تتمتع الكلمات بقوة خاصة بها: فهي تُفرح و تُحزن وتمدّ بالأمل واليأس. و لذلك الكلمات لها وقع ذو أثر قوي على النفس، و لربما بسبب كلمات يرددها الفرد في نفسه، يتأخر عن الوصول إلى مبتغاه وأهدافه بالرغم من قصرها، إلا أنً لها مفعولا قويا في التحطيم و التأخير ألا وهو: ” ماذا لو ؟ “
وحينما يقرر الفرد خوض تجربة جديدة على جميع الأصعدة، قد يفكر قبل القيام بأخذ أي خطوة في التجربة الجديدة بماذا لو لم أنجح ؟ ماذا لو فشلت ؟ ماذا لو أن هذا الطريق ليس طريقى؟ و بسبب ماذا لو ، يتراجع عن تحقيق الحلم، وليس هذا فحسب بل يمتد التراجع إلى أن يصبح تراجعًا نفسياً ولذلك على الفرد من أنً يتصف بالشجاعة حتى يستبدل “ماذا لو” إلى” حتى لو “.
حتى لو شعرنا باليأس والتشاؤم بل حتى لو فشلنا بشكل حقيقي، فهذا لا يعني أن نتنازل عن الاهداف والأحلام بل يجب أن نستمر في السعي لتحقيقها، وأن نثق في قدراتنا. و يجب أن نعلم ان كل شخص واجه الفشل في حياته، لكن القليل منهم من استسلم و منهم من استمر في الكفاح، وواصل السعي لتحقيق أهدافه حتى تحققت رؤاه.
وقد يتزايد الشعور بالعجز والضعف و يتحول إلى لوم ذات شديد بسبب التنازل عن كل ما يحقق للفرد ذاته، و لذلك يجب أن يستمر الفرد في السعي، كما أن العجز والضعف ليسا عائقاً أمام النجاح بل هي فرص لتعلم وتحسين الذات ومن خلال التفكير الإيجابي الذي يدعم دفع الذات قدماً.
كما أنه يجب أن نذكر أن الاستمرارية في دفع الذات قدماً، هو المفتاح الحقيقي للنجاح. يجب أن نستمر في المحاولة والمحاربة لتحقيق أهدافنا، وأن نثق في قدراتنا، ونعي أن الفشل ليس نهاية رحلتنا، بل هو بداية لرحلة جديدة بطرق مبتكرة، وفرصة لتعلم الدروس والإفادة من الخبرات.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: ماذا لو یجب أن حتى لو
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: الخلافة وسيلة لتحقيق مقاصد الحكم
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الخلافة الإسلامية من القضايا التي تثار بين الحين والآخر، مشيرًا إلى أن بعض الاتجاهات في الفكر الإسلامي المعاصر تعتبرها نظامًا دينيًّا تعبديًّا لا يجوز للمسلمين العيش إلا تحت ظله، بينما يؤكد الاتجاه الفقهي والتاريخي، المدعوم بالنصوص والمقاصد الشرعية، أن الخلافة ليست غاية في ذاتها، بل وسيلة لتحقيق الحكم الرشيد، وهو ما يمكن تحقيقه اليوم بوسائل متعددة.
جاء ذلك خلال حديثه الرمضاني، حيث تناول قضية الخلافة الإسلامية بين البُعد الديني والتاريخي، موضحًا أن الدولة الوطنية الحديثة يمكن أن تكون امتدادًا مشروعًا لأنظمة الحكم الإسلامية، ما دامت قائمة على مبادئ العدل والمصلحة العامة.
أوضح مفتي الجمهورية أن الخلافة الإسلامية نشأت في سياقها التاريخي كنظام سياسي، ولم يكن هناك نظام خلافة محدد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كان هو القائد السياسي والديني للأمة، ولم يوصِ بطريقة معينة للحكم بعد وفاته، بل ترك الأمر لاجتهاد الأمة وَفْقَ المصلحة العامة.
ويؤكد ذلك اختيار الخلفاء الراشدين، حيث اجتمع الصحابة بعد وفاة النبي لاختيار قائد للأمة، فتمت بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه عبر الشورى والتوافق، دون وجود نص قرآني أو حديث نبوي يفرض شكلًا معينًا للحكم. ثم جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه باختيار من أبي بكر، في حين تم انتخاب عثمان بن عفان رضي الله عنه من خلال مجلس الشورى، وتمت مبايعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ظروف استثنائية بعد مقتل عثمان.
وأكد أن هذه النماذج تدل على أن إدارة شؤون المسلمين لم تكن أمرًا تعبديًّا محددًا، بل وسيلة سياسية متغيرة وَفْقَ ما يحقق المصلحة العامة، وهو ما يفسر تطور مفهوم الخلافة عبر العصور، من الحكم الراشد إلى الملك العضوض، حيث انتقلت الخلافة إلى نظام الوراثة في العهدين الأموي والعباسي، ومع ذلك تعامل معها الفقهاء باعتبارها شرعية ما دامت حافظت على مقاصد الحكم الإسلامي، مثل حفظ الأمن وإقامة العدل ورعاية شؤون الأمة.
وأوضح أنه لا توجد نصوص قطعية في القرآن الكريم أو السنة النبوية توجب شكلًا محددًا للحكم، حيث وضع الإسلام مبادئ الحكم الرشيد وليس نموذجًا سياسيًّا جامدًا، مستشهدًا بقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} (النساء: 58).
كما أشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبيِّن مبدأ المسؤولية في الحكم، حيث قال: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ وهو مسؤول عن رعيته".
وأوضح أن المطلوب في أي نظام حكم هو تحقيق العدل، وصيانة الحقوق، ورعاية مصالح الناس، وليس مجرد التمسك بشكل تاريخي محدد للحكم.
أكد مفتي الجمهورية أن الدولة الوطنية الحديثة يمكن أن تكون امتدادًا مشروعًا لمقاصد الحكم الإسلامي، ما دام أنها تحقق مقومات الحكم الرشيد وتحفظ مصالح العباد والبلاد. كما شدد على أن التعاون بين الدول لتحقيق المصالح المشتركة لا يتعارض مع مبادئ الإسلام، فالمهم هو تحقيق مقاصد الشريعة وليس التمسك بتسمية معينة مثل "الخلافة".
وختم حديثه بالتأكيد على أن الإسلام لم يفرض شكلًا معينًا للحكم، وإنما وضع الأسس والمبادئ التي تضمن تحقيق العدالة والمصلحة العامة، مشيرًا إلى أنَّ الجمود على نموذج تاريخي معين دون مراعاة التطور المجتمعي يعد خطأً في الفهم.