أحمد الفلاسي: «لا تنسَ الفقراء» وصية والدتي لي
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
دبي: يمامة بدوان
تعد ثقافة العطاء نهجاً إماراتياً متأصلاً بالمجتمع، تتوارثها الأجيال فيما بينها، ويعدّ أحمد الفلاسي، الحائز جائزة صنّاع الأمل العربي لعام 2020، ومؤسس «مؤسسة أحمد الفلاسي للمبادرات الإنسانية»، أحد أبناء الإمارات، الذي نجح في تحويل التحديات إلى فرص استثنائية، تخدم الملايين في العالم، لينشر الابتسامة على وجوه البشر أينما حل، من دون النظر إلى لونهم أو دياناتهم أو مذهبهم أو جنسياتهم، مكرساً جل وقته في تقديم العون والمساعدة للإنسان أولاً وأخيراً.
على مدى 18 عاماً، لم يألُ جهداً في مد أياديه البيضاء لإغاثة الملهوفين حول العالم، مستذكراً كلمات والدته، رحمها الله، بسبب الفشل الكلوي، حين قالت: «لا تنسَ الفقراء»، ليواصل مسيرة مضيئة للأمل لشعوب فقدت الأمل في العديد من المجتمعات الفقيرة والمحرومة، ترجمة لنهج القيادة الرشيدة، التي تحرص دائماً على تحفيز أبنائها على العمل الخيري والعطاء الإنساني وصناعة الأمل.
«الخليج» حاورت الفلاسي، في عدد من مشاريعه الإنسانية في العالم، وخططه المستقبلية في تطويرها، ورسالته إلى الشباب الإماراتي، وكيفية تحويله التحديات إلى قصص نجاح، بمشاركة عائلته، التي ترافقه أينما حل، لنشر ثقافة العطاء وتقديم يد العون لكل محتاج.
وقال: إن مؤسسة أحمد الفلاسي، إماراتية ذاتية الدخل، تعمل في العديد من بلدان العالم، لمساعدة المجتمعات وإغاثتهم، تجسيداً لقيم إماراتية إنسانية نبيلة تؤمن بالعطاء والبناء، خاصة أننا نعيش في بلد خير، وتربينا على ثقافة العطاء من الآباء المؤسسين، المغفور لهما بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما.
احتياج النازحين
وأوضح أنه في أول زيارة له إلى قطاع غزة، لامس مدى احتياج النازحين إلى الغذاء والمأوى والمياه النظيفة وغيرها من المواد الأساسية في الحياة، ما دفعه لإنشاء مخيمين في منطقة مواصي خان يونس، الأول لكبار السن والنساء والثاني للأطفال، تبع ذلك زيارات أخرى، قدّم خلالها طروداً غذائية، تشمل وجبات الفطور والغذاء والعشاء ومواد النظافة الشخصية والأحذية، والخيم وغيرها، بالتنسيق مع المسؤولين في عملية الفارس الشهم 3، ومؤسسة «أنيرا» الدولية.
وأشار إلى أنه لم يتوانَ في مدّ يد العون للمحتاجين في قطاع غزة، وباقي بلدان العالم، انطلاقاً من المسؤولية التي يحملها على أكتافه، وتجسيداً لقيم الخير والعطاء، التي تمتاز فيها دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة ومواطنيها. وأضاف أن النازحين في «مواصي خان يونس» يطالبون بتوفير أطباء نفسيين للنساء والأطفال، في محاولة لتخطي ويلات الحرب والأوضاع الصعبة التي يعيشونها، خاصة أن بعضهم لم يغمض له جفن طوال أيام، ما يسبب لهم التوتر والقلق.
خطط توسعية
وعن الخطط التوسعية التي يعمل عليها، قال إنه جار العمل على إنشاء عدد من المشاريع في زنجبار، أبرزها ثاني أكبر عيادة لغسيل الكلى، وثاني أكبر عيادة لفحص النساء من الأورام والسرطانات، وإنشاء عيادة متكاملة لفحص العيون، إلى جانب إنشاء مستشفى مختص بالنساء والولادة والعيون والأسنان، ويشمل مراكز تعليمية وأخرى إنتاجية للأسر. كما أنشأ في زنجبار مستودعاً، يتضمن 300 سرير وأجهزة ومعدات للولادة وغسل الكلى والقلب والأطفال.
أوضح أن المؤسسة، عملت في كثير من بلدان العالم، مثل لبنان وفلسطين والجزائر وسوريا وتونس والبحرين، وتركيا وكينيا وأوغندا وزنجبار وتنزانيا ومومباسا.
وأشار إلى أنه في مومباسا على سبيل المثال، كان المواليد الجدد يعانون انخفاضاً في أوزانهم، والتي قد تصل إلى 500 غرام بسبب قلة الغذاء، حيث باشر في تقديم سلة غذائية للأمهات الحوامل، تشمل أبرز المنتجات الأساسية، والفيتامينات، ما نتج عنه زيادة في أوزان المواليد إلى 2000 غرام.
دعم العائلة
وأكد أنه بالإرادة والعزيمة ودعم العائلة، تمكن من تحويل التحديات التي تواجهه إلى قصص نجاح ملهمة، حيث ترافقه عائلته في أعماله حول العالم، مع مهندسين كيميائيين لتعديل الأجهزة الطبية وتصليحها، وهو ما رسخ ثقافة العطاء في نفوس زوجته وأبنائه منذ الصغر.
وذكر أن ابنته فاطمة، تسهم في تعليم الرسم للأطفال في زنجبار، وابنته شيماء تعلمهم الإسعافات الأولية وكيفية الاهتمام بأنفسهم، بينما تعلمهم ابنته آلاء كيفية صناعة العطور والاهتمام برائحة أجسامهم، أما ابنته شيخة، والتي تعمل مهندسة في مركز محمد بن راشد للفضاء، تنظم للأطفال محاضرات توعوية عن مسيرة الإمارات في الفضاء، في حين يسهم ابناه محمد وخليفة في تعليمهم الرياضة وكيفية تصفية المياه.
رسالة للشباب
قال الفلاسي في رسالة وجهها للشباب الإماراتي، إن ثقافة التطوع والعطاء متأصلة في المجتمع، لكن يجب تنميتها وتطوير أدواتها، حيث يجب على كل فرد اصطحاب ابنه في مهمة التطوع، كي تترسخ لدى الطفل تلك الثقافة منذ الصغر، ويشبّ عليها في الكبر، خاصة أن دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، لا تألو جهداً في تقديم المساعدة لكل ملهوفي العالم، حرصاً منها على نشر ثقافة الخير والعطاء والمساندة للجميع.
ولفت إلى أن حصوله على جائزة صنّاع الأمل العربي 2020، ليس لأنه الأفضل من بين 192 ألف مشارك من العالم، لكن لأن الله اختاره، لأن يدعم عمله الإنساني من أمواله الخاصة وعائلته وفريقه الطبي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات ثقافة العطاء أحمد الفلاسی
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدين الفظائع التي ترتكب في السودان وتدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار
دعت دولة الإمارات العربية المتحدة كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الموافقة على وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وعلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في السودان، وإنما فقط حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني.
وأوضح البيان إلى أنه: «مع دخول حرب السودان المدمرة عامها الثالث، تصدر الإمارات العربية المتحدة دعوة عاجلة للسلام. إن الكارثة الإنسانية التي تتكشف في السودان هي من بين أشد الكوارث في العالم: أكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة عاجلة، والمجاعة تنتشر، والمساعدات يتم حظرها عمداً».
وأضاف البيان: «وما زالت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ترتكب الفظائع. إن الهجمات المستمرة للقوات المسلحة السودانية - التي تميزت بتكتيكات التجويع، والقصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان، والأعمال الانتقامية ضد المدنيين، بما في ذلك عمال غرف الاستجابة للطوارئ، والاستخدام المبلغ عنه للأسلحة الكيميائية - ألحقت معاناة لا يمكن تصورها بالسكان المدنيين الذين هم بالفعل على شفا الانهيار. تدين الإمارات هذه الفظائع بشكل لا لبس فيه وتدعو إلى المساءلة. كما تدين الإمارات بشدة الهجمات الأخيرة على المدنيين في دارفور، بما في ذلك الاعتداءات الوحشية على مخيمي زمزم وأبو شوك بالقرب من الفاشر، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى. يجب على جميع أطراف النزاع وقف الاستهداف المتعمد للعاملين في المجال الإنساني والقصف العشوائي للمدارس والأسواق والمستشفيات».
وتابع البيان: في هذه اللحظة من المعاناة الهائلة، تدعو الإمارات العربية المتحدة إلى اتخاذ إجراءات فورية على ثلاث جبهات:
يجب أن تصمت البنادق. وتحث الإمارات كلا من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الموافقة على وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار وعلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية. لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري - فقط حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني.
وعرقلة المعونة أمر غير معقول، كما أن تسليح المعونة الإنسانية والإمدادات الغذائية عمل مدان. يجب على كلا الطرفين السماح بالوصول الفوري والآمن والعاجل للمنظمات الإنسانية للوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها في جميع أنحاء السودان. وتدعو الإمارات الأمم المتحدة إلى منع الأطراف المتحاربة من استخدام المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية أو سياسية. حياة الملايين من المدنيين تعتمد على ذلك.
ويجب على المجتمع الدولي أن يعمل على وجه السرعة لتيسير عملية سياسية، وزيادة المساعدة الإنسانية، وممارسة ضغط منسق على جميع الجهات الفاعلة التي تغذي الصراع. وندعو إلى الانتقال إلى حكومة مستقلة يقودها مدنيون—وهي الشكل الوحيد للقيادة التي يمكن أن تمثل شعب السودان تمثيلا شرعيا وتضع الأساس لسلام دائم. لا يمكن للعالم أن يسمح للسودان بالتحول إلى مزيد من الفوضى والتطرف والتشرذم.
منذ اندلاع النزاع، قدمت الإمارات العربية المتحدة أكثر من 600 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية للسودان والدول المجاورة—بما في ذلك من خلال وكالات الأمم المتحدة، بنزاهة، على أساس الحاجة ودون تمييز. ولا نزال ملتزمين بدعم الشعب السوداني والعمل مع الشركاء الدوليين للتخفيف من المعاناة والضغط من أجل السلام.
لقد حان وقت العمل الآن. يجب أن يتوقف القتل. يجب أن يبنى مستقبل السودان على السلام والعدالة والقيادة المدنية المستقلة عن السيطرة العسكرية-وليس على طموحات أولئك الذين يسعون إلى إطالة أمد الحرب على حساب شعبهم.