البوابة نيوز:
2025-02-23@01:27:10 GMT

نافذة سوداء

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"حسن الظن" ركيزة أساسية لبناء العلاقات الصحية وتحقيق التلاحم بين الأفراد. إلا أن مقابل هذا المفهوم السامي، يقف "سوء الظن" كعقبة قاتمة تُظلم بها العلاقات، وتتشوّه بها الصور، وتهدم بها الروابط.. سيئو الظن هم أولئك الذين يرون العالم من نافذة سوداء قاتمة، يفترضون الأسوأ، ويتوقعون الشر حتى في أسمى النوايا.

إن سوء الظن غالبًا ما ينشأ من تجارب سابقة قاسية أو خيبات أمل متكررة، إذ يتحول الألم الداخلي إلى درع حماية ظاهري يُبنى على الشك والارتياب.. ولكن هل يبرر الألم الشخصي إيذاء الآخرين؟ وهل يمكن اعتبار سوء الظن وسيلة للنجاة أم أداة للهدم؟

سيئو الظن يعيشون في حالة من الصراع الداخلي المستمر؛ فهم يشعرون بأن العالم يتآمر ضدهم، وأن الآخرين يخفون أجندات خفية. هذا الشعور يخلق جدرانًا لا تُرى، لكنها تحول بينهم وبين الآخرين، مما يجعلهم أسرى داخل دائرة مفرغة من العزلة والخوف.

سوء الظن يعصف بالثقة، تلك العملة النفسية الثمينة التي ترتكز عليها العلاقات. فعندما تُزرع بذور الشك، تبدأ العلاقات بالتآكل تدريجيًا، إذ يصبح كل تصرف بريء محل ريبة وكل كلمة طيبة موضع تساؤل. يعيش سيئو الظن حالة من التوتر الدائم. فهم يستهلكون طاقتهم في التفكير في "المؤامرات" التي تحاك ضدهم. ومع الوقت، تتحول هذه الأفكار إلى أعباء نفسية تُثقل كاهلهم، وتجعلهم عرضة للقلق المزمن والاكتئاب.

في العمل، يمكن أن يكون سوء الظن فيروسًا معديًا يقتل روح الفريق ويعوق الإنتاجية. فالتشكيك في نوايا الزملاء أو القادة يخلق أجواء سلبية تعيق التعاون وتدمر الحوافز.

ولكن كيف يمكن مواجهة سوء الظن؟ الخطوة الأولى نحو التغلب على سوء الظن تكمن في إدراك الشخص بأنه يُفرط في الشك. من المهم أن يسأل نفسه: هل هذا الشك مبرر؟ وهل لديّ أدلة كافية تدعمه؟ الوعي بهذه الأسئلة يُعد بداية الطريق نحو التخلص من هذه العادة السلبية.

الحوار هو المفتاح لفهم الآخر. عندما تُبنى الجسور بين الأشخاص من خلال النقاش الصادق، تتضاءل فرص سوء الظن. فالوضوح يزيل الغموض، والغموض هو بيئة خصبة لنمو الظنون.

والإسلام يحث على حسن الظن بالناس. قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" (الحجرات: 12). فالقيم الدينية تُعد مرجعًا أساسيًا يعيد للإنسان توازنه ويُرشده إلى التفكير الإيجابي.

في كثير من الأحيان، ينبع سوء الظن من شعور داخلي بعدم الكفاية أو الخوف من الاستغلال. لذا فإن بناء الثقة بالنفس يساعد في كسر هذه الحلقة المفرغة، لأن الشخص الواثق لا يخشى النوايا الخفية. فالبيئات التي يغلب عليها التشكيك والنميمة تعد أرضًا خصبة لنمو سوء الظن، لذا من الأفضل للمرء أن يحيط نفسه بأشخاص إيجابيين يدعمون ثقافة الاحترام والتفاهم.

رُوي أن أحد الخلفاء طلب من أحد وزرائه رأيه في مسألة شائكة. فقال الوزير: "أرى في المسألة وجهين: أحدهما خير، والآخر قد يكون سوءًا". فرد الخليفة: "إنه لأهون علي أن أعيش على وجه الخير من أن أحيا في ظلال الشر".. هذه القصة تُبرز لنا درسًا مهمًا؛ أن حسن الظن ليس غباءً أو سذاجة، بل هو قوة تُضفي على حياتنا طمأنينة وتمنحنا مساحة لفهم الآخر.

سيئو الظن يثقلون كاهلهم بظلال داكنة، ويجعلون من حياتهم وحياة من حولهم ساحة دائمة للصراعات النفسية. ولكن الأمل يكمن في أن الإنسان قادر على التغيير. فمع قليل من الوعي والإصرار، يمكن لكل فرد أن يتحرر من قيود سوء الظن، ليعيش حياة مليئة بالسلام الداخلي، وينعم بعلاقات أكثر صدقًا ودفئًا.

إن طريق حسن الظن قد يبدو شاقًا في بدايته، لكنه طريق النور الذي يفتح أمامنا آفاق الأمل، ويعيد لنا إنسانيتنا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سوء الظن حسن الظن سوء الظن

إقرأ أيضاً:

سقطت من نافذة الشقة .. التفاصيل الكاملة لمصرع مصرية في الأردن

أثارت قضية مقتل سيدة مصرية تدعي آية عادل في العاصمة الأردنية عمان  في الـ 14 من الشهر الجاري جدلا واسعا في أوساط المصريين.

ونرصد في التقرير التالي قصة مقتلة أبنة الثلاثين عاما .


بدأت القصة في يوم الجمعة ١٤ فبراير الماضي، وتحديدا في تمام الساعة ١:٥٩ ظهراً، حيث فقدت آية عادل حياتها في ظروف مأساوية إثر سقوطها من الطابق السابع لمسكنها في الأردن والذي كانت تعيش فيه مع زوجها بعد وفاة والدها ومرض والدتها المزمن.

ويُشير تقرير الطب الشرعي  إلى إصابة “ آيه ”  جرح قطعي في الجبهة مع كسر في الجمجمة ونزيف شديد وتعرض الفخذ الأيسر والساق لضرب عنيف باستخدام آله راده مثل العصا الحديدية وذلك قبل سقوطها من شرفة منزلها والكائن في الدور السابع بالعاصمة الأردنية عمان .

وأفادت التقارير الصحفية الي ان جيران المجني عليها شهدوا  بوقائع تعذيب سابقة مما أدى إلى احتجاز الزوج المتهم على ذمة هذه التهم، 

كما اشارت عائلة الضحية وجيرانها وصديقاتها، أن آية قامت مؤخراً بمحاولة للنجاة من هذه العلاقة حيث بحثت عن فرصة عمل، واشتركت في عدة أنشطة فنية، واستأجرت منزلاً آخر، كما أن وقت الحادث كانت آية تعد الطعام لأطفالها، وهو ما ينفي جملة وتفصيلا فكرة الإنتحار الذي سعي الزوج الي ترويجه.


ويُشار الي ان القضية سُجلت  برقم ٢٠٢٥/٥٣٧م في إدارة البحث الجنائي في الأردن ، وتتعرض والدة آية لتهديدات من المتهم بإيذاء أحفادها في حال استمرار سعيها للمطالبة بتحقيق العدالة لـ آية. 

مقالات مشابهة

  • متحف الإثنوغرافيا في كابل.. نافذة على التنوع الثقافي في أفغانستان
  • بطعنة نافذة في الصدر.. حبس المتهم بقتل سايس جراج بالوراق
  • ريم عبدالله بإطلالة سوداء في كأس السعودية.. صور
  • سقطت من نافذة الشقة .. التفاصيل الكاملة لمصرع مصرية في الأردن
  • المهرجانات المحلية.. نافذة على التراث ورافد للتنمية
  • الصين: نافذة للسلام تفتح في أوكرانيا
  • بكين تقول إن "نافذة للسلام" تُفتح في أوكرانيا
  • ما هو يوم الشك ولماذا حرم فقهاء صيامه؟ لا تصُمْه إلا في 3 حالات
  • مصر.. أب يسكب البنزين على ابنته ويشعل النار بجسدها بسبب الشك
  • بعد صدور القرار الظنّي بحقّه.. دكتور فود يُناشد رئيسيّ الجمهوريّة والحكومة: أنا بخاف الله