الثانية والأخيرة صنع السلام ووضع حد لكل الحروب. في حين قال نتنياهو إنه يتطلع للعمل مع الرئيس الأميركي العائد للبيت الأبيض "لإنهاء حكم حماس في غزة وهزيمة المحور الإيراني".
لكن هذا الحديث -كما قال البرغوثي في برنامج مسار الأحداث- ليس إلا محاولة من نتنياهو للتملق لترامب واستجداء دعمه لمخططات عودته للحرب، ولكل ما تريده إسرائيل.
ومع ذلك، فقد أعطى ترامب إشارة واضحة خلال حفل تنصيبه بأنه لا مكان للقضية الفلسطينية في ولايته الجديدة، برأي البرغوثي، الذي لفت إلى أن الرئيس الأميركي لم يذكر فلسطين ولا شعبها بينما صب حديثه على إسرائيل وأسراها واتفاقات التطبيع التي يريد توسيعها.
إعلانومن غير الممكن قراءة هذا الحديث لترامب سوى على أنه تجاهل للقضية الفلسطينية من جانب الرئيس الذي لعب دورا فعليا في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير بسبب عدم رغبته في تحمل الولايات المتحدة نفقات الحرب الإسرائيلية، كما يقول البرغوثي.
في المقابل، يرى كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز، أن ترامب عازم على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بكل مراحله لأنه يرغب في منع اندلاع حرب أخرى ويسعى لتحقيق السلام.
سلام بشروط إسرائيل
غير أن السلام الذي يتحدث عنه روبنز سيكون مشروطا بإلقاء حركة حماس أو أي من فصائل المقاومة سلاحها، والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والتحول للعمل السياسي.
وحتى صفقة القرن التي يراها البرغوثي محاولة لتصفية قضية فلسطين تماما من خلال الترويج لدولة ممزقة لا تملك جيشا ولا سيادة أو اتصالا جغرافيا، يقول روبنز "إنها فرصة لكي يحصل الفلسطينيون على رفاهية اقتصادية".
هذا الحديث من روبنز يؤكد -برأي البرغوثي- حقيقة أن الولايات المتحدة تريد شعبا فلسطينيا مستسلما وليس مسالما بحيث يقبل بمنح إسرائيل كل ما تراه حقا لها وهو أمر غير قابل للتحقق، وفق تعبيره.
ويمكن تلمس هذا التوجه الأميركي في حديث روبنز الذي يرى أن حصار غزة لأكثر من 17 عاما ثم تدميرها ومحاولة إبادتها تماما خلال الحرب الأخيرة كان نتيجة سلوك حماس ورفضها إجراء انتخابات ديمقراطية وتخويف المعارضين من المشاركة فيها.
ليس هذا وحسب، فقد عزا المتحدث الأميركي ابتلاع إسرائيل للضفة الغربية وتجاوزها لاتفاق أوسلو ولقرارات الأمم المتحدة، إلى ما سماه "فساد الفلسطينيين وسوء استغلالهم لأموال المعونات".
ولا يختلف رأي روبنز كثيرا عن آراء أعضاء في إدارة ترامب نفى بعضهم وجود شعب فلسطيني من الأساس ومنهم مايك والتز مستشار الأمن القومي الذي دعا لتدمير حماس ومنح إسرائيل حرية التحرك في غزة حتى مع تطبيق وقف إطلاق النار.
إعلانوهناك أيضا مايك هاكابي المرشح لمنصب السفير الأميركي لدى تل أبيب، والذي قال إن الفلسطينيين "مجموعة من اللصوص يحاولون سرقة أرض إسرائيل التي منحها لها الرب".
لذلك، فإن الإدارة الأميركية الجديدة "لا تختلف عن الإدارة القديمة وهي تريد جلب فلسطيني ما من مكان ما لحكم غزة أو فلسطين كلها وفق ما تريده إسرائيل، وإلا فلن تسمح للفلسطينيين بإجراء انتخابات ولا بتقرير مصير"، كما يقول البرغوثي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الرئیس الأمیرکی وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
محللان لـ24: الوسطاء لن يسمحوا بتعثر وقف إطلاق النار في غزة
قال محللون إن الوسطاء في اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيتدخلون بعد إرجاء وقف إطلاق النار الذي كان مقرراً اليوم الأحد.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حسن أبو طالب، تدخل الوسطاء سريعاً لاحتواء أزمة تأجيل وقف إطلاق النار، وقال لـ24 إن فرص تفعيل الاتفاق قائمة ولن ينتهي الأمر بإلغائه، وبالتأكيد ستتدخل الولايات المتحدة خاصة فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي سيتولى منصبه غداً، ومصر وقطر لاحتواء الموقف وإتمام خريطة الاتفاق المعلن.
وأوضح المتحدث أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتانياهو يريد إرضاء اليمين المتطرف في حكومته بأي شكل من الأشكال وبمجرد تأخر حماس في إعلان أسماء الرهائن المقرر الإفراج عنهم استغل الفرصة وأمر بتأجيل اتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار القصف الإسرائيلي.
وأشار الدكتور حسن أبو طالب إلى أن لحماس مشاكل لوجستية بفي حصر الرهائن الأحياء والقتلى ما دفعها إلى تأجيل إعلان أسماء الرهائن المقرر الإفراج عنهم.
إحراج ترامبومن جانبه قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حسين هريدي إن ما فعله رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو إحراج للولايات المتحدة وللرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي سيتولى منصبه غداً، والذي يريد وقف إطلاق النار قبل دخول مكتبه في البيت الأبيض.
وأوضح هريدي لـ24 أنه خلال الساعات المقبلة سيكون هناك حلاً عاجلاً لتفعيل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ومنع العودة إلى المربع صفر مرة أخرى.
بسبب قائمة الرهائن.. إسرائيل تواصل قصف غزة وتؤجل وقف إطلاق النار - موقع 24قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إن الجيش سيواصل ضرباته في قطاع غزة، لأن حماس لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار.وأكد هريدي أن مصر وقطر ستتواصلان مع حماس في أسرع وقت لإعلان أسماء الرهائن المقرر الإفراج عنهما حتى لا تكون هناك أي حجج أمام الجانب الإسرائيلي تمنع تفعيل الاتفاق بين حماس وإسرائيل، في نهاية الأسبوع الماضي.