توزيع الأرزاق بين الناس، حكمة من الله جلَّ جلاله، ولو بسط الله الرزق، لحدثت كارثة بشرية كبيرة ، وهي البغي في الأرض، ولأن الله خبير بصير، جعل الرزق ينزل بقدر ، قال الله تعالى “وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ” ، وهذا يجعلنا نؤمن أن الأرزاق ينزلها الله بقدر ما يشاء، ويقسمها بين عباده فسبحان الله الرزاق.
ما نشاهده اليوم من مقارنات ومتابعة لأرزاق الناس والتدقيق عليها وتصويرها والتحسر الذي قد يصل إلى تجاهل كل خير لديك من أجل أن خير واحد فقط عند قريب أو جار لا يوجد لديك ، هو آفة كبيرة قضت على سعادة الفرد والجماعة والأسرة ، وسبَّبت طلاقا ومقاطعات ومشاكل مالها آخر ، وممّا أجّج من نار هذه الآفة، وسائل التواصل الإجتماعي، التي أصبحت منتشرة بشكل مخيف، ووصلت إلى كل يد ، ونافذة يطل من خلالها الجميع على أحوال الناس حتى الشخصية والسرية منها ، الإنفاق حسب السعة بدون إسراف، قاعدة رائعة. قال تعالى: “لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ”، يقابلها قاعدة أخرى جميلة لمن قدر عليه قلة الرزق، قال تعالى “وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا”.
الكثير من القضايا الإجتماعية ومنها آفة المقارنات ، تحتاج للكثير من تضافر الجهود وتوحيدها للوصول لنتائج إيجابية يجني ثمارها المجتمع ، من خلال منابر الجمعة والوسائل الإعلامية المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي ، وكلنا في خدمة الوطن.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
نور الإيمان.. تعريفه وأركانه وأثره في حياة المسلم
الإيمان هو النور الذي يضيء قلب الإنسان ويرشده إلى الحق والطريق المستقيم، وهو الرابط العميق بين العبد وربه، الإيمان ليس مجرد كلمات تقال أو شعارات ترفع، بل هو عقيدة راسخة في القلب تظهر آثارها على الجوارح والسلوك. فما هو الإيمان؟ وما أركانه؟ وكيف تنعكس أنواره على حياة المؤمن؟
ما هو الإيمان؟في اللغة، الإيمان يعني التصديق بالقلب. كل من يصدق بشيء بقلبه يُعتبر مؤمنًا به، لكن الإيمان قد يكون صحيحًا أو باطلًا. الإيمان الباطل هو التصديق بالعقائد الزائفة أو الشرائع الظالمة، كما قال تعالى:
"أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ" [النحل: 72].
أما الإيمان الحق، فهو التصديق بالغيب الذي أخبر به الله تعالى والتمسك بشرائعه العادلة التي جاء بها الأنبياء، كما وصف الله المؤمنين بقوله:
"الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" [البقرة: 3].
الإيمان عند علماء العقيدة هو تصديق القلب بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، مع إذعان القلب وقبوله. الأعمال الصالحة تزيد من الإيمان، وتركها ينقصه، لكنها ليست شرطًا لنقض أصل الإيمان.
قال العلماء: "الإيمان هو اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان".
الإقرار باللسان مطلوب لإظهار الإيمان في الدنيا، لكنه ليس شرطًا للإيمان عند الله. فمن صدق بقلبه ولم ينطق بلسانه، فهو مؤمن عند الله، لكن لا يعامل كذلك في الدنيا. أما المنافق الذي ينطق بلسانه دون تصديق قلبه، فهو العكس، كما قال الله تعالى:
"وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ" [الحجرات: 14].
الإيمان في الإسلام قائم على ستة أركان، جاءت في حديث جبريل عليه السلام عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال:
"أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره" [رواه مسلم].
الإيمان يُنير قلب المؤمن ويمنحه الطمأنينة والسكينة، فهو أساس السعادة في الدنيا والآخرة. ومن آثار الإيمان:
الاستقامة على الحق: الإيمان يوجه المؤمن للالتزام بشرع الله والابتعاد عن المعاصي.الصبر على البلاء: المؤمن يواجه المحن برضا وتسليم لأنه يعلم أن كل شيء بقدر الله.الطمأنينة والرضا: قال تعالى:"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" [الرعد: 28].نور الوجه والقلب: الإيمان ينعكس على وجه المؤمن فيكون مشرقًا بالنور والسكينة.
الإيمان هو النور الذي يهدي المؤمن في ظلمات الحياة، وهو أساس النجاة يوم القيامة، لذلك، يجب على كل مسلم أن يسعى لتعزيز إيمانه من خلال التعلم، العمل الصالح، والتقرب إلى الله بالطاعات، الإيمان ليس مجرد شعور داخلي، بل هو سلوك يظهر أثره في حياة المؤمن وأخلاقه.