لجريدة عمان:
2025-01-20@23:13:32 GMT

وقف إطلاق النار وتحدي الاستمرار !!

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

في قتال استمر لمدة نحو 475 يوما وبشكل متصل في أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ إنشائها - عام وبضعة أشهر منذ السابع من أكتوبر عام 2023 - وراح ضحيته أكبر عدد من الشهداء والمصابين في مواجهات متصلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي خسائر لا تقارن فيها الخسائر البشرية والمادية الفلسطينية (أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني مقارنة مع نحو ثمانية آلاف قتيل وجريح إسرائيلي وهي أعلى خسائر يتم تسجيلها في الجانبين على امتداد السنوات الماضية منذ أربعينيات القرن الماضي، فإنه من الصعب وليس المستحيل بالطبع التيقن من استمرار الهدوء على جبهة غزة واليقين بالتزام إسرائيل التي حرصت على الحصول على ضمانات من كل من بايدن وترامب للدخول في حرب مرة أخرى ضد الفلسطينيين إذا انتهك الفلسطينيون الاتفاق أو إذا عادت حماس إلى تسليح نفسها وذلك لأسباب عديدة ظهر بعضها في الاعتراض على الاتفاق قبل التصديق عليه.

ولطمأنة الداخل الإسرائيلي في الأيام الأخيرة.

وبغض النظر عما هو معروف بشأن سريان الاتفاقيات بين الدول بوجه عام وخاصة العسكرية منها ومحاولات التلكؤ من هذا الجانب أو ذاك كما حدث بالنسبة لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة، فإن تنفيذ الاتفاق يحتاج باستمرار إلى جدية والتزام الأطراف المعنية وإلى متابعة جادة لضمان التزام الفرقاء بما تم الاتفاق عليه تجنبا للدخول في جدل ومماحكات لا حاجة إليها سوى لإضاعة الوقت واختلاق المشكلات التي لا حاجة إليها إلا في نفس يعقوب أو للتحلل من الاتفاق وإفشاله لسبب ما.

على أية حال فقد خطا الاتفاق الأحد الماضي الخطوة الأولى على طريق التنفيذ العملي ويتطلع الكثيرون، خاصة على الجانب الفلسطيني إلى المضي قدما في تنفيذ الخطوات التالية واختبار مصداقية النوايا أمام الجميع. وفي حين حاول كل من ترامب وبايدن ادعاء الفضل الأكبر في إنجاز الاتفاق ولو بالتهديد وهو ما حدث من جانب الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب حتى التصديق الإسرائيلي على الاتفاق، فإن موقف بايدن اتسم في الواقع بضعف لم تستطع مزاعم بايدن ولا ادعاءات بلينكن أن تضفي عليه قدرا من ثقة العالم في الأخذ بجدية تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب رغم استهجانهم لها. وإذا كان الاتفاق قد دخل بالفعل حيز التنفيذ صباح أمس الأول بتوقيت غزة فإن الخطوات الأخرى التالية ستحتاج إلى كثير من المتابعة من جانب اللجنة التي تم تشكيلها لمتابعة التنفيذ بالتنسيق بين مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل وهو ما سيتابعه العالم للوقوف على مواقف الأطراف المختلفة وميل كثيرين إلى التيقن من حدوث مشكلات مختلفة حاولت إسرائيل اختلاقها حتى قبل تنفيذ الاتفاق عمليا وهذا ديدن إسرائيل عادة كما ظهر من قبل وكما سيحدث عادة في الفترة القادمة على الأرجح.

وإذا كانت إسرائيل لا يهمها أن تتنكر لتعهداتها ولو كانت تعاقدية كما لا تتورع أن تنقض التزاماتها مهما كانت إلا إذا شعرت أنها لن تتمكن من الوفاء بما تعهدت بالوفاء به لأسباب مختلفة، فإن المسافة الواسعة بين تعهدات نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وتأكيده أن كل ما يهمه هو إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس يجعل من اليسير افتراض أن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين جميعهم ـ أو بعضهم بأي شكل من شأنه أن يطلق يد الجيش الإسرائيلي في العمل والعدوان ضد حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى وهو ما يتوقعه الكثيرون بعد تحرر الإسرائيليين من ضغوط المحتجزين حتى بعد وقت قصير من تحرير بعضهم أو أكبر عدد منهم حسبما تسير الأمور، وهو ما يمكن أن يثير مشكلات عديدة ويصعب التنبؤ بما يمكن أن تؤول إليه، خاصة وأن هناك خلافات داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي ظهرت بوضوح في الاجتماع الأخير للمجلس قبل أيام. من جانب آخر فإن هناك مشكلات أخرى تترتب على ما قامت به القوات الإسرائيلية من توسع على حساب الأراضي السورية (المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل ) وكذلك مماحكات إسرائيل ضد محور فيلادلفيا بين غزة ومصر وكذلك بالنسبة لمعبر رفح وتشغيله. أما بالنسبة لإدارة قطاع غزة والإشراف عليه في الفترة بعد الانسحاب الجزئي أو الكلي من جانب القوات الإسرائيلية من القطاع حسب الاتفاق فإن الخلافات حول مسؤولية إدارة القطاع والإشراف عليه قد أتاحت الفرصة لظهور الخلافات المزمنة بين فتح وحماس وكذلك اتضح ضعف موقف القيادة الفلسطينية في تشكيل لجنة مساندة في غزة لدعم إدارة القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي منه وهو ما يمكن أن يفتح المجال لمشكلات أخرى حول إدارة القطاع في المستقبل والدور الذي يمكن أن تقوم به حماس في إدارة القطاع والاتفاق حول سبل ذلك بأقل الخلافات التي تجعل الساحة الفلسطينية مفتوحة لتدخلات عربية وغير عربية وإقليمية لا يحمد عقباها في الواقع وهو ما حدث عمليا في السنوات الماضية بأشكال مختلفة.

أما بالنسبة لإعادة إعمار القطاع والوقت الذي يستغرقه والتكلفة المالية التي يحتاجها وهي في حدود ثمانين مليار دولار والعدد الكبير من المنازل التي هدمت جزئيا أو كليا وكيفية الترتيب لإعادة بناء كل الخدمات تقريبا لكل أنحاء القطاع مرة أخرى والذي قد يتطلب إعادة التخطيط وشق المحاور وإعادة إنشاء وتشغيل الخدمات فإنه يمكن القول أن تنسيق ذلك يتجاوز الإمكانات الفلسطينية المالية والإدارية والتنظيمية والبشرية وغيرها ونتمنى أن تكون الدول العربية الغنية قادرة وراغبة أيضا في القيام بدور كبير ومناسب في هذا المجال حتى يمكن تشجيع الدول الأخرى، عربية وغير عربية، للمساهمة في هذا الجهد الذي سيستغرق سنوات بالضرورة ودون أية مبالغة. أما الحديث عن توزيع الحصص أو المساهمات فإنه قد يفتح المجال أمام خلافات عديدة بين الأشقاء سواء بحسن نية أم بدونها وبما قد يترتب على ذلك من نتائج مباشرة وغير مباشرة. صحيح أن جهدا ضخما لإعادة الإعمار يمكن أن يستوعب أعدادا كبيرة من الأيدي العاملة في قطاع غزة وفي دول عربية أخرى، ولكن ذلك كله من شأنه أن يفتح المجال أمام مزيد من التعاون والتنسيق العربي للتعامل مع حجم أعمال ضخم يمكن أن يسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية وتشغيل الاقتصاد في الدول العربية المختلفة إذا لم تلجأ بعض الدول إلى المناورة وإلى أساليب غير مقبولة للحصول على نصيب كبير من كعكة الأعمال التشغيلية وخاصة أن الأمر سيكون مفتوحا على الأرجح للمشاركة الإقليمية والدولية بشكل أو بآخر مما يزيد من وطأة المنافسة بين الأشقاء وربما توسيع نطاق ومجالات المنافسة بكل ما يترتب على ذلك من نتائج ربما بدأ البعض عربيا وإقليميا في الاستعداد لها بشكل أو بآخر حتى لا يضيع وقتا أو يخسر في حالة المنافسة في وقت حرج اقتصاديا وماليا وإنسانيا واجتماعيا أيضا.

من جانب آخر فإن حجم عمليات إعادة الإعمار والمدى الزمني للقيام به - عدة سنوات - قد تتجاوز العشر سنوات في ضوء حجم واتساع عمليات الهدم ومسح أحياء بكاملها في غزة ورفح وجباليا وغيرها قد يجعل البعض يفكر عربيا في تكوين مؤسسات أو جمعيات تتعاون للقيام بمهمة إعادة البناء أو تقسيمها على الأقل لأنها ضخمة ولا تستطيع مؤسسة أو عدة مؤسسات القيام بها إلا إذا توفرت لها إمكانيات كبيرة بل وكبيرة جدا، فهل يمكن السير في هذا الطريق، وهل يمكن التغلب على المشكلات التي قد تظهر أو التي يتعمد البعض خلقها لإثارة مشكلات أكبر بين الأشقاء في هذا المجال ولا يمكن الاعتماد عليها. أما الخبرة الأجنبية فإنها بالتأكيد مكلفة وتحتاج إلى تمويل معقول وإدارة رفيعة المستوى وموثوقة والحال العربية، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي لا تشجع في الواقع على المضي قدما في هذا المجال. ولذا فإنه من المهم مناقشة هذا الأمر عربيا في مؤتمر متخصص أو أكثر لبلورة أفضل رؤية ممكنة يمكن أن تعود بالخير على الحاضر والمستقبل العربي، ويمكن أن تفيد أيضا العمل والتعاون العربي المشترك الذي تفكك وضعف إلى حد كبير في السنوات الأخيرة.

على أية حال فإنه يمكن القول دون مبالغة إن العشرية السوداء الأخيرة التي تنتهي في هذه الفترة تركت الساحة العربية أكثر ضعفا وأقل تماسكا وأكثر انغلاقا على الذات وأقل رغبة في العمل الجماعي المشترك وهذه سمات لا تشجع على العمل المشترك وفي مواجهة ذلك فإن الحروب والمواجهات المسلحة والتنافس السلبي بين الأشقاء يوفر في الواقع مناخا يمكنه أن يشغل كل دولة عربية بمشكلاتها الذاتية إلى حد كبير. فأي الطريقين سنسلك ومتى يمكن أن نخرج من السنوات العجاف التي امتدت أطول من اللازم؟

د. عبدالحميد الموافي كاتب وصحفي مصري

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إدارة القطاع بین الأشقاء فی الواقع من جانب یمکن أن فی هذا وهو ما

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي يتحدث عن مستقبل وقف إطلاق النار ومحاولات الوسطاء قصره على مرحلتين

أكد المحلل الإسرائيلي تسفي برئيل، أن عجز رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يسمح لحركة حماس بالعودة ‘إلى إدارة الحياة في قطاع غزة، وذلك في الوقت الذي يتم بذل الجهود من أجل التأكد من اتفاق وقف إطلاق النار سيصمد.

وقالت برئيل في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" إن "دخول اتفاق وقف إطلاق النار على حيز التنفيذ وإعادة المخطوفين هي فقط بداية عملية طويلة ومؤلمة، التي هي على بعد شعرة من انفجار وتحطم الأمل، وذلك أكثر مما يتعلق ببنود الاتفاق، وضمانات دول الوساطة والتهديد بالجحيم للرئيس ترامب، فإن تنفيذ الاتفاق مرهون، للرعب الشديد، بنوايا ونزوات حكومة ‘سرائيل وحماس".

وأوضح أن "الصيغة الجزئية، لا تفسر كل البروتوكولات والملحقات السرية، لكنها توضح بماذا كل طرف ملزم وما هو الجدول الزمني لتنفيذ كل مرحلة، ومن الواضح من الصيغة تتضمن أيضا ما الذي سيعتبر خرق للاتفاق".

وذكر "لكن الواقع على الأرض توجد له حياة خاصة به، ومثلما أن الجيش الاسرائيلي غير قادر على أن يكون المسؤول عن أي رصاصة  يتم إطلاقها من بندقية جندي – هكذا حماس مرة أخرى ليست الحاكم المطلق في غزة الذي يمكنه منع إطلاق صاروخ أو زرع عبوة على يد مخرب معارض للاتفاق، وهذه الأحداث هي المادة المتفجرة التي ستفجر الاتفاق، والاتفاق الحالي أيضا غير محصن أمامها".

وأكد أنه من أجل حماية الاتفاق من خروقات غير متعمدة الحرص أنه سيتم تنفيذه، تم تشكيل في القاهرة "غرفة عمليات" تشارك فيها "إسرائيل" وقطر وفلسطين والولايات المتحدة، وهي التي ستراقب ترتيبات تشغيل معبر رفح وإدارة إدخال المساعدات الإنسانية وتنسيقها، ومن ضمن ذلك إدخال 600 شاحنة للمواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية، من بينها لا يقل عن 300 شاحنة ستصل إلى شمال القطاع و50 صهريج للوقود. 


وأضاف أنه "اليوم يتوقع أن يأتي إلى القاهرة أيضا ممثلون عن الاتحاد الأوروبي الذي أعلن عن منحة بمبلغ 123 مليون دولار لصالح المساعدات الإنسانية، لتحديد ترتيبات العمل في المعبر".

حسب تقارير لوسائل إعلام عربية نقل عنها المقال، فإن النية هي إعادة تشغيل آلية الرقابة والسيطرة التي تم تحديدها في اتفاق المعابر الذي وقعت عليه "إسرائيل" ومصر في 2005، وحسب هذا الاتفاق "إسرائيل" يمكنها الرقابة "من بعيد" على الحركة في المعبر ووضع "الفيتو" على هوية من يدخلون ومواصفات البضائع التي ستدخل إلى القطاع، لكن ممثليها لا يمكنهم التواجد في المعبر.

والترتيبات الجديدة التي ستدخل إلى حيز التنفيذ تستند إلى التفاهمات والخطة التي تم طرحها في شهر آب/ أغسطس (بعد ثلاثة أشهر على سيطرة الاحتلال على المعبر)، عندما قامت "إسرائيل" ومصر بمناقشة مسألة تشغيل معبر رفح. 

ورفضت حينها "إسرائيل" اقتراح مصر أن يقوم ممثلون عن السلطة وممثلون من غزة غير مرتبطين بحماس، بالرقابة على الطرف الغزي في المعبر، ولكنها لم تنجح في بلورة آلية بديلة لادارة المعبر وتوزيع المساعدات.

والخميس، وصل إلى القاهرة ممثل السلطة الفلسطينية نظمي مهنا، المسؤول عن المعابر والحدود، وأيمن قنديل، نائب الوزير حسين الشيخ، من أجل المشاركة في النقاشات حول إدارة المعبر وترتيبات التنسيق مع مصر. 

وقال المحلل الإسرائيلي: "يبدو أن إسرائيل لن تستطيع تجنب إشراك ممثلي السلطة في إدارة المعبر، وبخصوص قضية الرقابة وضمان توزيع المساعدات في القطاع، هنا أيضا يبدو أن اسرائيل ستقف أمام الواقع الذي أرادت منعه خلال الحرب ولكن بدون نجاح".

وأضاف أن "وزارة الداخلية لحماس أعلنت أول أمس بأن رجالها ورجال الشرطة مستعدون الآن للانتشار في جميع المناطق التي تحتاج إلى عملهم، أي في نقاط المعبر ونقاط توزيع المساعدات لحماية المخازن، وفعليا السيطرة على ترتيبات التوزيع".

وذكر أنه "في هذا السياق، حتى الآن من غير الواضح ما هي قواعد الرد وفتح النار من قبل الجيش الإسرائيلي في الحالات التي سيطلق فيها رجال حماس النار على السارقين، لأن إسرائيل محظور عليها فتح النار على مسلحين طالما أنهم لا يطلقون النار على أهداف اسرائيلية أو على جنود الجيش الاسرائيلي".

وأكد أنه "يبدو أن الجيش الإسرائيلي سيواصل السياسة التي اتبعها حتى الآن، التي بحسبها استفادت عصابات مسلحة من حرية العمل – لكن في هذه المرة حماس هي التي يجب عليها السيطرة على هذه العصابات".


وأشار إلى أن "مصر وقطر، عرابات الاتفاق، من الدول الضامنة لتنفيذه من قبل الطرف الفلسطيني، لكن العبء الرئيسي للتفعيل العملياتي على الأرض سيكون ملقى على القاهرة، فهي التي يمكن أن تنسق مع إسرائيل أي دخول للشاحنات، والفحص بأن كل مواد الحمولة تلتزم بالمعايير التي تم وضعها، والسماح أو منع (بموافقة من إسرائيل) خروج جرحى ومرضى بحاجة الى العلاج، وأيضا السماح بدخول سكان من غزة علقوا في الخارج قبل الحرب".

وكشف أن "هذه مهمة جاءت مع مكافأة اقتصادية: شركات في مصر، مرتبطة بالمخابرات المصرية أو بملكيتها، هي التي ستقوم بتشغيل خط المساعدات، وهي أيضا ستنفذ أعمال إعادة الإعمار الأولية، مثل إزالة الأنقاض وشق الشوارع التي تم تدميرها وبناء أماكن مؤقتة للسكن وإصلاح البنى التحتية مثل شبكة الكهرباء والمياه".

واعتبر أن "مصر راكمت تجربة كبيرة في إدارة مشاريع إعادة الإعمار في غزة، فقد نفذت مشاريع كهذه بعد عملية الجرف الصامد (المسمى الإسرائيلي لتصاعد العدوان عام 2014) من خلال شركة "أبناء سيناء"، التي هي بملكية رجل الأعمال البدوي إبراهيم العرجاني الذي لديه "امتياز" من قبل المخابرات المصرية، هي التي شغلت ونسقت نشاطات إدخال المساعدات، وحركة دخول وخروج السكان من القطاع وإليه قبل الحرب وخلالها، إلى حين إغلاق معبر رفح".

وأكد أن "هذه الشركة تعرضت لانتقاد شديد من قبل السكان في غزة، لأنه طلب منهم دفع آلاف الدولارات مقابل ترتيبات السفر والحصول على تأشيرات، ولكن أول أمس نشر رؤساء العائلات والحمائل الكبيرة في قطاع غزة لائحة دفاع عن الشركة، وقد كتب فيها بأن هذه العائلات تعبر عن مباركة أي نشاط لمصر من أجل إعادة إعمار غزة، والتقدير الكبير للدور الذي لعبته منذ بداية العدوان على غزة، إضافة إلى النشاطات التي تقوم بها الشركات المصرية، على رأسها شركة أبناء سيناء".

وحسب تقديرات عامة، غير نهائية، فان حجم الأضرار المباشرة في غزة تبلغ 18 مليار دولار، واعادة الترميم تحتاج 30 – 40 مليار دولار، كما أن 1.8 مليون شخص بحاجة إلى بيوت، ومئات آلاف الطلاب تقريبا لم يتبق لهم مدارس.

وأكد المحلل برئيل أن غزة ليست الوحيدة التي تنتظر تجند الدول المانحة، ففي الطابور توجد الآن سوريا ولبنان، كل واحدة منها بحاجة إلى مساعدة بعشرات مليارات الدولارات، وإعادة الإعمار هي شرط ضروري لاستقرار الأنظمة الجديدة التي تشكلت فيها في الفترة الأخيرة.


وقال أنه "في غزة فالعبء الاقتصادي لإعادة الإعمار وتشغيل الأجهزة المدنية يمكن أن تتحمله قطر، وهي أيضا ستعمل بواسطة شركات مصرية، ويبدو أن من يتطلع إلى أن تتوقف قطر عن أن تكون عامل مهم في مستقبل غزة بعد الحرب، سيخيب أمله".

وأكد أن "قطر حتى الآن ستكون شريكة حيوية بصفتها الضامنة لتنفيذ كل مراحل الاتفاق، وهي تعمل على استكمال تنفيذ الاتفاق في مرحلتين بدلا من ثلاث مراحل، كما أوضح أول أمس رئيس الحكومة فيها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة أجراها مع قناة "الجزيرة، أكد على أن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه للتو يشبه في مضمونه الخطوط العريضة التي تم الاتفاق عليها في كانون الأول/ أكتوبر 2023".

 وقال المسؤول القطري البارز إن "قطر تطمح إلى أن تكون المرحلة الثانية هي المرحلة النهائية، التي ستنهي الحرب بالكامل بدون الحاجة إلى المرحلة الثالثة.

وتتحدث المرحلة الثالثة من ضمن أمور أخرى، عن خطة إعادة إعمار القطاع، يبدو أن قطر ومصر، اللتان تنويان أيضا عقد مؤتمر دولي لتجنيد المنح لإعادة إعمار القطاع بعد انتهاء المرحلة الأولى للاتفاق، تعطيان أهمية كبيرة لترسيخ إجراءات إعادة الإعمار في المرحلة الأولى وتوسيعها في المرحلة الثانية.

وختم المحلل بالقول إن "الافتراض هو أن تسريع التطوير وإعادة الإعمار يمكن أن يشكل كابح أمام استئناف الحرب في القطاع، ويساعد على استكمال المرحلة الثانية، التي تعتبر الأكثر حساسية وخطورة بسبب الضغوط السياسية في إسرائيل من أجل استئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى، وافتراض مشابه ساعد على الدفع قدما باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، لكن غزة قصة مختلفة كليا، وذلك بالإساس لأن عجز حكومة إسرائيل وتصميمها على عدم تشكيل أي بديل سلطوي، تمنح حماس الفرصة لإعادة إدارة القطاع برعاية اتفاق دولي".

مقالات مشابهة

  • مستقبل وطن: مصر لعبت دوا محوريا في الوصول إلى وقف إطلاق النار بغزة
  • كاتب إسرائيلي يتحدث عن مستقبل وقف إطلاق النار ومحاولات الوسطاء قصره على مرحلتين
  • اقرأ غدًا في "البوابة".. اتفاق وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ
  • بفرحة تخنقها غصة.. الغزيون يحتفون ببدء اتفاق وقف إطلاق النار
  • بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة بوساطة مصرية.. عاجل
  • قبل بدء الاتفاق.. غارات جوية وقصف إسرائيلي على مناطق في غزة
  • قبل دخوله حيز التنفيذ| 3 مراحل لوقف إطلاق النار في غزة.. ومساعدات مصرية لإنقاذ سكان القطاع
  • خبير إسرائيلي: الصفقة مع حماس يمكن أن تتسبب بأزمة سياسية
  • اعرف موعد بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة بعد الاتفاق رسميًا