وأعلنت وزارة الداخلية السورية عن اكتشاف عدة معامل وأوكار لصناعة المخدرات، معظمها كان تحت سيطرة الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس المخلوع.

وفي بيان رسمي، أكدت الوزارة أن شحنات الكبتاغون المضبوطة تعود ملكيتها للهارب ماهر الأسد، وكانت مجهزة للتصدير عبر مرفأ اللاذقية إلى دول عربية وغربية.

وخلال 24 ساعة فقط، تم ضبط مستودعيْن في مدينة اللاذقية، الأول يحتوي على أكثر من 100 مليون حبة كبتاغون، والثاني يضم 60 مليون حبة.

وبحساب بسيط، فإن القيمة السوقية لهذه الكمية في أوروبا، حيث تباع الحبة بـ10 دولارات، تصل إلى 1.5 مليار دولار.

واللافت في العملية أن المخدرات كانت مخبأة بطرق مبتكرة داخل ألعاب الأطفال والحقائب المدرسية والأدوات المنزلية، في محاولة للتمويه على التهريب، وتؤكد هذه الاكتشافات حجم تورط النظام السابق في تجارة المخدرات العالمية.

واستعرضت حلقة (2025/1/20) من برنامج "شبكات" تغريدات بعض المستخدمين التي أجمعت على ضرورة دعم الحكومة السورية الجديدة في حربها على المخدرات، معتبرين أن نظام الأسد كان يشكل خطرا على المجتمع المحلي والدولي من خلال تجارة المخدرات.

وبحسب وجهة نظره، يرى المغرد حمود أحمد أن واجب المجتمع الدولي أن يدعم الحكومة الجديدة في سوريا، وغرد "لو المجتمع الدولي صادق فعلا في دعم حقوق الإنسان، لازم (لابد أن) يدعم الحكومة الجديدة، عالأقل (على الأقل) بسبب هاد (هذا) الإنجاز: توقيف أكبر مصدر للمخدرات في العالم".

إعلان

وفي السياق نفسه، وصف الناشط مهند ياسر نظام الأسد بأنه "أكثر نظام مجرم وفاسد وكان خطيرا على العالم بأجمعه".

في حين علق المغرد أكرم بسخرية "يا جماعة كان عنا (عندنا) رئيس مافيا اختصاص تجارة مخدرات وأعضاء وآثار".

أما المغرد علي رجو فطالب السلطات الجديدة باتخاذ إجراءات صارمة، وقال "نطالب وزارة الداخلية والدفاع باعتقال تجار المخدرات والمجرمين والعابثين بأمن الوطن والمواطن، وإنزال أشد العقوبات بهم، نريد العيش بأمان".

من جهتها، أعلنت إدارة مكافحة المخدرات السورية إتلاف المواد المخدرة التي تم ضبطها في مقرات الفرقة الرابعة ضمن جهود مكافحة آفة المخدرات وتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد.

20/1/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

محطة "القدم" للقطارات بدمشق.. إرث عثماني دمره نظام الأسد

لم يكتفِ نظام البعث المخلوع بتدمير سوريا ومقدراتها، بل عمد إلى تخريب إرثها التاريخي أيضا، بما في ذلك محطة "القدم" للقطارات العائدة للعهد العثماني في العاصمة دمشق.

 

وتعد محطة القدم إحدى أهم محطات سكة حديد الحجاز التي بناهه العثمانيون، وحولها نظام بشار الأسد البائد لقاعدة لقصف المناطق السكنية المجاورة، خلال سنوات الثورة السورية.

 

وكانت المحطة نقطة انطلاق للحجاج المتوجهين إلى الديار المقدسة، وضمت لاحقا متحفا يعرض القطارات القديمة التي خدمت على خط الحجاز لسنوات طويلة.

 

إلا أن قوات النظام لم تراعِ قيمة هذا المَعلم التاريخي، فعمدت إلى تدميره وسرقة مقتنياته الثمينة، بما في ذلك العربات القديمة.

 

وتُظهر مشاهد التقطها فريق الأناضول حجم الدمار الذي لحق بمحطة القدم، لتشكل شاهدا على همجية نظام الأسد وتدميره الممنهج للتراث السوري.

 

المشاهد الجوية، التي التقطتها عدسة الأناضول تظهر عربات مهجورة متهالكة على السكك الحديدية، والمباني التاريخية المتعرضة للإهمال والتخريب، وقاطرات تُركت لمصيرها دون صيانة.

 

- محطة القدم التاريخية

 

وُضع حجر الأساس لسكة حديد الحجاز في 1 سبتمبر/ أيلول 1900 بأمر من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وامتدت السكة من دمشق إلى المدينة المنورة، حيث تم افتتاحها رسميا في الأول من سبتمبر 1908.

 

سكة حديد الحجاز التي أُنشئت لنقل الحجاج إلى الأراضي المقدسة، لعبت دورا هاما من الناحية العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

 

أما محطة القدم، الواقعة في قلب دمشق، فكانت واحدة من أهم المحطات ضمن سكة حديد الحجاز، وشكلت نقطة تجمّع للحجاج في ذلك الوقت. كما أدت دورا محوريا في المشروع، بفضل ورش الصيانة والإصلاح التي احتضنتها.

 

هذه الورش التي بنيت خلال الحقبة العثمانية، كانت تشهد أعمال صيانة وإصلاح القطارات، إضافة إلى تصنيع قطع الغيار اللازمة للقطارات.

 

وظلت منشآت وورش الصيانة هذه تعمل منذ تأسيسها حتى عام 2012، حيث تمركزت قوات النظام المخلوع في المنطقة لتنهب محطة القطار ومحتوياتها بعد طردها مئات العاملين منها.

 

محطة القدم كانت تحوي أيضا قسما مخصصا لعرض قاطرات القطارات القديمة، التي خدمت لسنوات في سكة حديد الحجاز، قبل أن تقوم قوات النظام المخلوع بنهب قطع ثمينة وألواح نحاسية من القاطرات والعربات التاريخية هناك.

 

واستخدمت قوات نظام بشار الأسد المحطة كقاعدة لقصف المناطق السكنية في المنطقة، كما نهبت محتويات متحف القدم، الذي تم تأسيسه عام 2008، وسرقت القطع الأثرية القيمة داخله.

 

ومن بين أهم القطع التي تعرضت للتدمير المتعمد، كان العربة الخشبية الخاصة بالسلطان عبد الحميد الثاني، والتي أُحرقت بالكامل من قبل قوات النظام، ما جعلها غير قابلة للاستخدام.

 

- شهادات أحد عمال محطة القدم

 

المواطن السوري يحيى الحلواني، الذي عمل في محطة القدم لمدة 57 عاما، بعدما دخلها كتلميذ متمرس، اصطحب فريق الأناضول في جولة داخل المنشأة، وقدم معلومات تفصيلية عن المحطة.

 

وفي حديثه للأناضول، قال الحلواني إنه كان يعمل فنيا في هذه المحطة قبل توقفها عن العمل.

 

وحول تاريخ المحطة ونشاطها، قال الفني السوري إن أول رحلة قطار انطلقت من محطة القدم إلى المدينة المنورة كانت عام 1908.

 

وأوضح أنه قبل تشغيل القطارات، كانت الرحلة تستغرق 3 أشهر على ظهور الإبل، لكن مع القطار، انخفضت المدة إلى 3 أيام.

 

وأشار إلى أنه وبحسب المصادر التاريخية والمرويات المأثورة كان هناك إقبال كبير على رحلات القطار المنطلقة من محطة القدم بعد عام 1908.

 

ولم تكن القطارات مخصصة لنقل الحجاج فحسب، بل كانت تُستخدم أيضا لنقل الحبوب والمنتجات التجارية الأخرى.

 

وعقب اندلاع الحرب الداخلية في سوريا عام 2011، قال الحلواني إن مقاتلات النظام المخلوع استهدفت مركز صيانة القطارات والعربات في المحطة، مشيرا إلى آثار الضربة التي لا تزال واضحة حتى الآن.

 

وبحسب الفني السوري، فإن قوات النظام وعقب سيطرتها على المنطقة، بدأت بقصف الأحياء السكنية المجاورة مثل حيي العسالي وجورة، بالدبابات التي تمركزت في المحطة التاريخية.

 

- متحف القدم لمقتنيات الخط الحديدي الحجازي

 

بدورها، أكدت منال خليفة رئيسة متحف القدم لمقتنيات الخط الحديدي الحجازي، أن الأخير بني عام 2008، إلا أنه تعرض لأضرار جسيمة جراء ممارسات النظام.

 

وأضاف أن المعرض كان يعرض القطع المتعلقة بسكة حديد الحجاز، والتي تم جمعها بعناية من جميع محطاتها ونقلها إلى هذا المكان بعد تنظيفها وترميمها.

 

وأوضحت خليفة أن المتحف لم يتبق منه سوى عدد قليل من المقتنيات، مشيرة إلى أن قوات النظام قامت بقصفه قبل دخولها إلى المحطة.

 

وأشار إلى وجود أضرار كبيرة لحقت بالمتحف والمنشآت داخل المحطة، وإلى نهب العديد من القطع من قبل قوات النظام المخلوع.

 

خليفة أوضحت أنه بعد سقوط نظام البعث، بدأت أعمال الترميم في المتحف الذي قالت إنه "عندما يسمع الناس اسم محطة القدم، يعودون بذاكرتهم إلى 100 أو 125 عاما مضت".

 

واختتمت بالقول: هذه المحطة من أقدم محطات سكة حديد الحجاز، ونحن فخورون بها. سنُعيد ترميم كل ما تهدم، وسنجعلها محطة مفتوحة للسياح".

 

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

 

وفي 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بالعهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود، وإلغاء العمل بالدستور.


مقالات مشابهة

  • تركيا.. 20 ألف حبة مخدرات مخبأة في شاحنة
  • معاون وزيرة التضامن: نقدم دعما ماليا وفنيا لمؤسسات المجتمع الأهلي
  • كيف قضي أندرويد على إمبراطورية نوكيا.. قصة سقوط عملاقة الهواتف
  • بومرداس.. الإطاحة بمروج مخدرات وضبط قرابة 6 كلغ كيف
  • في تحول خاطف.. كيف اختفت رموز نظام الأسد من أسواق دمشق وحلّت محلها ألوان الثورة؟
  • حزب الاتحاد: تمكين الحكومة الفلسطينية من إدارة غزة يتطلب دعما عربيا موحدا
  • مواطن جزائري يشرح كيف أصبح مليونيرا بعد إقامته سنتين في المغرب مبرئا نفسه من تجارة المخدرات مع "شبكة إسكوبار"
  • محطة "القدم" للقطارات بدمشق.. إرث عثماني دمره نظام الأسد
  • ريتشارد بويد للجزيرة نت: إسرائيل نظام استعماري عنصري يجب عزله دوليا
  • سوريا.. بعد سقوط نظام الأسد هل سترفع العقوبات عنها؟