شمسان بوست / بسام البان:

في منتصف القرن العشرين، بدأت الدول العربية تتطلع إلى تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، أملًا في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية وتعزيز قدراتها الذاتية.

مع حصول معظم الدول العربية على استقلالها خلال السبعينيات، ظهرت مبادرات عديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي، كانت دولة الكويت من أبرزها، حيث لعبت دورًا رياديًا في دعم الدول الشقيقة بمشاريع تنموية واستثمارية.



كان اليمن أحد المستفيدين البارزين من الدعم الكويتي، سواء عبر مشاريع تنموية أو استثمارات مشتركة.

ومن أبرز هذه الاستثمارات، تأسيس بنك اليمن والكويت للتجارة والاستثمار عام 1977، وهو مبادرة اقتصادية مشتركة جمعت رؤوس أموال يمنية وكويتية، لتكون نموذجًا ناجحًا للتعاون العربي القائم على المصالح المتبادلة.

مثل هذا البنك امتدادًا لرؤية كويتية طموحة لاستثمار المدخرات في مشاريع عربية، بدلًا من توجيهها إلى الأسواق الغربية. تأسيس البنك جاء في سياق تعاون استثماري إقليمي، شمل مشاريع مشابهة مثل “بنك البحرين والكويت” و”البنك الأردني الكويتي”.

منذ انطلاقه، ساهم بنك اليمن والكويت في دعم الاستثمارات داخل اليمن. كانت الرؤية عند تأسيسه تهدف إلى جذب رؤوس الأموال العربية والأجنبية، وتقديم تسهيلات مالية تدعم المشاريع التنموية.

استُخدم البنك كأداة لتعزيز العلاقات الاقتصادية، كما أنه لعب دورًا حيويًا في الترويج لفرص الاستثمار داخل اليمن، خاصة بعد صدور قانون تشجيع الاستثمار عام 1975.

أصبح البنك منصة رئيسية لتوجيه الاستثمارات الكويتية في اليمن، حيث عمل على إدارة المشاريع المشتركة، مثل الشركة اليمنية الكويتية للتنمية العقارية والشركة العربية للفنادق. كما ناقشت الأطراف حينها مشاريع طموحة مثل إنشاء شركات للنسيج وصناعة السيارات والمعدات الزراعية.

بدأ البنك بمقر متواضع ورأس مال قدره 50 مليون ريال، لكنه شهد تطورًا ملحوظًا على مدى العقود التالية. بحلول نهاية عام 2023، بلغ رأسماله 19 مليار ريال، مع أصول تجاوزت 268 مليار ريال. توسع البنك جغرافيًا ليغطي معظم مناطق اليمن، وقدم خدمات حديثة ومتطورة، معتمدًا على فريق عمل يضم أكثر من ألف موظف مؤهل

يُعتبر بنك اليمن والكويت أحد أبرز الأمثلة على نجاح التعاون الاقتصادي العربي. جمع بين الخبرة الكويتية والإمكانات اليمنية ليخلق مؤسسة مالية رائدة ساهمت في تطوير القطاع المصرفي اليمني وتعزيز الروابط الاقتصادية بين الدولتين.

في 17 يناير 2025، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على بنك اليمن والكويت، متهمةً إياه بدعم جماعة الحوثيين ماليًا من خلال غسل الأموال وتحويلها إلى حلفاء مثل حزب الله.

تشمل العقوبات تجميد أصول البنك في الولايات المتحدة ومنع الأمريكيين من التعامل معه، مع فرض عقوبات محتملة على من يشارك في معاملات معينة معه.

ردًا على ذلك، نفى البنك هذه الاتهامات، مؤكدًا أن العقوبات ستؤثر فقط على عملياته الدولية دون تأثير على خدماته المحلية.

وأشار إلى أن توقيت ودوافع القرار لها خلفية سياسية متعلقة بالتصعيد الجاري بين الولايات المتحدة والحوثيين، وليس نتيجة لمخالفة القواعد والأعراف المصرفية الدولية. كما أكد البنك سعيه لإلغاء قرار الإدراج عبر القنوات الرسمية والقانونية.

ويبقى البنك شاهدًا حيًا على قوة التكامل العربي وقدرته على تحقيق التنمية المشتركة، مما يجعله نموذجًا ملهمًا لنجاحات أخرى محتملة في العالم العربي.

تجدر الإشارة إلى أن بنك اليمن والكويت يُعد من أكبر البنوك التجارية في اليمن، ويواصل تقديم خدماته المصرفية لعملائه، مع التزامه بالقوانين واللوائح المصرفية المحلية والدولية.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: بنک الیمن والکویت

إقرأ أيضاً:

بين فشل أمريكا المُدوِّي وصمود اليمن.. قصة الضمير العربي الوحيد المدافع عن فلسطين

يمانيون../
في عالمٍ يقدِّس القوة المادية، يخرج اليمن من تحت أنقاض الحصار ليرسم بقوة إرادته درسًا جديدًا: “الأسلحة لا تصنع النصر، بل الإيمان يصنع المعجزات”. هذا التقرير ليس مجرد سردٍ لأحداث، بل كشفٌ لصراعٍ بين قوة السلاح وقوة الإيمان والإرادة، حيثُ يُعلِّم الشعب اليمني العالم أن “الاستسلام خيارٌ للجبناء”.

اليمن، البلد الأكثر فقرًا في المنطقة العربية، يُثبت أن الهزيمة لا تُقاس بموازين القوى العسكرية، بل بصلابة الإرادة. فبينما تنفق أمريكا مليارات الدولارات على حاملات الطائرات والصواريخ المتطورة، يرد اليمن بصواريخ نوعية محلية الصنع تصل إلى عمق كيان العدوّ الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وتُغلق موانئه، وتُربك أعتى الجيوش. هذا ليس انتصارًا عسكريًّا فقط، بل تحركًا أخلاقيًا يُعيد الكرامةَ إلى واجهة عالمٍ يمجّد القوة العمياء.

اعترافات أمريكية.. صرخاتٌ من داخل الجرح

1- “لا يمكنكم إعادتهم إلى العصر الحجري”
وصف عقيد أمريكي متقاعد واقع الحرب العدوانية على اليمن، مُعترفًا بعجز بلاده عن كسر شوكة الشعب اليمني رغم سنوات القصف: “سيبقون هناك ما دامت الأرض والسماء قائمتين… هم يقفون بقوة أمامكم، فلا تتعبوا أنفسكم”.
هذه الكلمات ليست مجرد اعترافٍ بالهزيمة، بل ناقوس خطر يُدق في واشنطن: الحرب على اليمن لم تُنتج سوى مزيدٍ من الصمود. فبعد 10 سنوات من العدوان السعوديّ الإماراتي المدعوم أمريكيًّا، و5 أسابيع من الحملة العسكرية المكثفة لإدارة ترامب، يخرج اليمن أقوى مما كان. التصريح يكشف حقيقةً مريرة: “القصف لا يُنتج إلا المزيد من المقاومة”، وهو درسٌ تعلمته أمريكا في فيتنام وأفغانستان، لكنها تُصر على تكرار الأخطاء.

2- اليمن.. الرد العربي الوحيد على جرائم العدوّ الإسرائيلي

كشف مسؤول الخزانة الأمريكية السابق الحقيقة المُرة بقوله: “الحوثيون يردُّون على ما يفعله الإسرائيليون بالفلسطينيين… لو لم تكن إسرائيل تفعل ما تفعله، لما تحرَّك الحوثيون. هذا هو الرد العربي الوحيد على الإبادة الجماعية الإسرائيلية في فلسطين… باقي العرب كأنهم مع إسرائيل”.
هذا التصريح يُجسِّد المفارقة الأخلاقية: شعبٌ مُحاصر يتحرَّك لنجدة إخوانه، بينما الأنظمة العربية تُزيِّن الصمت بالخطب، فبينما تُعلن دول عربية كبرى “التطبيع” مع كيان العدوّ المحتل، يرفض اليمن الانصياع، ويُحوِّل أزمته إلى قضية إنسانية عالمية. هنا يظهر التحرك الجهادي اليمني ليس فقط كتحرك عسكري، بل كـضمير حي للأمة العربية المُنهكة.

3- محارب أمريكي قديم: “شعب اليمن أفضل البشرية”
في كلماتٍ نادرة من جندي أمريكي يصف واقعًا ترفضه الإدارة الأمريكية، يقول فيها: “ميناء حيفا مغلقٌ ومفلس! لماذا؟ لأن شعب اليمن حفظه الله (أنصار الله) واجهوا ليس فقط إسرائيل، بل الإمبراطورية الأمريكية بأكملها… هؤلاء اليمنيون هم أفضل البشرية”، مضيفًا: “إسرائيل تحرق الفلسطينيين بفضل أموال دافعي الضرائب الأمريكيين”.
هنا يتجلَّى الضمير الإنساني الذي يرفض أن يكون أداةً للاحتلال، حتى لو خرج من قلب العدوّ نفسه، التصريح يُظهر تناقضًا صارخًا في السياسة الأمريكية: دعم العدوّ الإسرائيلي بلا قيود، بينما تُدان أية محاولة عربية للدفاع عن النفس ودعم المقاومة الفلسطينية. اليمن أصبح مرآةً تُعري ازدواجية المعايير الغربية.

“إسرائيل” تُطلق صفارات الإنذار
1- وزير الحرب السابق: “الحوثيون تهديد وجودي”
عندما يعترف وزير الحرب الإسرائيلي السابق بأن ما أسماهم “الحوثيين” “تهديد خطير لنا، وأمريكا ستفشل في حربها عليهم”، فهذا يعني أن صواريخ اليمن وصلت إلى عمق الكيان النفسي قبل العسكري. فـ”التهديد الوجودي” ليس مجرد خسارة معركة، بل انهيار أسطورة الأمن الإسرائيلي التي بُنيت على عقود من التفوق التكنولوجي.

2- خبير “إسرائيلي”: “أمريكا فشلت كما فشل السعوديون”

بعد 8 سنوات من العدوان السعوديّ الإماراتي المدعوم أمريكيًّا، و5 أسابيع من الحملة العدوانية الأمريكية الجديدة، يصرخ خبير إسرائيلي: “على الرغم من الهجمات التي نشهدها… القدرات الصاروخية اليمنية سليمة… التحالف السعودي فشل، والأمريكي فشل”.
هذا الإعلان يُثبت أن المال والسلاح لا يشتريان الإرادة، وأن “الإيمان وقوة الإرادة” اليمنية أقوى من كلّ الترسانات.

الإعلام الغربي.. شاهدٌ على الزيف الأمريكي
1- سي إن إن: “الحوثيون يتحدون أمريكا”
في تقاريرها المُتكررة، تُقرُّ الشبكة: “رغم الحملة الجوية الأمريكية، كبار قادة الحوثيين على قيد الحياة، ومواقع صواريخهم نشطة… هجماتهم على إسرائيل والسفن الأمريكية لم تتوقف”.
هذه التقارير ليست “دعاية حوثية”، بل شهادة محايدة تُدين فشل الحملات الغربية. فبعد أكثر من 1200 غارة جوية أمريكية وقصف بحري خلال أسابيع قليلة، لم تُحقق واشنطن أي تقدم ملموس.
2- نيويورك تايمز: “الغارات الأمريكية تقوّي الحوثيين”
بعد إنفاق أكثر من مليار دولار خلال شهر، تقول الصحيفة: “حتى الآن، لا يبدو أن الحملة الأمريكية في اليمن قد ردعت الحوثيين… الباحثون يحذرون: الغارات الأمريكية قد تخدمهم بدلًا من ردعهم”.

خبراء غربيون: “اليمن قوة لا تُقهَر”
1- خبير من واشنطن: “الحوثيون أقوياء للغاية”
جورجيو كافييرو، مدير معهد دراسات الخليج، يلخص فشل ترامب: “إدارته على خطى سابقتها والسعودية في الفشل… هجمات الحوثيين مميتة ولم تتوقف، وهم أقوياء للغاية وقوة لا يُستهان بها، ولديهم قدرات مميزة استراتيجية تكيفية، وصمودهم استثنائي”.
هذا التحليل لا ينفي قوة الشعب اليمني فحسب، بل يؤكد أن الاستراتيجية اليمنية قائمة على فهم عميق لضعف الخصم: اعتماد أمريكا على التكنولوجيا باهظة الثمن، بينما تعتمد القوات المسلحة اليمنية على “حرب الاستنزاف” الأقل كلفةً والأكثر فاعلية.
2- فورين بوليسي: “البحرية الأمريكية تفقد هيبتها”
كشفت المجلة عن تداعيات كارثية: “الحوثيون يُقوِّضون هيبة البحرية… خبير بحري: لو سُئلنا لماذا نحتاج قوات بحرية؟ لن نجد جوابًا”.
هذا الاعتراف يُجسِّد مأزقًا استراتيجيًّا لواشنطن: كيف تُهدر مليارات الدولارات في حربٍ لا تُحسَم؟ فالقدرات البحرية الأمريكية التي هيمنت على المحيطات لعقود، تُهدر في مواجهة صواريخ وطائرات يمنية محلية الصنع.

البنتاغون.. صمت العاجزين
1- فورين بوليسي: “غياب الشفافية فضحية”
في تحليلٍ لاذع، تُعلن المجلة: “لا مؤتمرات صحفية حول الحرب… فقط فيديوهات دعائية من على متن حاملات الطائرات”.
هذا الصمت ليس “تكتيكًا عسكريًّا”، بل هروبًا من الإجابة على سؤالٍ واحد: متى ستعترفون بالهزيمة؟ فالبنتاغون، الذي اعتاد التباهي بانتصاراته الوهمية، يختبئ اليوم خلف شاشات الدعاية، بينما الشعب اليمني يُسيطر على السردية الإعلامية بصواريخه وقدرته على التحمل.

دروس من تحت الأنقاض
اليمن لم يُهزم رغم:
– 8 سنوات عدوان + سنة ونصف.
– مليارات الدولارات الأمريكية.
– حصارٍ خانقٍ.
لكنَّه خرجَ بقانونٍ جديد: “الشعوب التي تتحرك وتموت من أجل الحق والحرية، لا تُدفَن أبدًا”.
السؤال الذي يُرعب واشنطن و “تل أبيب”: ماذا لو اتَّبعت كلّ الشعوب العربية نهج اليمن؟ التاريخ يُعلّمنا أن المقاومة تُعدي، وأن شعوبًا كثيرةً قد تستيقظ من سباتها لتُحاكي النموذج اليمني.
أمريكا و”إسرائيل” تعيشان اليوم في كابوسٍ اسمه “مقاومة المؤمنين المستضعفين”، حيثُ تُصبح الترسانات العسكرية عبئًا، والإيمان والإرادة سلاحًا لا يُقهر. اليمن يكتب فصلًا جديدًا في سفر النضال الإنساني: “لا غالب إلا قوة الإيمان والإرادة”.

أحمد الهادي-المسيرة

مقالات مشابهة

  • العقار الاقتصادي والبكالوريا المهنية.. مشاريع هامة على طاولة الحكومة
  • دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
  • البنك العربي الأفريقي الدولي يخفض أسعار الفائدة على حسابات التوفير
  • «الغرف العربية»: العالم العربي سيصبح الشريك التجاري الأول للصين
  • اتحاد الغرف العربية: 400 مليار دولار حجم التبادل التجاري العربي - الصيني في 2024
  • بين فشل أمريكا المُدوِّي وصمود اليمن.. قصة الضمير العربي الوحيد المدافع عن فلسطين
  • محافظ حلب يناقش مع رجال أعمال عرب وأتراك دعم مشاريع إعادة ‏الإعمار ‏وتسريع التعافي الاقتصادي
  • الرئيس العليمي مخاطبا سفراء الاتحاد الأوروبي: لا نجاح لأي مقاربة سياسية تحقيق الاستقرار الشامل إلا بإنهاء النفوذ الإيراني من اليمن
  • العليمي لسفراء الإتحاد الأوروبي.. نجاح أي مقاربة سياسية مرهون بإنهاء نفوذ إيران في اليمن
  • 7مايو توزيع جوائز الإبداع في خدمة العربية بالبرلمان العربي