عرضت على مسرح الهناجر بالأوبرا المصرية العريقة والعظيمة مسرحية يغلب عليها الطابع الشبابى من حيث الممثلين والكاتب والمخرجين وحتى الجمهور الذى ازدحم أمام باب المسرح ليتابع العرض المتميز لمسرحية « الأرتيست « تأليف وأخراج «محمد زكى» و«ياسر أبو العنين» و«خالد مانشى» مخرجان منفذان بطولة جماعية لمجموعة من الممثلين الشباب الموهوبين والواعدين والرائعين الذين ملأوا خشبة المسرح حماسًا وحيوية وقوة فى الأداء والصوت والتعبير، وبرع مهندس الديكور «فادى نوكيه» مع إضاءة «أبو بكر الشريف» فى الاستغلال الأمثل لخشبة المسرح دون الحاجة إلى تقنيات حديثة من السينوجرافيا أو حتى تغيير الديكور، ولكن استطاع فريق العمل مع الإنتاج التعبير عن التغيرات الزمنية والمكانية باستخدام أبسط الأدوات والديكور الثابت مع الإضاءة وفكرة الدولاب الذى من خلاله تعرض الشخصية الرئيسية قصة حياة الفنانة «زينات صدقى» ومراحل شخصيتها وحياتها وعلاقتها بالأسرة والأصدقاء وأهل الفن وحتى تحولها من الغنى والثراء إلى الفقر والعوز وكل ما قاسته فى حياتها وسفرها إلى لبنان وعملها كومبارس وراقصة ثم ممثلة فى السينما وتألقها على خشبة المسرح.
الفنانة الدكتورة «هايدى عبدالخالق» التى قامت باداء دور «زينات صدقى» عبرت عن المشاعر الداخلية للشخصية من خلال طبقات صوتية متنوعة عميقة وسعيدة وساخرة وحزينة متكاملة ولم يفقد الجمهور لحظة واحدة من متابعة الأحداث التى تدور بالتوازى نفسيًا وخارجيًا على خشبة المسرح وامتلكت أحاسيس ومشاعر الحضور وتفاعلهم فى كل لحظة؛وكذلك الممثلة الشابة «فاطمة عادل» التى أدت دور صديقتها الصدوق ورفيقة رحلة الفن والصراع أما الشاب الذى أدى دور الترزى اليونانى فإنه أبدع فى تقليد الفنان العظيم إسماعيل يس الذى ارتبط اسمه باسم «زينات صدقى» فى عدة أعمال سينمائية ومسرحية ومشاهد لن تمحوها الأيام والسنين.
المسرحية بخلفية بها مونولوجات للفنان الراحل «إسماعيل يس» تأخذنا إلى ماضى بعيد لكنه ماضى ملئ بالفن الأصيل حين كان الفنان يعمل من أجل رسالة وقيمة وليس فقط من أجل المال والنقود.. لم تكن هناك مهرجانات كتلك التى نعيشها الآن ويتبارى من يدعون أنهم أهل الفن وأنهم تلك القوى الناعمة للثقافة المصرية فى حضورهم شرقًا وغربًا، خارجيًا وداخليًا ليلًا نهارًا وكأن كل تاريخهم وإنجازاتهم هى تلك الصور والحفلات والملابس الغربية والمثيرة وذلك الزيف والظهور على وسائل التواصل وفى الفضائيات المصرية والعربية للحديث عن حياتهم الشخصية دون أى أعمال ذات تأثير أو مضمون إلا القليل.. حتى المشاركة فى المهرجانات لا تكون بأعمال مميزة تستحق التقدير والشهادات والدروع والكؤوس والأموال ولكنها حلقة مفرغة من البعد عن الواقع وعن الجمهور والإكتفاء بالظهور الغريب وتكريس كتائب إلكترونية خادعة للحصول على لقب أعلى وأفضل وأحسن وأغنى وأجمل... ترند.
ما أبعد اليوم عن الأمس وما أقبح تلك المرحلة التى ينحصر فيها دور الفنان والفن فى دائرة ضيقة ممن يبحثون عن شهرة زائفة ويحولون معنى وقيمة ورسالة الفن إلى مظاهر وجوائز ومهرجانات لا أعمال ولا رسائل ولا تواصل مع الواقع والمجتمع.. فبينما يحتفل أهل غزة بالعودة الحزينة لمنازل دمرت وسويت بالأرض، وبينما يأكل الصغار الحلوى واللحوم والطيور لأول مرة منذ 471 يومًا وبينما تلملم الأسر رفات ذويها وحطام بيوتها، وبينما يفرج عن أسيرات فلسطينيات من حبس السجون الإسرائيلية المظلمة... بينما كل هذا وأكثر وبينما يحتفل العالم الحر أجمع على مستوى العالم والكرة الأرضية بوقف إطلاق النار واضاءة شوارع غزة ونجاة أهلها من حرب الإبادة الوحشية.. يحتفل هؤلاء الذين يدعون الفن بوجودهم فى مهرجان باذخ الثراء فى أحدى الدول العربية.. رحم الله الفن والفنانين العظام ولا عزاء لمن لا يعرفون معنى ورسالة الفن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مسرحية الأرتيست الأوبرا المصرية مسرح الهناجر ممثلين
إقرأ أيضاً:
ذكرى رحيل محمد رضا.. أحب المسرح وأصبح أشهر معلم بالسينما المصرية
تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان محمد رضا، الذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1995، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا يمتد لأكثر من 350 عملًا بين السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة.
المعلم الأشهر في السينما المصريةاشتهر محمد رضا بتقديم شخصية “المعلم” بمهارة جعلته أيقونة في هذا النوع من الأدوار، حيث استطاع أن يُضفي عليها طابعًا كوميديًا وفكاهيًا جعله محبوبًا من الجماهير.
شارك في العديد من الأفلام الناجحة، منها:
• 30 يوم في السجن
• ممنوع في ليلة الدخلة
• عماشة في الأدغال
• البحث عن فضيحة
• خان الخليلي
• العتبة جزاز
• البيه البواب
• الراقصة والطبال
• معبودة الجماهير
برع أيضًا في المسرح، وكان من أبرز أعماله:
• زقاق المدق
• رضا بوند (الذي تحول فيما بعد إلى فيلم سينمائي)
أما في التليفزيون، فقد شارك في العديد من المسلسلات، مثل:
• على بيه مظهر
• الزنكلوني
• مواقف ساخرة
• يوميات ونيس
• ساكن قصادي
• ألف ليلة وليلة
كان للإذاعة نصيب كبير من أعماله، حيث قدم مسلسلات مثل:
• شنطة حمزة
• رضا بوند (والذي تحوّل إلى فيلم ومسلسل “قهوة المعلم رضا”)
محمد رضا أحمد عباس وشهرته الفنية "محمد رضا"، يكاد يكون شخصية كارتونية ولدت في ٢١ ديسمبر ١٩٢١ بمحافظة أسيوط، وهو حاصل على دبلوم الهندسة التطبيقية العليا في ١٩٣٨ ودبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية في ١٩٥٣.
وكشف أحمد محمد رضا، نجل الراحل محمد رضا، أن والده أصبح يتحدث بنفس طريقة تحدثه في فيلم "30 يوم في السجن" ظلت معه لمدة بعد نجاح الفيلم بالمنزل، معقبا: “والدي دائما ما كان يفضل المسرح عن السينما”.
وفي المسلسلات التليفزيونية ترك بصمة مثل شخصية "رضا بوند" التي تحولت إلى فيلم سينمائي ومن المسلسلات التي شارك فيها "ساكن قصادي" و"عماشة عكاشة".
وعن وفاته قيل إنه توفى أثناء تصوير مسلسل "ساكن قصادي" وكان ذلك خلال شهر رمضان المبارك، وتم خلال الحلقة عرض عددا من الصور النادرة والتي يتم عرضها لأول مرة للراحل محمد رضا مع عائلته وأصدقائه.
وأشار إلى أن والده كان له ترزي مخصوص يقوم بتفصيل ملابسه خاصة به.