يُعد الكاتب البريطاني ويليام شكسبير (1564-1616) أحد أشهر الكتاب فـي التاريخ؛ نظرًا لغزارة إنتاجه وتنوعه وعبقريته الفذة وخاصة فـي الكتابة المسرحية التي لا تزال تُمثل على خشبة المسرح رغم مضي أكثر من أربعمائة سنة على رحيله. عُرِف عن شكسبير تركه الدراسة فـي سن الثامنة عشرة لأسباب لا تزال مجهولة، ولكن يعزوها البعض إلى دفع العائلة الشاب إلى العمل لإعالة نفسه والأسرة، كحال الأسر التي ترغم أبناءها على العمل فـي سن مبكرة.
إن شكسبير المقصود فـي العنوان ليس شكسبير الكاتب والشاعر والمسرحي، وإنما ويليام شكسبير (1878- 1915) آخر، كان وكيلًا سياسيًا فـي الكويت من 1909 إلى 1915م، قُتِل فـي معركة جراب عام 1915. وقد أحدث اسمه التباسا لدى العديد من الشخصيات، فقد قيل إن أحد الأمراء الخليجيين المعاصرين له، يتباهى أمام الأوروبيين بأنه يعرف شكسبير، وظن الأوروبيون أن الشيخ مُطلع على أعمال شكسبير الأدبية والمسرحية.
أوردت السياسية البريطانية جيرترود بيل (1868-1926) فـي كتابها «أوراق منسية من تاريخ الجزيرة العربية» والمترجم من قبل الكاتب والمترجم الكويتي عطية بن كريم الظفـيري، أوردت بيل فـي تقاريرها الاستخباراتية معلومات عن الكابتن شكسبير تقول عنه: «يرتبط عبد العزيز بعلاقة شخصية مع الكابتن شكسبير، وكيلنا السياسي فـي الكويت، ولم يكن هناك شيء أكثر تأكيدًا على أن ظهوره على ساحل الخليج سيجعله فـي نهاية المطاف على اتصال مباشر مع بريطانيا العظمي، ولكن قبل تحديد المسألة الصعبة بشأن علاقته الدقيقة مع القسطنطينية فإن اندلاع الحرب مع تركيا أعفانا من كل الالتزامات بالحفاظ على موقف محايد. فـي شتاء عام (1914-1915) شق الكابتن شكسبير طريقه للمرة الثانية إلى داخل نجد، واشترك مع ابن سعود الذي كان يزحف نحو الشمال لصد هجوم ابن رشيد المدَّعم من قبل الأتراك، والتقت القوتان فـي جراب فـي التحام غير حاسم، وشارك فـيه الكابتن شكسبير ليس بصفته مقاتلًا، لكنه جرح وقتل، ولقد فقدنا فـيه ضابطا شجاعا ذا معرفة بوسط شبه الجزيرة العربية (نجد) يتمتع بمهارة نادرة فـي التعامل مع رجال القبائل، وهذه الخصلة ساعدته فـي أداء مهنة مفـيدة ومتميزة، ولقد عاشت أعماله بعده».
يورد المترجم فـي هامش الصفحة (81) من الكتاب المذكور، وقائع المعركة التي أصيب فـيها شكسبير فـي يناير 1915، وكان يقاتل إلى جانب الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أمير الرياض، ضد قوات سعود العبد العزيز الرشيد أمير حائل. كتب شكسبير قبل مقتله رسالة إلى جيرترود بيل، قال فـيها: «إن ابن سعود يستعد الآن للقيام بحملة عسكرية ضد ابن رشيد، وسوف يهزم جيش ابن رشيد هزيمة نكراء، وأنه ليس من المستغرب أن نكون فـي حائل فـي الشهر القادم، وأصبح أنا مستشارا سياسيا لابن سعود».
لم يُمهل القدر شكسبير ليكون مستشارا لدى ابن سعود، إذ قتلته قوات ابن رشيد فـي جراب «قرية سعودية تابعة لمحافظة المجمعة»، ودُفن فـي الكويت، لتطوى بذلك سيرة رجل سعى إلى تمتين العلاقة بين البريطانيين وآل سعود ضد الحلف العُثماني وآل رشيد. وبقي اسمه منافسا لأشهر الكُتاب البريطانيين، ليُجسد بذلك السجال الأزلي بين الثقافة والسياسة.
محمد الشحري كاتب وروائي عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ابن سعود
إقرأ أيضاً:
الأمير سعود بن نهار يواصل جولاته لمراكز الطائف
يواصل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار بن سعود بن عبدالعزيز محافظ الطائف غدًا, جولاته التفقدية للمراكز الإدارية التابعة للمحافظة يرافقه مسؤولو الجهات الحكومية والخدمية ذات العلاقة؛ بهدف الاطلاع على سير العمل والوقوف على المشروعات المنجزة والجاري تنفيذها.
وتأتي هذه الجوالات بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز مُستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة.
ويزور سموه خلال جولته التفقدية ” قيا ، شقصان، كلاخ ، السديرة ” يلتقى خلالها الأهالي ويقف على المشاريع المنجزة والجاري تنفيذها، ويطلع على الخدمات التي تقدمها الأجهزة الحكومية والخدمية في المراكز والقرى التابعة لها، كما يقف على مشروع الإصلاحية والطريق الرابط بين طريق الجنوب ومركز السديرة.
ونوه بالجولات الميدانية التي تأتى للوقوف الميداني على مختلف الخدمات المقدمة في المراكز والإطلاع على المشاريع الجاري تنفيذها ولقاء الأهالي والاستماع لمطالبهم، مشيرًا إلى اهتمام وحرص ودعم الحكومة الرشيدة من أجل توفير الخدمات للمواطنين في مواقعهم.
وأشاد في ذات الوقت بالإنجازات التي تحققت في المراكز التابعة للمحافظة التي تقدمها الإدارات الحكومية للمواطنين في تلك المراكز والقرى