عثر علماء الآثار على تميمة فضية يقدر عمرها بحوالي 1800 عاما، أسفل ذقن هيكل عظمي في مقبرة بألمانيا، لكنها لم تكن مثل أي شئ رأوه في السابق، شكلها الغريب كان بداية لتتبع تاريخها والوصول لمفاجآت مذهلة عن أصولها التي غيرت بالصدفة تاريخ المسيحية.

نشرت مجلة ساينس أليرت العلمية، تفاصيل الدراسة الحديثة، عن هذه التميمة التي وصفوها انها أقدم دليل على المسيحية.

اكتشاف التميمة الفضية 

تم العثور على التميمة بجوار الهيكل العظمي في ألمانيا شمال جبال الألب. 
وتوصل الباحثون إلى هذا الاكتشاف من خلال فك لفافة صغيرة رقميًا داخل التميمة باستخدام تقنية التصوير المقطعي، وقد كشف هذا عن نقش لاتيني غير عادي.

قد يقلب هذا الاكتشاف فهم المؤرخين لكيفية ممارسة المسيحية في الإمبراطورية الرومانية المبكرة، ويبلغ طولها ثلاثة ونصف سنتيمتر فقط، وتحتوي على شريحة رقيقة من رقائق الفضة ملفوفة بإحكام.

اكتشفها علماء الآثار في قبر رجل توفي بين عامي 230 و270 بعد الميلاد. من المرجح أن الرجل كان يرتدي التميمة على حبل حول رقبته، تم العثور عليها أسفل فكه مباشرة.

وكان الغرض من هذه التمائم، المعروفة أيضًا باسم التعويذات، حماية أو شفاء أصحابها من مجموعة من المصائب، مثل الأمراض، أو الآلام الجسدية، أو العقم، أو حتى القوى الشيطانية.

وفقًا لما قالته تاين راسال ، عالمة الآثار التوراتية، أن هذه العناصر كانت تمثل مصدر راحة للشخص وأحبائه خاصة في عدم وجود معرفة طبية.

ماذا اكتشف العلماء؟

والغريب أن موقع اكتشاف القطعة الأثرية يعد أمرا نادرا، وكانت تستخدم هذه التمائم على نطاق واسع في أواخر العصور القديمة، وخاصة في العالم الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، لكنها أصبحت نادرة للغاية في العالم الروماني الغربي.

وخضعت هذه القطعة للدراسة على مدار سنوات طويلة، منذ اكتشافها في عام 2018، أثناء أعمال التنقيب في مقبرة تعود إلى العصر الروماني خارج فرانكفورت.

كما عثر علماء الآثار في القبر على وعاء بخور وإبريق فخاري. لكن التميمة الفضية لفتت انتباه علماء الآثار.

وقام الخبراء في مركز "لايبنتز" للآثار بتحليلها على مدار عدة سنوات بعد خضوعها للترميم.

وكشف إيفان كالاندرا، رئيس منصة التصوير في معهد ليزا، التحديات التي مروا بها، ومن بينها أن الورقة المطوية كانت مضغوطة جدا، وتمكنوا من مسحها بدقة عالية باستخدام التصوير المقطعي وإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد.

فك نقوش التميمة

ومكّن النموذج الافتراضي ثلاثي الأبعاد العلماء من فك وتحليل النقش رقميًا. لكن شخص واحد استطاع فك رموز النقش المكون من 18 سطرًا وهو ماركوس شولتز ، أستاذ في معهد جامعة جوته للعلوم الأثرية في فرانكفورت. 

تشبه هذه التميمة الحجاب الشعبي الذي كانت تكتبه الجدات قديما، وقال إنه من غير المعتاد أن تكون الكتابة باللغة اللاتينية. وأنه عادةً ما كانت مثل هذه النقوش على التمائم مكتوبة باللغة اليونانية أو العبرية.

جدير بالذكر أنه في الأيام الأولى للإمبراطورية الرومانية، كان ممارسة المسيحية أمرًا محفوفًا بالمخاطر. فقد اضطهد الإمبراطور الروماني نيرون المسيحيين في القرن الأول الميلادي؛ وتم صلب بعضهم، وأُجبر البعض الآخر على القتال في الكولوسيوم.

وخلق هذا جوًا من الخوف بين المسيحيين الأوائل، مما أجبرهم على ممارسة شعائرهم سراً، في أماكن مثل سراديب الموتى في روما. ووفقًا للباحثين، فإن حقيقة دفن هذا الرجل في ألمانيا في القرن الثالث مع تميمته تعني أن إيمانه كان مهمًا جدًا بالنسبة له.

والمثير أنه تم اكتشاف تميمة فضية مماثلة في عام 2023 في بلغاريا. يعود تاريخها إلى نفس الفترة تقريبًا، وقد عُثر عليها أيضًا في قبر بالقرب من جمجمة الشخص.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اكتشاف أثري تاريخ المسيحية المزيد علماء الآثار

إقرأ أيضاً:

دورة تدريبية بعنوان "كيفية كتابة البحث العلمي" لطالبات كلية البنات الأزهرية بالفيوم.. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظّمت لجنة شؤون التعليم والطالبات بكلية البنات الأزهر اليوم، دورة تدريبية بعنوان "كيفية كتابة البحث العلمي"، وذلك يوم الأربعاء، في تمام الساعة 12 ظهرًا، بقاعة الإمام الطيب بالمبنى الجديد، وذلك بإشراف الدكتورة هيام أحمد علي، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب.

حيث ألقت الدورة الدكتورة شيرين سليمان، مدرس أصول الفقه بالكلية، حيث قدّمت شرحًا وافيًا حول أسس البحث العلمي، وأهم المعايير الأكاديمية لكتابته، بالإضافة إلى توضيح الأخطاء الشائعة وسبل تفاديها. كما شهدت الدورة تفاعلًا مميزًا من الطالبات من خلال المناقشات والاستفسارات التي أثرت اللقاء، مما ساهم في تحقيق أقصى استفادة علمية.

أهم المحاور التي دارت حولها الدورة: مناهج البحث العلمي: تم التعرف على أبرز المناهج المستخدمة في البحث العلمي، مثل المنهج الوصفي، والمنهج التاريخي، والمنهج التجريبي، وكيفية اختيار المنهج المناسب لكل دراسة، وصفات البحث والباحث: ناقشت الدورة أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث الجيد، مثل الدقة، الموضوعية، والأمانة العلمية، بالإضافة إلى معايير البحث الجيد من حيث التوثيق والتحليل،.

وكذاك  أهمية البحث العلمي: تم تسليط الضوء على دور البحث العلمي في تطوير المجتمعات، وإيجاد حلول للمشكلات المختلفة، ودوره في إثراء المعرفة الإنسانية، وخمس خطوات للبحث العلمي الناجح: استعرضت المحاضِرة الخطوات الأساسية لإعداد بحث علمي ناجح، بدءًا من اختيار الموضوع، مرورًا بجمع المصادر وتحليل البيانات، وانتهاءً بعرض النتائج وتوثيقها، ومحاور أخرى مكملة: شملت الدورة الحديث عن الأخطاء الشائعة في البحث العلمي، وأهمية الالتزام بالأمانة العلمية، وطرق الاستفادة من المصادر والمراجع بشكل صحيح.

وتأتي هذه الدورة في إطار حرص الكلية على تنمية المهارات البحثية لدى الطالبات، وتوفير الدعم الأكاديمي المستمر لتعزيز قدراتهن العلمية.
 

مقالات مشابهة

  • مؤلف مسلسل الأميرة: بدأت كتابة العمل منذ 4 سنوات وأحداثه مكثفة واختصاره في 15 حلقة أرهقني
  • عمرها ساعتين.. العثور على طفلة حديثة الطفل متوفيه في الشارع بأشمون
  • بئر مسعود في الإسكندرية.. من مقبرة رومانية إلى تميمة حظ للسائحين
  •  إعادة كتابة للتاريخ.. أوروبا مذهولة من ترامب ووقوفه بجانب بوتين
  • جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية تعقد ورشة عمل حول كتابة السيرة الذاتية
  • «الصحة الأمريكية» تعيد تعريف الذكر والأنثى | ما القصة؟
  • «ملتقى الأزهر للخط العربي والزخرفة» يعقد محاضرة حول «تأريخ كتابة القرآن»
  • دورة تدريبية بعنوان "كيفية كتابة البحث العلمي" لطالبات كلية البنات الأزهرية بالفيوم.. صور
  • صورة الضحية الثانية لسفاح المعمورة بالإسكندرية عمرها 63 عاما
  • حكاية منطقة ماريا في الإسكندرية.. تحفة أثرية عمرها آلاف السنين