محافظ المنيا يسلم أجهزة لـ 20 عروسة من فتيات المحافظة
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
سلم اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، اليوم الإثنين، أجهزة كهربائية متكاملة لـ 20 عروسة من فتيات المحافظة، مقدمة من مؤسسة مصر الخير بديوان عام المحافظة، وذلك في إطار دعم الفئات الأولى بالرعاية وتيسير سبل الحياة الكريمة، وبناء جسر من التكافل الإجتماعي، تمتد من خلاله روابط الخير لكل مستحقي الدعم.
وأعرب المحافظ، عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية، التي تعكس روح التكافل المجتمعي، وتمثل جزءًا من الرؤية الشاملة للدولة، التي تسعى جاهدة لتحقيق التكافل الإجتماعي والعدالة بين جميع أفراد المجتمع، وتضع على رأس أولوياتها دعم الفئات الأكثر احتياجًا، وتحقيق التنمية المستدامة، ونشر الخير من خلال التعاون المثمر بين مؤسسات المجتمع المدني والجهات المعنية.
وأكد اللواء «كدواني»، حرصه الدائم على تحقيق الرعاية الإجتماعية المتكاملة لجميع فئات المجتمع، والعمل في كافة الإتجاهات للنهوض بحياة الأسر المصرية، وتحقيق سبل الحياة الكريمة اللائقة للمصريين، مشيدًا بدور مؤسسات المجتمع المدني، وفي مقدمتها مؤسسة مصر الخير، لتوفير كافة أشكال الدعم الإجتماعي والتنموي للأسر الأولى بالرعاية.
وأشار المحافظ، أن مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، لدعم الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، وتخفيف الأعباء المالية عن كاهل الأسر الأكثر احتياجًا، لافتًا إلى أن توفير الرعاية الإجتماعية للفئات المستحقة أصبح واجبًا وطنيًا، ومسئولية إنسانية ومجتمعية مشتركة، الأمر الذي يتطلب تضافر كافة الجهود، بما ينعكس إيجابًا على تعظيم الخدمات والمساعدات المقدمة للفئات الأولى بالرعاية، لكون التكافل سمة من سمات رقى المجتمعات وتقدمها .
وأوضح عبد الحميد الطحاوى وكيل وزارة التضامن الإجتماعي، أنه تم تسليم عدد 20 جهاز عروسة، لافتًا إلى أن اختيار الفتيات المستحقة تم وفقًا لشروط ومعايير محددة عقب إجراء بحث اجتماعي، ضمانًا لتحقيق العدالة الإجتماعية ومبدأ تكافؤ الفرص، موجهًا الشكر لمؤسسة مصر الخير، والتي تسهم في رفع المعاناة عن كاهل الأسر الأولى بالرعاية والمستحقة للإعانة في تيسير الزواج.
ووجه ابراهيم فرج مدير مكتب مؤسسة «مصر الخير» بالمنيا، الشكر لمحافظ المنيا، لحرصه على مشاركة أبناء المحافظة في مثل تلك المناسبات، وتقديم كافة أوجه الدعم والمساعدة لهم، بالإضافة للتعاون المثمر بين الأجهزة التنفيذية للمحافظة، ومؤسسة مصر الخير، في تسهيل الأعمال والفعاليات التي تنظمها المؤسسة بقري ومراكز المحافظة، لدعم الأسر الأولي بالرعاية وتوصيل المساعدات والإعانات للمستحقين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأولي بالرعاية عروس ا فتيات أخبار محافظة المنيا الأولى بالرعایة مصر الخیر
إقرأ أيضاً:
الزكاة.. أبعاد دينية وإنسانية تحقق التكافل في المجتمع العماني
مع قرب حلول عيد الفطر المبارك، تتجسد صورة مثالية للمجتمع العماني، حيث يبادر الجميع للزكاة والصدقات لمساعدة المحتاج وتعزيز التكاتف والتعاضد من أجل تحقيق التكافل الاجتماعي، وتلمس حاجة الناس، والأقارب والجيران، وما ينقصهم من الجوانب التي يحتاجونها لتكتمل فرحة العيد، وتسود في المجتمع روح التآخي والمحبة والوئام، وتعم الرحمة بين أفراد المجتمع، وتتعاظم في نفوسهم المودة وحب الخير بينهم.
وتحقق الزكاة العديد من الأبعاد الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، وتضع حلولًا للكثير من الجوانب التي تؤثر على المجتمع، لما تحمله من معان إنسانية تحقق العدالة بين أفراد المجتمع.
وأكد باحثون ومهتمون أن التكاتف المجتمعي، يحقق أبعادًا إنسانيةً عميقةً، ويوجد في النفوس روح المساواة والتعاضد الذي يحقق الرضى بين أفراد المجتمع وينمي في نفوسهم حب الخير للآخرين.
وأشار الباحث بدر بن سالم العبري إلى أن للعيد في الإسلام بُعدين: البعد الرّوحيّ التّعبديّ الملتصق بالخالق سبحانه وتعالى، فهو يأتي بعد شعيرة الصّيام، وأصل الصّيام مرتبط بالله تعالى، لهذا يفتتح عيد الفطر بالصّلاة، وفيها إشهار لتكبيرات العيد الدّالة على وحدانيّة الله تعالى، والبعد الثّانيّ البعد الاجتماعيّ، ومن أهم ما يجسّد البعد الاجتماعيّ المساواة، ولهذا سنّ الرّسول –عليه الصّلاة والسّلام- زكاة الفطر، وذكر الكاتب بدر العبري ما تتطرق إليه في كتابه (أيام الصيام) إلى أنّ "العيد موسم من مواسم الرّحمة، وفترة زمنيّة تتكامل فيها البهجة والمحبّة، فالعيد في الإسلام لا يعرف طبقة دون طبقة، ولا تتميز فيه فئة دون فئة؛ بل هو عيد الصّغار والكبار، والرّئيس والمرؤوس، والفقير والغنيّ، والذّكر والأنثى".
وقال العبري: كانت زكاة الفطر لإغناء الفقير، بمعنى تحقّق الجانب الأدنى من حفظ كرامة وجهه، وليشعر أبناؤه وأهله أنّهم جزء من المجتمع، متساوون جميعًا في أفراحهم وأتراحهم.
وأكد بدر العبري على أنه إذا كان الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم– سنّها "صاعا من تمر، أو صاعا من زبيب أو بر أو شعير أو من أقِط" فبما يناسب تلك الظّرفيّة، وظرفيّة اليوم اختلفت، فأصبحت مظاهر العيد في اللّباس وأطعمة أخرى، بل كان النّظر إلى تحقيق المقصد في فترة مبكرة، مستشهدًا بعدد من الأمثلة من الصحابة والتابعين بدفع المال في زكاة الفطر.
وأوضح أن تحقيق العمل الاجتماعيّ من خلال الصّدقات والزّكوات هو أعظم ما يتحقّق به البر، كما أن هناك من البرّ في إخراج الصّدقة في رمضان وغيرها، لابدّ أن يكون من البرّ حسن توظيفها، بما يحقّق المنفعة، ومنها حسن توظيفها في تحقيق البهجة والإعانة في عيد الفطر، خصوصًا ومجتمعاتنا اليوم تعاني من التّضخم، ومن غلاء الأسعار وغيرها، فحضور البعد الاجتماعيّ في تحقيق هذا ضرورة ملحة، ولكن لابدّ أيضا -كما أسلفت- من تنظيم، وأن توضع في مكانها الصّحيح قدر الإمكان، والابتعاد عن بعض الظواهر الاجتماعيّة الّتي تعيق تحقّق البهجة والسعادة في العيد، مثل المباهاة والإسراف، التي تقوده إلى الاقتراض لغير حاجة ملحة.
فرحة المجتمع
من جانبها، أكدت الدكتورة بدرية بنت علي الهنائية باحثة شؤون إسلامية بدائرة الزكاة أن الزكاة تعد أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي ليست مجرد فريضة مالية يؤديها المسلمون، بل هي نظام اقتصادي واجتماعي متكامل يهدف إلى تحقيق التكافل والعدالة بين مختلف طبقات المجتمع. ومن خلال هذا الركن العظيم، يتم تحويل جزء من الثروات التي يملكها الأغنياء إلى الفقراء والمحتاجين، مما يسهم في تقليل الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين الأفراد، ويعزز روح التآخي والرحمة بين الناس.
وأوضحت الهنائية بأن زكاة الفطر تأتي كنوع خاص من الزكاة يمتاز بتوقيته وأهدافه المتعددة، فهو فريضة شرعت مع نهاية شهر رمضان لتطهير الصائم من أي تقصير وقع منه أثناء صيامه، ولتوفير الحد الأدنى من احتياجات الفقراء خلال العيد، حتى يتمكن الجميع من المشاركة في الفرحة.
واستعرضت الهنائية في حديثها دور الزكاة وركزت على زكاة الفطر، وكيف تعمل هذه الشعيرة في بناء مجتمع متوازن ومتعاون، قائم على قيم العدالة والإنسانية، وأوضحت بأن الزكاة نظام اقتصادي واجتماعي متكامل تُعتبر فريضة عظيمة تحقق التوزيع العادل للثروة، فهي ليست مجرد تبرع أو إحسان، بل هي حق مفروض على أصحاب الأموال الذين يمتلكون النصاب الشرعي، وتُوزع على فئات محددة ذكرها القرآن الكريم، وهم: الفقراء، والمساكين، والعاملون على الزكاة، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب، والغارمون، وفي سبيل الله، وابن السبيل.
وقالت: إن هناك أثرًا اجتماعيًا للتعاون بين أفراد المجتمع عبر تلمس حاجة الناس والزكاة ومن بين هذه الآثار تعزيز الترابط والتكافل، وعندما يؤدي الأغنياء زكاتهم، فإنهم يشعرون بمسؤوليتهم تجاه أفراد المجتمع، فيبني في ما بينهم روح الإيثار والتعاون بين الناس. هذا التكافل لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يخلق شعورًا بالتضامن والانتماء، حيث يدرك كل فرد أن له دورًا في تحسين حياة الآخرين، مما ينعكس إيجابيًا على الاستقرار المجتمعي.
وأشارت إلى الأثر الاقتصادي المتمثل في تقليل التفاوت الطبقي، وبينت أن إحدى أكبر المشكلات التي تواجه المجتمعات اليوم هي الفجوة الواسعة بين الأغنياء والفقراء، والتي تؤدي إلى خلق طبقات اجتماعية متطرفة، بعضها يعاني من الفقر المدقع، بينما يتمتع البعض الآخر بثروات هائلة.
وأكدت أن الزكاة تعمل كأداة لإعادة توزيع الثروة، مما يحد من هذه الظاهرة، ويضمن أن يكون هناك حد أدنى من الدخل لكل فرد في المجتمع، وهذا يحقق استقرارا اقتصاديا مستداما.
وبينت الهنائية بأن للزكاة دورًا في الحد من الفقر، فعندما تُستخدم أموال الزكاة بشكل صحيح، فإنها تساعد الفقراء ليس فقط في تلبية احتياجاتهم الأساسية، ولكن أيضًا في إقامة مشاريع صغيرة، مما يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم بدلًا من أن يكونوا مجرد متلقين للمساعدات، حيث يمكن تخصيص جزء من أموال الزكاة لتوفير التمويل للأسر المحتاجة لإنشاء مشاريع تجارية صغيرة، مثل: المحلات التجارية، والحرف اليدوية، أو حتى المشاريع الزراعية، مما يخلق فرص عمل جديدة وتقليل نسبة البطالة في المجتمع.
وتحدثت الهنائية عن زكاة الفطر وخصوصيتها وأهميتها وقالت: زكاة الفطر تختلف عن الزكاة العامة في عدة جوانب، فهي واجبة على كل مسلم قادر، حتى الفقراء منهم، إذا كانوا يملكون قوت يومهم.
وأضافت: زكاة الفطر ليست مجرد مساعدة مالية للمحتاجين، بل تحمل بعدًا روحيًا عميقًا. فهي: تطهر صيام المسلم من الأخطاء التي قد يكون ارتكبها أثناء الشهر الكريم وتعزز الشعور بالشكر لله على إتمام عبادة الصيام، وتذكر المسلم بمسؤوليته الاجتماعية، حيث يشعر بقيمة العطاء ويعتاد على البذل والتضحية من أجل الآخرين، كما أن لها أبعادًا اجتماعية، وقبل يوم العيد، يُفترض أن يكون جميع أفراد المجتمع قد حصلوا على ما يكفيهم ليتمكنوا من المشاركة في فرحة العيد. وهنا يظهر البعد الاجتماعي القوي لزكاة الفطر، فهي: تضمن إدخال الفرح على قلوب الفقراء وتمكنهم من الاحتفال بالعيد دون الشعور بالحرمان، وتعزز الشعور بالمساواة بين أفراد المجتمع وتقوي الروابط بينهم.
وأشارت البدرية إلى الأبعاد الاقتصادية لزكاة الفطر وقالت على الرغم من أن زكاة الفطر قد تبدو صغيرة من حيث القيمة المادية مقارنة بالزكاة العامة، إلا أن أثرها الاقتصادي كبير، حيث يتم ضخ كميات ضخمة من المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية في الأسواق، مما يساعد على دعم الاقتصاد المحلي وتنشيط حركة التجارة قبل العيد، كما أن تطبيق الزكاة بشكل صحيح، مع تحديث آليات جمعها وتوزيعها، يمكن أن يكون نموذجًا فعالًا لحل العديد من المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها العالم اليوم. ولذا، فإن نشر الوعي بأهمية الزكاة، وتعزيز فهمها الصحيح، هو مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات. فهي مشروع إنساني عظيم يبني مجتمع أكثر عدلًا ورحمةً، حيث يجد الفقير ما يسد حاجته، ويشعر الغني بمسؤوليته الاجتماعية، فتسود قيم العدل والمساواة، ويعيش الجميع في مجتمع أكثر استقرارًا وسعادة.
جسر عظيم
من جانبه، قال عادل بن حميد بن عبدالله الجامعي: في زمن تتسارع فيه عجلة الدنيا، وتشتد وطأة الحياة على من ضاقت بهم سُبل العيش، تتجلى عظمة الشرائع التي لا تترك الإنسان وحده في خضم التيارات المتلاطمة، وفي حضارة الإسلام، لم يكن المال قطّ غايةً، بل وسيلةً لربط القلوب، وجسرًا تعبر به الأرواح من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، مؤكدًا أن من أبهى مظاهر هذا الجسر العظيم: الزكاة؛ الركن الركين الذي لو أُقيم على وجهه، لأغنى الفقراء.
وأوضح أن الزكاة ليست فقط فريضة مالية تُؤدى، بل هي نظام رباني، سنّه الله ليحقق التوازن في المجتمع، ويبعث الحياة في جسد الأمة.
وأشار الجامعي إلى أن جوهر الزكاة أعمق من أن يُختصر في أرقام تُدفع، إنها تطهير للنفس، وتهذيب للروح، وتخليص من الشح والبخل، واستجابة لنداء الإنسان الكامن في قلب كل واحد منا، وحين فرض الله الزكاة، ما أراد أن يُثقل بها كاهل الأغنياء، بل أراد أن يُخفف بها عن كاهل الفقراء. هي سُنّة كونية، حيث لا يستقيم مجتمع إلا بتراحم أفراده، ولا تقوم حضارة إلا على أعمدة العدل والتكافل، ولا تنجح أمة إن جاع فيها الجائع، واغتنى فيها الغني حتى تجمد قلبه.
وقال عادل الجامعي: إن من يتأمل حكمة الزكاة، يجدها تشدّ أوصال المجتمع بعضها إلى بعض: المال لا يبقى حبيس الخزائن، بل يجري كالنهر العذب في رُبى المجتمع، يسقي الأرض العطشى، ويُنبت فيها الزهر. هي علاج للقلب قبل الجيب، إصلاح للنية قبل المال. وصدق رسول الله ﷺ حين قال: "ما نقص مال من صدقة"، فكيف بزكاةٍ مفروضة، جعلها الله أمانًا وسلامًا للمعطي والمعطى له.
وأكد على أنه مع اقتراب عيد الفطر، لا تغيب عن المزكين والمتصدقين حكمة التوقيت، ويأتي العيد تتويجًا لشهر الصيام، شهر تزكية النفس بالصبر والقيام، ويأتي معه الأمر بإخراج زكاة الفطر، كأنَّ العيد لا يكتمل إلا إذا عمّ الفرح كل بيت، ولبس الصغير الجديد، وامتلأت المائدة بما يسرّ العين والقلب، فما معنى عيد يفرح فيه البعض وتغيب البسمة عن وجوه آخرين؟! الزكاة تمحو هذه الفجوة، وتُذيب الحواجز، وتعلنها صريحة: المال مال الله، والأمة جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وناشد الجامعي من أنعم الله عليهم بالمال، وقال: هذه فرصتكم لتكونوا أمناء الله في أرضه، لتجعلوا من أموالكم جسرًا تعبر به الأرواح الحائرة نحو الطمأنينة، ولتدخلوا عيدكم بقلوب طاهرة، قد زكّاها العطاء، وزيّنها الإحسان. ولنُدرك جيدًا أن الزكاة ليست نهاية التكافل، بل بدايته، هي دعوة لأن تبعث روح التراحم، لا مرةً في العام، بل كل يوم، كل لحظة، وأن نلتفت لجيراننا، لإخواننا، لأبناء المجتمع الذي نعيش فيه، فنسأل عن حاجتهم، ونسبقهم بالبذل قبل أن يمدوا أيديهم.