يشارك الزميل الصحفي محمد شعبان في الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بإصدار جديد يحمل عنوان «أروقة دولة بني العباس.. حكايات الناس والشوارع»، والصادر عن دار «دارك» للنشر والتوزيع.

تتجول سطور هذا الكتاب في أروقة الدولة العباسية، لترصد عدداً من الأحداث التي ربما لم يُلق الضوء عليها بشكل كاف، وذلك رغم أهميتها كمؤشرات تاريخية تُنبئ عن ملامح هذا العصر، إذ بنيت هذه الأحداث على معطيات وظروف معينة، وفي نفس الوقت كان لها تداعياتها على أحداث تالية.

أحوال أهل دمشق تحت الحكم العباسي 

يرصد الكتاب بشيء من التفصيل أحوال أهل دمشق تحت الحكم العباسي، والذين أفاقوا على واقع جديد بعد سقوط الدولة الأموية، فوجدوا أن المكانة التي كانت تتمتع بها مدينتهم كعاصمة للخلافة الإسلامية لم تعد كما كانت، وهذا الوضع الجديد كان له تداعياته على تعاملهم مع العباسيين، وتعامل العباسيين معهم.

ويتطرق الكتاب إلى إحدى هذه التداعيات، عبر ما عُرف بـ«النابتة»، وهي حركة مقاومة سلبية للدولة العباسية وجدت طريقها إلى الشوارع والأروقة بعد فشل الثورات التي قام بها الأمويون لإعادة إحياء دولتهم واستعادتها من العباسيين.

كما يتناول الكتاب حركات الخروج على الخلافة العباسية والتي قادها شعراء كُثر لأسباب دينية وسياسية واجتماعية، فنظموا قصائد للتعبير عن أفكارهم ومراحل ثوراتهم، واستطاعوا في فترات كثيرة إحراج جيوش الدولة، بل واحتلال مدن.

ويتجول الكتاب داخل شوارع الدولة العباسية ليرصد «القُصّاص» الذين اتخذوا من الأزقة أمكنة لهم لسرد القصص والحكايات الشيّقة، وتجاوز دورهم مجرد الحكي إلى أدوار سياسية ظهرت في كثير من الفترات، خاصةً أوقات الفتن والاضطرابات.

التأثر بالثقافات الوافدة 

على الصعيد الاجتماعي، يلقي الكتاب الضوء على أحد مظاهر التأثر بالثقافات الوافدة آنذاك، وهي انتشار الحانات، والتي مثّلت ملاذاً لفئات كثيرة وجدت فيها طوق نجاة من براثن الهموم والمتاعب اليومية، فاتجهوا إليها للشراب وسماع الموسيقى وأمور أخرى.

ولا يتجاهل الكتاب، المشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مظاهر اللهو والترف الذي شهدته الدولة العباسية، والذي مرت بمنعطفات عدة، ارتبطت في مجملها بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتباينت أشكالها ودرجاتها من خليفة لآخر، وفقًا لظروف عصره.

ونتيجة لهذه المظاهر، وُجد ما يعرف بـ«المُجّان»، وكانوا فئةً من الشباب والشعراء وعلية القوم الذين يتجمعون في مكان ما لممارسة كل صنوف اللهو واللذة والمجون، غير عابئين بقيود دينية أو مجتمعية. وإزاء ذلك، نشأت حركات مقاومة لهؤلاء، منها ما رفع شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها ما وصل به الأمر إلى إعلان العصيان على السلطان.

ورغم انتشار مظاهر اللهو المختلفة في أروقة الدولة العباسية، إلا أن قطاعاً عريضاً من الناس عانى من الفقر والعوز، عندما تبدلت أحوال الدولة العباسية في عصرها الثاني من القوة والازدهار إلى الضعف والوهن، بسبب ضعف شخصية الخلفاء، وتغلغل العنصر التركي وسيطرته على مقاليد الأمور.

وتسلّط سطور الكتاب الضوء على ما عُرف بـ«مجلس المظالم»، أو «ديوان الحوائج»، حيث جلس الخلفاء للنظر في بعض القضايا الخلافية التي لم يكن للقضاة أن يبتّوا فيها، واحتاج الأمر إلى هيئة لها سلطة وهيبة لإصدار أحكام قاطعة لا يجوز الطعن عليها وتُنفذ في الحال.

ويستعرض الكتاب أحوال المسلمين الذين وقعوا أسرى في أيدي الروم، وطريقة فدائهم، لا سيما أن طريقة التعامل معهم اختلفت وفقاً لمعطيات عدة، منها الظروف السياسية ومنها طريقة معاملة الأسرى البيزنطيين في ديار المسلمين.

وفي مناطق عديدة من الدولة أقطع الخلفاء العباسيون مُواليهم وقادتهم وجنودهم الأراضي، وذلك لكسب موالين وتكوين شبكة أنصار قوية، واسترضاء فئات لها ثقل سياسي، وكذلك لحماية حدود الدولة من هجمات أعدائها، فضلاً عن تشجيع الناس على السكن في المناطق المُسيطَر عليها حديثاً، وهو ما يتناوله الكتاب بشيء من التفاصيل.

ويستعرض الكتاب أحد أوجه الصراع بين الخلافتين العباسية والفاطمية، والذي تبلور في «المدارس النظامية» التي أنشأها الوزير السلجوقي نظام الملك الطوسي لنشر المذهب السني ومواجهة الفكر الشيعي.

ومن الموضوعات التي لم تحظ باهتمام كافٍ وتتناولها سطور الكتاب تلك البعثات العلمية التي أرسلها الخلفاء العباسيون إلى خارج حدود الدولة، لاستجلاب الكتب النادرة في مختلف المجالات، ومعرفة أحوال الشعوب، والوقوف على آخر ما وصلت إليه العلوم، وهدفوا من وراء ذلك لتحقيق أهداف مختلفة، بعضها معرفية، وبعضها سياسية.

ويستعرض الكتاب الطقوس الخاصة لأهل بغداد في العُطلة الأسبوعية التي كانت خصصتها لهم الدولة، وكانت يوم في أول الأمر، ثم أصبحت يومان، إذ مارس الناس صنوف اللهو المختلفة، والتي اختلفت من فئة لأخرى.

ويرصد الكتاب هجرة كثير من العراقيين إلى مصر خلال فترات مختلفة من العصر العباسي، وذلك لأسباب دينية وسياسية وعسكرية، فأقاموا فيها وكوّنوا جاليةً كبيرةً كان لها إسهاماتها المباشرة في الكثير من مناحي الحياة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب محمد شعبان دمشق الدولة العباسية الدولة العباسیة

إقرأ أيضاً:

برئاسة لطيفة بنت محمد.. الإمارات تشارك بـ100 شخصية في «دافوس 2025»

دبي-وام
تشارك دولة الإمارات في الدورة الـ 55 لاجتماعات منتدى الاقتصاد العالمي للعام 2025، التي تنطلق في دافوس بسويسرا غداً (الاثنين) وتستمرحتى 24 يناير الجاري، بوفد رفيع المستوى تترأسه سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة».
يضم الوفد أكثر من 100 شخصية من رؤساء الشركات والقطاع الخاص والمسؤولين الحكوميين، مواصلة مشاركتها الفاعلة والمتميزة في هذا الحدث الدولي الهام، الذي يعد منصة عالمية سنوية تسهم في تعزيز التعاون الدولي الشامل في كافة المجالات التنموية، لا سيما في المجالات ذات الصلة بالقطاع الاقتصادي.
وتعكس مشاركة الإمارات بأعمال منتدى دافوس العالمي 2025، رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» في تعزيز الدور الإقليمي والعالمي الرائد الذي تقوم به دولة الإمارات في مختلف مجالات التعاون، ودعم الجهود الدولية لترسيخ التنمية الشاملة والمستدامة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» بمواصلة اهتمام حكومة الإمارات بالملف الاقتصادي، والارتقاء بتنافسية الدولة في كافة المجالات على الصعيد العالمي، وفي مقدمتها القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني، وتبادل الخبرات الدولية، بما يعزز كفاءة الاقتصاد الوطني ويدعم استدامة الاقتصاد العالمي ويسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وتنسجم مشاركة الإمارات في المنتدى، الذي يقام تحت شعار «التعاون من أجل عصر ذكي»، مع أهدافه وأجندة أعماله حيث يركز منتدى الاقتصاد العالمي هذا العام على نقاشات تشمل العديد من الموضوعات والتحديات المهمة، منها سد الفجوات التي تعيق الجهود التنموية العالمية، وتعزيز النمو المستدام، وتسخير التكنولوجيا المتقدمة لخلق حلول تحولية داعمة للتنمية.
وقال محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، إن المشاركة المتميزة لدولة الإمارات في أعمال منتدى الاقتصاد العالمي «دافوس» 2025 تأتي ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله، بترسيخ حضور الدولة ومساهمتها الفاعلة في المحافل الدولية بشتى القطاعات، وتعزيز الشراكات الدولية الناجحة للإمارات، وبما يسهم في مواصلة تحقيق المستهدفات الوطنية في كافة المسارات التنموية، ويدعم الجهود الدولية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وأضاف القرقاوي قائلاً: إن الأهمية التي توليها الإمارات للمشاركة الفاعلة في أعمال»دافوس«، تتماشى كذلك مع الأولوية التي يحظى بها، القطاع الاقتصادي، لدى دولة الإمارات، والدور المحوري لهذا القطاع في تحقيق المستهدفات والاستراتيجيات الوطنية في كافة القطاعات.
وقال: الحكومات والمؤسسات والجهات المعنية بشمولية تحقيق وترسيخ الاستقرار والازدهار والرخاء على الصعيد العالمي، تولي التعاون الدولي في كافة المجالات، لاسيما المجال الاقتصادي أولوية، والإمارات شريك دولي فعال لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لكافة الدول والمجتمعات.
وأكد أن دولة الإمارات تواصل نهجها الهادف إلى تعزيز وتوثيق التعاون الدولي مع كافة الدول والحكومات والجهات الدولية بما في ذلك الشركات الكبرى والقطاع الخاص، من خلال المشاركة في منتدى الاقتصاد العالمي بدافوس، من أجل تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة، عبر مشاركة التجارب والخبرات الوطنية الناجحة، وبناء الشراكات الدولية المثمرة، والاستفادة من التجارب والخبرات العالمية المتاحة، من خلال منصة المنتدى، التي تُعد فرصة سنوية قيمة وملهمة ومحفزة لخلق وابتكار المزيد من المبادرات والمشاريع والرؤى التنموية، واستثمار الفرص المتاحة، واستباق التحديات المستقبلية بحلول مبتكرة وتحويلها إلى فرص واعدة، من أجل مستقبل أفضل للأجيال، ومواصلة تعزيز مسيرة التنمية الوطنية الشاملة، في كافة المسارات.
وحرص عدد كبير من كبرى الشركات الوطنية والقطاع الخاص بالدولة على المشاركة في أعمال»دافوس«2025، وهو ما يشكل مواصلة للزخم الكبير الذي شهدته مشاركتها في الدورة السابقة من منتدى الاقتصاد العالمي، ويعكس الأهمية الكبيرة التي تمثلها تلك المشاركة سواء على مستوى الاقتصاد الوطني، أو على الصعيدين الإقليمي والعالمي، حيث يتيح منتدى الاقتصاد العالمي بدافوس، فرصاً واعدة لترسيخ وبناء شراكات دولية في كافة المجالات، وتبادل الخبرات الناجحة، والتعرف على المبادرات الملهمة، ومواصلة التحديث واستئناف التطوير.
ويشكل منتدى الاقتصاد العالمي مناسبة للشركات الوطنية الكبرى والقطاع الخاص الوطني لتبادل الخبرات وترسيخ وبناء الشراكات في كافة المجالات، ومنصة دولية لتوطيد جسور التعاون الدولي وترسيخ مفاهيم العمل المشترك بين الحكومات والمؤسسات المختلفة. وتزخر أجندة مشاركة الدولة في المنتدى، بمجموعة متنوعة من الجلسات في مجالات مختلفة يتصدرها قطاعات الاقتصاد، والتجارة الخارجية، والاستثمار، وريادة الأعمال، والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والشؤون التشريعية، والتطوير الحكومي، والتعليم، والبيئة والدبلوماسية، وغيرها.
كما يمثل المنتدى منصّة عالمية تجمع سنوياً أكثر من 3000 شخصية من القادة وصُناع القرار وكبار الشخصيات في القطاعين الحكومي والخاص في مختلف أنحاء العالم، لمناقشة التحديات والمتغيرات العالمية واستعراض الحلول والتطورات وبناء الشراكات، في مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية، حيث تسهم مخرجات المنتدى وحواراته وشراكاته المثمرة، في دعم التنمية المستدامة، وصياغة أنجع الحلول لأبرز التحديات التي تعترض الجهود التنموية على الصعيد الدولي.
وتحظى دولة الإمارات بمشاركة بارزة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي»دافوس«2025، بما في ذلك العديد من الجلسات الرئيسة والاجتماعات الخاصة والفعاليات الأخرى، وتسعى الدولة من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز مكانتها كمركز للتعاون الدولي، ودفع مسارات التنمية المستدامة، وريادة الابتكار في قطاعات حيوية تشمل التكنولوجيا والطاقة والتجارة، والتزام الدولة الراسخ بالاستدامة.
ومن أبرز المحاور الرئيسية لمشاركة الإمارات في»دافوس«2025، استعراض التجربة الوطنية في النمو الاقتصادي وتوسيع التجارة الخارجية، وفي مجال الاستدامة والطاقة النظيفة تستعرض الإمارات تجربتها الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة عبر العديد من المبادرات والمشاريع العملاقة، إلى جانب قطاع الرعاية الصحية والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات والمحاور الرئيسية المهمة.
وللعام الثالث على التوالي، تشارك دولة الإمارات بجناح خاص بالمنتدى تحت شعار»لا شيء مستحيل'، وبما يعكس الأهمية التي توليها الإمارات لهذا المحفل الدولي الهام، حيث تم تخصيص أجندة متميزة من الفعاليات المهمة ضمن الجناح الوطني، تواكب الزخم الكبير لمشاركة دولة الإمارات في فعاليات المنتدى، ويشارك فيها نخبة من المسؤولين ورؤساء الشركات الوطنية الكبرى والمسؤولين في القطاع الحكومي والقطاع الخاص، وعدد من الخبراء والمتخصصين وأصحاب التجارب الدولية الناجحة والملهمة.
ويستمر جناح دولة الإمارات في هذه الدورة، في المحافظة على هويته وطابعه الوطني المميز، سواء من حيث الشكل أو التصميم المستوحى من الموروث المحلي، أو المساحة التي يخصصها لمناقشة ملفات ذات أولوية وتحظى باهتمام على صعيد دولة الإمارات، والشركات الوطنية الكبرى والقطاع الخاص بالدولة. ويستضيف جناح دولة الإمارات بدافوس 2025 سلسلة من اللقاءات المهمة والجلسات العامة، واللقاءات الإعلامية التي تشهد حضوراً بارزاً لرؤساء الشركات الوطنية الكبرى والمسؤولين في القطاع الخاص والمسؤولين الحكوميين، والاجتماعات الثنائية رفيعة المستوى، وتضم نخبة من كبار الشخصيات والمسؤولين والخبراء، في سياق استعراض التجارب الإماراتية الناجحة، وتبادل الخبرات الدولية، وعقد الحوارات البناءة مع ممثلي الجهات الدولية المشاركة، وبما يتيح فرصاً واعدة للاستفادة الفعلية من هذه التجارب والخبرات، وبناء شراكات مثمرة، والتوصل إلى حلول مبتكرة ومواصلة مسيرة التحديث والتطوير للجهات المشاركة.

مقالات مشابهة

  • معرض الكتاب 2025.. «قصور الثقافة» تصدر كتاب «أسباب الطرب في نوادر العرب» لـ لويس شيخو
  • جناح الأزهر يقدم كتاب "العقائد السُّنية" في معرض الكتاب
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم كتاب العقائد السنية مع شرح وحاشية
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزوَّاره كتاب "العقائد السُّنية" مع شرح وحاشية
  • برئاسة لطيفة بنت محمد.. الإمارات تشارك بـ 100 شخصية في «دافوس 2025»
  • قبل إنطلاق معرض الكتاب .. ماذا تعرف عن مبادرة المليون كتاب؟
  • برئاسة لطيفة بنت محمد.. الإمارات تشارك بـ100 شخصية في «دافوس 2025»
  • «علاقة منتهية الصلاحية».. كتاب جديد لسارة مجدي في معرض الكتاب 2025
  • «كافيين».. كتاب لتالين محمد بمعرض الكتاب يناقش المشاعر الإنسانية