عقد الجامع الأزهر، اليوم الاثنين، حلقة جديدة من ملتقاه الفقهي تحت عنوان "رؤية معاصرة"، حيث ناقش الملتقى اليوم موضوع "صلاة الفجر بين الشرع والطب". 

وقد شارك في اللقاء الدكتور إسلام شوقي عبد العزيز، أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة، عضو مجلس الإدارة والرئيس السابق للجمعية المصرية لأمراض القلب، والدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، عضو لجنة الفتوى بالأظهر الشريف، وأدار الملتقى الشيخ أحمد الطباخ، الباحث الشرعي بالجامع الأزهر.

وقال الدكتور إسلام شوقي عبد العزيز إن صلاة الفجر تمثل فرصة ذهبية ليس فقط لنيل الأجر والثواب، ولكن أيضًا لتحسين الصحة البدنية. 

وأوضح أن الاستيقاظ المبكر لصلاة الفجر يساعد في تنشيط الدورة الدموية وضبط ضغط الدم، خاصة لمن يعانون من أمراض الضغط والسكر، مشيرًا إلى أن تناول الأدوية الخاصة بهذه الأمراض في هذا الوقت المبكر يضمن كفاءة عملها خلال الساعات الحرجة، حيث تزداد فيها احتمالية حدوث النوبات القلبية والدماغية.  

وأضاف الدكتور إسلام شوقي أن الدراسات الطبية الحديثة تؤكد أن الاستيقاظ لصلاة الفجر يُسهم في تقليل احتمالية حدوث الجلطات الدماغية والقلبيّة، لما يحدثه من تحفيز للجسم على العودة التدريجية للنشاط بعد النوم، مبيّنًا أن الصلاة في الإسلام تجمع بين الحركات التأملية النافعة للصحة البدنية والنفسية، والتلاوة التي تمنح الرضا والسكينة، وأن انتظام المسلم في أداء هذه الصلاة يمنحه مزيدًا من التركيز والنشاط لبقية اليوم، مما يجمع بين الفوائد الروحية والصحية بشكل متكامل.

وبيَّن الدكتور علي مهدي، أن صلاة الفجر تحمل منزلة عظيمة في دين الإسلام، وقد أكدت السنة النبوية الشريفة على فضلها الكبير، ونبينا محمد ﷺ يقول: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله"، موضحًا أن هذا يعني أن من حافظ على صلاة الفجر في وقتها دخل تحت رعاية الله تعالى وحمايته، فتكون ذمته عهدًا وضمانًا من الله، وهذا يعطي المسلم أمانًا من كل ما يضرّه.

وتابع الدكتور علي مهدي أن العلماء فسروا هذا الحديث بتفسيرين رئيسيين؛ الأول أن من يحرص على أداء صلاة الفجر في وقتها هو شخص قد وفقه الله لهذا العمل، فهو في حماية الله وضمانه، وبالتالي لا خوف عليه ولا حزن. والتفسير الثاني هو تحذير لمن يترك صلاة الفجر من أنه قد يكون خارجًا عن دائرة رعاية الله، وأنه معرض للأذى. وأكد أن صلاة الفجر تمثل رابطًا قويًّا بين العبد وربه، وهو رباط وثيق يُظهر الإخلاص ويُعزز مكانة المسلم في الدنيا والآخرة، كما أنها تُبشر من يمشي لها في الظلمات بالنور التام يوم القيامة، كما ورد في الحديث الصحيح: "بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة"، وهي تمثل براءة من النفاق، كما أكد نبينا محمد ﷺ في حديثه الشريف أن "أثقل صلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء".

من جانبه، أشار الشيخ أحمد الطباخ خلال إدارته للملتقى أن الله سبحانه وتعالى ما فرض عبادة إلا وكان فيها مصلحة عظيمة للعبد، حتى وإن لم يدرك العقل البشري الحكمة وراء كل عبادة، وأن الأبحاث العلمية والطبية الحديثة تكشف الكثير من الفوائد التي تحققت من وراء العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، لاسيما صلاة الفجر التي تؤثر بشكل إيجابي على الصحة البدنية والعقلية للإنسان، وهذه الفوائد العظيمة تتماشى مع حكمة الله في تشريع هذه العبادة، حيث أن الالتزام بها يعود على المسلم بأثر إيجابي في الدنيا والآخرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جامعة الأزهر صلاة الفجر الطب الجامع الأزهر أمراض القلب المزيد صلاة الفجر

إقرأ أيضاً:

كيفية قضاء صلاة الفجر الفائتة وطريقة تنتظم بها على أدائها.. الإفتاء توضح

أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، أن من فاتته صلاة الفجر لعدة مرات يمكنه تعويضها تدريجيًا عبر تخصيص صلاة فجر إضافية مع كل صلاة فجر يومية. 

وأوضح أن هذه الطريقة تسهل قضاء ما فات الشخص من صلوات دون الشعور بالضغط أو الإرهاق. فمثلًا، إذا كان الشخص قد فاتته صلاة الفجر لمدة 60 يومًا، يمكنه قضاء ذلك عبر أداء فجرين يوميًا، مما يتيح له إتمام القضاء خلال فترة محددة وبطريقة ميسرة.

وفي سياق متصل، تناول الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قضية أداء صلاة الفجر قبل الشروق بدقائق. وأكد أن هذا التوقيت يُعتبر ضمن الوقت المحدد شرعًا للصلاة، وبالتالي تُعد الصلاة "حاضرة" وليست قضاء. 

ونصح الدكتور شلبي بأداء الصلاة فور الاستيقاظ، مشيرًا إلى أن وقت صلاة الفجر يمتد من طلوع الفجر الصادق وحتى طلوع الشمس، استنادًا للحديث النبوي الشريف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، الذي رواه مسلم: «ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس».

أذكار بعد صلاة الفجر حتى الشروق.. امسح ذنوبك في دقائق معدودةأمين الفتوى: هذا الأمر فى صلاة الفجر خطأ شرعيهل صلاة الفجر بدون سنة صحيحة؟.. الإفتاء توضح الفضل العظيم للسنن المؤكدةاحذر.. خطأ شائع في صلاة الفجر جماعة يبطل صلاة المأموم

شروط صحة الصلاة وأهمية الالتزام بمواقيتها

على الجانب الآخر، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن أداء الصلاة في وقتها المحدد شرط أساسي لصحتها، مستشهدًا بالآية القرآنية: «إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا» (النساء: 103). 

وأكد المركز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن مواقيت الصلاة بدقة في عدة أحاديث.

وأشار المركز إلى أن الإمام ابن رشد -رحمه الله- اتفق مع جمهور العلماء على أن أول وقت صلاة الفجر هو طلوع الفجر الصادق، وآخره طلوع الشمس. وأضاف أن الإسفار، وهو وضوح النور وظهور الأشياء، يُعد علامة على وقت الفجر، وفقًا لتفسير بعض الفقهاء.

كما أوضح المركز أن الحديث النبوي الشريف: «من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس، فقد أدرك الصبح» (رواه البخاري)، يُبين امتداد وقت الصلاة حتى قبل شروق الشمس.

نصائح للانتظام في صلاة الفجر

وفيما يخص تنظيم وقت المسلم لأداء صلاة الفجر، أشار الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى 4 أمور تساعد على الانتظام، وهي: النوم المبكر، ضبط المنبه، تجنب تناول الطعام بكثرة قبل النوم، والعزم الصادق على الاستيقاظ للصلاة في وقتها.

وأضاف الشيخ ممدوح أن المسلم إذا نام بعد سماع الأذان ولم يصلِ الفجر، فإن عليه حالتين:

1. إذا كان متأكدًا من الاستيقاظ قبل الشروق، فلا مانع شرعًا من النوم.


2. أما إذا تيقن أنه لن يستيقظ في الوقت المحدد، فيحرم عليه النوم ويكون آثمًا لتأخيره الصلاة.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن من يصلي الفجر بعد شروق الشمس تكون صلاته قضاء وليست حاضرة، وفقًا لضوابط الشريعة الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى: هذا هو أفضل وقت لصلاة الضحى
  • دعاء مستحب بعد صلاة الفجر.. مفتاح البركة طول اليوم
  • أفضل وقت لصلاة الضحى في رجب.. لا تفوتها وتضيع 9 جوائز ربانية
  • هل نصلي الفجر بعد الأذان مباشرة أم يجب انتظار 20 دقيقة؟.. انتبه
  • حكم تأخير صلاة الفجر للصباح لظروف العمل .. الإفتاء توضح
  • أذكار بعد صلاة الفجر حتى الشروق في رجب.. امسح ذنوبك خلال دقائق معدودة
  • هل تصح صلاة الفجر «ركعتان فقط» بدون سنة؟ .. الإفتاء تجيب
  • كيفية قضاء صلاة الفجر الفائتة وطريقة تنتظم بها على أدائها.. الإفتاء توضح
  • أذكار بعد صلاة الفجر حتى الشروق.. امسح ذنوبك في دقائق معدودة