٢٦ سبتمبر نت:
2025-01-20@20:44:30 GMT

اكتوبر ... معارك ما قبل تحرير الأقصى !

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

اكتوبر ... معارك ما قبل تحرير الأقصى !

لقد ارتسمت معركة حطين عشرات المرات في الأفق قبل حطين بزمن طويل , كما ارتسمت اليوم معركة طوفان الأقصى ومن قبلها معركة العبور في وضع نهاية للمحتل الصهيوني وتحرير المسجد الأقصى . -السكين والزبدة على مدى قرن كامل قبل قدوم الصليبيين , كانت المنطقة الإسلامية والعربية مقسمة إلى كيانات سياسية صغيرة متصارعة , ولذلك عندما قدم الصليبيون لم يكن لدي حكام العرب والمسلمين سوى ميراث طويل من الشك والمرارة والصراع تجاه كل منهم للآخر .

ولهذه مضت قوات الصليبيين في الأراضي الإسلامية والعربية وصولا إلى بيت المقدس واحتلاله كما تمضى السكين في الزبدة بكل سهولة ويُسر بسبب الفرقة السياسية والتشرذم . -التاريخ يتحدث ! بدأت الحروب الصليبية في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي / أواخر القرن الخامس الهجري , واستمرت حتى أواخر القرن الثالث عشر الميلادي / أواخر القرن السابع الهجري, وقد جاءت البداية الأولى للتفكير في الحروب الصليبية من جانب أوروبا وتحديدا من كنيسة روما متواكبة مع بداية لسقوط دولة المسلمين في الأندلس , مع استعادة النورمان جزيرة صقلية وغيرها من جزر البحر المتوسط من أيدي المسلمين .وفي وقت كانت فيه الدولة العربية الإسلامية الممثلة سواء في الخلافة العباسية في بغداد أو الخلافة الفاطمية في القاهرة أو سلاجقة الشام وآسيا الصغرى تشهد ضعفا لم تشهده من قبل .كما تواكبت تلك البداية مع زيادة سكان الغرب الأوروبي خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين زيادة وصلت إلى الضعف مما جعل هناك احتياجا إلى أراضي جديدة ذات موارد اقتصادية جديدة يتوسعون فيها .وكانت تلك الظروف مناسبة لينتهز بابا الفاتيكان آنذاك " أوربان الثاني " ورجال الدين المسيحي ويدعوا إلى القيام بحرب صليبية أو مسيحية شاملة على بلاد المشرق العربي الإسلامي وخصوصا الشام وفلسطين للسيطرة عليها بذريعة حماية المقدسات المسيحية من المسلمين والدفاع عن الأرض التي عاش ودعا فيها المسيح ابن مريم . – والحقيقة أن روما الوثنية والتي اعتنقت المسيحية بعد ثلاثة قرون جعلت من المسيحية رداء لها لتحقيق اهدافها السياسية رغم أن روما لا علاقة لها بالمسيح والكنائس المسيحية ولا حتي بالوصية على مسيحي الشرق والتي تعرضوا هم انفسهم لويلات الحملات الصليبية وشردوا من اراضيهم وديارهم وكنائسهم - . -تكالب الغرب كانت بداية التفكير الذي أدى إلى الحروب الصليبية من كنيسة روما بستار ديني !, والتي بلغت حملاتها أكثر من خمسة عشر حملة منها ثماني حملات كبيرة ودانت نحو أكثر من مائتي سنة وفي كل مرة كان خط سيرها يتجاور الألفى ومائتي ميل , وإشتركت فيها كل بلاد أوروبا المسيحية من انجلتر واسكتلندا في اقصى الغرب حتى بلاد المجر والرومان وشملت ساحة معاركها كل بلاد الأناضول " آسيا الصغري " والشام ومصر وحتي ليبيا وتونس . وفي أثناء الفترة الطويلة التي استمرت فيها الحروب الصليبية دخلت عوامل وأهداف أخرى لا علاقة لها بأي مقدسات أو دعاوي دينية مزعومة , منها طمع الكثيرين من نبلاء أوروبا وأمرائها في إنشاء ممالك لهم في بلاد المسلمين تمكنهم من زيادة ثرواتهم الخاصة ونفوذهم , وعند وصول الحملة الصليبية الأولى إلى الشام سنة 1099م / 492 هجرية كانت دولة السلاجقة أو الجناح العسكري للخلافة العباسية , بل والخلافة العباسية ذاتها تعاني مرض الشيخوخة وأوهن من أن تصد عدوانا يقع عليها , وكانت بلاد المسلمين تخلو من دولة موحدة تجمع المسلمين وتوحدهم لمواجهة الخطر الصليبي الزاحف .وهذا ما جعل الغرب الأوربي ينجح بعد حملتيه الصليبيتين الأولى والثانية في الإستيلاء على بيت المقدس وانشاء مملكة صليبية به بالإضافة إلى ثلاث إمارات مسيحية اثنتان منها في الشام هما إمارة أنطاكية وإمارة طرابلس , والثالثة في شمال العراق على الفرات وهي إمارة الرها . -التفرقة والخيانة قبل معركة حطين بل ومنذ العقد الأول من احتلال الصليبيين لبيت المقدس وقعت معاركة لعلها اشد ضراوة من معركة حطين نفسها , وكاد النصر يتحقق للمسلمين لتحرير بيت المقدس لكن بسبب تفرقهم وخيانتهم وتحالف بعضهم مع الفرنجة كان سبب في استمرار احتلال الصليبيين للمسجد الأقصى طيلة 88 عاما . فقد أضاع العرب والمسلمين أيام الصليبيين فرصا ذهبية لإنهاء الوجود الاحتلالي الفرنجي ارتسمت حطين عشرات المرات في الأفق قبل حطين بزمن طويل , قصر النظر السياسي وحدة هو المسؤول عن عدم اغتنامها , السنوات التسعون التي انقضت بين سنتي 492 هجرية ( سنة الاحتلال ) وسنة 583 هجرية ( سنة التحرير ) شهدت مئات المعارك كما شهدتها مثلها مائة سنة أخرى من بعد , وبعضها في عنف حطين نصرها الحاسم . أولى هذه الفرص كانت أمام إنطاكية عشية وصول الفرنجة إلى الشام دخلوا أنطاكية الفارغة من المؤن وهم حوالي مائة ألف وبعد ثلاثة أيام فاجأهم الحصار الإسلامي بستة جيوش فدب فيهم الجوع حتى أكلوا النعال والجلود وعشب الأرض وبادر الكثير منهم بالهرب , حتي الداعية بطرس الراهب ثم خرجوا بهجمة واحدة بائسة فلم يحاربهم أحد من الجيوش المتربصة حولهم واكتفوا بالفرار , كانت هذه المعركة هي التي أدت إلى التوطيد الصليبي وإلى احتلال القدس , هذا يذكرنا بحرب سنة 1948 م ودخول جيوش الدول العربية وهزيمتها امام الكيان الصهيوني !. -اهدار انتصارات وبعد أشهر من الاحتلال الصليبي والمذابح للمسلمين في القدس والتي بلغ ضحاياها 70 ألف من النساء والاطفال والشيوخ في يوم احتلال الصليبيين للقدس , عاد الفرنجة إلى بلادهم فلقد أدوا مهمتهم , ولم يبق في فلسطين كلها سوى ثلاثمائة فارس وألفي محارب , ولم تستفد من هذه الفرصة مصر وكانت تستطيع أن تسوق فيما يذكرون ثلاثين إلى خمسين ألف فارس , وايضا لم تستغلها دمشق وكان لديها عشرة آلاف فارس , وكل ما صنعه (طغتكين أتابك ) صاحب دمشق أنه ذهب في كوكب من فرسانه إلى طبرية فأخذ منها مصحف عثمان فدخل به دمشق في موكب حافل وأغلق الأبواب ! . ومرت فرص بعد فرص من هذه اللحظات الحرجة أضاعها المصريون , كان أخطرها حملة مايو 1102م , التي سحق فيها الفرنجة عند الرملة فاختفي ملك الفرنجة الهارب في أجمة قصب أحرقها المسلمون فلحقته النيران , والقدس فارغة دون حامية ولكن النجدات الغربية الصليبية التي وصلت على المراكب قلبت الميزان , مما يعيد مشهد حرب 6 اكتوبر 1973م , والجسر الجوي الأمريكي وثغرة الدفرسوار . -معركة الأقحوانة أخطر تلك الفرص كانت معركة ( الأقحوانة ) عند طبرية سنة 507 هجرية , 1113م , بعد أربع عشر سنة بعد الاحتلال الصليبي لبيت المقدس التقى جيشا دمشق والموصل مع الجيوش الفرنجية قرب حطين , وتراءت حطين نفسها في المعركة , بحيرة طبرية اختلط فيها الماء بالدم حتي امتنع الشرب منها أياما , وحشر الجيش الفرنجي محاصرا مهزوما في الجبال شهرين بجرحاه وأثقاله لا يجرؤ على الحركة , ولم يكن في كل مملكة فلسطين من حامية , ووصلت طلائع الجيش الإسلامي حتي مشارف القدس ودانت لهم البلاد بالطاعة . ثم خشي أمير دمشق أن يختطف منه أمير الموصل إمارة دمشق فأقنعه بالعودة واستئناف القتال في الربيع القادم , ولم يأت هذا الربيع أبدا لأن الأمير الموصلي قتل !. -طوفان 470 يوما اشد الضرر في هذه الفرص القديمة الضائعة أن الثمن الذي كان سيدفع فيما بعد كان دوما أغلى , أليس هذا هو قدرنا اليوم مع الاحتلال الصهيوني الفرص دوما تضيع والثمن دوما يرتفع ؟! لكن العدو الصهيوني اليوم واجه اقوى مقاومة طيلة 470 يوما رغم الدعم الغربي الصليبي - المسيحي له , وبرغم مذابحه النازية الارهابية بحق سكان غزة وارتكابه لجرائم حرب وابادة جماعية امام مسمع ومشهد العالم لتلك الجرائم والابادة . ولكن ستبقي معارك اكتوبر رمال متحركة وامواج طوفان ليأتي يوم أوشك أن يكون قريبا ليدفن تحت رمالها أو تغرقه طوفان امواجها وليتحرر المسجد الأقصى كما تحرر في الماضي .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الحروب الصلیبیة

إقرأ أيضاً:

ماذا نسمي مواقف الحكام والنخب الثقافية العربية إزاء معركة طوفان الأقصى المبارك؟

 

 

منذ صبيحة يوم الـ 7 من أكتوبر / 2023م، والذي أسماه المقاومون الفلسطينيون الأحرار ببدء معركة طوفان الأقصى العظيم، والرأي العام العربي والإسلامي والأجنبي في حيرة وتخبط من أمرهم، يقول قائل منهم ماذا يفعلون أمام ذلك الزلزال الجارف للجوانب الأخلاقية والإنسانية والدينية والعروبية أمام ذلك الطوفان الهادر والبركان المجلجل؟، لأن طوفان الأقصى حدث مثل زلزالاً مدوياً عصف بجميع تلك المسلمات التي تم الترويج لها إعلامياً وشعبياً وسلوكياً لعدد من العقود التي خلت، وبمصطلحات ومفردات تم تكرارها على مسامع العوام والنخب من شعوبنا على حدٍ سواء، مضافاً عليها شعوب العالم الأجنبي من حول العالم، فعلى سبيل المثال يتم ترديد مقولات ومفردات عبر عدد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية حول الواقع الذي نشأ منذ مطلع السبعينيات وتحديدا بعد حرب أكتوبر العربية والإسرائيلية ومجيء مرحلة التطبيع التي بشر بها/ محمد أنور السادات وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد سيئة الصيت والسمعة، بعدها تسلسلت المفرد الإعلامية على النحو الآتي :
الكيان الإسرائيلي اليهودي هو واحة للرخاء والأمان والحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان ووريث وحيد للقيم والمبادئ الخيرة للإنسانية المعاصرة جمعاء في الشرق الأوسط  .
وان تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية بين الكيان الإسرائيلي الصهيوني اليهودي وبين المحيط العربي بأنظمتها القائمة أصبح ضرورة حقيقية بل موضوعية مُلحة، وأن ترك السلاح المقاوم جانبا أضحى ضرورة إنسانية أخلاقية للفلسطينيين بالذات لكي يعيش الفلسطيني واليهودي تحت راية السلام والتآخي والرخاء، وخاصة بعد أن تم تعميم بنود اتفاقية (أوسلو للسلام) سيئة الصيت الموقعة بين حركة التحرير الفلسطينية [ فتح ] باعتبارها أول وأكبر حركة تحررية فلسطينية، والتي سقطت سقوطاً مدوياً في شراك التطبيع والتنسيق الأمني مع العدو حد الخيانة لأرواح ودماء الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا منذ قرابة أزيد من 100 عام، والتضحية بملايين اللاجئين الفلسطينيين، وبيع بالمجان كل نضالات الشعوب العربية المقاومة للمشروع الصهيوني اليهودي الغربي في أرض فلسطين.
لو نتذكر فقط كم هم القادة الشرفاء الشهداء من العرب والمسلمين الذين استشهدوا من أجل أن تبقى مدينة القدس طاهرة غير مدنسة، ومن أجل أن تبقى أرض فلسطين كل فلسطين حرة وطاهرة وشريفة وغير مدنسة من الاحتلال الأجنبي، وإذا ما توغلنا في ذلك التاريخ المعادي للقدس الشريف، فإن بدء الحملات الصليبية التي انطلقت من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا كانت كلها من أجل تدنيس أرض القدس الشريف، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى، هكذا تعلمنا من سيرة الإسلام الحنيف والرسالة المحمدية الشريفة.
إن المشاهد المتابع لوسائل الإعلام، وما تنقله من جرائم التطهير العرقي في قطاع غزة، ويشاهد بالمقابل حجم التغافل الشعبي والرسمي  وعدم المبالاة إزاء تلك المشاهد المخيفة  والمستفزة للمشاعر والروح العربية والإنسانية، مشاهد تفحم وتقطع أجساد أطفال فلسطين الأبرياء  ونسائها الطاهرات العفيفات المحتشمات، ومشهد التجويع المؤلم لتدافع الأطفال والشيوخ لأخذ قسط محدود من طبيخ الفاصولياء والعدس وشيء يسير من طبخة البقوليات، ورؤية التدمير المبرمج للأفران الخاصة بطباخة رغيف الخبز والمستوصفات والمدارس والمستشفيات ودور العبادة، أمام هذا المشهد التدميري الوحشي يراقب المرء منا أن المواطن العربي في الخليج العربي المتخم بمظاهر الاستهلاك الباذخ، ويرى بقية شعوب الوطن العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الجائر يمارسون حياتهم الطبيعية، وكأن شيئاً لا يحدث في فلسطين، سوى الاحتجاجات وبعض مظاهر الغضب في عدد من البلدان العربية منها اليمن السعيد، والأردن، ولبنان، والعراق، وتونس، والمغرب وموريتانا، ومن الشعب الإيراني المسلم . !!!.
كيف نسمي هذه الظاهرة العربية الإسلامية الغريبة ؟
كيف سيكتب التاريخ تلك المواقف المخزية للشعوب ونخبها المثقفة ؟
بعث لي صديق من الأهل الكرام بمقطع حواري رفيع المستوى والمضمون، لا يتجاوز ثلاث دقائق فحسب، للدكتورة / سوسن كريمي وهي أستاذة في جامعة البحرين، والتي أجرت حواراً في برنامج البودكاتست من المنامة، وقد لخصت البروفيسورة في تلك الدقائق الثمينة ما يفوق ويوازي آلاف آلاف الساعات من الأحاديث التافهة والهابطة التي تسوقها العديد من  القنوات التلفزيونية العربية والخليجية على وجه الدقة، وكذلك القنوات الأجنبية والعديد من النوافذ الإعلامية التي للأسف يتابعها الملايين من العرب والمسلمين، والتي تشغلهم عن متابعة ما يحدث من أحداث رهيبة ومفزعة لأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة من دمار وخراب وتجويع وإهانة للروح والنفس البشرية والإنسانية، وما نشاهده من تصفيات جسدية وعرقية وصلت لاستشهاد أكثر من 42500 وجرح أكثر 110000، جلهم من الأطفال والنساء، كل تلك المشاهد المرعبة والمفزعة لا يشاهدها العرب الخليجيون في الخليج العربي للأسف، وبدلاً من متابعة تلك الأخبار  المستفزة الجارحة للضمير الإنساني، ولأخلاق العروبة والإسلام والإنسانية جمعاء، لقد خصص حكام مشائخ وملوك وأمراء الخليج العربي ومثيلاتها من العربان في وطننا العربي، خصصوا برامج غنائية وراقصة وصاخبة بالطرب واللهو والمجون بالإضافة إلى البرامج الرياضية المسلية التي تلهي الشعوب والعوام، هؤلاء الحكام هم المجرمون الحقيقيون الذين تسببوا في تغييب وتزييف وعي تلك الأمم والأقوام من شعوبنا العربية التائهة.
منذ 7 أكتوبر 2023م وآلة الدمار الصهيوني اليهودي والأمريكي والأوروبي الوحشي تدمر وتحصد أرواح الفلسطينيين العُزل، ونتاج تلك الوحشية خرجت معظم الشعوب في أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، خرجوا جميعاً يتظاهرون طلابا وطالبات وشيوخاً ومسنين وشباباً وشابات مع أطفالهم وحتى مع حيواناتهم الأليفة أي مع كلابهم وقططهم، خرجوا محتجين غاضبين على جرايم الكيان  الصهيوني الإسرائيلي، و مع ذلك لم تخرج مسيرة واحدة في المملكة السعودية ومشيخة الإمارات وإمارة الكويت وإمارة قطر ولا في بقية الأقطار العربية، ألا توجد حمية وضمير وأخلاق وكرامة وعزة وشرف ونخوة لدى هؤلاء القطعان من العرب؟، ألا يوجد قدر بسيط من التضامن الأخوي الإسلامي العروبي لدى هؤلاء العربان المهمشين أخلاقياً مع أشقائهم في فلسطين ؟
ألم يشاهد الأشقاء العرب أشقاءهم من أبناء الشعب اليمني والذين يخرجون بالملايين في كل يوم جمعة متضامنين وطيلة عام وثلاثة أشهر بالوفاء والتمام، ألم يخجلوا ويطأطئوا الرؤوس؟ لمشاهد الكتل البشرية الملتهبة الصاخبة لأحرار اليمن العظيم وهم يتزاحمون ويتسابقون بالملايين للتضامن والمؤازرة لأشقائهم الفلسطينيين واللبنانيين.
لذلك أنصح بمتابعة الحوار الضافي والمفيد جداً للبروفيسورة / سوسن كريمي التي قالت في مقتضب حديثها الجميل ما يلي : (وإذا أنت إنسان مؤمن إن فيه رب عادل، ضريبتك قوية راح تكون، لأن انته ملزم عقائدياً هنا بالدفاع عن المظلوم، أقل شيء باللسان، راح تدفع ضريبة قوية جدا، قوية جدا، أهل غزة أحنا مسؤولين، صدق مسؤولين، اللي قاعد يصير أحنا مسؤولين، الله يكون في عوننا أحنا، لأنهم في ساحة الشرف، في ساحة العزة، أحنا في ساحة الذل، يعني أنا أتمنى أكون هناك، واجد ارحم حسابي عند الله، هنا هنا أحنا المحاسبين، أحنا هنا في ساحة الشهوات، احنا هنا نساعد أهلنا في غزة بالامتناع عن شهواتنا، تخيل لأي درجة ساحتنا رذيلة «صراحة»، تحارب انك أنت تمسك أمام شهواتك، تقاطع بس تقاطع، يعني أحنا هذا ذي يخب علينا ترا، ذيلك أهل عزة أهل شرف ساحه بالدماء والرؤوس بالأطفال بشباب في عمر الزهور يدفعون، أحنا بكروشنا، والله أنا أتفشل اقول هذا الشيء، لازم نبوس أقدام المقاومة في غزة ،والله أنا أقولها من حشاشة قلبي، لازم نبوس أقدامهم انه رجعوا لنا شوي منظومة القيم، خلونا نفكر شنو المهم في الحياة، ترى هالشباب مو قاعدين بس يضحون بدمائهم، قاعدين يخلقون يسترجعون لنا الوعي المحمدي، شنو المهم في الوجود، صدق هالدماء الزكية اللي قاعدة تسفك في أرض  فلسطين «قاعدة تحرر الإنسانية» بالذات أحنا الخليجيين،  صدق).
إن من يستمع لمثل ذلك الحديث المسؤول، وهو بكامل قواه الذهنية والعقلية سيفوق من سباته العميق ومن غيبوبته الكبرى ومن عبثه بكل شيء، لعلها توقظ وعي وعقول وضمائر هؤلاء المجاميع التائهة من الشباب الخليجي والعربي والإسلامي على وجه الخصوص، وإعادتهم إلى رشدهم ووعيهم، وإلى طريق الحق الصائب الذي به يصنعون مستقبلهم الحقيقي بعيداً عن كل تلك المؤامرات الصهيونية الغربية التي تحاك ضدهم وضد مستقبلهم، وهم لا يدركون .
إنني أنصح بشكل مخلص الحكام العرب وحاشياتهم وحواشيهم ومخبريهم أن يستمعوا إلى كلمات وأحاديث ومحاضرات قائد الثورة اليمنية الحبيب / عبدالملك بدر الدين الحوثي، التي يلقيها على الجماهير العربية والإسلامية وأحرار العالم في كل يوم خميس من كل أسبوع، ويتعلموا منها المعاني والدروس والقيم والفقه السياسي العصري، لعلهم يفقهون ويستفيدون.
وفوق كل ذي علم عليم

*عضو المجلس السياسي الأعلى

مقالات مشابهة

  • اليمن: عامٌ من الصمود والتحوُّلات الكبرى في معركة (طوفان الأقصى)
  • أبو عبيدة: معركة طوفان الأقصى أشعلت شرارة تحرير فلسطين
  • أبو عبيدة يلقي خطاب النصر ويعلن: معركة طوفان الأقصى دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال وغيّرت المعادلات
  • أبو عبيدة: معركة "طوفان الأقصى" التاريخية دقت المسمار الأخير في نعش الاحتلال الزائل لا محالة
  • أبو عبيدة: معركة طوفان الأقصى غيّرت المعادلات وصنعت ملحمة تاريخية
  • أبو عبيدة: 471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال
  • ماذا نسمي مواقف الحكام والنخب الثقافية العربية إزاء معركة طوفان الأقصى المبارك؟
  • اليمن.. عام من الصمود والتحولات الكبرى في معركة طوفان الأقصى
  • ماذا نسمي موقف الحكام والنخب الثقافية العربية في أثناء معركة طوفان الأقصى المبارك