قصة عائلة مصرية احترفت الخط العربي على مدى قرنين من الزمان
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
لقرنين من الزمان، لم يتوقف أفراد عائلة خالد الصوفي زاده عن ممارسة فنون الخط العربي والنحت والتذهيب، العائلة التي تعد الأقدم في هذا المجال بمصر ولا يزال أبناؤها يمارسون تلك الفنون، من الجد الأكبر إلى الحفيد، تزين أعمالهم المساجد في أنحاء مصر وخارجها أوراق رسمية تاريخية هامة وشواهد القبور وغيرها الكثير، محتفظين بالعديد من الأسرار والأدوات الخاصة جدا، وأيضا بالذكريات.
يحكي محمد شافعي، أصغر الأحفاد والبالغ من العمر 30 عاما، قصة عائلته للجزيرة نت "اسمي محمد شافعي حسن أحمد خالد الصوفي زاده، بدأت القصة عندما قرر جدي الأكبر الشيخ خالد الصوفي زاده، المولود في أنقرة بالربع الأخير من القرن الـ19 الارتحال إلى مصر لطلب العلم، وكان متقا لفني الخط والتذهيب عن والده، وبرع أيضا في علم الكيمياء، وحين استقر به المقام في القاهرة نهاية القرن التاسع عشر التحق بالجامع الأزهر، ثم عُين إماما لجامع محمد علي باشا بالقلعة، ثم قرر أن يتزوج فاختار ابنة الشيخ عبد العزيز سليم وأخت صديقيه العالم الأزهري الشيخ عبد الوهاب سليم والخطاط درويش سليم عام 1895، واتخذ منزلا له بجوار مسجد الإمام الشافعي، أنجب ابنه الوحيد أحمد عام 1900، ومات عام 1931 ودفن بمقابر الإمام الشافعي".
ويواصل محمد شافعي قص حكايته قائلا "حفظ الابن الوحيد أحمد أفندي القرآن كاملا، وأخذ فن الخط العربي عن والده وعن خاله الخطاط درويش سليم، وتخصص في تنفيذ النقوش الكتابية خطا ونحتا وتذهيبا، فكتب شواهد مقابر مشاهير القرن الماضي أمثال سعيد باشا ذو الفقار، وصبري باشا أبو علم، كما كتب بالعديد من المساجد منها مسجد نازلي هانم حليم ومسجد أحمد حمزة باشا، وتوفي عام 1969".
إعلان بطاقات المشاهير وقبورهمامتد إرث عائلة الصوفي زاده خارج مصر، خاصة بعد مولد حسن أحمد خالد الصوفي، الذي تميز منذ طفولته بحفظ القرآن الكريم وتعلم فنون الخط والنحت والتذهيب على يد والده وخاله. التحق بمدرسة تحسين الخطوط الملكية، حيث كرمه الملك فاروق ضمن أوائل دفعته. حصل على دبلوم التخصص في التذهيب عام 1945، ثم عُين خطاطا وأصبح مراقبا عاما لدار الكتب المصرية.
يروي محمد "بفضل مهارته ودقته، أسندت إليه كتابة شواهد قبور الملك فاروق والرئيس جمال عبد الناصر وإسماعيل باشا صدقي، ومحمد محمود باشا، وجلال باشا فهيم، وطه حسين، ويوسف وهبي، وأم كلثوم، وفريد الأطرش، وغيرهم. كما شارك في كتابة بالعديد من المساجد، أبرزها مسجد نمرة بجبل عرفات حيث خط الأشرطة الكتابية فوق أبواب المسجد الـ64، بالإضافة إلى مسجد الإمام الحسين ومساجد الليث بن سعد والسيدة عائشة".
رغبةً منه في توسيع العائلة، أنجب حسن أبناء عدة. كان رسمي أحمد خالد الصوفي من أبرزهم، إذ تخصص في الخطوط أكاديميا، وعمل خطاطا بوزارة الداخلية. ساهمت وظيفته في كتابة البطاقات الشخصية يدويا لرؤساء ووزراء ومشاهير منهم جمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات، ومحمد حسني مبارك.
أما يوسف أحمد خالد الصوفي، فقد عمل خطاطًا بالمطابع الأميرية. وواصل الحفيد مصطفى بن حسن خالد التخصص في المجال، حيث حصل على دبلوم الخطوط وانتُدب مصممًا للعديد من المؤسسات والعلامات التجارية. واستمر الإرث حتى أصغر الأحفاد محمد، الذي سماه والده تيمنا بالإمام الشافعي.
يقول محمد شافعي للجزيرة نت "تعلمت فن الخط من عمي مصطفى خالد وجدي يوسف خالد، وحصلت على دبلوم الخطوط عام 2020، بالإضافة إلى ثلاث جوائز في فن الخط العربي، أبرزها الجائزة الأولى لملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي".
تواجه كتابات عائلة الصوفي زاده خطر الاندثار تدريجيًا، مما دفع محمد شافعي إلى بذل جهود كبيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. يقول محمد "تُجرى حاليًا مجموعة من أعمال التطوير في مقابر القاهرة، تشمل إزالة بعض القبور لتوسعة الطرق ورصفها. للأسف، من بين هذه القبور، توجد مقابر خطت عائلتنا نقوشها وكتاباتها على مدى قرنين من الزمن. ولأن النقش ذاته يُعد الوثيقة الوحيدة التي توثق أعمالنا، ولغياب النماذج الورقية حاولت توثيق ما أمكنني عبر التصوير".
إعلانويشير محمد إلى صعوبة الحفاظ على هذه الأعمال قائلا "نقل النقوش أو الاحتفاظ بها أمر شبه مستحيل. أولًا، لأن هذه النقوش تعد ملكيات خاصة لأصحابها، وليس لي الحق في التصرف بها. ثانيًا، القرار بنقلها أو إزالتها يعود لأصحابها. كما أن بعض المواقع مغلقة، مما يجعل حتى عملية التصوير مستحيلة. هذا الأمر يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لي، لأن جزءًا مهمًا من الإرث الفني لعائلتي، الذي يشمل نقوشًا تحمل أسماء المتوفين، أدعية وأشعارًا وآيات قرآنية، مهدد بالضياع. لقد أفنت عائلتنا عمرها في هذا المجال، ورغم استمرارنا في ممارسة هذا التخصص، فإن الطلب على النقوش الكتابية تراجع بشكل ملحوظ مقارنة بالماضي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الخط العربی محمد شافعی
إقرأ أيضاً:
شخصيات عامة مصرية تتضامن مع ليلى سويف وتطالب بالإفراج عن نجلها علاء
أعلنت شخصيات عامة مصرية تضامنها مع الناشطة السياسية، ليلى سويف ودعم مطلبها للإفراج عن نجلها المعتقل في السجون المصرية، علاء عبد الفتاح رغم انتهاء حكمه.
وقالت هذه الشخصيات المقيمة في الخارج في رسالة تضامن، إنه "من غربتنا القسرية وعلى بعد آلاف الأميال نعلن تضامننا الكامل مع الدكتورة ليلى سويف ومطلبها العادل بالإفراج عن نجلها علاء عبد الفتاح الذي أنهى محكوميته بشكل كامل، ومع ذلك ترفض السلطات الأمنية إخلاء سبيله".
وأضافوا في رسالتهم: "إننا إذ نحيي الدكتورة ليلى ووقفتها الصلبة وإضرابها الذي تجاوز ١٣٦ يوما ما أصبح يمثل خطرا حقيقيا على حياتها، فإننا نتمنى أن يتغلب صوت العقل والحكمة، واحترام القانون، وانتهاء روح الثأر والانتقام الشخصي".
وأكدوا أن "مصر الآن في مسيس الحاجة لجهود كل أبنائها في مواجهة ما تتعرض له من مؤامرة كبرى تستهدف أمنها القومي، وهو ما يتطلب مصالحة مجتمعية شاملة وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وفتح المجالين السياسي والإعلامي".
وقضي علاء، الذي يُعدّ وجها بارزا في ثورة يناير، حكما بالسجن مدته 5 سنوات على خلفية اتّهامات تتعلق بنشر أخبار كاذبة، إذ أُلقي عليه القبض في 28 أيلول/ سبتمبر 2019، من قسم الشرطة التابع له محل إقامته أثناء تنفيذه عقوبة المراقبة الشرطية لمدة 12 ساعة يوميا، وهذا الحكم انتهى فعليا، لكن السلطات لم تفرج عنه حتى اللحظة.
إثر ذلك، وجّهت له نيابة أمن الدولة العليا في القضية رقم 1365 لسنة 2019 جملة اتهامات، بينها: الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، على خلفية منشور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يتناول وفاة معتقل داخل السجن.
وكانت نيابة أمن الدولة العليا، قد قررت بتاريخ 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، إحالة عبد الفتاح إلى المحاكمة، في قضية جديدة برقم 1228 لسنة 2021 بتهمة نشر أخبار كاذبة. وضمت القضية نفسها المحامي محمد الباقر والمدون محمد أكسجين.
والموقعون هم:
سيف الدين عبد الفتاح أستاذ جامعي
ماجدة رفاعة الطهطاوي أستاذة جامعية
طارق الزمر سياسي مصري
قطب العربي كاتب صحفي
رامي شعث ناشط سياسي
أسامة سليمان محافظ سابق
محمد الصغير عالم أزهري وبرلماني سابق
رضا فهمي برلماني سابق
حاتم عبد العظيم برلماني سابق
أسامة رشدي سياسي وحقوقي
إسلام لطفي سياسي مصري
أحمد سميح حقوقي وإعلامي
دينا زكريا إعلامية
ماجدة أبو المجد صحفية
أسماء مهاب ناشطة سياسية
علي بكري صحفي
أحمد رامي نقابي
علي أبو هميلة مخرج تلفزيوني
ياسر عبد العزيز كاتب وباحث سياسي
خلف بيومي رئيس مركز الشهاب لحقوق الإنسان
أشرف توفيق مدير نجدة لحقوق الإنسان
الشيخ عصام تليمة من علماء الأزهر
ياسر فتحي باحث أكاديمي
هيام دسوقي مستشار أسري
إيمان جمعة مستشار نفسي
أمل محمد عضو الاتحاد النسائي المصري
إيناس محمد مدرسة وناشطة
مسعد البربري حقوقي وإعلامي
عمرو كامل صحفي
إسلام شبانة ناشط سياسي
أحمد سمير إعلامي
عبد الرحمن فارس صحفي
مصطفى الأعصر صحفي
نادر فتوح إعلامي
عبد الموجود درديري أستاذ جامعي وبرلماني سابق
عز الدين دويدار مخرج سينمائي
شريف عثمان ناشط سياسي