الثورة نت:
2025-02-22@09:31:50 GMT

‏( عملية رجال الفجر الأمنية – حنكة آل مسعود )  -1-

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

 

تمضي سيارة هيلوكس بيضاء دفع رباعي مسرعة صعودا في طريق حلزوني فيما تظهر أنوار الصباح كلما تقدموا في الصعود، وبداخل السيارة رجلان تبدو من ملامحهما التوتر، من يقف خلف مقود السيارة يبدو رجلاً ثلاثينياً ذا لحية سوداء طويلة وجسداً نحيلاً للغاية، فيما الراكب بجواره على النقيض بجسد ممتلئ ولحية طويلة لبداية صدره مخضبة نهايتها بالحناء، يبدو في منتصف الأربعينيات من عمره .


كان الاثنان لا يتبادلان الحديث نهائياً ومع مرورهما من آخر نقطة عسكرية في نهاية عقبة لودر بمحافظة أبين ومض جهاز صغير أشبه بأجهزة الثريا بيد الرجل الراكب يرفع التلفون ليشاهد الرسالة القادمة وتنفرج أساريره وتظهر ابتسامة غامضة على وجهه ويلتفت السائق قائلا : لقد أتت الموافقة على العملية من الأمير سعيد، ليتهلل وجه السائق فرحاً ويصيح بصوت خافت :  الله أكبر قادمون يا بيضاء . .
*   *    *
بعد سقوط سوريا بيد الجماعات الإرهابية المسلحة بمساعدة مباشرة من أمريكا وتركيا وإسرائيل، عادت الجماعات الإرهابية المسلحة المنتشرة في الكثير من الدول للظهور وانتظار تلك الدول التي صنعتها للانطلاق من جديد في مشروعها الظلامي الذي عرفه العالم بمسمياته المختلفة ( القاعدة – داعش – النصرة وغيرها ) هو ذاته الشعور الذي مر على قيادات العناصر الإرهابية المسلحة في اليمن والمتوارية عن الأنظار محافظتي مارب وأبين .
عُرفت الجماعات الإرهابية المسلحة في اليمن بانها استنساخ لجبهة نصرة الشام الراديكالية المتشددة التي تميل للعنف المتوحش المسنودة بفكر سلفي متشدد ولكنها تتعامل مع الأحداث ببراغماتية وهذا ما جعلها تغير مسمياتها مراراً تماما كما جبهة نصرة الشام وقائدها الجولاني، فبعد وفاة زعيمهم خالد باطرفي في 10 مارس 2024م وتولي سعيد العولقي، أصبح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أقل نشاطاً يترقب الفرصة، فمن هو سعيد العولقي أمير ما يسمى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب:
* * *
ولد سعد العولقي في بلدة “الشعبة” بوادي يشبم التابع لمديرية الصعيد في محافظة شبوة (جنوباً) وينحدر من قبيلة العوالق الكبيرة وهي ذات القبيلة التي ينحدر منها الأب الروحي للقاعدة أنور العولقي المولود في أمريكا والذي قتل بطائرة أمريكية بلا طيار في عام 2011م.
ولم يُعرف تاريخ ميلاده بالتحديد، لكن المصادر قدّرت ثلاثة تواريخ هي: 1978 و1981 و1983م، مشيرة إلى أن طوله يبلغ 168 سم.
كان العولقي يشغل أمير محافظة شبوة في اليمن، إبان سيطرة التنظيم على أبين في الجنوب.
واستمر فيما تعرف بـ”ولاية شبوة” حتى 2014م عندما تمت ترقيته إلى مجلس الشورى، ثم تعيينه في منصب “العمليات” باعتباره أحد أبرز كوادر التنظيم.
كما كان عضوا في مجلس شورى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ويقال أنه قد نجا  من استهداف جوي لطائرات بلا طيار بمسقط رأسه في قرية الشعبة بمديرية الصعيد في شبوة في 3 مارس 2017م, قتل على إثر ذلك الاستهداف شقيقه.
والعولقي هو يمني الجنسية، وتشير تقارير إعلامية إلى أنه أحد الذين أعادهم زعيم تنظيم القاعدة الذي اغتالته أمريكا عام 2011م، أسامة بن لادن، من أفغانستان إلى اليمن.
* * *
كانت هنالك أكثر من 20 سيارة تحمل عناصر تكفيرية قادمة من أبين ومارب انطلقت على مسافات متقطعة، فقد بات حلم الحكم والسيطرة على اليمن يعاودهم بعد سنوات من التخفي والمواراة في مناطق مختلفة من اليمن والوجهة باتجاه منطقة قيقة في محافظة البيضاء وبالتحديد حنكة آل مسعود، حيث ستنطلق عمليتهم القادمة . .
* * *
همس بصوت منخفض للراكب: يا أمير حيزوم سيمر علينا وقت صلاة الفجر، ليتفاجأ بنظرة حادة من الراكب أخافته ليعود لمتابعة الطريق أمامه، يحدق السائق بعينيه وهو ينظر أمامه باتجاه الطريق وهو يحدث نفسه بأحلام الشهادة وحوريات الجنة، فيما يجلس بجواره حيزوم الخبزي مغمضاً عينيه ويفكر في أحلام السيطرة على المناطق والمخطط الذي جرى تجهيزه لهم في البيضاء.
فقد قضت التعليمات الخارجية الواصلة إليهم بأن تكون منطقة حنكة آل مسعود بالبيضاء مكانا لإطلاق العملية التي ستبدأ في الرابع من شهر رجب باستهداف دوريات أمن والتي ستتعامل مع الأمر بحزم وسيقومون بالاختباء وسط منازل المواطنين لكي يتم استهدافها، وبما من شأنه إثارة المواطنين ضد رجال الأمن ويبدأ الشغل الإعلامي المؤجج وفق أجندة استخباراتية محددة .
العملية سترافقها في نفس الوقت الكثير من العمليات الجوية ضد أهداف في محافظات عدة لإرباك الوضع الأمني والعسكري، ليتسنى للجماعات الإرهابية المسلحة كسب مزيد من الوقت والأهالي هنالك وهذه كانت نقطة غاية في الأهمية …
يتبع الجزء الثاني . . .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

روسيا تتجه إلى إنشاء قاعدة بحرية لها على ساحل البحر الأحمر

تتجه روسيا إلى المضي قدمًا في خطتها لإنشاء أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا على البحر الأحمر بعد سنوات من الانتظار، وهو ما قد يجعل موسكو مثل الولايات المتحدة والصين في المنطقة، اللواتي يمتلكن قواعد في جيبوتي.

وجاء في تقرير لموقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" أن البحر الأحمر يعد أحد الممرات المائية في العالم الذي يحظى بأهمية إستراتيجية؛ حيث يربط قناة السويس بالمحيط الهندي ويؤمن عبور حوالي 12 بالمئة من التجارة العالمية.

وفي شباط/ فبراير 2024، قام وزير الخارجية السوداني علي يوسف أحمد الشريف بزيارة إلى موسكو، حيث التقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، وعقب الاجتماع قال إن البلدين توصلا إلى "اتفاق كامل" بشأن القاعدة الروسية، وهو ما عزز مبادرة من شأنها أن تسمح بتمركز ما يصل إلى أربع سفن حربية ونحو 300 جندي هناك على مدى 25 عاما.

وأشار التقرير الذي ترجمع "عربي21" إلى أنه خلال الفترة الاستعمارية، تم رسم حدود السودان بشكل مصطنع دون مراعاة الاختلافات العرقية والدينية، مما أدى إلى حرب أهلية شبه دائمة لا تزال آثارها مستمرة إلى حدود الساعة. 

وفي سنة 2011، انقسمت البلاد إلى جزأين، حيث أجرى جنوب السودان استفتاءً وأعلن نفسه دولة مستقلة، وعليه، تتسم العلاقات بين الدولتين بالتوتر، وتصل أحيانًا إلى مواجهات مسلحة.


في الوقت نفسه، يشهد السودان حربًا أهلية شرسة في السنوات الأخيرة، ففي 15 نيسان/ أبريل 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة الخرطوم بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

وتعليقًا على الاتفاق بشأن القاعدة البحرية الروسية كتبت صحيفة "خبر7" التركية  أنه خلال الحرب الأهلية المستمرة في السودان، تحافظ روسيا على اتصالات وثيقة مع كل من الجيش والجماعات المسلحة الأخرى. 

وفي هذا السياق، تلتقي وفود روسية رفيعة المستوى مع مسؤولين سودانيين في بورتسودان وتحاول تعزيز التعاون العسكري مع المنطقة.

ويرى الخبراء أن الوجود الروسي في السودان أمر بالغ الأهمية بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بمستقبل القواعد الروسية في سوريا، معتبرين أن القاعدة العسكرية الجديدة في السودان ستمنح موسكو ميزة استراتيجية كبيرة في البحر الأحمر.

وفي مؤتمر صحفي مشترك، صرّح سيرغي لافروف بأن المحادثات ركّزت بشكل خاص على الحرب المستمرة في السودان بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع، مؤكدًا أن موسكو مهتمة بتطبيع الوضع في السودان وتلتزم بوقف الأعمال القتالية في أسرع وقت ممكن من خلال إطلاق حوار وطني ينبغي أن يشمل جميع القوى السياسية والإثنية والدينية في البلاد.

وأضاف لافروف أنه بعد استقرار الأوضاع في السودان، ستتهيأ الظروف لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث سيكون أحد الأولويات مساعدة السودان في استغلال موارده المعدنية، مقابل قيام روسيا بتزويد السودان بالأسلحة والمعدات العسكرية. بموجب الاتفاق، يجب ألا يتجاوز الحد الأقصى لعدد الأفراد العسكريين في القاعدة الروسية في بورتسودان 300 فرد، كما لن يُسمح بوجود أكثر من أربعة سفن روسية في الميناء في نفس الوقت.

وأشار موقع "يورآسيان تايمز" الهندي الكندي إلى أن روسيا تواصل توسيع وجودها العسكري في النقاط الإستراتيجية حول العالم، مما يمنحها إمكانية الوصول إلى طرق بحرية حيوية. كما أوضح الموقع أن القاعدة البحرية في السودان ستكون أول منشأة عسكرية بحرية دائمة لروسيا في إفريقيا، مما يجعلها تحظى بنفوذ مماثل للولايات المتحدة والصين في المنطقة.

ولفت موقع "يورآسيان تايمز" الانتباه إلى أن القاعدة البحرية على ساحل السودان من شأنها أيضاً أن تساعد روسيا على تعويض الخسارة المحتملة لقاعدة ميناء طرطوس في سوريا. في ظل عدم الاستقرار في سوريا والهجمات المنتظمة على البنية التحتية قد تصبح القاعدة السودانية جزءًا من إستراتيجية روسية واسعة النطاق لتوسيع نفوذها العسكري في أفريقيا. كما أن إنشاء مركز دائم للدعم اللوجستي في السودان سيمنح روسيا القدرة على الاستجابة السريعة للتغيرات في الوضع الإقليمي، بالإضافة إلى ضمان تنفيذ العمليات البحرية في المحيط الهندي.

وذكر الموقع أن المفاوضات حول إنشاء قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأحمر قائمة منذ سنة 2017، عندما اقترح الرئيس السوداني آنذاك عمر البشير على روسيا إقامة مركز للدعم اللوجستي للبحرية الروسية خلال زيارته إلى سوتشي. ومع ذلك، حالت الأحداث اللاحقة، بما في ذلك الانقلاب العسكري سنة 2019، دون تنفيذ المشروع.


وفي سنة 2020، تم التوصل إلى اتفاق يمنح روسيا الحق في نشر ما يصل إلى أربعة سفن حربية، بما في ذلك السفن النووية، في السودان لمدة 25 عامًا. وكان المشروع يهدف إلى إنشاء قاعدة ذات وظيفة دفاعية، تركز على دعم الاستقرار والسلام في المنطقة.

وأردف الموقع أن خطط موسكو واجهت تهديدًا جديدًا مع اندلاع الحرب الأهلية في السودان في نيسان/ أبريل 2023، بحيث عطل الصراع بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية خطط بناء القاعدة. ووفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن روسيا توفر حوالي 87 بالمئة من إجمالي واردات السودان من الأسلحة، مما يعكس الدور المحوري لموسكو في تقديم الدعم العسكري لهذا البلد.

ونقل الموقع عن المحلل السياسي السوداني عثمان ميرغني: "الجيش السوداني في أمسّ الحاجة إلى الأسلحة والذخيرة وقطع الغيار لطائراته الحربية المصنّعة في روسيا. تقديم قاعدة بحرية لروسيا مقابل ذلك هو الخيار الأفضل".

وفي محاولاتها لمنع تعزيز نفوذ روسيا في أفريقيا ومن أجل الفوز بالموارد الطبيعية التي يتمتع بها السودان، بما في ذلك مناجم الذهب، تسعى الولايات المتحدة بأي ثمن إلى منع إنشاء قاعدة بحرية روسية في ميناء بورتسودان. وفي سبيل ذلك، تحاول تحقيق هذا الهدف بأيدي أطراف أخرى.

وعليه، في 24 أيلول/ سبتمبر 2023، وفي مطار شانون الأيرلندي، جرى "اجتماع غير مقرر" بين فولوديمير زيلينسكي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان. وقد أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية هذه الرواية، مشيرة إلى أن خط المواجهة بين أوكرانيا وروسيا يمتد الآن إلى أفريقيا.


وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن مشاركة كييف في نزاع داخلي في دولة أخرى تنطوي على مخاطر سياسية كبيرة، خاصة في ظل تردد الغرب في تقديم دعم إضافي لأوكرانيا.

وفي ختام التقرير نوه الموقع بأن الوضع الجيوسياسي العالمي تغير بعد وصول ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، ومن غير المعروف كيفية رد فعل واشنطن على تصرفات كييف في إفريقيا خاصة في ظل وضوح طموحات الرئيس الأمريكي الحالي تجاه الدول الغنية بالموارد الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • وكالة: تنظيم القاعدة يشن أول هجوم على قوات “درع الوطن” جنوبي اليمن
  • بستار قبلي.. عين “الإصلاح” على “نفط شبوة” بعد مأرب 
  • النياش.. رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد معسكر القوات الخاصة ويشارك في التدريب – صور
  • بئر مسعود في الإسكندرية.. من مقبرة رومانية إلى تميمة حظ للسائحين
  • روسيا تتجه إلى إنشاء قاعدة بحرية لها على ساحل البحر الأحمر
  • الجيش اليمني يعلن إحباط أعنف عملية هجومية للحوثيين جنوب مأرب
  • شبوة.. اخماد حريق بأحد المنازل السكنية بمدينة عتق
  • كاتب صحفي: كلمة الرئيس السيسي في إسبانيا تكشف رؤية مصر الراسخة فيما يتعلق برفض تهجير الفلسطينيين
  • مسعود بارزاني: ما حصل في كركوك ممارسات تعكس العقلية الشوفينية
  • سعود بن صقر يطلع على استراتيجية “إي آند الإمارات”