«أجمل ليالي».. تكريم استثنائي لأم كلثوم في باريس مع فرقة «غرام وانتقام»
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
تحتضن دار أوركسترا باريس الفيلهارمونية، يوم 30 يناير الجاري، عرضًا مميزًا بعنوان "أجمل ليالي"، يقدمه المؤلف الموسيقي ريس بيك وفرقة "غرام وانتقام"، في إطار إحياء الذكرى الخمسين لرحيل أيقونة الغناء العربي السيدة أم كلثوم.
يُشَكِّل هذا العرض تحية فنية تستعيد عبقرية أم كلثوم الموسيقية، حيث يمزج بين أشهر أغانيها وصورها السينمائية، ويتم تحديث التوزيعات الموسيقية برؤية حديثة تجمع بين العود والموسيقى الإلكترونية، مع استحضار مقاطع مرئية من أفلامها وحفلاتها، ويسعى العرض إلى نقل الجمهور في رحلة عبر الزمن، تعيد إحياء العصر الذهبي للموسيقى والسينما العربية.
تشتهر فرقة "غرام وانتقام" بدمج الموسيقى الإلكترونية مع التراث الموسيقي العربي، مستلهمة من نجوم مثل أسمهان، وصباح، وعبد الحليم حافظ، ووردة، بقيادة المؤلف الموسيقي ريس بيك، ونجحت الفرقة في تقديم تجربة فنية فريدة تجمع بين الماضي والحاضر.
يُعَد هذا العرض انطلاقة لجولة عالمية تمتد بين عامي 2025 و2026، يصاحبها إصدار ألبوم في خريف 2025، وستشهد دار أوركسترا باريس الفيلهارمونية، التي تتسع لـ3600 متفرج، هذا الحدث الثقافي العربي البارز، الذي يعد تجربة لا تُنسى لمحبي الفن والموسيقى.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أم كلثوم أسرة مسلسل أم كلثوم
إقرأ أيضاً:
يوم استثنائي في غزة
ربما لم يمر على قطاع غزة يوم في تاريخه الحديث أكثر جدارة بأن يذكر أكثر من هذا اليوم الأحد التاسع عشر من يناير 2025 مع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره، طوال أبشع حرب إبادة معروفة شنتها إسرائيل بلا رحمة ولا أخلاق على القطاع المنكوب، واستمرت 470 يوماً، وانتهت أخيراً بالمفاوضات وليس بقوة السلاح.
لا شك في أن الجريمة الإسرائيلية كبيرة ومروعة، لكن وقف العدوان في هذه المرحلة يستدعي الفرحة والأمل، رغم الآلام التي لا تطاق، وعشرات آلاف الضحايا الذين فارقوا إلى الأبد، والعائلات التي أبيدت من السجلات المدنية، والأعداد الهائلة من الأرامل والأيتام والمرضى والمصابين والجياع والمشردين، ناهيك عن التدمير الهائل الذي طال نحو ثلاثة أرباع قطاع غزة والتصفية الممنهجة للمؤسسات الاستشفائية والإنسانية والأممية.
كل هذه النتائج المريرة هي الإنجاز الوحيد الذي حققته إسرائيل في هذه الحرب، ولم تستطع أن تستعيد رهينة واحدة حية، ولكن من تبقى من أولئك الرهائن ها هم يبدأون العودة اليوم بعد جهود دبلوماسية مضنية ومناورات سياسية انتهجتها الحكومة الإسرائيلية خلال أكثر من 15 شهراً، وها هو الواقع، الذي لا مهرب منه، يفرض هذه الهدنة تمهيداً لإنهاء الحرب والبحث عن وسائل أخرى لخفض التصعيد واستعادة التهدئة، وصولاً إلى منح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
اليوم الأول للهدنة في غزة سيكون استثنائياً، وسيسمح للفلسطينيين بالتقاط الأنفاس، ويفترض أن يعيشوا للمرة الأولى منذ أشهر طويلة دون خوف من قصف مباغت أو غارة غادرة، ولا شك في أن الكثير منهم سيجد الوقت لاسترجاع الذكريات الأليمة والبحث عن بقايا الأهل والجيران والأصدقاء، ولا شك أيضاً في أن المجتمع الدولي سيكون أمام فرصة لتصحيح الأخطاء الجسيمة والتجاوزات غير المسبوقة التي شهدتها غزة، فبعد الآن يجب على هذا العدوان ألا يتكرر وألا تعيش البشرية هذه المآسي المروعة وتقف عاجزة عن وقفها، كما يجب محاسبة كل الذين سفكوا دماء عشرات الآلاف من الأبرياء ومحاسبتهم ومنع أي إفلات من العقاب.
وإذا كان هناك من درس بليغ لهذه الحرب العبثية، فإن القوة الغاشمة، مهما أجرمت، لن تحقق الأهداف، والدليل أن إسرائيل دمرت كل غزة تقريباً وعملت في أهلها قتلاً عشوائياً وتشريداً، ولم تستطع أن تستعيد أياً من رهائنها إلا بالمفاوضات مع الفصائل الفلسطينية، كما أن هذه الحرب لم تحقق لها الأمن الذي كانت تحلم به، بل على العكس، فإن هذه الحرب ألحقت بها خسائر لا تسترجع وعاراً لا يمحى، وعليها أن تسلك طرقاً أخرى للبقاء، وأولها الابتعاد عن لغة القوة ونوازع التطرف.
غزة تستقبل يوماً جديداً، وهي حاضرة في الوجدان الفلسطيني والعربي والإنساني، وستبقى أرضاً لأهلها ولن تمحى من الخريطة أو الوجود. وبدعم الأشقاء والخيرين في العالم سيتم رفع أنقاض العدوان الإسرائيلي ويبدأ إعمارها من جديد لتستعيد حياتها كما كانت أو أفضل، وتظل ركناً أساسياً في المشروع الوطني الفلسطيني وجزءاً أصيلاً في الدولة المستقلة المنشودة.