صحيفة البلاد:
2025-01-21@00:46:37 GMT

الحكم المحلي وعدالة المنافسة

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

الحكم المحلي وعدالة المنافسة

المنافسة الشرسة بين الأندية الكبرى في الدوري السعودي تثير الجدل، ويتنامى الحديث حول دور التحكيم وأهميته في تحقيق عدالة المنافسة. في مقدمة هذه الصراعات تبرز الأندية الثلاثة الهلال، والنصر، والاتحاد، ولايمكن أن نغفل عن فريق القادسية الذي أطل هذا الموسم بثوب جديد. تعد تلك الفرق إلى جانب الأهلي قوامًا أساسيًا للسباق، مع وجود تساؤلات حول ثقة بعض الأندية في التحكيم المحلي، بينما تسعى أخرى لجلب طواقم أجنبية لضمان النزاهة ودرء الشكوك.

يميل الهلال- الذي حقق في الجولة الماضية أكبر نتيجة هذا الموسم بتسجيل تسعة أهداف في مرمى الفتح- وكما تعودنا من الزعماء في طلب الطواقم التحكيمية الأجنبية خلال مسيرة مبارياته، خصوصًا مع تزايد الضغوط الإعلامية والجماهيرية. وتسعى إدارة الهلال بقيادة الربان فهد بن نافل لتقليل الشكوك التي تثار في مثل هذه الظروف، خصوصًا أن الأخطاء التحكيمية سواء كانت محلية أو أجنبية، قد تترك أثرًا بالغًا في حسم مصير البطولات.

هذا السلوك يعكس وعيًا بأن التحكيم الأجنبي غالبًا ما يُنظر إليه كحل يُجنب الأندية المزيد من الجدل والتأويلات، على الجانب الآخر، نرى أن النصر والاتحاد يظهران مرونة أكبر في قبول الطواقم المحلية، وقد يُفسر هذا على أنه ثقة بقدرات الحكم السعودي، أو ربما لتفادي الكلفة العالية لاستقدام حكام أجانب، مع ذلك لا يخلو الأمر من الانتقادات، حيث يثار الغبار حول نزاهة وعدالة الصافرة المحلية، كما حدث في لقاء الاتحاد والرائد الذي شهد قرارات جدلية؛ أبرزها تجاهل ركلة جزاء للرائد وطرد لاعب اتحادي في وقت مبكر من النزال، وقد يغير هذا الخطأ في نتيجة المباراة، ولا شك أن الأخطاء التحكيمية جزء لا يتجزأ من اللعبة، سواء كان محليًا أم أجنبيًا، لكن المعضلة تكمن في أن الصافرة المحلية غالبًا ما تكون تحت المجهر، حيث تتعرض لضغوط جماهيرية وإعلامية كبيرة، ما قد يؤثر على قرارات الحكام ويثير الشكوك حول نزاهتهم؛ لذلك من الضروري أن تعمل الأندية والجهات المعنية على تعزيز ثقة الجميع بالتحكيم المحلي، سواء من خلال برامج تأهيل مكثفة للحكام، أو من خلال توفير بيئة عمل تضمن الحيادية والنزاهة، وفي خضم هذا المشهد، وبعيدًا عن قضايا التحكيم، يبرز تساؤل مهم.. لماذا غاب بعض الإعلاميين المؤثرين عن الساحة الإعلامية في الوقت الذي يحتاج فيه المشهد الرياضي إلى أصوات قوية تدافع عن مكتسبات الأندية؟

على سبيل المثال، نجد أن أسماء بارزة مثل محمد الذايدي وفهد الروقي لم تعد تظهر بالوتيرة نفسها في النقاشات الساخنة، وهو ما يضعف الموقف الإعلامي لبعض الأندية، خصوصًا الهلال. كما أن غياب المقدم سلمان المطيويع يترك فراغًا في إثراء النقاشات بأسلوب يحافظ على توازن الطرح وعمق التحليل. القنوات الإعلامية، سواء كانت تجارية أو رسمية، تتحمل مسؤولية كبيرة في توجيه الرأي العام وتوفير منصة للنقاش الرياضي العادل، ويجب أن تقوم هذه القنوات بتطبيق معايير مهنية واضحة في اختيار الضيوف والمحللين، بما يضمن تنوع الآراء وحياد الطرح. السؤال هنا، هل تضع القنوات معايير دقيقة لاختيار ضيوفها، أم أن المصالح والعلاقات الشخصية تلعب دورًا في تشكيل المشهد الإعلامي؟

المناكفات الإعلامية بين بعض إعلاميي وجماهير الأندية ليست جديدة، لكنها أصبحت أكثر حدة مع تطور وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ويقود هذه الاختلافات مجموعة من الأسماء؛ حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز موقف ناديه وتقويض مواقف المنافسين. مع ذلك يجب أن يكون الطرح الإعلامي مبنيًا على حقائق وأدلة بعيدًا عن الإثارة التي تضر بمصداقية الإعلام.
أعود لصعيد التحكيم، ولا شك أن عدالة الصافرة عنصر أساسي في نجاح أي دوري، ووجود طواقم محلية قوية يُعزز من قيمة الدوري السعودي، ويقلل من الحاجة إلى الأجنبية. لكن هذا يتطلب بيئة داعمة وثقة من جميع الأطراف، وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون للإعلام دور إيجابي في دعم هذه الجهود، مع الحفاظ على الحيادية والشفافية في الطرح. وختامًا، تظل المسؤولية مشتركة بين الأندية، والحكام، والإعلام، والجماهير؛ فهذه المتغيرات الجوانب الأبرز لتطوير المشهد الرياضي السعودي.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبدالمحسن الجحلان

إقرأ أيضاً:

نتائج الطرح الأول للمصانع الجاهزة بالروبيكي.. "الوزير": الموافقة على 29 طلب تخصيص

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل,  نتائج الطرح الأول للمصانع الجاهزة بمدينة الجلود بالروبيكي  بالمرحلة الثالثة والمخصصة لتصنيع المنتج النهائي للصناعات الجلدية والصناعات المكملة، حيث شهد الطرح إقبالاً كبيراً من المستثمرين، مما أسفر عن تخصيص كافة المصانع المطروحة بالطرح الأول وعددهم 43 مصنع جاهز، هذا وحيث  قام عدد 98 مستثمر بالتسجيل عبر منصة مصر الصناعية  الرقمية لشراء كراسة الاشتراطات ، وتم دراسة كافة الطلبات الواردة وتم بالموافقة على قبول 29 طلب مستوفي لكافة الاشتراطات اللازمة للتخصيص، وتم استبعاد عدد من الطلبات اما لعدم استيفاء المستندات، أو اختلاف الأنشطة المتقدمة عن النشاط الصناعي المخصص للمدينة ، او عدم القدرة المالية أو المناقشة الفنية المتخصصة مع المتقدمين .

وكانت شركة القاهرة للاستثمار والتطوير قد دعت المستثمرين المحليين والأجانب للتقدم على 43 مصنع كاملة التجهيزات والمرافق بالمرحلة الثالثة بمدينة الجلود بالروبيكي لتصنيع المنتجات تامة الصنع والصناعات المكملة لتلك المنتجات بنظام التمليك خلال الفترة من 11الى 25 ديسمبر الماضي عبر منصة مصر الصناعية الرقمية. ومن المقرر إعلام المستثمرين المتقدمين على الطرح بنتيجة التخصيص من خلال إرسال رسائل نصية SMS إلى السادة الفائزين بهذه المرحلة من التخصيص، كما سيتم إعلان النتائج عبر منصة مصر الصناعية الرقمية أيضاً.

وأكدت وزارة الصناعة في بيانها أن الإقبال الكبير على الوحدات المطروحة يرجع إلى التيسيرات غير المسبوقة التي حرصت الشركة على توفيرها  من خلال طرح المصانع بأسعار تنافسية وبتيسيرات كبيرة في السداد تشجيعاً للمستثمرين ورواد الأعمال، كما يعكس ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في المناخ الاستثماري في مصر على وجه العموم في ظل دعم القيادة السياسية غير المحدود لملف الصناعة والتوجيهات المباشرة بتذليل كافة تحديات الاستثمار الصناعي وتقديم التيسيرات اللازمة لتشجيع تدفق رأس المال المحلي والاجنبي.

وقد أبرز الطرح الأخير العديد من المؤشرات الإيجابية، أهمها الإقبال الكبير من المستثمرين المحليين والأجانب "أصحاب العلامات التجارية الكبرى والبارزة في الصناعة" كما تلقت الشركة عدد كبير من الطلبات للحصول على أكثر من مصنع لكل متقدم، ما يدفع للتعجيل بالطرح الثاني من المصانع الجاهزة في أقرب وقت.

وانه وفقاً لتوجيهات الفريق كامل الوزير نائب مجلس رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل فقد تم تجهيز المرحلة الثالثة للروبيكي لِأن تكون قاعدة لتصنيع منتجات جلدية تامة الصنع تضم كبرى الشركات المحلية والعلامات التجارية العالمية، ونقطة انطلاق لتصدير المنتج النهائي والإكسسوارات والصناعات المكملة الخاصة به لتكتمل بذلك سلسلة القيمة لصناعة الجلود من الدباغة إلى المنتج النهائي.

وقد حرصت الهيئة العامة للتنمية الصناعية ممثلة في شركة القاهرة للاستثمار والتطوير برئاسة الدكتورة ناهد يوسف على أن تتكامل كافة مراحل المشروع الثلاث للروبيكي كمجمع عنقودي نموذجي بقطاع الصناعات الجلدية. حيث شملت المدينة في مرحلتها الأولى تخصيص الوحدات لصالح أنشطة الدباغة والمعالجات الأولية للجلود الخام مروراً بالصناعات المغذية والمكملة مثل الغراء والجيلاتين من خلال المرحلة الثانية وصولا لتصنيع منتج تام الصنع وكذا الصناعات المكملة والاكسسوارات الخاصة بها من خلال مصانع المرحلة الثالثة، وبذلك يضمن المستثمرين ممن سيتم التخصيص لهم بالمرحلة الثالثة توافر كافة مدخلات الإنتاج الخاصة بمشروعاتهم على بعد خطوات داخل المدينة وهو ما يمثل أحد أهم مقومات النجاح للمصنعين بالمدينة وكنموذج مثالي للمدن الصناعية التخصصية المتكاملة.

هذا وقد تم إنشاء مدينة الجلود بالروبيكي وفق أعلى المعايير العالمية على المستوى الإنشائي والتقني والتوافق البيئي، حيث تعد نموذج يحتذى به للمدن الصديقة للبيئة، والأكثر كفاءة وفعالية في استخدام الموارد، في ظل الموقع الفريد للروبيكي بقلب مدينة بدر بالقاهرة الكبرى، وقربها من الموانئ التصديرية البحرية والجوية والبرية والجافة. وتخدمها شبكات طرق متميزة داخلية وخارجية وسكك حديدية، مما يضمن سلاسة تدفق الخامات والمنتجات وتنقلات الأيدي العاملة من وإلى المدينة. كما تشتمل "الروبيكي" على مركز تكنولوجي لتقديم الدعم الفني، ومركز تدريب لتأهيل العمالة، ومنطقة خدمية راقية تشمل بنوك ومبنى إداري  ومطاعم ووحدة إسعاف و إطفاء.

كما تتمتع مدينة الروبيكي بمزيد من المزايا التصديرية الفريدة أيضاً حيث تضمن حصول المشروعات القائمة داخل الروبيكي على 50 %  إضافية من قيمة رد أعباء الصادرات للمنتجات المصدّرة. 

مقالات مشابهة

  • وزير الطيران: نعمل بخطوات ثابتة في شراكة الدولة مع القطاع الخاص
  • النيابة الإدارية تفتتح برنامج "التحكيم في منازعات حقوق الملكية الفكرية"
  • نتائج الطرح الأول للمصانع الجاهزة بالروبيكي.. "الوزير": الموافقة على 29 طلب تخصيص
  • نيمار يضع شرطاً صعباً للمشاركة مع الهلال في مونديال الأندية
  • لابورتا يشن هجوماً عنيفاً على التحكيم بعد تعادل برشلونة مع خيتافي
  • كنو والمعيوف في لقاء ودي بعيدًا خارج المستطيل الأخضر.. فيديو
  • كولر يكشف عن غضبه من مستوى التحكيم أمام أورلاندو
  • «الحكم المحلي» تشارك في جولة التقييم والإبلاغ عن تفشي الأوبئة
  • مناقشة احتياجات قطاع الحكم المحلي في منطقة أوباري