الشارقة: «الخليج»

تشهد قرية نجد المقصار في مدينة خورفكان، إقبالاً متزايداً من الزوار والسياح، إضافة إلى الرياضيين المحترفين والهواة الحريصين على خوض تجربة استثنائية مختلفة تقدمها القرية التي تحولت إلى وجهة متكاملة توفر إقامة فريدة فاخرة بين الجبال الشاهقة.
وفي قلب الطبيعة الخلابة المعطرة بعبق الماضي التي تزينها إطلالات خضراء تتوسطها المياه الجارية، يحرص الرياضيون على ارتياد القرية لقربها من المسارات الجبلية التي تستقطب محبي رياضة «الهايكنج»، ممن وجدوا في هذه القرية وما حولها كافة المقومات بما فيها السكن الفاخر بالقرب من أنشطتهم المفضلة وسط الجبال.


تعد قرية نجد المقصار من أبرز المشاريع التاريخية والأثرية التي أمر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بترميمها وإعادة إحيائها في خورفكان، كما أنها من أهم مشاريع هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» المتخصصة في الضيافة الفاخرة والسياحة التراثية في المنطقة الشرقية من إمارة الشارقة. وتحولت القرية التي تعكس تمازج الحضارة الإنسانية مع البيئة الجبلية إلى محطة جذب لعشاق التراث والطبيعة والرياضيين، كونها تجمع بين الأصالة والتطوير ومقومات رياضة «الهايكنج»، مقدمة تجربة غنية للزوار الذين يتوافدون للتأمل في جمالها والتعرف إلى عراقة تلك القرية الجبلية الواقعة على قمة جبلية شامخة، وممارسة أنشطتهم وهواياتهم واهتماماتهم في الطبيعة الهادئة.
المشي الجبلي
يشير سلطان العبيدلي، خبير المسارات والأنشطة الجبلية إلى الطبيعة الخاصة بمنطقة نجد المقصار بما تضمه من مشروعها المتميز التي تشهد إقبالاً كبيراً من مختلف الزوار والرياضيين ومحبي رياضة «الهايكنج»، خصوصاً، أنها قريبة ومقابلة بشكل مباشر لسد الرفيصة الواقع على بحيرة وادي شي، الذي تجري من خلاله المياه ويغذي المنطقة بأكملها، التي تضم مساراً جبلياً ممتد من استراحة السحب ولغاية استراحة الرفيصة.
وتتيح المنطقة خيارين للمشي الجبلي، الأول المستوى الرياضي الأحمر للمحترفين الذي يأخذهم نحو استراحة السحب، بينما التوجه الآخر نحو نجد المقصار بالنسبة للرياضيين الهواة هو مسار أخضر أقل حدة يناسب هواة المشي الخفيف بين المسارات الجبلية.ويضم الممشى منحدراً بسيطاً ضمن مشروع نجد المقصار الذي يتوسط رقعة خضراء تضم أشجار الغاف والنباتات الجبلية المتنوعة، ما يتيح استمتاع زوار «قرية نجد المقصار» بإطلالة فريدة على جريان المياه وخصوصا في فترات امتلاء بحيرة السد.
يجد سعود الحمادي، أحد ممارسي رياضة المشي الجبلي، أن مدينة خورفكان، تشكل وجهة لكل عشاق الرياضات الجبلية والسير بين المسارات الجبلية لطبيعتها المنفردة لافتاً إلى أهمية مشروع نجد المقصار الذي يحافظ على الطابع الجبلي، لاستقطاب جميع الزوار ومحبي خورفكان وجبالها والاستمتاع بإقامة رائعة بالقرب من مواقع اهتماماتهم، وتتماشى مع تجربتهم الجبلية.
فيما يلفت المغامر سيف البلوشي، إلى أن قرية نجد المقصار باتت محط أنظار السياح والزوار وخصوصاً الرياضيين الذين سيجدون إقامة فريدة متكاملة.
ويشير إلى إحدى المناطق التي ينطلق منها الرياضيين التي يتخذ منها جبل قرية المقصار إطلالته، وتتيح رياضة المشي بين الجبال المحيطة مروراً باستراحة الرفيصة ووصولاً لاستراحة السحب، وتكون طريق العودة نحو إقامة فاخرة وراقية في القرية.
يقع المشروع في منطقة وادي شي التاريخية التي تتميز بنقوش صخرية يعود تاريخها لأكثر من 2000 سنة قبل الميلاد، ليكون شاهداً على تاريخ المنطقة العريق، ويضم حصن الرفيصة التاريخي.
ويتم تنفيذ المشروع على مرحلتين لحماية الأسس الأصلية للقرية، مع الالتزام بالمعايير البيئية والاجتماعية، وتم استخدام مواد تتناغم مع الطبيعة المحيطة للحفاظ على التراث المعماري للمنطقة.
ويجسد المشروع التزام «شروق» بالحفاظ على تراث الشارقة الثقافي، وفقاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة.
إقامة فاخرة
وفقاً لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، فإن المرحلة الثانية من مشروع نجد المقصار، تركز على إضافة منازل تراثية فاخرة على مساحة 16,500 متر مربع، لتقديم تجربة تفاعلية تعكس جمال الطبيعة وتاريخ المنطقة العريق، إضافة إلى خيارات ضيافة متنوعة ومسارات جديدة للتنزه وسط المزارع.
وتميزت المراحل الأولى للمشروع الذي تديره «مجموعة الشارقة للضيافة» التابعة لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير في مدينة خورفكان، بوجود سبع وحدات سكنية فاخرة ذات طابع تراثي تطل على الجبال، يعود تاريخ إنشائها إلى أكثر من 100 عام. وشملت المرحلة الأولى مطعماً وردهة استقبال على مساحة 17,210 أمتار مربعة، تم ترميمها بدقة لتجسد روح الماضي، كما تضمنت مسارات تتيح للضيوف الوصول إلى الحصن العلوي الذي تم بناؤه قبل 300 عام، إضافة إلى مسار جبلي خاص يتيح للنزلاء الوصول إلى سد الرفيصة.
أهمية ثقافية واقتصادية
يتمتع المشروع بأثر اقتصادي وسياحي مهم، يسهم في تعزيز مكانة الشارقة إقليمياً وعالمياً في قطاعي السياحة والاستثمار، وتطمح «شروق» من خلال المرحلة الثانية إلى تقديم تجربة تفاعلية غنية تجمع بين استكشاف التراث الطبيعي والثقافي لإمارة الشارقة، مما يساهم في جذب السياح الباحثين عن تجربة فريدة تدمج بين الطبيعة والتراث.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات خورفكان الشارقة

إقرأ أيضاً:

خبراء يستعرضون تأثير الذكاء الاصطناعي على الطبيعة البشرية

أكد خبراء خلال مشاركتهم في جلسة "الاتجاهات المستقبلية للذكاء الاصطناعي"، أن الذكاء الاصطناعي لن يُعيد تشكيل بيئة العمل فحسب، بل سيمتد تأثيره ليطال أسس الهوية الشخصية، وأنماط التفاعل الإنساني، وحتى مفاهيم القيادة التفاعلية، مشيرين إلى أن مستقبل الذكاء الاصطناعي هو ما نُخطط له ونصممه ونتفاعل معه بوع ومسؤولية.

جاء ذلك ضمن فعاليات "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي" في "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي"، الذي ينعقد برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل.
نظم الجلسة التي انعقدت ضمن الملتقى في منطقة 2071 في أبراج الإمارات بدبي، كلٌ من غارتنر ومؤسسة دبي للمستقبل، وتحدث فيها جو يوسف مالك، نائب الرئيس للبرامج التنفيذية في منطقة الخليج والهند والأسواق الناشئة لدى شركة غارتنر، وباتريك نواك، المدير التنفيذي للاستشراف وتخيل المستقبل في مؤسسة دبي للمستقبل.
ورسم جو يوسف مالك، صورة عامة لنوعية حضور الأفراد والمؤسسات رقمياً باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، قائلا: نلاحظ أن الأفراد بدأوا في تقديم صورتين مختلفتين عن أنفسهم باستخدام الذكاء الاصطناعي: واحدة احترافية، موجهة للأعمال، وأخرى اجتماعية، تُستخدم في حياتهم اليومية على الإنترنت.

أخبار ذات صلة خبراء: العالم يريد ذكاء اصطناعي يتحدث مختلف اللغات ويراعي جميع الثقافات زلزال قوي يضرب تركيا

وأضاف أنه عند ترخيص صورتك الرمزية التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لصالح الشركات، لا تتعامل معها بالطريقة ذاتها التي تتعامل بها مع صورتك على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تمنحها للشركات مجاناً، لافتا إلى أن لهذا القرار تبعات على صورتك الشخصية وعلى علامتك التجارية.
من جانبه قال الدكتور باتريك نواك، إنه في ظل التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتأثيرات المحتملة على العلاقات المهنية، وحتى على الفرص المستقبلية، فإن ترخيص الشخصية الرقمية يجب أن يتم بوعي كامل وإدراك للعواقب المحتملة، مع وضع حدود واضحة للاستخدام وضمانات تحافظ على الهوية الحقيقية لصاحبها.
وأضاف أن ترخيص الشخصية الرقمية ينطوي على مخاطر حقيقية، لأننا لا نعرف كيف يمكن أن تتصرف هذه الشخصية أو ما الأثر الذي قد تتركه على الفرص أو الظروف المستقبلية.
وأجمع الخبيران على أن الذكاء الاصطناعي لن يُعيد تشكيل بيئة العمل فحسب، بل سيمتد تأثيره ليطال أسس الهوية الشخصية، وأنماط التفاعل الإنساني، وحتى مفاهيم القيادة التقليدية، مشيرين إلى أنه مع دخول هذه التكنولوجيا في تفاصيل الحياة اليومية، يُصبح من الضروري إعادة التفكير في الطريقة التي نُعرّف بها أنفسنا، ليس فقط كمساهمين في سوق العمل، بل كأفراد يتفاعلون باستمرار مع أدوات ذكية قادرة على التعلم والتكيّف وربما اتخاذ القرار.
وأوضحا أن التحول لا يقتصر على التقنية ذاتها، بل على الإنسان في تعامله معها، حيث تتغير توقعاته، واحتياجاته، وحتى تصوراته عن ذاته، معتبرين أن الأجيال القادمة قد تتعامل مع الذكاء الاصطناعي ليس كأداة مساعدة، بل كشريك طبيعي في الحياة والعمل، وهو ما قد يؤدي إلى تغيّرات جذرية في البنية الاجتماعية، تشمل التعليم، وتكوين العلاقات، وتوزيع الأدوار في المجتمع، وقد يخلق واقعاً جديداً يُعيد صياغة منظومة القيم والمفاهيم الإنسانية.
وبيّن الخبيران أن التحولات المجتمعية التي قد تنتج عن هذا الاندماج لا تزال في بدايتها، لكنها تستدعي تأملاً جاداً، خاصة من صانعي السياسات والمربين والمفكرين، لضمان ألا يتم استبدال الروابط الإنسانية بالتفاعلات الآلية بشكل غير مدروس.
وأكد المتحدثان أن المشاركة الفاعلة في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي لم تعد خياراً أو رفاهية فكرية، بل أصبحت ضرورة ملحّة تفرضها سرعة التقدّم التكنولوجي وتزايد تأثير الذكاء الاصطناعي في كافة مجالات الحياة، لافتين إلى أن القبول بالواقع الرقمي الجديد، مع الاكتفاء بدور المتلقّي أو المستهلك، يُعرّض المجتمعات لاحتمال فقدان السيطرة على الاتجاهات التي تشكّل مستقبلها، ولهذا، يتحتم على الأفراد وصنّاع القرار والأوساط الأكاديمية الانخراط الواعي والمسؤول في صياغة السياسات، وتوجيه الابتكار، ووضع الأطر الأخلاقية التي تضمن أن تبقى التكنولوجيا وسيلة لتمكين الإنسان لا لاستبداله.
كما استكشفت الجلسة التوقعات لمستقبل الذكاء الاصطناعي لعام 2025 وما بعده، حيث ناقش المشاركون كيف يمكن لهذه التكنولوجيا أن تُحدث تحولات جذرية في السياقين التنظيمي والشخصي. 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • جزيرة الجبيل.. مجتمع مثالي يوازن بين السكن والعمل والراحة في تناغم مع الطبيعة
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • منتزه ومطل غُميقة بمحافظة الليث وجهة سياحية ومناظر طبيعية خلابة
  • الليث.. مطل غُميقة وجهة مثالية للتنزه وسط الطبيعة الخلابة
  • “بيئة عسير” تقيم ورشة عمل لتأهيل الحواجز المائية الجبلية
  • بيئة عسير تيقيم ورشة عمل لتأهيل الحواجز المائية الجبلية
  • «ماسكد وندرلاند» تروي حكايات الطبيعة في «الشارقة القرائي للطفل»
  • سلسلة جبال حجهر… رمز الطبيعة والجمال في سقطرى
  • مصير طائرة طيران الهند التي بيعت العام الماضي بعد تلويحة الوداع.. فيديو
  • خبراء يستعرضون تأثير الذكاء الاصطناعي على الطبيعة البشرية