خلص محلل سياسي إسرائيلي، الاثنين، إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يكذب على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وإلى أنه يستعد لتخريب اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ أمس.

 

وصباح الأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بعد حرب إبادة جماعية إسرائيلية بدعم أمريكي على غزة استمرت نحو 16 شهرا.

 

وقال محلل الشؤون الإسرائيلية الأمريكية بصحيفة "هآرتس" أمير تيبون: "نتنياهو يكذب على ترامب ويستعد لتخريب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".

 

وأشار في تحليله إلى أن "نتنياهو وافق الأسبوع الماضي نيابةً عن إسرائيل، على اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن (الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية) يشمل 3 مراحل".

 

وأضاف: "إذا نُفّذ هذا الاتفاق بالكامل، فمن المفترض أن يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإنهاء الحرب في غزة. وهذا ما هو مكتوب بصوت عال وواضح من صفحاته".

 

وتابع تيبون: "استغرق هذا الاتفاق شهورا في الإعداد، بفضل العمل الدؤوب من جانب إدارة (الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو) بايدن، ولكن الفضل في التوقيع عليه في نهاية المطاف يعود أكثر من أي شخص آخر، إلى ترامب ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف".

 

وقال: "نجح تدخل ترامب في المفاوضات في إخراجها من حالة الجمود التي استمرت شهورا، ورحلة ويتكوف في اللحظة الأخيرة إلى إسرائيل أوضحت لنتنياهو أن الاتفاق يجب أن يوقع، دون مزيد من الألعاب والأعذار والتأخيرات".

 

ولأشهر طويلة عرقل نتنياهو التوصل إلى الاتفاق بسبب طرحه شروطا جديدة أو تراجعه عن تفاهمات سابقة، في وقت كانت فيه إسرائيل ترتكب دون هوادة الإبادة الجماعية بغزة.

 

وشهدت المفاوضات الأخيرة حول الاتفاق تقدما ملحوظا إثر ضغوط شديدة مارسها مبعوث ترامب للشرق الأوسط، على نتنياهو خلال اجتماع وُصف بـ"المتوتر" بينهما السبت الماضي.

 

** وعد بوقف إطلاق نار مؤقت

 

وأضاف تيبون: "لكن نتنياهو نفسه الذي وقّع الاتفاق في نهاية المطاف كان يخبر حلفاءه السياسيين المحليين أنه لا ينوي احترامه وتنفيذه".

 

وتابع: "بعد أن انسحب أحد الأحزاب المتطرفة (حزب القوة اليهودية) من ائتلافه الحاكم بسبب الاتفاق، وهدد آخر (الصهيونية الدينية) بالمثل إذا احتُرم الاتفاق بالكامل، وعدهما نتنياهو بأن وقف إطلاق النار الذي وقّع عليه مؤقت فقط، وأنه سيأمر قريبا باستئناف الحرب".

 

وعلّق المحلل الإسرائيلي على ذلك بالقول: "بذلك، سيضحي (نتنياهو) بحياة حوالي نصف الرهائن الأحياء المحتجزين حاليا في غزة".

 

وأردف تيبون: "هذه ليست نظرية مؤامرة ينشرها معارضو نتنياهو ومنتقدوه؛ هذه كلمات تأتي مباشرة من الموالين له وأنصاره".

 

ولفت إلى أنه أثناء احتفال الإسرائيليين الأحد بعودة 3 أسيرات من غزة "حطّم الحفل المحلل الأكثر ارتباطًا بنتنياهو، عميت سيغال، بإعلانه على شاشة التلفزيون أنه يتوقع إطلاق سراح 10 فقط من الرهائن الـ 94 الذين ما زالوا في غزة، قبل وفاء نتنياهو بوعده لوزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وتجديد الحرب".

 

ووفق تيبون، فإن "سيغال لا يقوم بهذا وفق أهوائه؛ فهو يتحدث مباشرة إلى نتنياهو وسموتريتش، ويستمع منهما إلى خططهما".

 

والأحد، أطلقت حماس سراح 3 أسيرات "مدنيات" إسرائيليات من غزة، وفي المقابل أفرجت إسرائيل عن 90 أسيرة وأسير فلسطينيين، بينهم 21 طفلا.

 

** ذريعتان لتجديد الحرب

 

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن "لدى نتنياهو طريقتان لإغراق الاتفاق وإيجاد ذريعة لتجديد الحرب"، بحسب تقييمه.

 

وأردف: "الخيار الأول هو ببساطة تعطيل المفاوضات للمرحلة الثانية المقررة أن تبدأ في غضون 15 يومًا، وإضاعة الوقت في المحادثات حتى انتهاء الوقت. وقد أجرى المحاولة نفسها عدة مرات مع فريق بايدن الذي كان ضعيفًا للغاية، أو غير راغب في الاعتراف بحقيقة تخريب نتنياهو للاتفاق".

 

وأضاف: "الخيار الثاني هو إشعال فتيل العنف بالضفة الغربية، والواقع أن فتيل التوتر يشتعل بالفعل هناك: فقد أشعل المستوطنون المتطرفون النيران في منازل وسيارات في عدة قرى فلسطينية مساء الأحد، في الوقت نفسه الذي احتفل فيه ملايين الإسرائيليين بعودة الرهينات الثلاث".

 

وتابع: "مرة أخرى، هذا الأمر يشرحه الموالون لنتنياهو، وليس معارضوه؛ كل ما يتعين على المرء أن يفعله لمعرفة ذلك هو مشاهدة القناة 14، وهي وسيلة الإعلام المؤيّدة لنتنياهو".

 

وأشار تيبون إلى أن القناة 14 العبرية "منذ الأسبوع الماضي، كانت تخبر مشاهديها أن الاتفاق مؤقت وأن المرحلة الثانية لن تحدث، وأن نتنياهو سيحترم التزاماته (بعدم تنفيذ الاتفاق بالكامل) تجاه سموتريتش".

 

يشار إلى أن وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى من المقرر أن يستمر 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

 

ومن المقرر أن تطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرا وأسيرة إسرائيليين، مقابل أسرى فلسطينيين يتوقف عددهم على صفة كل أسير إسرائيلي إن كان عسكريا (مقابل 50 أسيرا) أم "مدنيا" (مقابل 30 أسيرا).

 

وإجمالا، تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليا وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة، أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.

 

وبين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني الجاري، أسفرت الإبادة الإسرائيلية في غزة عن أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

 

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

  

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الكرملين راضٍ عن موقف الولايات المتحدة بشأن الناتو.. وترامب يضغط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى أن يتذكره الناس باعتباره صانع سلام، وقال مرارا وتكرارا، إنه يريد إنهاء "حمام الدم" في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا - والذي تصوره إدارته على أنه حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا.

 وقال الكرملين،  إن موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن استبعاد عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي يبعث على الرضا لدى موسكو لكنه رفض التعليق على آمال ترامب في التوصل إلى اتفاق سلام هذا الأسبوع.

ترامب يريد إنهاء حمام الدم 


قال المبعوث الأمريكي الجنرال كيث كيلوج يوم الأحد إن عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) "غير واردة" بالنسبة لأوكرانيا. وكان ترامب قد صرّح بأن الدعم الأمريكي السابق لذلك كان سببًا للحرب.


وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين: "سمعنا من واشنطن على مختلف المستويات أن عضوية أوكرانيا في حلف الناتو مستبعدة. بالطبع، هذا أمر يُسعدنا ويتوافق مع موقفنا".

تهديد المصالح الروسية


وأضاف بيسكوف أن انضمام أوكرانيا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من شأنه أن يهدد المصالح الروسية. "وفي الواقع، هذا أحد الأسباب الجذرية لهذا الصراع".


في عام 2022، أمر الرئيس فلاديمير بوتن بإرسال قوات إلى أوكرانيا، مما أدى إلى أسوأ مواجهة بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.


ووصف الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وزعماء أوروبا الغربية وأوكرانيا الغزو بأنه استيلاء على الأراضي على الطريقة الإمبراطورية وتعهدوا مرارا وتكرارا بهزيمة القوات الروسية.


الحرب لحظة فاصلة في علاقات موسكو مع الغرب


ويرى بوتن أن الحرب كانت بمثابة لحظة فاصلة في علاقات موسكو مع الغرب الذي يقول إنه أذل روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في عام 1991 من خلال توسيع حلف شمال الأطلسي والتعدي على ما يعتبره مجال نفوذ موسكو.


في قمة بوخارست عام ٢٠٠٨، اتفق قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على أن أوكرانيا وجورجيا ستصبحان عضوين في الحلف يومًا ما. وفي عام ٢٠١٩، عدّلت أوكرانيا دستورها، ملتزمةً بمسار العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
 

شروط روسيا لإنهاء الحرب مع أوكرانيا


وقال بوتن مرارا وتكرارا إن روسيا ستكون مستعدة لإنهاء الحرب إذا تخلت أوكرانيا عن طموحاتها في حلف شمال الأطلسي وسحبت قواتها من المناطق الأربع الأوكرانية التي تطالب بها روسيا وتسيطر على معظمها.


وذكرت وكالة رويترز في نوفمبر أن بوتن مستعد للتفاوض على صفقة مع ترامب، لكنه سيرفض تقديم تنازلات إقليمية كبيرة وسيصر على أن تتخلى كييف عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.


وقال ترامب، إنه يأمل أن تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق هذا الأسبوع لإنهاء الصراع.

قال ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال": "سيبدأ كلاهما بعد ذلك في إقامة علاقات تجارية ضخمة مع الولايات المتحدة الأمريكية المزدهرة، وتحقيق ثروة طائلة!".


تم تداول الروبل الروسي عند مستوى يقارب 80 روبل مقابل الدولار الأمريكي يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى مقابل الدولار منذ يونيو 2024. وارتفع الروبل بأكثر من 40% مقابل الدولار منذ بداية العام وسط توقعات بالسلام.


وعندما سُئل عن تصريحات ترامب، قال بيسكوف: "لا أريد الإدلاء بأي تعليقات الآن، وخاصة فيما يتعلق بالإطار الزمني".


لا يزال الرئيس بوتين والجانب الروسي منفتحين على السعي للتوصل إلى تسوية سلمية. ونواصل العمل مع الجانب الأمريكي، ونأمل بالطبع أن يُثمر هذا العمل نتائج.

سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم 


ورفض التعليق بشكل مباشر على تقرير بلومبرج الذي أفاد بأن الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم كجزء من اتفاق سلام أوسع نطاقا. 


وقال بيسكوف: "لا يجوز، ولا ينبغي، العمل على إيجاد تسوية سلمية علنًا. بل يجب أن يتم ذلك بسرية تامة.

مقالات مشابهة

  • عاجل| ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 51355 شهيد
  • ترامب يدخل على خط الوساطة.. وإسرائيل تعرقل هدنة غزة
  • أكسيوس: ترامب ناقش مع نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة وصفقة المحتجزين
  • خبير عسكري: الظروف الحالية بلبنان مواتية للشروع في تنفيذ اتفاق لقف إطلاق النار
  • اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة قد يمتد لسنوات
  • ترامب يهاتف نتنياهو لبحث وقف إطلاق النار في غزة والنووي الإيراني
  • الكرملين راضٍ عن موقف الولايات المتحدة بشأن الناتو.. وترامب يضغط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا
  • ترامب يبحث مع نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة والمحادثات مع إيران
  • ‏رئيس الشاباك: نتنياهو طلب مني استخدام صلاحيات الشاباك ضد المظاهرات المناهضة وطلب مني الانصياع للحكومة لا للمحكمة العليا
  • واشنطن تؤكد التزامها بتحقيق وقف النار في أوكرانيا.. هل يتم الاتفاق هذا الأسبوع؟