صراع النفوذ .. بن سلمان يدرك أن العالم تغير والمرشد متمسك بأيديولوجية عفا عليها الزمن
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
سرايا - يوسف الطورة - رصد - مع سقوط نظام "الهارب" بشار الأسد، وتراجع نفوذ الحليف الايراني والوكلاء في المنطقة، يبرز دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كأحد أبرز الفعالين في إقليم شهد صراعات مستمرة طيلة 15شهرا، والذي مال بميزان القوى في الشرق الأوسط ضد خصمها التقليدي إيران.
المملكة الغنية بالنفط، وولي عهدها بن سلمان 39 عاماً، دعم الجنرال جوزيف عون للوصول إلى الرئاسة الشهر الجاري،
ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار "الهش" في قطاع غزة حيز التنفيذ، الأحد، وما سبقها تلقي الحليف حزب الله اللبناني ضربات واغتيالات طالت ابرز قياداته، وتم الاطاحة بنظام "المخلوع" بشار الأسد، وهي ما وصفت بمثابة تدمير وانهاك وكلاء إيران، وخصمها إسرائيل أصبح أقوى.
الثابت ان السعودية لا تضيع الوقت في ملء هذا الفراغ، في إشارة إلى الصراع السعودي الإيراني في الإقليم، بن سلمان شاب طموح يدرك أن العالم يتغير، مقابل "مرشد" متمسك بأيديولوجية عفا عليها الزمن أوصلته إلى السلطة.
من ينتصر في هذا الصراع على رؤى المنطقة له أهمية كبرى، ليس فقط للقوتين المتنافستين، ولكن أيضاً لبقية العالم، بما في ذلك المستثمرين العالميين الذين يراهنون على خطط ولي العهد لتوسيع اقتصاد السعودية وتقليل اعتماده على النفط.
محمد بن سلمان، يدرك جيداً أن نجاحه في الداخل يعتمد على أن تكون المملكة محاطة بسلام، ومنخرطة في دفع المنطقة بعيداً عن الحروب والإخفاقات الاقتصادية نحو التنمية ، تكافح إيران حالياً، مما يوفر فرصة كبيرة لمواجهة هذا التحول.
الضربات القاسية لإيران، وتبعاتها على المنطقة، مع ذلك تسعى المملكة لتجنب استعداء طهران، حتى وهي تلعب دوراً نشطاً في تشكيل التحولات السياسية في لبنان وسوريا، وتستعد لـ "اليوم التالي" في غزة، لحكم القطاع الفلسطيني، وكيف ستُعاد بناؤه، والشروط لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
المؤكد أن عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب مجدا إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، تبدو لصالح تطلعات محمد بن سلمان الإقليمية، بالنظر إلى العلاقات الدافئة بينهما، لكن الموقف المؤيد بشدة لإسرائيل الذي يتبناه ترمب ووعده بزيادة الضغط على إيران قد يعقد خطط الرياض.
انهارت دائرة النفوذ الإقليمي لإيران منذ أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مما أثار غزواً إسرائيلياً لغزة دمر القطاع وترك عشرات الآلاف الشهداء، وما رافقها من اغتيال قادة الجماعات والفصائل المسلحة المرتبطة بطهران، المصنفة كمنظمات إرهابية، وفقا لتصنيفات أمريكية غربية والعديد من الدول الأخرى.
في سوريا، أدى إسقاط نظام "الهارب" بشار الشهر الماضي إلى إنهاء أربعة عقود من النفوذ الإيراني على عائلة الأسد الحاكمة وعلى دور البلاد التي تقدم نفسها محور المقاومة ضد إسرائيل.
في لبنان المجاور، فقد حزب الله المهيمن على مفاصل البلاد عسكرياً وسياسياً ويعد نموذجاً لمحور إيران، قيادته العليا وجسره إلى طهران عبر سوريا، التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية منذ عام 1997.
ولي العهد محمد سلمان، أعلن الحرب ضد وكلاء إيران عندما أصبح وزيراً للدفاع في عام 2015، قبل أن يشكل مصالحة مع طهران بوساطة العراق والصين قبل عامين، بينما يتحرك بسرعة لاستغلال الانعكاس المفاجئ لحظوظ إيران الإقليمية، يسير بحذر لتجنب استفزاز طهران أو حلفائه.
السعودية التي تقدم نفسها بشكل متزايد كـ "المحاور الكبير"، لعب وزير خارجيتها فيصل بن فرحان دور المضيف الرئيسي لأصحاب المصلحة الإقليميين والغربيين في سوريا الأسبوع الماضي، بعد اجتماع عقده في أكتوبر لتشكيل تحالف عالمي لحل الدولتين الإسرائيلي- الفلسطيني.
الرياض تجني فوائد سياستها الخارجية المعاد تنظيمها، والتي تعطي الأولوية لخفض التصعيد وتنظر إلى العلاقات الخارجية بشكل رئيسي من خلال منظور خطتها الاقتصادية الطموحة المعروفة برؤية 2030.
مجددا تعمل المملكة بوتيرة لتشكيل توافق بين حلفائها العرب والمسلمين، والاستفادة من ذلك في التفاعلات مع أوروبا والولايات المتحدة أثناء مناقشاتهم مشروع إعادة بناء غزة ولبنان وسوريا، الذي يقدر تكلفته عشرات المليارات من الدولارات.
لكن المخاوف الاقتصادية المحلية ستفرض قيوداً على ما يمكن أن تقدمه السعودية، ودول مجلس التعاون، دول الخليج الغنية حريصة أيضاً على تجنب الأخطاء السابقة، عندما قدمت مليارات الدولارات لدول الجوار، أهدرت بسبب سوء الإدارة .
مع ترقب زيارة الرئيس اللبناني "عون" المنتخب حديثاً إلى السعودية، يرجح أن تتركز الزيارة المرتقبة بشكل أكبر على الاستثمارات بدلاً من المساعدات المالية، وفقا لوسائل إعلام نقلا عن مسؤولين لبنانيين.
المؤكد أن التحديات تتجاوز العثور على المال لإعادة بناء المنطقة، خصيصا وأن إيران تتمتع بنفوذ في العراق واليمن، الدولتين المجاورتين للسعودية، بالإضافة إلى ذلك، فإن التوترات المتزايدة بشأن برنامج طهران النووي وأي تحركات تصعيدية ضد إيران من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تثير تهديدات جديدة للرياض وحلفائها الخليجيين.
عملت السعودية وتركيا عن كثب في سوريا، حيث كانت أنقرة منخرطة لعقود ولعبت دوراً رئيسياً في سقوط الأسد لكن القوتين الإقليميتين ما زالتا منافستين على النفوذ على قادة البلاد الجدد، وسط مخاوف من الجار الجنوبي إسرائيل.
في سوريا الجديدة، يتطلع إلى دمشق بمثابة "ليست وكيلاً تركيا في المنطقة"، أن تساعد في تخفيف التوترات بين تركيا وإسرائيل أن وجدت.
وسط جدل النفوذ، تدرك الرياض مواجهة ومراعاة مصالح حلفائها، بما في ذلك الإمارات العربية ، التي أبدت علناً مخاوفها بشأن الحكومة الإسلامية المؤقتة الجديدة في سوريا، يرأسها "هيئة تحرير الشام"جماعة سابقة مرتبطة بالقاعدة، تستعد السعودية وحلفاؤها الإقليميون والغربيون لمنحها فرصة من أجل استقرار البلاد.
ذهب زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، بعيداً في إيصال رسالة اعتدال إلى الغرب وطمأنة السعودية ودول الخليج الأخرى، لكن ستكون هناك صعوبات في التعامل معه أيضاً.
يرى الشرع نفسه كمنح السعودية وحلفائها "فرصة لإعادة سوريا إلى المدار العربي"، ولن يصبح وكيلهم أو يتنازل عن قبضته على السلطة.
في المقابل لا تزال إيران تحتفظ ببعض الأوراق للعب، أبرزها ترجيح قرار طهران تعزيز برنامج أسلحتها النووية لتعويض فقدان وكلائها، الأمر الذي يرجح دفع إسرائيل والولايات المتحدة إلى الرد عسكريا.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1918
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 20-01-2025 11:06 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: بن سلمان فی سوریا
إقرأ أيضاً:
"الملك سلمان للإغاثة" يدشن في الأردن برنامج "سمع السعودية" للأطفال الفلسطينيين في غزة
دشن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة الأردنية الهاشمية، اليوم الاثنين، برنامج "سمع السعودية" التطوعي لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي للأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة ، بمشاركة 18 متطوعًا من مختلف التخصصات الطبية.
جاء ذلك بحضور القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية لدى الأردن محمد بن حسن مؤنس، ومساعد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للتخطيط والتطوير عقيل بن جمعان الغامدي، وعدد من المسؤولين، وحشد من وسائل الإعلام.
وأشار الغامدي في كلمة له خلال التدشين بالحضور، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج التطوعي يأتي امتدادًا لدور المملكة العربية السعودية الريادي في العمل الإنساني والإغاثي، مؤكدًا حرص المملكة على تكريس جهودها لدعم المجتمعات المتضررة والفئات الأكثر ضعفًا حول العالم، حتى أصبحت من أوائل الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية عالميًا، بإجمالي إنفاق تجاوز 134 مليار دولار أميركي خلال السنوات الماضية، وبتنفيذ أكثر من 7.562 مشروعًا في 172 دولة.
وأضاف أنه منذ تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة عام 2015، عمل المركز في 106 دول بأكثر من 3.393 مشروعًا بقيمة إجمالية تقارب 8 مليارات دولار أميركي؛ وذلك لتلبية الاحتياجات الإنسانية حول العالم في جميع مسارات العمل الإنساني والإغاثي والخيري والتطوعي، كما يعمل المركز على دعم القدرات وبنائها، ونقل المعرفة وتأهيل منظمات المجتمع المدني في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض، بمشاركة خبراء وكوادر سعودية مختصة لتنفيذ المشاريع والعمل جنبًا إلى جنب مع المختصين المحليين.
وأشار الغامدي إلى العمل التطوعي في مركز الملك سلمان للإغاثة الذي أصبح نموذجًا رائدًا على مستوى العالم، فمنذ عام 2018، تم تنفيذ 892 برنامجًا تطوعيًا في مختلف قطاعات العمل الإنساني، استفاد منها أكثر من مليونين و120 ألف فرد، وأجرى خلالها حوالي 231 ألف عملية في 52 دولة حول العالم، على أيدي المتطوعين السعوديين البالغ عددهم أكثر من 78 ألف متطوع ومتطوعة مسجلين في البوابة السعودية للتطوع الخارجي.
وأردف الغامدي: "هذا العام تم اعتماد خطة العمل التطوعي لعام 2025 التي تشمل 642 برنامجًا في 67 دولة حول العالم، والتي تستهدف بحول الله تعالى حوالي مليون مستفيد، وما يقارب 900 ألف ساعة تطوعية، من خلال 13 ألف متطوع ومتطوعة، بقيمة إجمالية تتجاوز 600 مليون دولار، يأتي برنامج "سمع السعودية" التطوعي من ضمن هذه الخطة بعدد 76 مشروعًا في 37 دولة تتم من خلالها زراعة 1.900 قوقعة، وتدريب 3.800 فرد من ذوي أسر الأطفال المستفيدين من البرنامج وتأهيلهم، بالإضافة إلى برامج تأهيل النطق والتخاطب.
كما أشار مساعد المشرف العام على المركز للتخطيط والتطوير إلى أن برنامج "سمع السعودية" التطوعي للأطفال الفلسطينيين في المملكة الأردنية الهاشمية الذي تم إطلاقه اليوم، يستهدف في مرحلته الأولى إجراء عمليات زراعة القوقعة لـ40 طفلاً فلسطينيًا، إلى جانب توفير خدمات تأهيل النطق والتخاطب لهم وتأهيل أسرهم، بما يسهم في دمجهم في المجتمع ل فتح آفاق جديدة وتوفير حياة كريمة، مبينًا أن هذه المبادرة التطوعية تأتي ضمن أولويات مركز الملك سلمان للإغاثة في دعم الفئات الأشد احتياجًا، وهي تجسد إيمان المملكة الراسخ بأهمية دعم الإنسان.
وفي ختام كلمته، أوضح الغامدي أن المملكة العربية السعودية تثمن جهود الأردن وشعبها في استضافة عدد كبير من اللاجئين، وتسهيلها تنفيذ المشاريع الإنسانية، متقدمًا بالشكر الجزيل لسفارة المملكة لدى الأردن ممثلة بالقائم بالأعمال محمد بن حسن مؤنس، ولكل من أسهم في إنجاح هذا المشروع الإنساني.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين حماس: مستعدون لإطلاق سراح كافة الرهائن وهذه هي المشكلة الصليب الأحمر: الوضع في غزة جحيم على الأرض ومكاتبنا استهدفت بشكل مباشر إصابة شاب بالرصاص الحي خلال اقتحام الاحتلال بلدة الخضر في بيت لحم الأكثر قراءة الجيش الإسرائيلي يُقر باستهداف المصور حسن اصليح بشكل مباشر تفاصيل مُخرجات "القمة الثلاثية" لبحث الأوضاع الخطيرة في غزة الصحة في غزة تُحذّر من تداعيات خطيرة جراء انعدام الأدوية حماس تردّ على المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025