متى تختفي ظاهرة اختلاف تفسير النظام من موظف إلى آخر
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
تقوم الدولة بجهود جبارة لتسهيل جميع الإجراءات الحكومية، وتحويل جميع المعاملات الى معاملات إكترونية تتم عن بعد. بل أن المملكة من أفضل الدول تطورا وتقدما في هذا المجال.
فنحن نصدر أغلب إن لم يكن جميع الوثائق الحكومية ونحن في منازلنا دون أي مجهود وفي وقت قياسي.
أذكر من ٢٥ عاما عندما ذهبت إلى الأحوال لإحدى المعاملات، و طلب مني تصوير بعض المستندات، و عندما ذهبت في اليوم التالي، وكان دوري عند موظف آخر، أفادني بانه يجب أن أحضر مستندات اخرى.
والحقيقه اني زرت الأحوال بعد ذلك، ووجدت انهم و ضعوا مكتب استعلامات في مدخل المبنى لمراجعة جميع الملفات للتأكد من انها مكتملة، و للإجابة على أسئلة المراجعين والتسهيل عليهم و توفير الوقت. والآن أصبح كل شئ إلكتروني، بحيث تتم العمليه اون لاين، وتصلك الوثيقة المطلوبة وأنت في منزلك.
كنت أظن أن مثل هذه المعوقات اختفت ولكن يبدو أنها مستمرة.
ولقد حكي أحد الاصدقاء معاناته عند زيارة أحد الجهات لانهاء معاملة تتعلق بتعويض أرض لوالده المتوفي. وبعد عدة زيارات في كل مرة، يطلب منه موظف احضار مستند جديد و التصديق عليه، ثم أخبره موظف آخر بأن المعاملة مكتملة، ولكنه يحتاج إلى أن يرسل للأحوال المدنية لكي يتأكد من رقم أحوال المتوفي و ذلك لعدم وضوحة في صك الأرض، وأن ذلك سوف يستغرق أكثر من أسبوع. و عند المراجعه بعد المدة المحددة.
جاء دوره عند موظف آخر والذي أخبره أن الرد قد وصل و تم التأكد من رقم بطاقة الأحوال. إلا أنه فاجأه بأنه سوف يرسل طلبا آخر للأحوال حول ما إذا كان هناك تشابه أسماء بين المتوفي وأي شخص آخر. و عليه مراجعتهم بعد أسبوع،
و هنا سأل صديقي الموظف: لماذا لم ترسل جميع الاستفسارات للأحوال في معامله واحدة؟
ويبدو أن المشكلة في كيفية تفسير الموظفين للنظام واختلافهم فيما بينهم وكأنه لا توجد قوانين واضحة، و لا يوجد شخص مرجعي يعودون اليه إذا لم تكن الصورة واضحة لديهم.
صحيح أن كثيرا من الجهات أصبحت مراجعتها أسهل ولا تاخذ زمنا طويلا خاصة وأن أغلب المعاملات، اصبحت إلكترونية ولا توجد حاجة إلى مراجعة أي جهة إلا في أضيق الحدود، و لكن إذا احتاج المواطن الى زيارة جهة ما، فانه يدعو ربه أن يسهل أمره. و قد يسمع من المراجعين مثله أن فلان من الموظفين هو أحسن من يمكن يقوم بمساعدته و ارشاده الى أفضل طريقه لانهاء المعاملة بنجاح. و لكن مع نظام الأرقام، قد يتجه إلى موظف آخر ليس بنفس المعرفة و الكفاءة.
هذا يذكرني بما كنا نراه في المسلسلات المصرية من موظفين يطبقون الروتين و يحاولوا أن يتفوق بعضهم على البعض في ايجاد تفسيرات مختلفه للنظام عن باقي زملائه.
و الحقيقه أن موظفي القطاع الخاص أيضا يطبقون نفس النظرية. و يبدو أنها أسلوب تفكير في ظل عدم وجود تدريب كامل للموظف و اعداده بصورة أفضل للتعامل مع المراجعين. و لاشك أنه بسبب عامل الخبرة و اختلاف الصلاحيات بين الموظفين، فقد يحصل المراجعون على إجابات مختلفة لنفس المعاملة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: موظف آخر
إقرأ أيضاً:
الصبيحي .. إنهاء خدمات الموظف العام إحالة قسرية على التقاعد المبكر!
#سواليف
كتب .. #موسى_الصبيحي
يعتقد معظم #المسؤولين في #الحكومة والقطاع العام بأن #إنهاء_خدمة #الموظف المستكمل لشروط #التقاعد_المبكر، لا يُعدّ إحالة على التقاعد، وهذا فهم خاطىء وقاصر، وهم يعلمون علم اليقين أن الغالبية العظمى إنْ لم يكن كل الذين تُنهَى خدماتهم على هذا الأساس يذهبون مُضطرّين باتجاه طلب الحصول على راتب التقاعد المبكر من مؤسسة #الضمان_الاجتماعي.!
لقد طالبت مراراً وتكراراً بضرورة تعديل المادة (100) من نظام الموارد البشرية في القطاع العام وقبلها المادة (173) من نظام الخدمة المدنية، بحيث يُمنَع منعاً باتّاً إنهاء خدمة الموظف العام المستكمل لشروط التقاعد المبكر إلا بناءً على طلبه، فإنهاء خدمته كونه مستكملاً لشروط التقاعد المبكر يتناقض مع قانون الضمان الذي حدّد على سبيل الحصر إرادة الموظف “المؤمّن عليه” ورغبته في التوجه للحصول على راتب التقاعد المبكر، ولا يملك أحد أن يُرغمه على ذلك سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
مقالات ذات صلةقبل ثلاثة أيام استمعت إلى حوار عبر شاشة تلفزيون “عمّان Tv” بين الصديق الصحفي عصام مبيضين ورئيس هيئة الخدمة والإدارة العامة م. فايز النهار، حول الموضوع أعلاه، وقد أصاب الأخ المبيضين حين كيّف إنهاء خدمات الآلاف من موظفي القطاع العام المستكملين لشروط التقاعد المبكر دون طلبهم، على إنه #إحالة_قسرية على التقاعد المبكر ، وما ردّ رئيس هيئة الخدمة بأن القرارات التي يصدرها المرجع المختص بالتعيين هي قرارات إنهاء خدمة الموظف العام وليس إحالته على التقاعد المبكر إلا ذرّ للرماد في العيون، وأنا هنا أتفق تماماً مع الصديق المبيضين، وأوجّه سؤالي للحكومة ولرئيس هيئة الخدمة والادارة العامة الجديد؛ ما الخيار أمام الموظف العام الذي تُنهَى خدماته قسراً كونه مستكملاً لشروط التقاعد المبكر سوى أن يذهب باتجاه التقاعد المبكر.؟ وهل بإمكانه أن يؤجّل الموضوع ريثما يجد فرصة عمل في القطاع الخاص بأجر لا يقل عن أجره الأخير أثناء خدمته في القطاع العام في ظل محدودية خلق فرص العمل وضعف معدّلات الأجور..؟!
أيتها الحكومة.. ويا رئيس هيئة الخدمة؛
هل يملك الموظف الذي أنهيتم خدماته أن ينتظر ريثما يجد عملاً جديداً يستأنف من خلاله اشتراكه بالضمان، وكم يستطيع أن ينتظر ويبقى دون مصدر دخل.؟ وفي حال وجدَ عملاً، ما احتمالية أن لا يقل هذا الأجر عن أجره الأخير قبل إنهاء خدماته؟! وكم سيؤثر ذلك على تقاعده مستقبلاً، ثم هل تعلم الحكومة وهل يعلم رئيس هيئة الخدمة أن الموظف الذي تُنهى خدمته ولا يذهب مباشرةً لتقديم طلب التقاعد المبكر سيخسر تأمينه الصحي المدني، وفقاً للتعليمات.؟!
هل بعد هذا كله من كلام أو حجج بأن إنهاء خدمة الموظف العام المستكمل لشروط التقاعد المبكر ليس إحالة قسريّة على التقاعد المبكر ومصادرة لحق الموظف “المؤمّن علية” بطلب إحالته على التقاعد المبكر بمحض رغبته وإرادته.؟!
ثم يا رئيس هيئة الخدمة أين هي الأسس والمعايير الواضحة والعادلة والشفّافة والموحّدة التي تستند إليها المراجع المختصة بالتعيين عند اتخاذ قراراتها بإنهاء خدمات الموظفين؛ لماذا تُنهى خدمات الموظف “س” مثلاً ويتم الإبقاء على الموظف “ص” رغم أن مدة خدمتهما قد تكون متساوية، وربما كانت خدمة الموظف “س” الذي تم إنهاء خدمته أقل من خدمة الموظف “ص”، وربما كانت تقارير أدائه أفضل أيضاً.؟!
ولا أريد أن أناقشكم بما تؤدي إليه هذه القرارات من إضرار كبير بالمركز المالي لمؤسسة الضمان، وما يمكن أن يؤدي إليه من عجز قد يكون ثمنه باهظاً على الجميع.!