لا زالت المعارك الدائرة بين وزير الحرب ورئيس الأركان والمتحدثين باسم المؤسسة العسكرية للاحتلال، تكشف للعلن عن صراع متعدد الجبهات يخوضه جيش الاحتلال الإسرائيلي، داخليا وليس خارجيا هذه المرة، مما يترك بدوره العديد من التداعيات السلبية دون إجابة.

وقال دان أركين٬ الكاتب في مجلة يسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية، إن "تاريخ دولة الاحتلال شهد اختلافات في الآراء، وتبادلا للاتهامات بين وزراء الحرب ورؤساء الأركان، ولا يحبون بعضهم، لكن أحداث الأسابيع الأخيرة بين كبار قيادات جهاز الأمن في الدولة تبدو غير مسبوقة، فالمسؤولون المتورطون فيها هم وزير الحرب يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان هآرتسي هاليفي، ومراقب الدولة متتياهو أنغلمان، والمتحدث باسم الجيش دانيئيل هاغاري".



وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "المفردات المتداولة في هذه الصراعات، وسمعها عامة الإسرائيليين، شكلت نماذج صارخة للانفجار والقتال والمواجهة العاصفة والشرسة، لاسيما أنها تدور هناك بين الثلاثي: وزير الحرب ورئيس الأركان والمتحدث باسم الجيش، وهم على رأس النخبة الأمنية في دولة تخوض حرباً وجودية، يحدث هذا في وقت تدقّ فيه أجراس الإنذارات الحمراء مرة أخرى، وفي سديروت هناك المزيد من السقوط، والحوثيون يطلقون الصواريخ".

وأكد أركين٬ أن "هذه الصراعات الداخلية في مؤسسة الجيش تقدم صورة قاتمة عن الدولة، في وقت أصبح عامة الإسرائيليين، بمن فيهم عشرات آلاف النازحين، في مأزق رهيب حول ما إذا كان عليهم العودة لمنازلهم، إذا كان هناك منزل، في الشمال أو الجنوب، وفي كل يوم يواجه هذا الجمهور نفس الجدار الذي لا يمكن التغلب عليه المتمثل بارتفاع تكاليف المعيشة والأسعار".


وأشار الكاتب إلى أن "تفاصيل هذه الصراعات غريبة، وعصية على الاستيعاب، فوزير الحرب يطالب الجيش بالاختفاء من المحكمة العليا، فيما يتعاون الجيش مع مراقب الدولة في التحقيقات حول إخفاق السابع من أكتوبر، لكن الأخير يعلن أن الجيش لا يتعاون معه، ثم يخرج المتحدث باسم وزير الحرب ليتهم نظيره المتحدث باسم الجيش الذي اعتذر عن تجاوز صلاحياته يتجاوزها مرة أخرى، أما وزير الدفاع فينتقد رئيس الأركان بسبب بطء التحقيقات، فيرد عليه المتحدث باسم الجيش بأن التحقيقات تتقدم وفقاً لعمق القتال".

كما تساءل عن "كيفية متابعة الجمهور الإسرائيلي لهذا الصراع المهين وهو يجلس أمام التلفاز لمتابعة آخر حلقاته، مع أنه في الحقيقة لا يفهم أي شيء، مع أنه في خلفية هذه المهزلة حقيقة رئيسية مفادها أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يريدان إقالة رئيس الأركان، مع أن نتنياهو تسبب سابقاً في استقالة وزير حربه السابق يوآف غالانت، وهو جنرال سابق في الجيش، وقائد الأسطول الثالث عشر، وعيّن مكانه وزيرا تفتقر سيرته الذاتية لكل ما حازه سلفه".

وخلص إلى القول أننا "أمام فوضى عارمة في قمة الدولة، اعتبارات غريبة بين صناع القرار الحاسمين، وتجاهل تام للقانون والعدالة والممارسة وأنماط الحكم طويلة الأمد، وكلها اعتبارات متعلقة بالتحالفات السياسية والبقاء في السلطة، بجانب انتشار ممارسات حكومية برلمانية غير مقبولة تتمثل برفض عضو كنيست الحضور للتحقيق معه من قبل الشرطة، ووزير يعلن أنه لن يمتثل لقرار المحكمة العليا".



وتابع، أن "المشاحنات التي شهدناها مؤخرا داخلة المؤسسة العسكرية ليست خلافات سطحية يمكن حلّها بالغفران على فنجان من القهوة، فهناك طبقات عميقة هنا، معظمها نتيجة لما حدث في السابع من أكتوبر، صحيح أن لدينا هيئة أركان عامة يرأسها رئيس أركان يجب أن يعترف بالفشل، ويتحمل المسئولية، لكنه ظل في منصبه لخوض الحرب، أما النخبة السياسية ورئيسها فيرفضان الاعتراف بالفشل والشعور بالذنب، وتحمل المسؤولية، ومعارضة تشكيل لجنة تحقيق حكومية تكشف عن الإخفاقات".

وختم قائلا، إن "ما يحصل من صراعات دامية بين أقطاب الدولة تؤكد وجود حالة من الكراهية العميقة بينها، وجدت طريقها في هذه الخلافات، تتسبب بها حكومة وهمية، تفتقر للقدرة على الإدارة والتنفيذ، رئيسها ووزراؤها مشتبهون بهم بارتكاب جرائم، ولا يضعون الصالح العام أمام أعينهم، مما يتسبب بعدم الحفاظ على قوة الدولة العسكرية والأمنية الضرورية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال هاغاري حماس غزة الاحتلال هاغاري صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس الأرکان وزیر الحرب باسم الجیش

إقرأ أيضاً:

250 عنصرا من الموساد بينهم 3 رؤساء سابقين: أوقفوا الحرب

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن 3 من رؤساء الموساد السابقين، وأكثر من 250 عنصرا سابقا في الجهاز وقعوا عريضة تدعوا إلى وقف العدوان على غزة وإعادة الأسرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن عريضة الموساد، انضمت إلى عرائض مماثلة أطلقها طيارون وأطباء عسكريون، وأفراد في وحدة الاستخبارات 8200، تطالب بعقد صفقة أسرى دفعة واحدة، مع إنهاء الحرب على قطاع غزة.

وكان أكثر من 1500 جندي احتياطي وقعوا على رسالة خلال ساعات قليلة، أعربوا فيها عن دعمهم لموقف طياري القوات الجوية، الذين أصدروا دعوة لوقف القتال من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين، وهو ما وصفه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ" رسالة الضعف أمام العالم، وأن هذه أعشاب ضارة تحاول إضعاف إسرائيل".

وحصدت الرسالة أكثر من 1500 توقيع خلال ساعات، منهم 247 جنديا يخدمون حاليا في الاحتياط، و16 بالمئة يخدمون فعليا، وطالب الموقعون بشكل صريح بـ"عودة المختطفين إلى ديارهم دون تأخير، حتى لو أدى ذلك إلى وقف القتال فورا"، بحسب ما نقلت صحيفة "هآرتس".

وتظهر البيانات أن معظم الموقعين هم من المظليين والمشاة (980)، يليهم المقاتلون من السرب 13 (168)، وسرب هيئة الأركان العامة (133)، ووحدة موران 214 (123)، وشالداغ (49).

وبالإضافة إلى ذلك، قام 99 من جنود الاحتياط بالتوقيع دون الانتماء إلى وحدة محددة، ومن بين الموقعين على العريضة، نجد أن أعلى نسبة من أفراد الخدمة الفعلية حاليا، هي بين أعضاء هيئة الأركان العامة (27 بالمئة) ووحدة شعيطات 13 (24 بالمئة).



وأوضح الموقعون أنهم وقعوا بصفتهم مواطنين عاديين وليس كممثلين لوحدات عسكرية، وأنهم لا ينوون الدعوة إلى عدم الحضور، لكنهم يؤكدون عزمهم على ممارسة حقوقهم المدنية، وينتقدون ما يسمونه "القتال المطول الذي يعرض حياة الرهائن والجنود والمدنيين للخطر"، في حين يشيرون إلى أنه "يستمر أيضا لأسباب سياسية".

وجاء في الرسالة أن فصل الطيارين تم بهدف "إسكات الانتقادات المدنية المشروعة"، وأن ذلك يشكل تمييزا ضد مطالب جنود الاحتياط الذين طالبوا بالعودة إلى القتال، أو طالبوا برفض الاستقرار في الشمال، التي لم يتخذ الجيش أي إجراء ضدها.

تنتهي العريضة بعبارة: "أصوات إخواننا تنادينا من الأنفاق ومن الأرض! من المناسب أن يعود جميع المختطفين في يوم الاستقلال إلى ديارهم وحدودهم، بعضهم لإعادة التأهيل والتعافي، وبعضهم للراحة الأبدية".

في وقت سابق، ردّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على سلسلة الرسائل قائلا: "الرسائل نفسها مجددا: مرة باسم الطيارين، ومرة باسم قدامى المحاربين في البحرية، ومرة باسم آخرين. لكن الجمهور لم يعد يصدق أكاذيبهم الدعائية التي تتردد في وسائل الإعلام: لم تُكتب هذه الرسائل باسم جنودنا الأبطال، بل كتبها حفنة صغيرة من الأشرار، تديرها جمعيات ممولة من الخارج، هدفها الوحيد هو الإطاحة بالحكومة اليمينية".

مقالات مشابهة

  • رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر من نقص عدد الجنود بصفوف الجيش
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر نتنياهو من فشل المهام في غزة
  • احتجاجات داخلية غير مسبوقة بإسرائيل.. متقاعدو "الموساد" وأطباء الجيش يطالبون بوقف الحرب على غزة
  • 250 عنصرا من الموساد بينهم 3 رؤساء سابقين: أوقفوا الحرب
  • عاجل. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: تم تفعيل الإنذارات في عدد من المناطق نتيجة إطلاق صاروخ من اليمن
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو هو العدو وحرب غزة لم تقتل إلا المدنيين
  • وزارة الإسكان: مشروع مارينا 8 يتم تنفيذه على مساحة 179 فدانا
  • الجيش اللبناني بات يسيطر على معظم المواقع العسكرية لحزب الله جنوب الليطاني  
  • الجيش اللبناني بات يسيطر على معظم المواقع العسكرية لحزب الله جنوب الليطاني
  • كاتس: جيش الاحتلال الإسرائيلي سيوسع عمليته العسكرية في القسم الأكبر من غزة