في العدد 77 من مجلة الكواكب، والصادر بتاريخ 20 يناير 1953، رصدت المجلة محطات مهمة من حياة الموسيقار الكبير كمال الطويل، وذكرت المجلة إن الطويل ولدته الصدفة، ومع الصدفة كانت هناك موهبة.

وتابعت المجلة: «في بنسيون بجوار دار الإذاعة والوقت بعد منتصف الليل اكتشف الطويل نفسه وأصبح ملحنا، كان الطويل مفتشا مغمورا فى المراقبة العامة للموسيقى بوزارة المعارف، وكان حامد زكي يومئذ وزير المالية، الذي تشرف وزارته على الإذاعة صديقا لعائلة الطويل، وبشيء من الوساطة انتدب كمال الطويل إلى الإذاعة في وظيفة مشرف على قسم الموسيقى والأغاني، ولكن المتاعب ظهرت أمامه في أول الطريق».

وتفسر المجلة المتاعب التي واجهت الملحن الكبير، وتقول إن مراقب عام البرامج كان بينه وبين حامد زكي حب مفقود، ولذا ركن كمال الطويل على الرف، وأصبحت مهمة الطويل أن يذهب إلى الإذاعة كل يوم فيقرأ الصحف ويشرب القهوة على الواقف، لأنه لم يكن له مكتب، ثم يذهب إلى المراقب فى مكتبه ويقول له «أمال فين الشغل؟»، ويظل 7 أشهر على هذه الحال، ويضجر الطويل من البطالة فيقتحم مكتب كامل مرسي مدير الإذاعة ويصرخ «إما أن تشغلوني أو ترجعوني مطرحي».

ويضغط كامل مرسي على جرس مكتبه فيدخل سكرتيره، ويطلب منه أن يستدعي المراقب العام، وعندما يدخل المراقب يقول له كامل مرسي بصوته الرزين وكأنه يصدر أمرا بالتعيين «شوفوا للجدع ده شغله حطوه فيها».

في تلك الأثناء وفي موجة تنظيمات جديدة أجراها علي خليل، أسند إلى الطويل اختصاص عمل أغنيات جديدة للإذاعة، وشُكلت لجنة النصوص وبدأت تمارس عملها في فرز الأغاني وتقرير صلاحيتها، وكان الطويل ضمن أعضاء اللجنة مع صالح جودت وحافظ عبدالوهاب، وفي هذه الفترة جرب الطويل حظه في التلحين فقدم لحني الصباح غنوة لسعاد مكاوي و«أنا ولا أنت» دويتو مشترك بين عبدالحليم حافظ وسعاد مكاوي.

وواصلت المجلة: «كانت لجنة النصوص تفرز الأغاني حين عثر صالح جودت بين أغاني مختارات الإذاعة على نص أغنية يا رايحين الغورية، وقرأها على أعضاء اللجنة ثم مدح مؤلفها محمد علي أحمد، وقال إنها لون جديد من ألوان الغناء الشعبي وتساءل أعضاء اللجنة «لكن من يلحنها؟» وسحب القدر لسان كمال الطويل من فمه فقال أنا، وفي إحدى الليالي نام كمال واستيقظ بعد ساعتين دون أن يوقظه أحد، وخرج من غرفته إلى الصالة حيث بيانو صاحبة البنسيون، وجلس على البيانو وبعد نصف ساعة فرغ من تلحين الأغنية.

وأراد الطويل أن ينتقم من عجزه طوال ثلاثة أيام عن التلحين، ويثبت قوته لنفسه فلحن الأغنية بطريقة أخرى، ثم بحث عن فؤاد الظاهري أستاذه فى معهد الموسيقى، وعندما عثر عليه أخذه في تاكسي ودار في أحياء القاهرة ليسمعه اللحنين، وقال له «أسجلها باللحن ده ولا التاني؟»، ورد الظاهري «اللحن الأول أحسن حتى اسأل الأسطى السواق»، ورد سائق التاكسي «اللحن الأولاني أحسن يا بيه.. خدها مني نصيحة».

وسجل محمد قنديل الأغنية بصوته وحققت نجاحا ضخما؛ لينطلق منها إلى عالم النجومية والشهرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كمال الطويل محمد قنديل اللحن کمال الطویل

إقرأ أيضاً:

المسلماني يكرم رشوان توفيق ومحمد فاضل بـ وسام ماسبيرو للإبداع

كرم الكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، عددًا من رموز الفن، بمنحهم وسام ماسبيرو للإبداع، وذلك تقديرًا لمسيرتهم الطويلة في الدراما المصرية.

وحصل الفنان القدير رشوان توفيق على الوسام، في لفتة تكريمية لمسيرته الفنية، وشارك الفنان محمد صبحي في تسليم الجائزة.

كما تم تكريم المخرج الكبير محمد فاضل خلال فعاليات مؤتمر "مستقبل الدراما في مصر"، وذلك عن مجمل أعماله في مجال الإخراج التلفزيوني.

وأقيمت فعاليات التكريم داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون بماسبيرو، بحضور نخبة من نجوم الفن والدراما، من بينهم: أشرف عبد الباقي، محمود حميدة، سامح حسين، أيمن سلامة، مدحت العدل، محمد أبوداوود، سامح الصريطي، محمد الغيطي، عمرو محمود ياسين، أحمد عبد العزيز، فتوح أحمد، وجمال عبد الناصر.

كما يشمل جدول أعمال المؤتمر جلسة افتتاحية، وجلستين للحوار والنقاش، وسيتم رفع توصيات المؤتمر إلى الجهات المختصة.

وكانت الهيئة الوطنية للإعلام قد أعلنت عودة ماسبيرو للإنتاج وذلك عبر مسلسل طلعت حرب بالتعاون مع مدينة الإنتاج

اقرأ أيضاًأحمد المسلماني: لن نتراجع عن تطوير الدراما المصرية

«المسلماني وسلامة» يبحثان أوضاع الصحفيين بمجلة الإذاعة والتلفزيون

مقالات مشابهة

  • لجنة قطاع العلوم الأساسية تشيد بجامعة الجلالة كنموذج للجامعات الذكية في مصر
  • صلاح بن البادية- سيرة رائد الحداثة الروحية في الأغنية السودانية
  • نصيحة أمين الفتوى لشاب كلما أقلع عن الذنب عاد إليه من جديد
  • نصيحة بعدم شرب القهوة بعد الاستيقاظ مباشرة
  • اللجنة المركزية لانتخابات الشباب تناقش جاهزية البلديات
  • بريطانيا ونيوزيلندا تؤكدان التزامهما بدعم أوكرانيا على المدى الطويل
  • مناقشة برامج التأهيل التي تنفذها اللجنة الوطنية للمرأة
  • كيف كسر فيلم سينرز القواعد وحقق نجاحا باهرا؟ 5 عوامل صنعت الفارق
  • المسلماني يكرم رشوان توفيق ومحمد فاضل بـ وسام ماسبيرو للإبداع
  • محمود حميدة: يجب سن قوانين جديدة تواكب التطور للنهوض بالدراما المصرية