بوابة الوفد:
2025-01-21@01:01:57 GMT

مسرحية الأرتيست

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

عرضت على مسرح الهناجر بالأوبرا المصرية العريقة والعظيمة مسرحية يغلب عليها الطابع الشبابى من حيث الممثلين والكاتب والمخرجين وحتى الجمهور الذى ازدحم أمام باب المسرح ليتابع العرض المتميز لمسرحية « الأرتيست « تأليف وأخراج «محمد زكى» و«ياسر أبو العنين» و«خالد مانشى» مخرجان منفذان بطولة جماعية لمجموعة من الممثلين الشباب الموهوبين والواعدين والرائعين الذين ملأوا خشبة المسرح حماسًا وحيوية وقوة فى الأداء والصوت والتعبير، وبرع مهندس الديكور «فادى نوكيه» مع إضاءة «أبو بكر الشريف» فى الاستغلال الأمثل لخشبة المسرح دون الحاجة إلى تقنيات حديثة من السينوجرافيا أو حتى تغيير الديكور، ولكن استطاع فريق العمل مع الإنتاج التعبير عن التغيرات الزمنية والمكانية باستخدام أبسط الأدوات والديكور الثابت مع الإضاءة وفكرة الدولاب الذى من خلاله تعرض الشخصية الرئيسية قصة حياة الفنانة «زينات صدقى» ومراحل شخصيتها وحياتها وعلاقتها بالأسرة والأصدقاء وأهل الفن وحتى تحولها من الغنى والثراء إلى الفقر والعوز وكل ما قاسته فى حياتها وسفرها إلى لبنان وعملها كومبارس وراقصة ثم ممثلة فى السينما وتألقها على خشبة المسرح.

..

الفنانة الدكتورة «هايدى عبدالخالق» التى قامت باداء دور «زينات صدقى» عبرت عن المشاعر الداخلية للشخصية من خلال طبقات صوتية متنوعة عميقة وسعيدة وساخرة وحزينة متكاملة ولم يفقد الجمهور لحظة واحدة من متابعة الأحداث التى تدور بالتوازى نفسيًا وخارجيًا على خشبة المسرح وامتلكت أحاسيس ومشاعر الحضور وتفاعلهم فى كل لحظة؛وكذلك الممثلة الشابة «فاطمة عادل» التى أدت دور صديقتها الصدوق ورفيقة رحلة الفن والصراع أما الشاب الذى أدى دور الترزى اليونانى فإنه أبدع فى تقليد الفنان العظيم إسماعيل يس الذى ارتبط اسمه باسم «زينات صدقى» فى عدة أعمال سينمائية ومسرحية ومشاهد لن تمحوها الأيام والسنين.

المسرحية بخلفية بها مونولوجات للفنان الراحل «إسماعيل يس» تأخذنا إلى ماضى بعيد لكنه ماضى ملئ بالفن الأصيل حين كان الفنان يعمل من أجل رسالة وقيمة وليس فقط من أجل المال والنقود.. لم تكن هناك مهرجانات كتلك التى نعيشها الآن ويتبارى من يدعون أنهم أهل الفن وأنهم تلك القوى الناعمة للثقافة المصرية فى حضورهم شرقًا وغربًا، خارجيًا وداخليًا ليلًا نهارًا وكأن كل تاريخهم وإنجازاتهم هى تلك الصور والحفلات والملابس الغربية والمثيرة وذلك الزيف والظهور على وسائل التواصل وفى الفضائيات المصرية والعربية للحديث عن حياتهم الشخصية دون أى أعمال ذات تأثير أو مضمون إلا القليل.. حتى المشاركة فى المهرجانات لا تكون بأعمال مميزة تستحق التقدير والشهادات والدروع والكؤوس والأموال ولكنها حلقة مفرغة من البعد عن الواقع وعن الجمهور والإكتفاء بالظهور الغريب وتكريس كتائب إلكترونية خادعة للحصول على لقب أعلى وأفضل وأحسن وأغنى وأجمل... ترند.

ما أبعد اليوم عن الأمس وما أقبح تلك المرحلة التى ينحصر فيها دور الفنان والفن فى دائرة ضيقة ممن يبحثون عن شهرة زائفة ويحولون معنى وقيمة ورسالة الفن إلى مظاهر وجوائز ومهرجانات لا أعمال ولا رسائل ولا تواصل مع الواقع والمجتمع.. فبينما يحتفل أهل غزة بالعودة الحزينة لمنازل دمرت وسويت بالأرض، وبينما يأكل الصغار الحلوى واللحوم والطيور لأول مرة منذ 471 يومًا وبينما تلملم الأسر رفات ذويها وحطام بيوتها، وبينما يفرج عن أسيرات فلسطينيات من حبس السجون الإسرائيلية المظلمة... بينما كل هذا وأكثر وبينما يحتفل العالم الحر أجمع على مستوى العالم والكرة الأرضية بوقف إطلاق النار واضاءة شوارع غزة ونجاة أهلها من حرب الإبادة الوحشية.. يحتفل هؤلاء الذين يدعون الفن بوجودهم فى مهرجان باذخ الثراء فى أحدى الدول العربية.. رحم الله الفن والفنانين العظام ولا عزاء لمن لا يعرفون معنى ورسالة الفن.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مسرحية الأرتيست الأوبرا المصرية مسرح الهناجر ممثلين

إقرأ أيضاً:

«السيسى» والصقور أمناء على مقدرات الوطن

يبدأ اليوم الأحد تنفيذ الاتفاق التاريخى لوقف إطلاق النار فى غزة، والتى يأتى بعد أكثر من عام على الحرب البربرية على الفلسطينيين الأبرياء حرب راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء وما يزيد على 110 آلاف مصاب، ناهيك عن الخراب والدمار الذى حل فى هذه الحرب التى لا مثيل لها وفاقت فى بشاعتها المذابح والحروب التتارية والبربرية.
الاتفاق الذى أعلنه الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة والذى سيبدأ على مراحل له دلالات كبيرة، أولاها أنه أنهى أكبر أزمة وأكبر معاناة فى التاريخ الحديث وهى حرب غزة، ثانيا أنه أكد على بعض الاعتبارات التى لا يجب أن تمر مرور الكرام، أن هناك قراءة واقعية للمشهد، أولاها بات واضحاً للجميع صدق الرؤية الثاقبة للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أكد أن استمرار الحرب سيفتح باب الصراع ليتخطى حدود غزة، وقد كان باشتعال الحرب فى كل مكان فى الشرق الأوسط الملتهب والمشتعل.
التأكيد على الدور المصرى العظيم، والتى باتت بلا جدال رمانة الاستقرار فى المنطقة، وحجر الزاوية، مصر التى سعى رئيسها الى تعزيز قدرات جيشها العظيم بدعم غير محدود للتسليح وشراء الطائرات والفرقاطات وحاملات الطائرات، وتحديث كل أفرع القوات المسلحة المصرية، التى باتت رقماً صعباً فى المعادلة الإقليمية والعالمية.
جهود الرئيس السيسى فى الجمهورية الجديدة مكنت مصر من التواجد فى المعادلة الدولية واستطاعت بقدراتها التفاوضية التى لها فيها باع كبير مع الكيان الصهيونى منذ أكثر من 75 عاماً  أن تجد خطوات جيدة يمكن البناء عليها لإقرار السلام العادل فى المنطقة.
دلالة مهمة أخرى وهى تقديم التحية من 120 مليون مصرى الى الرئيس السيسى وإلى صقور المخابرات المصرية، الذى كان لهم دور كبير فى إقرار الهدنة ووقف إطلاق النار.
رسالتى للمصريين اطمئنوا خلفكم رئيس بطل شجاع وطنى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وصقور من رجال المخابرات المصرية رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أمناء على مقدرات الوطن وشعب مصر العظيم.
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية 
المحامى بالنقض 
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ

مقالات مشابهة

  • الباشا والثورة المنسية
  • مهلا مهلا.. ياوزير التعليم!
  • سيدة من غزة
  • رانيا فريد شوقي تكشف كواليس نجاح مسرحية مش روميو وجوليت
  • درة: فيلم وين صرنا يعبر عن اللحظات الإنسانية ومعاناة الفلسطينيين
  • البكالوريا.. و"هموم" الثانوية
  • ????العقوبات الامريكية.. وسام على صدر البرهان
  • المسرح والذكاء الاصطناعي.. استشراف جديد لعلاقة التكنولوجيا بالفنون
  • «السيسى» والصقور أمناء على مقدرات الوطن